كتابا موقوتاً

كتابا موقوتاً

منذ يوم

الشِّرك الخفي في الصلاة

الشِّرك الخفي في الصلاة
مكر الشّيطان وخداعه
______إعداد: خليل الشيخ علي______

«ولا يَسلم من الشّيطان إلّا مَن دقَّ نظره وسَعد بتوفيق الله تعالى وهدايته، وإلّا فالشيطان ملازم للمتشمِّرين لعبادة الله تعالى لا يغفل عنهم لحظة حتّى يحملهم على المهالك».
في ما يلي تتابع «شعائر» وجوه الرِّياء التي قد تتلبّس المصلّي، من كتاب (أسرار الصلاة) للشهيد الثاني قدس سره.
 


الخشوع أمام الناس وهو أدقّ وأخفى، أن ينظر إليه النّاس وهو في صلاته فيعجز الشيطان عن أن يقول له إخشع لأجلهم، فإنّه قد عَرف أنّه لا يُصغي لذلك، فيقول له الشّيطان: تفكَّر في عظمة الله وجلاله ومَن أنت واقف بين يديه واستحِ أن ينظر الله إلى قلبك وأنت غافل عنه، فيحضر بذلك قلبه ويجتمع جوارحه ويظنّ أنّ ذلك عين الإخلاص، وهو عين المكر والخداع. فإنّ خشوعه لو كان لِنظره إلى جلال الله وعظمته لكانت هذه الخاطرة تلازمه في الخلوة، ولكان لا يختصّ حضورها بحالة حضور غيره، وعلامة الأمن من هذه الآفة أن يكون هذا الخاطر ممّا يألفه في الخلوة كما يألفه في الملاء، ولا يكون حضور الغير هو السّبب في حضور الخاطر"..".
ولا يَسلم من الشّيطان إلّا مَن دقَّ نظره وسعد بتوفيق الله تعالى وهدايته، وإلّا فالشّيطان ملازم للمتشمِّرين لعبادة الله تعالى لا يغفل عنهم لحظة حتّى يحملهم على المهالك في كلّ حركة من الحركات، حتّى في كحل العين وقصِّ الشارب وطِيب يوم الجمعة ولبس الثياب الفاخرة، فإنَّ هذه سُنَن في أوقات مخصوصة لكن في النّفس فيها حظّ خفيّ لارتباط نظر الخَلْق بها، فيدخل الشّيطان فيها عليه من المداخل إن لم يتيقَّظ. ".."

الرّياء بعد الصّلاة


أن يكمل العبادة على الإخلاص المحض والنيّة الصّالحة، لكن عَرَض له بعد الفراغ منها بحسب إظهارها ليحصل له بعض الأغراض المحقِّقة للرّياء خديعة من الشّيطان له أنّه قد كمَّل العبادة الخالصة وقد كتبها الله في ديوان المخلصين، فلا يَقدح فيها ما يتجدَّد وإنّما ينضمّ إلى ما حصَّله بها من الخير الآجل خير آخر عاجل، فيحدِّث به ويُظهره. لذلك فهذا أيضاً مُفسد للعمل وإن سبق، كما يفسده العجْب المتأخِّر، ويدخل في زمرة الذين قال الله تعالى عنهم: ﴿قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً﴾ الكهف:103-104.
وقد روِي أنَّ رجلاً قال للنّبي صلّى الله عليه وآله: «صُمْتُ الدَّهر يا رسول الله، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ما صُمتَ ولا أفطرتَ»، ".." وعن الصادق عليه السلام: «مَن عمل حسنة سرّاً كُتبت له سرّاً، فإذا أقرَّ بها مُحيت وكُتبت جهراً، فإذا أقرّ بها ثانية مُحيت وكُتبت رياءً». فيا لها من كلمة ما أشأمها وزدته ما أعظمها، حيث نقص بها حظّك وضاع كدحك، وليتك سَلِمْتَ من تبعتها فإنَّ المرائي لا يسلم كما عرفت من وعيده. وهذا كلّه مع عدم تعلّق غرض صحيح في الآخرة بإذاعته، أمّا معه كما لو أراد بذلك تنشيط السّامع وترغيبه في فعل الخير مع وثوقه بنفسه فلا حرج فيه إذا لم يمكن تنشيطه بدونه، وإلّا كان أولى. وقد روى محمّد بن مسلم عن الباقر عليه السلام، قال: «لا بأس أن تحدِّث أخاك إذا رجوت أن تنفعه وتحثّه، وإذا سألك هل قمتَ الليلة أو صمتَ فحدِّثه بذلك إن كنتَ فعلتَه، فقل: قد رزق الله ذلك، ولا تَقُل: لا، فإنَّ ذلك كذب».


 

اخبار مرتبطة

  ملحق شعائر 7

ملحق شعائر 7

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ يوم

دوريات

نفحات