يا هندُ لم أعشق ومثلي لا يَرى |
عِشْـقَ النِّـساءِ دِيـانةً وتحرُّجا |
لكنّ حبـِّي للوصيِّ مخيـِّمٌ |
في الصَّدر يَسرحُ في الفؤاد تولُّجا |
فهوَ السِّراجُ المُستَنيرُ ومَنْ بِهِ |
سَبَبُ النّجاةِ منَ العَذابِ لِمَن نَجا |
وإذا تَرَكْتُ له المحبّةَ لَمْ أَجِد |
يومَ القيامةِ مِـن ذُنوبي مَخْرَجا |
قُلْ لي: أَأَتْرُكُ مستقيمَ طريقِهِ |
جهلاً وأتبعُ الطَّريقَ الأعوَجا؟! |
وأَراهُ كالتِّبرِ المُصفَّى جَوْهَراً |
وأَرى سِواهُ لِناقِدِيهِ مُبَهْـرِجا |
ومحلُّه مِن كـلِّ فَضْـلٍ بين |
عال محلّ الـشَّمسِ أو بَدْرِ الدُّجا |
قال النَّبيُّ لهُ مَقالاً لم يَكُن |
يـومَ الغديرِ لِسامِعيهِ مُمَجْمَجا |
مَنْ كنتُ مَوْلاهُ فَذا مَوْلى له |
مِثلي وأَصبحَ بالفخـارِ مُتوَّجا |
وكـذاك إذْ مَنَعَ البتولَ جماعة |
خَطَبُوا وأَكْرَمَهُ بها إذْ زَوَّجا |
ولهُ عَجائب يومَ سارَ بِجَيْشِهِ |
يَبْغِي لِقَصْرِ النَّهْرَوانِ المَخْرَجا |
رُدَّت عليه الشَّمسُ بعد غُروبِها |
بيضاء تلمعُ وقـدةً وتَأَجُّجا |