مقام المعصومة عليها السلام
منارة مضيئة من مدينة قمّ
______إعداد: أحمد الحسيني______
السيّدة فاطمة بنت الإمام الكاظم موسى بن جعفر سابع أئمّة المسلمين عليهم السلام، وأخت الإمام الثامن عليّ بن موسى الرّضا عليه السلام.
رحلت من المدينة المنوّرة باتّجاه بلاد خراسان في أثر أخيها الرّضا عليه السلام، حبّاً له، وخوفاً على مصيره في تلك البلاد، حتى حطّت رحالها في مدينة قمّ المقدسّة.
في هذا التّحقيق نقف على أعتاب مقامها الذي أضحى منارة لمحبّي أهل بيت النبيّ عليه وعليهم السلام. |
الرّحلة إلى خراسان: كانت السيّدة فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم عليهما السلام، قد وُلدت في المدينة المنوّرة سنة 173 هجريّة على أكثر الرّوايات، وعاشت مع إخوتها وأخواتها في كنف الإمام الرّضا عليه السلام، لأنّ الرّشيد العبّاسيّ استقدم أباها الإمام الكاظم عليه السلام من المدينة المنوّرة، ثمّ أودعه سجنه.
وكانت السيّدة فاطمة عابدة، عالمة، تتلمذت على يد أخيها الرّضا عليه السلام، ولـمّا رآها منقطعة لله تعالى، تخشاه في كلّ كبيرة وصغيرة، لقبّها بــ «المعصومة»، مع ما لهذا اللقب من دلالات وأبعاد في سلوكها وسيرتها.
ولـمّا تولّى المأمون العبّاسيّ الحكم، استدعى الإمام الرّضا عليه السلام وجماعة من آل أبي طالب إلى خراسان، وأَسند إليه ولاية العهد.
قلقت السيّدة المعصومة على مصير أخيها الرّضا عليه السلام في تلك البلاد النائية، فقرّرت اقتفاء أثره، فشدّت الرحال لتتحسّس أمر أخيها، مع ما يتطلّبه ذلك من مشقّة ووَعثاء السّفر.
الرحلة الشّاقة
كانت رحلتها إلى بلاد خراسان مضنية وشاقّة، ولمّا وصلت إلى بلدة ساوة، [كانت مدينة حسنة بين الري وهمذان، وكانت معمورة حتى دخلها التتار عام 671 للهجرة، فخرّبوها وقتلوا كلّ مَن فيها ولم يتركوا فيها أحداً البتة]، أقعدها المرض عن المسير، فلزمت فراشها، لكنّها أَبَت البقاء فيها، فطلبت من أصحاب القافلة إيصالها إلى مدينة قمّ، لعلمها أنّ أهلها يحبّون أهل البيت عليهم السلام، ويجلّون الإمام الرّضا عليه السلام. (أنظر: الملف من هذا العدد)
وفاتها
لم تتماثل السيّدة المعصومة للشّفاء، فلم تستطع إكمال رحلتها للقاء الرّضا عليه السلام، إذ توفّيت سلام الله عليها بعد سبعة عشر يوماً من وصولها إلى مدينة قمّ، سنة 201 للهجرة.
لمحة تاريخيّة عن المقام المشرّف
البناء الأوّل: عندما توفيّت السيّدة المعصومة، غُسِّلت وكُفِّنت، وحُملت إلى مقبرة (بابلان) في قم، ووُضعت على حافّة سرداب حُفر لها، وبنى موسى بن خزرج على قبرها بيتاً له سقف من البواري، وأخذ النّاس يتوافدون إلى قبرها الشّريف، حتى أخذت مدينة قمّ تشتهر وتزدهر بفضل زيارتها، والمكوث في هذه المدينة.
التّوسعة والإعمار: سنة 256 للهجرة، قصدت السيِّدة زينب بنت الإمام الجواد عليه السلام قم لزيارة قبر عمّتها فاطمة رضوان الله عليها، فبنت قبّة من الآجر فوق القبر الشّريف فكان هذا أوّل بناء عليه.
وفي سنة 350 للهجرة، جدّد زيد بن أحمد بن بحر الأصفهاني بناء الحرم وبدّل بابه الصغير بآخر أكبر منه.
وفي عهد طغرل السلجوقيّ، وهو أوّل ملوك الدولة السلجوقية (ت 455 للهجرة)، بنى وزيره مير أبو الفضل العراقي قبّة كبيرة للمرقد المطهّر.
وفي سنة 925 للهجرة، بَنَت زوجة الشّاه إسماعيل الصّفوي الأوّل قبّة على القبر الشّريف. وفي هذه السّنة جدّد الشّاه إسماعيل بناء المرقد، فبنى الإيوان الشمالي وزيّنه بالكاشي (المعرّق)، ووضع الأساس لبناء الصّحن القديـم للمرقد.
وفي سنة 950 للهجرة، بنى الشّاه طهماسب الصّفوي ضريحاً من الكاشي على المرقد المطهّر.
وفي سنة 1077 للهجرة، بنى الشّاه سليمان الصّفوي صحن النّساء، [الصحون هي الساحات الخارجية التابعة للحرم] في الجهة الجنوبيّة من الحرم. وأصبح هذا الصحن فيما بعد طريقاً خاصّاً لمقبرة الشّاه سليمان والشّاه سلطان حسين، إذ من المعلوم أن مدخل هذه المقبرة كان من هذا الصّحن فقط.
وبين عامَي 1210 و1214 للهجرة، وُضع بابان من الفضّة في الجهة الغربيّة من الحرم.
وفي سنة 1213 للهجرة، أمر فتح علي شاه القاجاريّ بتذهيب القبر والقبّة وباب المرقد الشّريف.
وفي سنة 1215 للهجرة، زُيّن داخل القبّة بالنّقوش البارزة والمرايا والكتابات الجميلة.
وفي سنة 1218 للهجرة، جدّد مرتضى قلي خان، أحد رجال الدّولة الصّفويّة، بناء إيوان الحرم ورفع الكاشي عن القبّة ووضع بدلاً منه لوحَين من الذّهب.
وفي سنة 1221 للهجرة، فُرشت أرض الحرم وجدرانه بالرّخام، كما زُيّن الضّريح بالذّهب، ووُضع باب ذهبي في الجهة الشّماليّة للرّواق المتّصل بإيوان الذّهب.
وفي سنة 1266 للهجرة، جُدّد الإيوان الذي بناه الشّاه إسماعيل الصّفوي، ووُسّع الصّحن القديـم، وبُنيت مئذنة في الجهة الشّماليّة منه.
وفي سنة 1285 للهجرة، أمر محمّد حسين خان شهاب الملك ببناء مئذنتين فوق إيوان الذّهب، وزيّنهما بالقاشاني، وفي سنة 1301 للهجرة ووضع كامران ميرزا -ابن السلطان ناصر الدين شاه قاجار (حكم السلطان ناصر الدين مدة 48 سنة من عام 1848م حتى 1896م) الذي كان حاكم طهران ونائب السّلطنة- قضباناً من الذهب في أعلى المآذن المذكورة.
وفي سنة 1296 للهجرة، بنى أمين السّلطان إبراهيم خان الأتابكي (وزير ناصر الدين شاه) الصّحن الشّريف الجنوبي، وفي سنة 1303 للهجرة، أكمل البناء ولده الوزير علي أصغر خان، ووضع أساس الصّحن الجديد المعروف (بالصحن الأتابكي)، وجرى تزيينه، وبنى الغرف حوله المسمّاة (مقابر الأعيان).
وفي سنة 1354 للهجرة، استُحدث في المقام متحف ووضعت فيه جميع الهدايا والنفائس الثمينة.
وفي سنة 1375 للهجرة، لُبِّس الضريح الفولاذي بالفضّة وزُيّن بالنّقوش والكتابة الجميلة.
حرم المعصومة اليوم
المساحة: الحرم مستطيل الشّكل، وتبلغ مساحته -بصحونه الثلاثة مع مسجد «بالا سر» (مسجد فوق الرّأس)- نحو 13527م2، منها نحو 1914م2 مساحة الأرض المبنيّة، والباقي مساحة صحنَي الحرم الجديد والقديـم.
القبّة والمنائر: أوّل قبّة بُنيت -بعد المظلّة الحصيريّة التي وضعها موسى بن خزرج- هي قبّة برجيّة أو هرميّة الشّكل، بَنَتها السيّدة زينب بنت الإمام الجواد عليه السلام في أواسط القرن الثالث الهجري، وكانت مصنوعة من اللّبن والحجر والجصّ. وبعد مدّة من الزّمن، دُفنت بعض السيّدات العلويّات بجوار فاطمة المعصومة عليها السلام، فبُنيت قبّتان أخريان إلى جانب القبّة الأولى. وقد بقيت هذه القباب الثّلاث حتى عام 447 للهجرة، حيث أشار الشيخ الطُّوسي إلى «مير أبو الفضل العراقي» وزير طغرل الكبير، ببناء قبّة عالية بدل القباب الثّلاث، وضمّت تحتها قبور جميع السّادة إضافة إلى قبر السيّدة المعصومة.
وفي سنة 925 للهجرة، تمّ تجديد بناء هذه القبّة على يد زوجة الشاه إسماعيل كما تقدّم
وزُيّن السّطح الخارجيّ لها بالفسيفساء.
وفي سنة 1218 للهجرة، أثناء حكم «فتح علي شاه القاجاري»، جرى تزيين القبّة المطهّرة بالصّفائح الذهبيّة، وكُتب عليها كتابات وأشعار جميلة باللّغة الفارسية، وزُيّنت من الدّاخل بالنّقوش والمرايا.
وقد بقي شكلها الخارجي على حاله حتى عام 1368 للهجرة، وفي حوالي سنة 1369 للهجرة بدأ العمل بترميمها، بسبب بعض التّشويه في ظاهر القبّة، بإشراف سادن الرّوضة آية الله المسعودي الخميني، وقد جُمعت الّصفائح الذهبية القديمة لكي تُبدّل وتُغيّر.
المنائر أو المآذن
يرتفع فوق إيوان الذهب مئذنتان، أمر ببنائهما «محمّد حسين خان شهاب الملك» سنة 1285 للهجرة، وطُلي أعلاهما بالذّهب عام 1301 للهجرة. ارتفاع كلّ منهما 32.20م وقطر كلّ منهما 1.5م، يغطّيهما الكاشي المظفور ونُقشت عليهما الكلمات التالية: (الله)، (محمّد)، (عليّ).
وترتفع على قاعدتَي إيوان المرايا -الآتي ذكره- مئذنتان، ارتفاع كلّ منهما 28م. كُتب عليهما أسماء الجلالة. كما كُتب على إحداهما: «لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم». وعلى الأخرى: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر»، وغُطّيتا بالكاشي.
وترتفع في الصحن الكبير (الجديد أو الأتابكي) مئذنتان صغيرتان، ارتفاع كلّ منهما نحو 13.5م، وكان المؤذّنون في السّنوات الأخيرة يؤذّنون ويقرأون المناجاة فيها.
الضّريح والقبر الشّريف
يقع تحت القبّة، وهو مصنوع من الفضّة، يبلغ ارتفاعه 4م وطوله 5.25م، وعرضه 4.73م. زُيّن أعلاه بالذّهب بمقدار متر واحد من جميع الجهات، كما زيّن بكتابات ونقوش جميلة.
وكان الشّاه طهماسب الصّفوي قد أمر عام 965 للهجرة ببناء ضريح حول القبر المطهّر باللّبن المزيّن بالكاشي الملوّن والفسيفساء والألواح المنقوشة، وقد ترك في جوانبه منافذ مفتوحة لكي يحظى الزوّار بالنظر إلى القبر الشّريف ويلقون نذورهم داخل الضّريح.
ووضع الشاه عبّاس الأوّل (حكم 42 سنة، وتوفي سنة 1038 للهجرة) على ذلك المرقد المطّهر قفصاً من الفولاذ الأبيض.
وفي سنة 1230 للهجرة قام الشاه فتح علي بتجليل الضّريح المذكور بالفضّة.
وفي سنة 1280 للهجرة استُبدل الضّريح القديم بآخر جديد، ثمّ جرى ترميمه غير مرّة، حتى أمر سادن الرّوضة بنصب ضريح جديد عام 1368 للهجرة.
وفي سنة 1380 للهجرة جرى تبديل القسم المصنوع من الفضّة من الضّريح بأفضل أنواع الفضّة الخالصة التي جرى شراؤها من البنك المركزي في إيران، ووُضع الضّريح السّابق في خزانة الصّحن الشّريف ليتمّ إصلاحه وترميمه.
أمّا القبر الشّريف فارتفاعه 20، 1م، وطوله 95، 2م، وعرضه 20،1م. وكان الأمير المظفّر أحمد بن إسماعيل مؤسّس ملوك آل مظفّر، قد أمر محمّد بن أبي طاهر الكاشي القميّ، الذي كان أمهر المتخصّصين في بناء الكاشي، ببناء المرقد الشّريف بالكاشي المتنوِّع عام 605 هجريّة، وقد استمرّ عمله مدة ثماني سنوات حتى أتمّه عام 613 هجريّة. (المصدر: نقلاً عن أحد المواقع، من كتاب: گنجينه آثار قم 1: 415.)
وفي سنة 1377 هجريّة، جرى تجديد بناء المرقد الشّريف بشكله الحالي بالكاشي والرّخام، وكذلك زيّنت جدرانه الداخليّة بالرّخام الأخضر.
الأواوين
[الإيوانُ، كما في لسان العرب: الصُّفَّةُ العظيمة، وفي المحكم شِبْهُ أَزَجٍ غير مسْدود الوجه، وهو أَعجمي، وكلُّ شيءٍ عَمَدْتَ به شيئاً فهو إيوان]
الإيوان الذهبيّ: للحرم الشريف إيوان يقع في الجهة الشماليّة من الحرم، وهو متّصل بالصّحن القديـم، ويُعرف بإيوان الذّهب، لأنّه مُذهّب من الدّاخل، وقد بُني عام 925 للهجرة. وقد كُتب حول هذا الإيوان، الحديث الشريف: «ألا ومَن مات على حبّ آل محمّد مات شهيداً». كما زُيّن بالفسيفساء ومقرنصات مطلية بصفائح ذهبيّة، وفوقه المئذنتان الكبيرتان. وكذلك يوجد إيوانان أقصر من الإيوانَين المذكورَين على جانبي إيوان الذَّهب، وقد زيّنا بالفسيفساء.
إيوان آيينه: أي إيوان المرايا، ويقع في الجهة الشرقيّة للحرم، شكله نصف هرميّ، وفوقه مئذنتان صغيرتان أيضاً، وهو مزيّن بالنّقوش والمرايا، ويتصلّ بالحرم بواسطة رواق مزيّن بالمرايا، وزُيّن أسفل الجدار بالرخام بمقدار متر تقريباً ثمّ فوقه حتى السقف زُيّن بالمرايا، ونُقش على الرخام الآية الشريفة ﴿اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ..﴾ النور:35.
وبين هذا الإيوان والرّواق الشرقي إيوان آخر زُيّن بالمرايا أيضاً، ونُقش عليه الحديث الشّريف: «مَن زار فاطمة بقمّ فله الجنّة». وهذه الآثار الفنيّة الرّائعة جرت في العهد القاجاري ونفّذها الفنّان الشهير حسن المعمار القميّ، وقد تمّ إنجازها عند بناء الصّحن الجديد بأمر الصّدر الأعظم «الميرزا علي أصغر خان أتابك».
الأروقة
وهي السّاحات القريبة من الضّريح المطهّر، منها:
رواق (بالا سر): وهي السّاحة التي تقع بين مسجد بالا سر الذي يلي الرّأس إلى الضريح، وقد زُيّن بالمرايا، وهو محلّ وقوف المؤمنين أثناء الزّيارة.
الرّواق الأمامي: وهو السّاحة التي تقع بين مسجد الطباطبائي حتى الضّريح المطهّر، وفيه يقوم خدّام الصّحن المطهّر ومسؤولي الرّوضة المقدّسة بمراسم الخطبة الصّباحيّة.
رواق المرايا (الشهيد البهشتي): ويقع في قسم النّساء. ويلي موقع الرّجل من القبر الشريف. وجرى ترميمه في السّنوات الأخيرة.
رواق دار الحفّاظ: وهي السّاحة بين إيوان الذّهب والضريح المطهّر، وهو مخصّص للخطبة المسائيّة، وكان في السّابق محلاً يقيم فيه خدّام الحرم وقارئو القرآن مراسمهم الخاصّة.
الأبواب: للحرم الشّريف ثمانية أبواب، أربعة منها في الصّحن الجديد، واثنان في الجانب الغربي للحرم، وواحد يفتح على شارع مُوزة، وآخرها يؤدِّي إلى المدرسة الفيضيّة.
الصّحون
الصّحن القديـم: أمر ببنائه الشاه إسماعيل الصفوي أو زوجته سنة 925 للهجرة. وهو يقع في الجهة الشماليّة من الحرم، يبلغ طوله 35.70م، وعرضه 34.70م، تحيط به من ثلاث جهات الغرف والحجرات، والمقابر الموجودة في أطرافه.
ويضمّ هذا الصّحن إيوان الذّهب، وهو مدخل الصّحن إلى الرّوضة المطهّرة، وإيواناً في الشّمال وهو مدخل المدرسة الفيضيّة إلى الصحن المطهّر، وثالثاً في الغرب وهو مدخل المسجد الأعظم. ورابعاً في الشّرق وهو مدخل الصّحن العتيق للصّحن الجديد. وما زالت الترميمات قائمة في هذا الصّحن، منذ عام 1377 للهجرة.
الصّحن الجديد: ويُعرف أيضاً بالصّحن الأتابكي، ويقع في الجهة الشرقيّة من الحرم، وهو أكثر اتّساعاً من الصّحن القديـم، وله ثمانية أضلاع، طول الشّرقي والغربي منها 78م، وطول الشّمالي والجنوبي منها 46م، أمّا الأضلاع الأربعة الأخرى، فيبلغ طول كلّ منها نحو 4م. يؤدّي مدخل هذا الصّحن إلى شارع أرم في الجهة الشّرقيّة، ولهذا المدخل إيوان يبلغ ارتفاعه 13.6م، مزيّن بالنّقوش البارزة الجميلة، وفوق بناء هذا الإيوان توجد ساعة كبيرة ومئذنتان صغيرتان ارتفاع كلّ منهما نحو 13.5م، ولهذا الصّحن مدخل ثانٍ في الجهة الشماليّة يؤدّي إلى شارع الأستانة عن طريق إيوان يبلغ ارتفاعه 13م.
صحن مُوزة: أو صحن (المتحف) يقع في الجهة الجنوبيّة من الحرم، يبلغ طوله 24م وعرضه 19.5م، فوقه قبّة ارتفاعها ومحيطها 17م، ويحمل هذه القبّة عددٌ من الأعمدة المزيّنة بالرّخام والنّقوش الجميلة.
وفي هذه الجهة الجنوبيّة مدخل ثالث مماثل للشّمالي من حيث الارتفاع ووجود المآذن فوق إيوانه، ويوجد في وسط هذا الصحن حوض ماء بيضوي الشكل، وتحيط بالصّحن عدّة غرف لكلّ غرفة إيوان خاصّ بها.
الأبنية الملحقة
تحيط بالحرم الشّريف عدّة أبنية منها المسجد الأعظم [الذي بناه المرجع الديني الراحل الكبير السيّد البروجردي قدس سره] ومسجد بالا سر [أي مسجد فوق الرأس، الذي تقام فيه فعلاً صلاة الجماعة بإمامة المرجع الديني الكبير السيد موسى الونجاني، الشّبيري دام ظله]، ومسجد الطباطبائي [الذي بناه المرحوم حجّة الإسلام السيّد محمّد الطباطبائي ابن المرحوم آية الله حسن القمّي قدس]، ومسجد الإمام الخميني قدس، وللحرم مكتبة تُعرف بـ «مكتبة الأستانة». وهنالك المتحف الذي يدخل إليه من صحن موزة، وهو يضمّ الهدايا والنّفائس القيّمة التي أهديت للمرقد على مرّ العصور.
مصلّى السيّدة المعصومة
ما يزال المحراب الذي كانت السيّدة فاطمة تصلّي فيه في دار موسى بن خزرج ماثلاً إلى الآن، يقصده النّاس لزيارته والصّلاة فيه.
وقد جُدّدت عمارته خلال السّنوات الأخيرة، وشُيّدت إلى جانبه مدرسة لطلبة العلوم الدينيّة تعرف بـ «المدرسة الستّيّة».
يقع المحراب في الشارع المجاور للصّحن الشريف، ويُعرف بشارع «چَهار مَرْدان» (وبناء المحراب - المصلّى) على يسار الذّاهب من الروضة الفاطميّة، وهو مزدان بالقاشاني المعرّق، وعلى مدخله أبيات بالفارسيّة، تعريبه:
لقد شُيِّد هذا البناء الـمُنير إجلالاً لابنة الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام، حيث مَثُل فيه محراب فاطمة المعصومة، فزادت به «قمّ» شرفاً على شرف.