في ذكرى الفقيه العارف الذّاكر
توجيهاتٌ وتعزية
_____إعداد: عبد الله النابلسي_____

في ذكرى الفقيد الكبير المرجع شيخ الفقهاء العارفين الشيخ محمد تقي بهجت، نقدم أسمى آيات العزاء إلى بقية الله في الأرضين صاحب العصر والزمان، وجميع المراجع العظام، والأمّة الإسلامية جمعاء، ونخصّ بتقديم التعزية وليّ أمر المسلمين الذي تحدّث في بيان نعي الفقيد الكبير حول أنّ فقده كان خسارة خاصّة بالنسبة إليه. رزقنا الله تعالى من بركات هذا العبد الصالح والفقيه العارف النوعي قدّس الله تعالى سرّه الشريف.

من توجيهاته قدّس سرّه: قال أحدهم لآخر: علِّمني ختماً لرفع البلاء، فأجابه قائلاً: لديّ ختمٌ مجرَّب، وهو فقه آل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين.
إلتزموا وواظبوا على التّعلُّم والتّعليم والتّباحث والتّذاكر في الفقه، فالله يعلم كم لها من آثارٍ عظيمة.
من المؤسف أن نمرَّ في هذا السّوق [سوق الدّنيا] ونخرج منه بالخسارة بدل الرّبح والإنتفاع منه. وليست كثرة وسائل الحياة وأسباب الرّفاه والرّاحة أو قلّتها سبباً في صلاح النّاس وفسادهم، كما أنّ امتلاكها ليس سبباً في الرّاحة الباطنيّة للإنسان، بل ينبغي حين الحكم بسعادة وشقاء الأشخاص لحاظ التّقيُّد بالعبادة والتّوجُّه وذِكر الله. لقد كان السيّد بحر العلوم صاحب كرامات ومقامات علميّة وعمليّة، بالرّغم من أنّه كان يعيش حياة الوجهاء.لو أدرك البشر منشأ سعادتهم وشقائهم، وعَلموا مصدر نقصهم وكمالهم، لاتّبعوا الأنبياء عليهم السلام.
هنيئاً لأولئك الذين يرون أخطاءهم ويهتمّون بعيوبهم، ويتجاهلون عيوب الآخرين، ولا يرَون أنفسهم كاملين وبلا عيبٍ ونقص؛ بل يرَون أنفسهم في مواضع الخطأ مخطئين.
يجب أن نغلق على أنفسنا باب تبرير الأخطاء، وأن نبادر بالإستغفار عند كلّ خطأ نرتكبه، وإذا كان ممّا يمكن تلافيه وتداركه تداركناه.