الإيمان، والنّفاق

الإيمان، والنّفاق

24/01/2012

الإيمان، والنّفاق

الإيمان، والنّفاق
____إعداد: «شعائر»____

المؤمن هو مَن آمن بالله ورسله منذ آدم حتى الرّسول الخاتم، وأذعن وصدّق بما أوحى الله إليهم. ويقابل المؤمن المنافق، وهو الذي آمن بلسانه وأبطن الكفر في قلبه.
ما يلي، وقفة مع مصطلَحي «الإيمان»، و«النفاق»، مقتطفة من كتاب (مصطلحات إسلاميّة) للعلّامة السيّد مرتضى العسكري رحمه الله.
 

آمن إيماناً فهو مؤمن، والإيمان في اللّغة: الإذعانُ والتصديق.
أمّا في المصطلح الإسلامي: فيُقال المؤمن لِمَن آمن بالله ورُسله منذ آدم حتى الرّسول الخاتم صلّى الله عليه وآله، وأذعن وصدّق بما أوحى الله إليهم.
ولا يتمّ ذلك بأن يؤمن الإنسان ببعض ما أوحى الله ويكفر ببعض، كما قال الله تعالى: ﴿.. وَالمُؤْمِنُونَ كُلُّ آمَنَ بِالله وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِن رُسُلِهِ وَقَالُوْا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا..﴾ البقرة:285.
وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِالله وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِالله وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الاخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً﴾ النساء:136.
في هذه الآية الأخيرة يطلب الله تعالى من الذين آمنوا الإيمان بجميع ما فصّل ذكره فيها؛ وهو الإيمان بالله، ورسوله الخاتم، والكتاب الذي نزَّل عليه، والكتاب الذي أنزله من قبله، وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.
ويقابل هؤلاء المؤمنين، المنافقون -الذين آمنوا بألسنتهم، ثمّ كفروا في قلوبهم- فعلوا ذلك مرّات متعدّدة. ومن أفعالهم، إتّخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين يطلبون العزَّة عندهم، والعزَّة جميعها لله عزّ وجلّ، وعلى المؤمنين إذا سمعوا آيات الله يُكفَر بها ويُستَهزأ بها أن لا يقعدوا معهم حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره، وإنْ قعدَ المؤمنون في تلك المجالس مع المستهزئين كانوا منافقين مثلهم، وينهى الله المؤمنين أيضاً عن اتّخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين.
قال تعالى: ﴿بَشِّرِ المُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً* الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ المُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ للّهِ جَمِيعاً* وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِيْ الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ اَّيَاتِ اللّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ ..﴾ النساء: 138-140.
وبناءً على ذلك، فإنّ على المؤمنين -أي المسلمين- أن يؤمنوا بالله في بذل الطاعة في كلّ ما أمر به تعالى، والإمتناع عن فعل كلّ ما نهى عنه؛ وعند ذلك يكون المؤمن مؤمناً حقّاً. أمّا إذا كان الإنسان يؤمن بما يرتضيه ممّا أنزل الله، ويترك ممّا أنزل الله ما لا يرتضيه فليس بمؤمن.

النِّـفاقُ والمُـنَافِق

في اللّغة، نافق اليَربوع [نوع من القوارض]: إذا ضرب برأسه «النّافِقاء» من جحره ومرقَ منه؛ وذلك لأنّ لجحر اليربوع باباً ظاهراً يسمّى «الْقاصعاء»، ومخرجاً قد رقّق التراب من جانبه دون أن يظهر ذلك من سطح الأرض؛ فإذا هوجم من بابه القاصعاء ضرب برأسه النَّافِقاء ومرق منه وهرب، وعندئذٍ يقال: «نافق اليربوع».
وفي المصطلح الإسلامي، نافَقَ الرَّجل نِفاقاً: أظهر الإسلام وعَمل بعمله وأبطن الكفر؛ فهو منافقٌ.
قال الله سبحانه: ﴿إِذَا جَاءكَ المُنافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ الله وَالله يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَالله يَشْهَدُ إِنَّ المُنافِقِينَ لَكَاذِبُونَ* اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً..﴾ المنافقون1-2.
أي اتّخذوا ما يحلفون به ستراً سميكاً. إذاً، فهُم يسترون نفاقهم بسترٍ سميك من اليمين الكاذبة، والله يكشف للرَّسول صلّى الله عليه وآله زيفَ قولهم.
وقال سبحانه: ﴿إِنَّ المُنافِقِينَ يُخادِعُونَ الله وَهُوَ خادِعُهُمْ وَإِذَا قامُوا إِلى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُونَ النَّاسَ..﴾ النساء:142.

اخبار مرتبطة

  بين الحسين عليه السلام ويزيد

بين الحسين عليه السلام ويزيد

  الغنيّ، هو المتَّصل بالله تعالى المنقطعُ إليه

الغنيّ، هو المتَّصل بالله تعالى المنقطعُ إليه

  دوريات

دوريات

24/01/2012

دوريات

نفحات