سورة الأنبياء

سورة الأنبياء

23/01/2012

سورة الأنبياء

موجز في التّفسير
 سورة الأنبياء
_____من دروس «المركز الإسلامي» _____



السورة الحادية والعشرون في ترتيب سوَر المصحف الشريف، آياتها مئة واثنتا عشرة، وهي مكيّة بلا خلافٍ بين المفسّرين، وسياق آياتها يشهد بذلك. سُمّيت بسورة «الأنبياء» لورود أسماء ستّة عشر نبيّاً فيها، عليهم السلام.  
 

«تفسير الأمثل»: ما جرى التأكيد عليه في هذه السورة من سِيَر الأنبياء الذين وردت أسماؤهم فيها، أنّ هؤلاء العظام عندما كانوا يُبتلَون بالمصاعب والمواقف الصعبة، كانوا يمدّون يدَ التوسّل والإستعانة نحو لُطف الله وعَونه، وكيف أنّ الله سبحانه كان يفتح أمامهم الطُّرق المغلقة، ويُنجيهم من المِحَن، وتلاطم أمواج البلايا.

هدفُ السورة


«تفسيرالميزان»: هدف السورة الكلامُ حول النبوّة، بانياً ذلك على التوحيد والمعاد، فتُفتَتحُ بذِكر اقتراب الحساب وغفلة الناس عن ذلك، وإعراضِهم عن الدعوة الحقّة التي تتضمّن الوحي السماوي، فهي مِلاكُ حساب يوم الحساب. ثمّ تنتقل السورة من هناك إلى موضوع النبوّة واستهزاء الناس بنبوّة النبيّ صلّى الله عليه وآله، ورَميهم إيّاه بأنّه بشرٌ ساحر، وأنّ ما أتى به أضغاثُ أحلام، وأنّه مُفترٍ وشاعر والعياذ بالله تعالى! فتردّ ذلك بذكر أوصاف الأنبياء الماضين الكلّية إجمالاً، وأنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله لا يفقد شيئاً ممّا وجدوه، وأنّ ما جاء به لا يُغاير شيئاً ممّا جاؤوا به. ثمّ تذكر قصص جماعة من الأنبياء تأييداً لما تقدّم من الإجمال، وهم: موسى، وهارون، وإبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، ولوط، ونوح، وداود، وسليمان، وأيوب، وإسماعيل، وإدريس، وذو الكفل، وذو النون، وزكريّا، ويحيى، وعيسى صلوات الله عليهم أجمعين. ثمّ تتخلّص إلى ذِكر يوم الحساب، وما يلقاه المجرمون والمتّقون فيه، وأنّ العاقبة للمتّقين، وأنّ الأرض يرِثها عباده الصالحون، ثم تذكر أنّ إعراضهم عن النبوّة إنّما هو لإعراضهم عن التوحيد، فتُقيم الحجّة على ذلك كما تُقيمها على النبوّة، والغلبةُ في السورة للوعيد على الوعد، وللإنذار على التبشير.

ثوابُ قراءتها


«تفسير نور الثقلين»: عن النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله: «مَن قرأ سورة الأنبياء حاسبَه اللهُ حساباً يسيراً، وصافحَه وسلّم عليه كلُّ نبيٍّ ذُكِر اسمُه في القرآن».
وعن الإمام الصادق عليه السلام: «من قرأ سورة الأنبياء حبّاً لها، كان كمن رافق النبيّين أجمعين في جنّات النعيم، وكان مَهيباً في أعين الناس حياةَ الدنيا».

خلاصة السورة


«تفسير الأمثل»: إنّ خاصّية السور المكيّة التي تتحدّث عن العقائد الدينيّة، وبالأخصّ المبدأ والمعاد، مُنعكسةٌ تماماً في هذه السورة، فقد بحثتْ في توحيد الخالق عزّ وجلّ، وأنّه لا خالقَ ولا معبودَ سواه، وكذلك عن خلْق العالم على أساس الهدف والتخطيط، ووحدة القوانين الحاكمة على هذا العالم، وكذلك وحدة مصدر ومنبع الحياة والوجود، وكذلك اشتراك الموجودات في مسألة الفناء والموت.
وتحدّث جانبٌ آخر من هذه السورة عن انتصار الحقّ على الباطل، والتوحيد على الشرك، وجنود الحقّ على جنود إبليس.

تفسيرُ آياتٍ منها


«تفسير نور الثقلين»:  قوله تعالى: ﴿اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون﴾ الأنبياء:1، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «بُعِثتُ والساعة كهاتين». [وأشار إلى إصبعيه الشريفتين السبّابة والوسطى].
وعن أمير المؤمنين عليه السلام: «إنّ الدنيا قد ولّت حذّاء [ماضية سريعة] ولم يبقَ منها إلّا صُبابةٌ كصُبابةِ الإناء».

* قوله تعالى: ﴿لو كان فيهما آلهة إلّا الله لفسدتا فسبحان الله ربّ العرش عمّا يصفون﴾ الأنبياء:22، قال هشام بن الحكم لأبي عبد الله الصادق عليه السلام: ما الدليل على أنّ الله واحد؟ قال: اتّصالُ التدبير وتمامُ الصُّنع، كما قال عزّ وجل: ﴿لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا..﴾ الأنبياء:22.

* قوله تعالى: ﴿ لا يُسأل عمّا يفعل وهم يسألون﴾ الأنبياء: 23، وسُئل عليه السلام عن القضاء والقدر فقال: «إنّ الله تبارك وتعالى إذا جمع العباد يوم القيامة، سألَهم عمّا عهِد إليهم، ولم يسألهم عمّا قضى عليهم».
وسئل الرضا عليه السلام: لأيّ علّة صارت الإمامة في وُلد الحسين دون ولد الحسن؟ فقال: «لأنّ الله تعالى جعلها في وُلد الحسين ولم يجعلها في وُلد الحسن، واللهُ لا يُسأَلُ عمّا يفعل».

* قوله تعالى: ﴿.. ولا يشفعون إلّا لمن ارتضى..﴾ الأنبياء:28، عنه عليه السلام: «لا يشفعون إلّا لمن ارتضى اللهُ دينَه».

* قوله تعالى: ﴿أولم ير الذين كفروا أنّ السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما..﴾ الأنبياء:30، الإمام الباقر عليه السلام: «كانت السماء رتقاً لا يُنزل القَطْر، وكانت الأرض رتقاً لا يُخرج النبات، ففتقَ الله السماءَ بالقطْر، وفتقَ الأرضَ بالنبات».

* قوله تعالى: ﴿..ونبلوكم بالخير والشرّ فتنة..﴾ الأنبياء:35، مرض أمير المؤمنين عليه السلام مرضاً فعاده إخوانُه، فقالوا: كيف نجدك يا أمير المؤمنين؟ قال: بشرّ. قالوا: ما هذا كلامُ مثلِك؟ قال عليه السلام: إنّ الله تعالى يقول: ﴿..ونبلوكم بالخير والشرّ فتنة..﴾ فالخيرُ الصحّةُ والغِنى، والشرُّ المَرضُ والفقر.

* قوله تعالى: ﴿..أفلا يرون أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها..﴾ الأنبياء:44، الإمام الصادق عليه السلام: «نُقصانُها ذهابُ عالِمها».

* قوله تعالى: ﴿ونضع الموازين القسط ليوم القيامة..﴾ الأنبياء:47، عنه عليه السلام: «الأنبياءُ والأوصياءُ عليهم السلام».[أي هم الموازين].

* قوله تعالى: ﴿قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم﴾ الأنبياء:62، عنه عليه السلام: «واللهِ ما فعلَه كبيرُهم وما كذبَ إبراهيم. قيل له: فكيف ذلك؟ قال عليه السلام: إنّما قال: فعلَه كبيرُهم هذا إنْ نطق، وإن لم ينطق فلم يفعل كبيرُهم هذا شيئاً».

* قوله تعالى: ﴿قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم﴾ الأنبياء:69، رسول الله صلّى الله عليه وآله: «إنّ إبراهيم عليه السلام لمّا أُلقِي في النار قال: أللّهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّدٍ وآل محمّدٍ لمّا أَنجيتني منها، فجعلَها اللهُ عليه برداً وسلاماً».
 
* قوله تعالى: ﴿ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة..﴾ الأنبياء:72، الإمام الصادق عليه السلام: «ولدُ الولدِ نافلة».

* قوله تعالى: ﴿..وآتيناه أهله ومثلهم معهم..﴾ الأنبياء:84، عنه عليه السلام: «أحيى الله عزّ وجلّ له [أيّوب عليه السلام] أهله الذين كانوا قبل البليّة، وأحيى له الذين ماتوا وهو في البليّة».

* قوله تعالى: ﴿وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظنّ أن لن نقدر عليه..﴾ الأنبياء:87، الإمام الرضا عليه السلام: «إنّما ظنّ بمعنى استيقنَ أنّ الله لن يُضيّق عليه رزقه، ألا تسمعُ قولَ الله عزّ وجلّ: ﴿وأمّا إذا ما ابتلاه فقدَر عليه رزقَه..﴾ الفجر:16، أي ضيّق عليه رزقه، ولو ظنّ أنّ الله لا يقدِرُ عليه لكان قد كفر».

* قوله تعالى: ﴿..ويدعوننا رغباً ورهباً..﴾ الأنبياء:90، الإمام الصادق عليه السلام: «الرغبةُ أن تستقبلَ ببطنِ كفّيك إلى السماء، والرّهبة أن تجعل ظَهْرَ كفّيك إلى السماء».

 * قوله تعالى: ﴿إنّكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم..﴾ الأنبياء:98، عنه عليه السلام: «إنّ الله يأتي بكلّ شيء يُعبد من دونه؛ شمس، أو قمر، أو تمثال، أو صورة، فيُقال: اذهبوا بهم وبما كانوا يعبدون إلى النّار».

* قوله تعالى: ﴿لا يحزنهم الفزع الأكبر..﴾ الأنبياء:103، الإمام الباقر عليه السلام: «لا يحبّنا عبدٌ ويتولّانا حتّى يطهّر اللهُ قلبَه، ولا يطهّر اللهُ قلبَ عبدٍ حتّى يسلّم لنا ويكون سلماً لنا، فإذا كان سلماً لنا سلّمه الله من شديد الحساب، وآمَنَه من فزع يوم القيامة الأكبر».

* قوله تعالى: ﴿..أنّ الأرض يرثها عبادي الصالحون﴾ الأنبياء:105، عنه عليه السلام: «هم أصحاب المهديّ في آخر الزمان».

            

اخبار مرتبطة

  بين الحسين عليه السلام ويزيد

بين الحسين عليه السلام ويزيد

  الغنيّ، هو المتَّصل بالله تعالى المنقطعُ إليه

الغنيّ، هو المتَّصل بالله تعالى المنقطعُ إليه

  دوريات

دوريات

24/01/2012

دوريات

نفحات