المحدّثُ الحرُّ العاملي من «مَشْغَرَة»
مؤلّف موسوعة (وسائل الشّيعة)
______إعداد: أكرم زيدان_____
* أحد المُحَمّدِين الثلاثة المتأخّرين، الجامعين لأحاديث الأئمّة المعصومين عليهم السلام، وهم: المترجَم له صاحب (الوسائل)، والمجلسي صاحب (البحار)، والفيض الكاشاني صاحب (الوافي).
* أمّا المحمَّدون المتقدّمون، فهم أصحابُ الكتب الأربعة: (الكافي) للكليني و(من لا يحضره الفقيه) للصّدوق و(التهذيب) و(الاستبصار) للطّوسي رضوان الله عليهم.
* فالشيخ المحدّث الحرّ العاملي ممّن صرفَ عمره في جمع الحديث وتبويبِه وشرْحِه، وقدّم بذلك خدماتٍ جُليلة لمَن جاءَ بعده. وقد حاز بمقامِه العلمي الشامخ وقوّة شخصيّته مشيخةَ الإسلام في إيران زمن الصفويّين، مُنضمّاً إلى أقرانِه من العامليّين.
هو محمّد بنُ الحسن بنِ عليِّ بن محمّد بن الحسين. ينتهي نسَبُه إلى الحرّ بن يزيد الرّياحي، المستشهَد بين يدَي الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء.
وُلد في «مشغرة» من قرى جبل عامل سنة 1033 هجريّة، في أسرة معروفة بالعلمِ والفضل. يقول السيد محسن الأمين في (أعيان الشيعة): «وآلُ الحرّ بيتُ علمٍ قديم نبغَ فيه جماعات، ولا يزال العلمُ في هذا البيت إلى اليوم، ويمتازون بالكرَم والسّخاء وبشاشةِ الوَجه وحُسن الأخلاق».
من أعلام آل الحرّ
* والدُه: الشيخ حسن بن عليّ. كان عالماً، فاضلاً، أديباً، فقيهاً، يُرجَع إليه في الفقه وخصوصاً المواريث، قرأ عليه نجلُه الحرّ جملةً من كُتب العربيّة والفقه وغيرها، دُفِن في مشهد الإمام الرّضا عليه السلام، حيث توفّي وهو في طريقه إلى الزّيارة، ورثاه ولدُه بقصيدة طويلة.
* جدّه: الشيخ عليّ بن محمّد، وُصِف بالعلم، والفضل، والعبادة، وحُسن الأخلاق، وجلالة القدر والشأن، والشعر والأدب.
* عمّه: الشيخ محمّد بن عليّ، له كتاب (الرّحلة) في ذكر ما اتّفق له في أسفاره، وحواشٍ، وتعليقات، وفوائد، وديوان شعر كبير.
* إخوتُه: الشيخ عليّ، والشيخ زين العابدين، والشيخ أحمد الذي أصبح شيخ الإسلام في طوس بعد وفاة أخيه المترجَم له.
* ابنُ عمّه: الشيخ حسن بن محمّد، وهو من الفضلاء في العربية وغيرها.
* إبناه: الشيخ حسن والشيخ محمّد رضا.
وممّا يُنبئ عن ازدهار العلم والعلماء في جبل عامل في تلك المرحلة، قولُ شيخنا المترجَم له في (أمل الآمل): «سمعتُ من بعض مشايخنا أنّه اجتمعَ في جنازةٍ في قريةٍ من قرى جبل عامل سبعون مجتهداً في عصر الشهيد الثاني رحمه الله».
أساتذتُه ومَن روى عنهم
قرأ الشيخ الحرّ في بلدته «مشغرة» المقدّمات عند أساتذة كان لهم اليدُ الطولى في التدريس، وقد تركوا الأثر الطيّب في نُشوئه ونموِّه، إلى أن استوى عودُه عالماً مجتهداً. فقرأَ على أبيه الشيخ حسن، وعمّه الشيخ محمّد، وجدّه لأمّه الشيخ عبد السلام بن محمّد الحرّ، وخال أبيه الشيخ عليّ بن محمود العاملي، وغيرهم.
وقرأ في قرية «جُبع» على عمّه الشيخ محمّد أيضاً، وعلى الشيخ زين الدين بن محمّد بن الحسن -صاحب المعالم- ابنِ الشهيد الثاني، وعلى الشيخ حسين بن الحسن الظّهيري العاملي وغيرهم.
ويروي الشيخ الحرّ العاملي بالإجازة عن العلّامة المجلسي، وهو آخر من أجازَ له حين مروره بأصفهان كما سيأتي.
تلامذتُه
يقول السيد جواد الشّهرستاني محقّق كتاب (وسائل الشيعة) لمؤلّفه المحدّث الحرّ العاملي: «كان مجلس درس الشيخ مجلساً عامراً بالطّلبة المخلصين، المجدّين في طلب علوم آل البيت عليهم السلام، وقد لقوا أستاذاً رفيقاً بهم، حانياً عليهم، وهو أحد حمَلة هذه العلوم، الأوفياء لها، وكان بحراً من بحار العلوم، فاغترفوا من نميرِه ما وسِعته أفكارُهم».
ويقول السيد أحمد الحسيني محقّق كتاب (أمل الآمل): «كان شيخنا المترجم من المدرّسين البارزين في مشهد الإمام الرضا عليه السلام، حيث استقرّ به المنزل في تلك البقعة المباركة، فكان يشغل أوقاته كلّها بمجالس التدريس، وفي زوايا المكتبات للتأليف ".." ويبدو ممّا كتبه المترجمون له وما كتبه هو بنفسه، أنّه كان يُدير حلقة كبيرة للتدريس يحضرها جماعات كثيرون من سائر الأقطار، للأخذ عنه والحضور عنده».
وممّن تتلمذ على يدَيه:
1 - الشيخ مصطفى بن عبد الواحد بن سيّار الحويزي. قال عنه في (أمل الآمل): «قرأ عليَّ كتاب (وسائل الشيعة) بتمامِه، وغيره من كتب الحديث، وخرج من بلاده وجاور الرّضا عليه السلام».
2 - إبناه: الشيخ محمّد رضا، والشيخ حسن. قرآ عليه ورَويا عنه. يقول في معرض ترجمته للشيخ البهائي: «وله شعرٌ كثير حسَنٌ بالعربية والفارسية متفرّق، وقد جمعَه ولدي محمّد رضا الحرّ فصار ديواناً لطيفاً».
3 - السيّد محمّد بن محمّد بديع الرضوي المشهدي. صاحب كتابَي (الحبل المتين) و(وسيلة الرّضوان).
4 - المولى محمّد فاضل بن محمّد مهدي المشهدي. يقول عنه الشيخ: «فاضل كَإسمِه، صالح، شاعر، معاصر، له شرح أُرجوزتِي التي نظمتُها في المواريث».
5 - السيّد محمّد بن عليّ بن محيي الدين الموسوي العاملي. تولّى قضاء المشهد الشريف بطوس.
6 - السيّد محمّد بن أحمد الحسيني الجيلاني. له (رسالة الجمعة) وحواشي متعدّدة على كتب الحديث.
أسفارُه
أقام الشيخ الحرّ العاملي في بلدِه بجبلِ عامل أربعين سنة، سافر خلالها لحجّ البيت الحرام مرّتين. المرة الأولى سنة 1057 وكان عمره 24 سنة، والثانية سنة 1062 وكان عمره 29 سنة، ثمّ سافر بعد ذلك بسِنين إلى العراق لزيارة المراقد المقدّسة فيه، ومن ثمّ توجه إلى إيران لزيارة الإمام الرضا عليه السلام بطوس عام 1073 كما صرّح هو بذلك، ويظهر أن الخراسانيّين طلبوا إقامتَه عندهم فحطَّ رَحله هناك، وتجمّعَ حوله طلّابُ العلم.
ومرّ في سفره بأصفهان، والتقى فيها بالعلّامة المجلسي وأجازَ أحدُهما الآخر. يقول: «وهو آخرُ من أجازَ لي وأجزتُ له». وذكر العلّامة المجلسي مثل هذا القول في مجلد الإجازات من (البحار). كذلك روى عنه السيّد نور الدين بن السيّد نعمة الله الجزائري، صاحب (نور البراهين).
ثم حجّ بعد ذلك مرّتين عامي 1087 و1088. وفي حجّته الأخيرة مرّ باليمن إثر حادثة وقعت في مكّة اضطرّته للخروج متخفّياً.
جاء في (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر) للمولى محمّد المُحبّي: «قدم مكّة في سنة 1087 أو 1088، وفى الثانية منها قتلت الأتراك بمكّة جماعةً من الفُرس لمّا اتّهموهم بتلويث البيت الشريف ".." وكان صاحب الترجمة [الشيخ الحرّ] قد أنذرهم قبل الواقعة بيومين، وأمرَهم بلزوم بيوتِهم، فلمّا حصلت المَقتلة فيهم خاف على نفسه، فلجأ إلى السيّد موسى بن سليمان أحد أشراف مكّة الحسَنيّين، وسأله أن يُخرجَه من مكّة إلى نواحي اليمن، فأخرجَه مع أحد رجالِه إليها فنجا».
شيخ الإسلام
وبعد مُضيّ زمان على توطُّنِه مدينة طوس بقربِ مشهدِها الرضويّ على صاحبه السلام، أُعطِي المحدّث الحرّ العاملي منصبَ قاضي القضاة وشيخ الإسلام في تلك الديار. يقول محقّق كتاب (هداية الأمّة إلى أحكام الأئمّة): «أقام الشيخ الحرّ العاملي في مشهد، وبذَل عظيمَ جهده في الإفادة ونشر الحديث -حيث كان يُعتبَر ذلك العصر هو العصر الذهبي لعلم الحديث- وقد تولَّى بعض المهامّ لكفاءته، ومنها: عنوان شيخ الإسلام، وقاضي القضاة. وفي أغلب الظنّ أنّه مُنِح هذا المنصب باقتراحٍ من العلَّامة المجلسي، وذلك بعد سفره إلى أصفهان ولقائه بالسّلطان..».
أقوالُ العلماء فيه
يُعتبر المحدّث الشيخ الحرّ العاملي من الشخصيّات العلميّة الكبيرة، التي أغدَقت على عِلم الحديث بالكثير من العطاء، وتركت في سجلّاتها الواسعة آثاراً تستحقّ الثناء والتقدير. لذلك فقد حظِي بثناء الكثيرين من الأعلام البارعين، منهم:
1- السيّد علي خان المدني المعاصر له (ت: 1120 هجريّة)، صاحب كتاب (رياض السّالكين في شرح صحيفة سيّد الساجدين): «الشيخ محمّد بن الحسن بن عليّ بن محمّد الحرّ الشامي العاملي، علَمٌ عَلَم، لا تُباريه الأعلام، وهضبةُ فضلٍ لا يُفصِحُ عن وصفها الكلام ".." تصانيفُه في جبهات الأيّام غُرَر، وكلماتُه في عقودِ السّطور دُرَر ".." وله شعرٌ مستعذَب الجَنى، بديعُ المجتَلى والمجتَنى».
2- المحدّث الشيخ عبّاس القمي (ت: 1359 هجريّة) في كتابه (الكنى والألقاب): «محمّد بن الحسن بن عليّ المشغريّ، شيخُ المحدّثين وأفضلُ المتبحّرين، العالم، الفقيه، النّبيه، المحدّث المتبحّر، الورِع الثّقة الجليل، أبو المكارم والفضائل، صاحب المصنّفات المفيدة».
3- الشيخ عبد الحسين الأميني (ت: 1392 هجريّة) صاحب موسوعة (الغدير في الكتاب والسنّة والأدب): «هو مجدّدُ شرف بيتِه الغابر، من أعلام المذهب وزعماء الشيعة، تقلّد مشيخةَ الإسلام على العهد الصّفوي، اختصَّه المولى بتوفيقٍ باهرٍ قلََّ مَن ضاهاه فيه، فنشرَ أحاديثَ أئمّة الدّين صلواتُ الله عليهم».
ويقول في موردٍ آخر: «له درّةٌ على تاج الزّمن، وغرّةٌ على جبهة الفضيلة، متى استكنهتَه تجدْ له في كلّ قِدر مغرفة، ولقد تقاصرت عنه جُمل المدح وزمر الثّناء ".." ولقد أبقت له الذِّكرَ الخالد كتبُه القيّمة».
4- السيد شهاب الدين المرعشي النّجفي (ت: 1411 هجريّة): «العلّامة الحَبر المتبحّر، الدّليل الماهر في علمَي الفقه والحديث، نابغة الرّواية، مركزُ الإجازة وقطبُ رحاها، علَم الفضل وعليمُه، النّجم المضيء من القُطْر العامليّ، أبو بجدة الآثار ".." جوهرة التّقوى والعدالة، مولانا أبو جعفر، الشيخ محمّد بن الحسن آل الحرّ العاملي المشغريّ الجُبَعي».
الحرُّ العاملي شاعراً
امتلك المحدّث الحرّ العاملي رضوان الله عليه عدّة الشاعر وسلاحَه، فمن خلفيّة فكريّة مستمدّة من القرآن الكريم والحديث الشريف، إلى مشاعر قلبٍ نابضٍ وفيّاضٍ بحبِّ النبي وآله عليهم السلام، إلى لسانٍ أتقنَ لغةَ الضّاد، انطلقَ شاعراً مبرّزاً يجول في ميادين الشعر المختلفة، فتجمّع لديه ما يقارب عشرين ألف بيت ضمَّها ديوانُه، وأكثرُها في مدح أو رثاء النبيّ والأئمّة صلوات الله عليهم، ويحتوي ديوانُه أيضاً منظومةً في المواريث والزّكاة والهندسة، وتواريخَ النبيّ والأئمّة عليهم السلام.
يتميّز شعر الشيخ الحرّ العاملي بطول النّفَس في النّظم، بحيث أنّ له قصائد كثيرة في مدح النبيّ وآله عليهم السلام جاوزت كلٌّ منها المائة بيت، ومن تلك القصائد همزيّتُه التي نيّفت على الأربعمائة بيت، وقد حوَت ذِكرَ معاجز جمّة من معاجز النبيّ صلّى الله عليه وآله، وجملةً وافرة من فضائل أهل البيت عليهم السلام، ومنها قولُه مخاطباً أميرَ المؤمنين عليه السلام:
كيف تحظى بمجدِك الأوصياءُ |
وبهِ قد توسّلَ الأنبياءُ |
ما لخَلقٍ سوى النبيِّ وسِبطيه |
السّعيدين هذه العَلياءُ |
فَبِكم آدمُ استغاثَ وقد |
مَسّتْه بعدَ المَسرّةِ الضرّاءُ |
فتلقّى من ربّه كلماتٍ |
شرَّفَتْها مِن ذكرِكم أسماءُ |
ومن شعره الدالّ على عميق مودّته لأهل البيت عليهم السلام قولُه:
أنا حرٌّ عبدٌ لهم فإذا ما |
شرّفوني بالعَتقِ عُدتُ رقيقا |
أنا عبدٌ لهم فلو أعتقوني |
ألفَ عتقٍ ما صرتُ يوماً عتيقا |
ومن شعره الحِكميّ قولُه:
يا صاحبَ الجاهِ كنْ على حذرٍ |
لا تكُ ممّن يغترُّ بالجاهِ |
فإنّ عزَّ الدنيا كذِلّتِها |
لا عزَّ إلّا بطاعةِ اللهِ |
ومن طريفِ نظْمِه:
إنّ سرَّ الصّديقِ عندي مصونٌ |
ليسَ يدريه غيرُ سمعي وقلبي |
لم أكُن مُطْلِعاً لساني عليه |
قَطُّ فضلاً عن صاحبٍ ومُحِبِّ |
حُكمُه أنّني أُخلِّدُه في السّجن |
-أعني الفؤاد- من غيرِ ذَنْبِ |
مؤلّفاته
مع المشاغل التي تتطلّبها منه مشيختُه للإسلام، ومع انشغاله بالتّدريس وتربية العلماء، فقد أثرى الحرُّ العاملي المكتبة الإسلامية بكُتب كثيرة يكفي أنّ أحدَها كتاب (وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشّريعة)، الذي أصبح بعد تأليفه وإلى الآن موردَ استنباط الأحكام عند فقهاء مدرسة أهل البيت عليهم السلام، فقد استخرجَ مؤلّفُه الأحاديث الكثيرة في الفروع الفقهيّة والآداب الشرعيّة من الكُتب الأربعة، وأضافَ إليها أحاديث كثيرة من مصنّفات الحديث الأخرى التي تربو على مائة وثمانين كتاباً.
وهو -كتاب الوسائل- كما قال عنه مؤلّفُه الشيخ الحرّ: «كتابٌ يطمئنُّ الخاطرُ به وتركنُ النّفسُ إليه، ويصلحُ للوثوقِ به والاعتماد عليه، ويكتفي به أربابُ الفَضل والكمال، في الفقهِ والحديث والرّجال. كتاب كافلٌ ببلوغ الأمل، كافٍ في العلم والعمل، يشتمل على أحاديث المسائل الشرعيّة، ونصوصِ الأحكام الفرعيّة، المرويّة في الكُتب المعتمَدة الصّحيحة، التي نصّ على صحّتِها علماؤنا نصوصاً صريحة، تكون مفزعاً لي في مسائل الشّريعة، ومرجعاً يهتدي به من شاء من الشيعة».
ومن كُتبه الأخرى:
1 - (هداية الأمّة إلى أحكام الأئمّة)، وهو منتخَب من (وسائل الشيعة) مع حذف الأسانيد والمكرّرات.
2 - (إثبات الهُداة بالنصوص والمعجزات)، يبحث في الدّلائل على النبوّة الخاصّة، والإمامة لكلِّ إمامٍ عليهم السلام.
3 - (أملُ الآمل في علماء جبل عامل)، يُترجم في القسم الأوّل منه لعلماء عامليّين، وفي القسم الثاني لعلماء غير عامليّين من سائر البلدان.
4 - (الإيقاظُ من الهَجعَة بالبرهان على الرّجعة)، يبرهن فيه بالنصوص والأدلّة على عقيدة الرّجعة. [أنظر: «قراءة في كتاب» من هذا العدد]
5 - (الإثنا عشريّة في الردّ على الصوفيّة).
6 - (رسالة في خَلق الكافر)، يبحث فيه وجوه الحكمة من خلق الله تعالى للكافرين.
7 - (كشف التّعمية في حُكم التّسمية)، وهي رسالة في تسمية الإمام المهدي عليه السلام.
8 - (تنزيه المعصوم عن السّهو والنّسيان).
9 - (الجواهر السنيّة في الأحاديث القدسيّة)، وهو أوّلُ من جمع هذه الأحاديث كما يقول السيد محسن الأمين.
10 - (الصّحيفة السجّادية الثانية)، جمع فيها الأدعية المنسوبة إلى الإمام السجّاد عليه السلام، والتي لا توجَد في الصّحيفة الكاملة.
11- (الفصول المهمّة في أصول الأئمّة عليهم السلام)، يشتمل على القواعد الكليّة المنصوصة في أصول الدّين، وأصول الفقه، والطّب والنّوادر.
12 - (ديوان شعر). يقارب عشرين ألف بيت، أكثرُه في رسول الله صلّى الله عليه وآله والأئمّة المعصومين عليهم السلام. ويتضمّن كذلك قصائد من النّظم التعليمي منها: منظومة في المواريث، منظومة في الزّكاة. منظومة في الهندسة. منظومة في تواريخ النبي صلّى الله عليه وآله والأئمّة عليهم السلام.
وفاتُه
توفّي الشيخ الحرّ العاملي حيث طابَ له الجوار في مشهد الإمام الرضا عليه السلام سنة 1104 للهجرة، عن إحدى وسبعين عاماً، ودُفن في إيوان إحدى حُجَر الصّحن الشريف، وتاريخُ وفاتِه منقوشٌ على صخرة موضوعة على قبره.
قال أخوه الشيخ أحمد في كتابه (الدرّ المسلوب): «في اليوم الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة 1104 للهجرة كان مغرب شمس الفضيلة ".." وبقيّة الفقهاء والمحدّثين ".." الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الحرّ العاملي، المنتقل إلى رحمة باريه عند ثامن مواليه ".." وهو أخي الأكبر، صلّيتُ عليه في المسجد تحت القبّة جنب المنبر، ودُفن في إيوان حجرة في صحن الرّوضة الملاصق لمدرسةِ ميرزا جعفر».