يبلغ عدد سكّان نيجيريا أكثر من 130 مليون نسمة، وهي بذلك تعدّ في المرتبة العاشرة عالميّاً من حيث عدد السكّان، ويعيش حوالى 84% منهم في الأرياف. يتميّز هؤلاء السكان بتعدُّد أعراقهم ومجموعاتهم الإثنيّة، إذ يشكِّلون مائتين وخمسين جماعة عرقيّة مختلفة ذات أصول أفريقيّة، وتمثّلهم ثلاث مجموعات كبرى هي: الهوسا Hussa، واليوروباYuroba  ، والإغبو Igbo (الإيبو).
سبعون بالمائة من السكّان هم من المسلمين على المذهب المالكي، مع أقليّة شيعيّة (خمسة بالمائة). ويشكِّل المسيحيّون عشرين بالمائة وهم يقطنون في جنوب البلاد. أمّا الباقي فوثنيّون يعيشون في شرق البلاد وجنوبها، وعددهم في تناقص مستمرّ بسبب اعتناق الكثير منهم الإسلام أو المسيحيّة.

اللّغة الرّسميّة في نيجيريا هي الإنكليزيّة، وإلى جانبها لغات محلّيّة ذات طابع إقليمي معترف بها، وهي لغات الهوسا واليوروبا والإغبو.
ولغة الهوسا يستعملها خمسون مليون شخص في شمال نيجيريا كَلُغة رسمية، ويتواصلون بها في ما بينهم، ومع سكّان بلاد النيجر، وغانا، والكاميرون، وبنين، وتوغو، وبوركينا فاسو، إذ أنّها تأتي في المرتبة الثانية في أفريقيا -بعد العربيّة- وتُكتَب بأبجديّة عربيّة.
إذا عدنا إلى التّاريخ، نجد أنَّ البرتغاليِّين احتلُّوا نيجيريا في القرن الخامس عشر الميلادي، واسترقُّوا أبناءها، وتابعهم في ذلك الهولنديّون والبريطانيّون الذين أصبحوا أكبر تجّار الرقيق في نهاية القرن الثامن عشر، واستغلّ المبشِّرون هذه التّجارة لتنصير العبيد في ميناء فريتاون بسيراليون، وإعادتهم إلى جنوب غربي البلاد لتنصير المواطنين هناك.
وأخذت بريطانيا تسيطر على نيجيريا حتّى أضحت كلّها تحت إمرتها عام 1900م، ثمّ قسّموها إلى ثلاثة أقسام، وبقيت البلاد مستعمرة حتى نالت استقلالها عام 1960م، لتصبح دولة إتّحاديّة تَستعر فيها الحرب الأهليّة، ثمَّ يستولي عليها العسكر عام 1966م ويسقطون الحكومات المركزيّة والإقليميّة. وانتهى الحكم العسكري عام 1979 بعد أن عاشت نيجيريا صراعات سياسيّة على السّلطة وعلى موارد الدّولة الإقتصاديّة.
ومنذ ذلك التاريخ كان الحكم في نيجيريا بين الحكم العسكري والمدني، لتعود نيجيريا إلى الحكم المدني بعد سنة 1998، ووُضع دستور جديد يحفظ حقوق الجماعات المختلفة. وفي عام 2000 أعلنت ولاية زمفرة تطبيق الشّريعة الإسلاميّة وتلتها كانو ثمّ كادونا وغومب.
ومنذ العام 2004 تشهد البلاد صراعات طائفيّة تخبو وتشتعل من فترة إلى أخرى، وترتكب مجازر وحشيّة يندى لها جبين البشريّة.

إلى جانب العاصمة الإتّحاديّة أبوجا، تنقسم نيجيريا إلى 36 ولاية، ويحكم كلّ ولاية مجلس نيابي وحاكم، وأهمّ هذه الولايات:

تجمّع جماهيري للمُوالين في استقبال عدد من علماء الدين

ولاية نيجرNiger ، ولقبها: الولاية الكهربائيّة.
ولاية زمفرة Zamfra، وشعارها: الفلاحة فخرنا. وهذه الولاية من الولايات التي تطبّق الشّريعة الإسلاميّة في أحكامها.
ولاية كانوKano ، لقبها: مركز التّجارة.
ولاية بورنو Bornou، لقبها بيت السلام.
ولاية سوكوتو Sokoto، ولقبها مقعد الخلافة.

عرض كشفي في احتفال ولادة الصديقة الكبرى عليها السلام

يرى الشيخ آدم عبد الله الآلوري في كتابه (الإسلام في نيجيريا) أنّ الإسلام وصل إلى أفريقيا إثر الفتوحات التي قادها عقبة بن نافع في شمال أفريقيا (622م- 683م)، ثمّ انتشر مع التجّار المسلمين القادمين إلى هذه القارّة.
ويقول الشيخ عبد الله فودي في كتابه (تزيين الورقات): «إنّ دخول الإسلام إلى غرب أفريقيا كان في القرن الأوّل الهجري بواسطة الجيش الذي قاده عقبة بن نافع، إذ وصل المسلمون إلى قبيلة من قبائل الرُّوم فدعوهم إلى الإسلام، فأسلَم ملكهم وتزوّج عقبة إبنةَ الملك واسمها «بج منغ»، فولدت له أولاداً نشأوا في بلد أمّهم وتكلّموا بلغة أبيهم.. «.
وكان عقبة بن نافع والياً على شمال أفريقيا بعد فتحها، وأسّس بها مدينة القيروان، وترك فيها جالية عربيّة إسلاميّة، ومنها انطلق مع جيشه لنشر الإسلام، حتى وصل إلى غرب أفريقيا فدخل بلاد السّوس فأسلَمت طوعاً قبائل المصامدة. ثمّ توجّه جنوباً فدعا قبائل صنهاجة إلى الإسلام فأسلموا، ثمّ اتَّجه إلى أطراف السّودان ودخل بلاد غانا فأسلمت بعض القبائل، وفي طريق عودته إلى القيروان قتله بعضُ البرابرة.
واستمرّت الفتوحات مع موسى بن نصير ثمّ مع عبد الرحمن بن أبي عبيدة بن عقبة. وأخذ الإسلام يمتدّ في أفريقيا، وترسّخ في القرن الثالث للهجرة (التاسع الميلادي) بفضل جهود التجّار والمبلّغين القادمين من شمال أفريقيا إلى مناطق الصحراء الكبرى، ووصل الإسلام إلى جنوب غرب المناطق الناطقة بلغة اليوروبا أثناء فترة الأمبراطور «مانسا موسى المالي».
وقد انتشر الإسلام في شمال نيجيريا على نحو أسرع من جنوبها، للصّلات القديمة بين شمال أفريقيا وغربها التي أَوْثقَ عُراها التجّار والدُّعاة المبلِّغون. فعلى سبيل المثال، بقيت مدينة كانو مركزاً حضاريّاً إسلاميّاً مدّة عشرة قرون، بعد أن استوطنها الهوسا الذين استقرُّوا في المناطق الشماليّة الحضريّة، كما استوطنوا مُدن سوكوتو، وكامينا، وكادونا، وإبادن؛ فقبيلة الهوسا أَسلمت طوعاً وساهمت في انتشار الإسلام واللّغة العربيّة لأنّها لغة الدِّين.
وبعدما وصل من الشرق الداعية «محمّد بن ماني» إلى مملكة برنو (في القرن الحادي عشر الميلادي)، أسلم ملكها «حمّي جلمي بن سلما» Himmi Jilimi bin Selema وأخذ الإسلام ينتشر سريعاً.
وشهدت البلاد انتشار الإسلام بعدما هاجرت إليها جماعات من الونجارا (Wangara) بقيادة عبد الرّحمن الزّيتي. وبعد قرن هاجرت مجموعة أخرى من الفلانيِّين من مالي يقودهم الشيخ موسى جكلو. وبقي التّجّار والدُّعاة المسلمون يتدفّقون إلى البلاد، وفي القرن الخامس عشر الميلادي، وصل إلى كانو الشيخ المغربي الشهير «محمّد بن عبد الكريم المغيلي التلمساني» مع مجموعة من العلماء الذين حملوا معهم كتب الفقه واللّغة العربيّة، وقد سنّ هذا الشيخ أوّل دستوراً وفق الشّريعة الإسلاميّة في بلاد الهوسا. وقد ساهم السيوطي أيضاً في نشر الإسلام في البلاد بعدما ساهم في تغيير أسماء الناس إلى أسماء عربيّة وإسلاميّة. وأضحى الإسلام دين الأغلبيّة خلال أمبراطوريّة برنو في عهد الملك إدريس ألوما (1571م– 1603م).

جانب من مسيرة النساء بذكرى مولد سيّدة نساء العالمين عليها السلام ..

يقطن المسلمون الشّيعة (5 % من السكان) في عدّة مدن في نيجيريا، أهمّها زاريا وكادونا وسوكوتو وكانو، وبدأ نشاطهم في الثمانينيّات بإنشاء المصلّيات البسيطة نظراً لقلّة عددهم ومالهم. وكان عدد المبلِّغين فيهم قليل، فتوجّه جماعة منهم إلى النّجف وقم لدراسة العلوم الدِّينية والعودة إلى بلادهم، فتعرّف الناس إلى أخلاق أهل البيت عليهم السلام وتعاليمهم في المساجد والحسينيّات، وأخذوا ينهلون من فقههم وعلومهم ويُحيون شعائرهم، فظهرت لهم في كانو ولاغوس وأوكيني وباشي وزاريا مدارس ومؤسَّسات، ففي كانو- مثلاً- نجد مدرسة أهل البيت عليهم السلام، وهي بطوابقها الخمسة تتّسع لخمسمائة تلميذ وتلميذة، ويدعمها لبنانيّون يقيمون في نيجيريا، ويتفرّع عنها خمسون مدرسة غير حكوميّة.
ولهذه المؤسَّسات جريدة الميزان ومجلّة الرسالة اللّتان تصدران بلغة الهوسا، وتوزَّعان في أوساط الطّلبة والعلماء، وتعبِّران عن أوضاع الشّيعة في البلاد. كما تُطبع كتب وصحف باللّغتين العربيّة والإنكليزيّة مثل مجلات نوح، والحركة، والمجاهد، ونشرة الميزان الأسبوعيّة الذَّائعة الصِّيت.

الحركة الإسلاميّة: تأسَّست هذه الحركة في مدينة زاريا بولاية كادونا في ثمانينيّات القرن الماضي، وهي حركة دينيّة إجتماعيّة، وتُعدّ أكبر تنظيم للمسلمين الشيعة في نيجيريا، وهي تهتمّ بأحوال المسلمين العامّة، وبإقامة الشّعائر الحسينيّة في شهر محرَّم، والإحتفالات الدّينيّة كالمولد النّبوي، وعيد الغدير، وميلاد سيّدة نساء العالمين فاطمة الزّهراء عليها السلام، كما تهتمّ بالأنشطة الإجتماعيّة والثقافيّة المختلفة، وتحرص على إقامة حوار الأديان وتحديداً بين المسلمين والمسيحيّين. واستحدثوا في التاسع والعشرين من رجب الإحتفال بيوم الشهداء، وهو اليوم الذي استُشهد فيه عدد من شبان الشّيعة النيجيريّين عام 1400 هجريّة. يرأس هذه الحركة حاليّاً الشيخ إبراهيم زاكي.
الملاحظ أنّ أوضاع النّيجيريّين الشّيعة على المستوى الإقتصادي دون المطلوب، لسوء إدارة الدّولة وهيمنتها على ثروات البلاد.

جمعيّة الأخوّة الإسلاميّة: أنشئت في أواسط التّسعينيّات في مدينة أبوجا، وأضحى لها فروع في سوكوتو وزاريا، ومن بين أعضائها مبلّغون وأئمّة مساجد، وموظّفون وطلّاب يوالون أهل البيت عليهم السلام، وعدد من الجالية العربية. وتهتمّ هذه الجمعية بإقامة الشّعائر في المساجد وإقامة المحاضرات الإسلاميّة في الجامعات، ويزداد نشاطها في شهر رمضان. وتدعو الجمعيّة إلى الوحدة بين المسلمين في شمال البلاد وجنوبها.

إحياء مراسم عاشوراء -أبوجا

مكتبة أمان الأمّة الإسلاميّة: تقع في مدينة كوارا (Kwara)، وقد أُنشئت بجهود طلبة الشّريعة وعدد من المبلّغين والمثقّفين الجامعيّين، وهي تحوي كتباً في العقيدة والتفسير والفقه واللّغة والتاريخ وسيرة النبيّ وأهل بيته صلوات الله عليهم. ويهتمّ القائمون عليها بتوعية مسلمي نيجيريا والتّعريف بتراث الإسلام وبحقيقة أهل البيت عليهم السلام. يدير المكتبة حالياً الشيخ أندي صلاتي.

مؤسّسة الثّقافة الإسلاميّة: هي من المؤسّسات النّشيطة في تعريف النّيجيريّين والأفارقة على العقيدة الإسلاميّة وأخلاق أهل البيت عليهم السلام. تأسَّست عام 1994م تحت إشراف الشيخ حافظ محمّد بالتعاون مع مجموعة من المثقَّفين والطَّلبة النّيجيريّين.
وهذه المؤسّسة لها فروع في أكثر من منطقة ومدينة:
- المركز التّبليغي لأهل البيت في كانو.
- مؤسّسة أهل بيت النبيّ صلّى الله عليه وآله في مدينة مينا بولاية نيجر.
- سفينة النّجاة في زاريا بولاية كادونا.
- مدرسة الثّقلين في كانو، وهدفها الرئيس تكوين المبلّغين.
إلى جانب النّشاطات الدّينيّة والثّقافيّة، تهتمّ هذه المؤسّسة ببناء المستوصفات، وحفر الآبار الإرتوازيّة، ومساعدة النّيجريّين ما أمكن.
وقد أَنشأت المؤسّسة مواقع لها على شبكة الإنترنت من أجل الرّدّ على الإستفسارات والأسئلة، وللرّدّ على شبهات المُعادين والمخالفين بالكلمة الحسنة والدّليل الدامغ، كما تصدر مجلات ومنشورات إسلاميّة، وتقوم بترجمة عدد من الكتب والمحاضرات والأفلام الهادفة. ومن خلال نشاطات هذه المؤسّسة، إعتنق العديد من النّيجيريّين مذهب أهل البيت عليهم السلام في الجنوب الشرقي والغربي من مناطق التي يسكنها اليوروبا.

مؤسّسة الثّقلين: أُنشئت عام 1999م في مدينة كادونا بإشراف الشيخ حمزة محمود لول، الذي تلقّى علومه الدّينيّة في قمّ المقدّسة. تهتمّ هذه المؤسّسة بطباعة الكتب الفقهيّة والأخلاقيّة لسيرة أهل البيت عليهم السلام بلغة الهوسا، وفي شهر رمضان تهتمّ بتفسير القرآن الكريم عبر برامج إذاعيّة.

مؤسّسة أهل البيت للأوكينيّين: تأسّست في مدينة أوكيني بإدارة طلّاب الحوزات الدّينيّة الذين تخرّجوا من قم ولبنان، والذين أسهموا في نشر الإسلام بين النّيجيريّين، والتّقريب بين المذاهب ونبذ التّفرقة والعنف، وساهموا في بناء مسجد كبير ومدرسة دينيّة في أوكيني، كما أنشأوا مدرسة الأربعة عشر في مدينة كثينا، وحوزة الإمام الباقر عليه السلام في كانو، ومدرسة سميّة في بوتى، وحوزة دينيّة في إيلورين.

مؤسّسة الإمام الحسين عليه السلام: من أهمّ المؤسّسات الهادفة إلى نشر تعاليم الإسلام على نهج النبيّ وأهل بيته صلوات الله عليهم. تأسست عام 2002م في مدينة أوكيني، يرأسها الشيخ عبد الرحمن أديكا، وتضمّ عدداً من العلماء والمبلِّغين والمثقّفين. وقد أَنشأت هذه المؤسّسة مجمعاً دينيّاً في أوكيني يضمّ مسجداً كبيراً يغصّ بالمصلين في أوقات الصلوات، والّذين يتحلّقون فيه من أجل الإستماع إلى المحاضرات الدّينيّة المختلفة وخطب الوعظ والإرشاد؛ ومدرسة الغدير ومكتبة الإمام الحسين عليه السلام. وتحيي المؤسّسة المناسبات الإسلاميّة والشّعائر الدّينيّة على مدار العام.
مؤسّسة الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله: أنشئت عام 2003م، وألحقت بها مدرسة لتعليم الأطفال عام 2007م. هدفها شرح مبادىء الإسلام.

إلى جانب ما ذكرنا من مؤسّسات وجمعيّات ومدارس، هناك العديد من المؤسّسات الإسلاميّة في نيجيريا نظراً للتنوُّع الثقافي والعرقي في البلاد، من أبرز تلك المؤسّسات:

جماعة أنصار الإسلام، وهي مؤسّسة عريقة أسَّسها عام 1923م الزعيم المرحوم أحمد بللو (اغتيل عام 1970م) في لاغوس بتأييد الزّعامات الشّماليّة الإسلاميّة، ويتفرَّع عنها أكثر من مائة مدرسة ومعهد لتخريج الدُّعاة والمبلِّغين والعلماء.

المجلس النّيجيري الأعلى للشّؤون الإسلاميّة: تأسّس عام 1974م برئاسة سلطان سوكوتو، من أجل المحافظة على المصالح الإسلاميّة في البلاد، وبناء المساجد، وإنشاء مؤسّسات التعليم الدِّيني، حيث أصبح هذا المجلس صلة الوصل بالحكومة النيجيريّة لرعاية شؤون المسلمين.

جماعة إقامة السنّة: أسَّسها إسماعيل بن إدريس عام 1978م، وهي حركة سلفيّة بالمفهوم الحديث، وهي تتصدَّى للطّرائق الصّوفيّة، وليس لها حضور فاعل لأنَّ النّيجيريّين ينفرون من العقيدة الوهابيّة.

جمعيّة الطّلبة المسلمين: تتبع الإخوان المسلمين، أُنشئت في السبعينيّات بعدما دعمها طلبة التّعليم العالي في شمالي نيجيريا، ولها حضور فاعل بين الأطبّاء والمهندسين والإعلاميّين. وقد ساهم مشايخ مصر الذين قطنوا في البلاد في نشر الإسلام في صفوف طلاب الجامعات، ولا سيَّما بين طلاب جامعة بايرو بولاية كانو.

جمعيّة تعاون المسلمين: مقرّها بمدينة إيوو أوشن، يرأسها الدّاعية داوود عمران ملاسا. هدفها الوقوف بوجه حملات التّنصير التي يتعرَّض لها المسلمون في جنوب نيجيريا، وإصلاح ما فسد من عقائدهم وانحرف من أخلاقهم.
وقد نجحت هذ الجمعيّة في إماطة اللّثام عمّا يتعرّض له المسلمون من مجازر وتصفية عرقيّة، وذلك بعقد المؤتمرات الإسلاميّة والعربيّة في مقرِّها، وبنشر محنة المسلمين في المواقع الإلكترونيّة. كما جرى تأسيس لجنة وطنيّة إسلاميّة لحماية حقوق المسلمين.

حشود الموالين ترفع راية حزب الله

ويتفرّع عن الجمعية الأمّ جمعيّة تضامن المسلمين، وجمعيّة الوحدة الإسلاميّة، ويتركّز نشاطهما بين الطّلبة والموظّفين في شمال البلاد وجنوبها.
المعهد الإسلامي للفتيات المسلمات: أنشأه مجموعة من المبلّغين النيجيريّين والعرب بموافقة «المجلس النّيجيري الأعلى للشؤون الإسلاميّة» ودعمه ورعايته. وهدفه الإهتمام بالفتيات النيجيريّات على مستوى التّعليم الدّيني، وتعليمهنّ اللّغة العربيّة والتاريخ الإسلامي والسيرة النّبويّة، وتأهيلهنّ لتكوين أسرة مسلمة صالحة. وفي العام 2000م، خرّج هذا المعهد أوَّل دفعة من الدّاعيات اللّواتي انتشرنَ في عددٍ من المدارس والمعاهد والمنتديات النّسائيّة في شمال الجنوب وجنوبها.

أُنشئت هذه المدارس في مطلع القرن العشرين، وكان هدفها إدخال اللّغة العربيّة في صلب المناهج الحديثة باعتبار اللّغة العربيّة لغة الدِّين الحنيف، فكانت مدرسة الشّريعة الإسلاميّة أولى المدارس العربيّة، وقد تأسَّست في كانو عام 1934م، وهدفت إلى تخريج قضاة شرعيِّين. وقد استُعين بعلماء من الأزهر وبعض الدّول العربيّة للتّدريس فيها. وخرّجت المدرسة النّواة الأولى للنّخبة المثقّفة بالعربيّة والإنكليزيّة في شمال البلاد، ما جعل جامعات نيجيريا تعتمد على أولئك الخرّيجين في أقسام اللّغة العربيّة والإسلاميّات التابعة لكلّيّاتها.
ومن المعاهد والمدارس العربيّة المهمّة: مركز التّعليم العربي الإسلامي في مدينة لوكوجا، ومدرسة الزّمرة الأدبيّة في ولاية كوارا، ومركز التعليم العربي بمدينة أغيغي في لاغوس.