رواياتُ السيّدة فاطمة المعصومة عليها السّلام
بسندِها عن الزّهراء، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله
ـــــ مراجعة: حمزة السيد أحمد ـــــ
* تكشف الرّواية -من حيث المبدأ- عن البُعد العلمي للرّاوي، ويكشف تحليل الرّواية عن المضمون العقائدي والفكري، فيما يتولّى التأمّل في السَّنَد الإضاءة على الجوّ الذي عاش فيه الرّاوي والسِّرب الذي كانَ منه.
* تقدّم «شعائر» هنا بعضَ الرّوايات التي وصلَتنا عن السيّدة فاطمة «المعصومة» عليها السلام، في المصادر الإسلاميّة المختلفة. |
1- روى الحافظ شمس الدين الجَزري الشافعي المتوفّى سنة 833 هجريّة، في كتابه (أسنى المطالب)، بإسناده عن بكر بن أحمد القصريّ، قال:
«حدّثتنا فاطمة بنت عليّ بن موسى الرّضا، حدّثتني فاطمة وزينب وأمّ كلثوم بنات موسى بن جعفر، قلنَ: حدّثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمّد الصّادق، حدّثتني فاطمة بنت محمّد بن عليّ، حدّثتني فاطمة بنت عليّ بن الحسين، حدّثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن عليّ، عن أمّ كلثوم بنت فاطمة بنت النبيّ صلّى الله عليه وآله، عن فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله ورضي عنها، قالت:
أنَسِيتُم قولَ رسولِ الله صلّى الله عليه وآله يومَ غدير خُمّ: مَن كنتُ مَولاهُ فعليٌّ مَولاه، وقولَه صلّى الله عليه وآله: أنتَ منّي بمنزلةِ هارونَ من موسى؟!».
وهكذا أخرجه الحافظ أبو موسى المدائني في كتابه، وقال: وهذا الحديث مُسَلسَل مِن وجهٍ آخر، وهو أنّ كلّ واحدة من الفواطم تروي عن عمّةٍ لها، فهو رواية خمس [هكذا] بنات أخ، كلّ واحدة منهنّ تروي عن عمّتها.
2- وروى المجلسي عن جعفر بن أحمد بن عليّ القمّي في كتاب (المسلسَلات)، بإسناده عن بكر بن أحنَف، قال:
«حدّثتنا فاطمة بنت عليّ بن موسى الرضا عليه السلام، قالت: حدّثتني فاطمة وزينب وأمّ كلثوم بنات موسى بن جعفر عليهم السلام، قلنَ: حدّثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمّد عليهما السلام، قالت: حدّثتني فاطمة بنت محمّد بن عليّ عليهما السلام، قالت: حدّثتني فاطمة بنت عليّ بن الحسين عليهما السلام، قالت: حدّثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن عليّ عليهما السلام، عن أمّ كلثوم بنت عليٍّ [أمير المؤمنين] عليه السلام، عن فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، قالت:
سمعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: لمّا أُسرِيَ بي إلى السماء دخلتُ الجنّة فإذا أنا بقصرٍ من دُرّةٍ بيضاءَ مُجوَّفة، وعليها بابٌ مُكلَّلٌ بالدرّ والياقوت، وعلى الباب سِتر؛ فرفعتُ رأسي فإذا مكتوبٌ على الباب: "لا إله إلّا الله، محمّدٌ رسول الله، عليٌّ وليُّ القوم"، وإذا مكتوبٌ على السِّتر: "بخٍّ بخّ! مَن مِثلُ شيعةِ عليّ؟!".
فدخلتُه فإذا أنا بقصرٍ من عقيقٍ مُجوّف، وعليه بابٌ من فضّة مكلّل بالزبرجَد الأخضر، وإذا على الباب سِتر، فرفعتُ رأسي فإذا مكتوبٌ على الباب: "محمّدٌ رسول الله، عليٌّ وصيُّ المصطفى"، وإذا على السِّتر مكتوب: "بَشِّرْ شيعةَ عليّ بطِيب المولِد".
فدخلتُه فإذا أنا بقصرٍ من زُمرُّدٍ أخضرٍ مُجوّف لم أرَ أحسنَ منه، وعليه بابٌ من ياقوتةٍ حمراء مُكلّلةٍ باللّؤلؤة، وعلى الباب سِتر، فرفعتُ رأسي فإذا مكتوبٌ على السِّتر: "شيعةُ عليٍّ هُمُ الفائزون"، فقلتُ: حبيبي جبرئيل، لمن هذا؟ فقال: يا محمّد، لابنِ عمِّك ووصيّك عليِّ بن أبي طالب؛ يُحشَر النّاسُ كلُّهم يومَ القيامة حُفاةً عُراةً إلّا شيعةُ عليّ؛ ويُدعَى النّاس بأسماء أمّهاتِهم ما خلا شيعة عليٍّ عليه السلام، فإنّهم يُدعَون بأسماء آبائهم.
فقلت: حبيبي جبرئيل، وكيف ذاك؟ قال: لأنّهم أحبّوا عليّاً، فطابَ مولدُهم. انتهى.
بيان: "فطابَ مولدُهم" لعلّ المعنى أنّه لمّا علمَ اللهُ من أرواحهم أنّهم يحبّون عليّاً، وأقرّوا في الميثاق بولايته، طَيّبَ مولدَ أجسادِهم».
3- وروى الشيخ الصّدوق بإسناده عن فاطمة بنت موسى عليه السلام، عن عمر بن عليِّ بن الحسين، عن فاطمة بنت الحسين عليه السلام، عن أسماء بنت أبي بكر، عن صفيّة بنت عبد المطّلب قالت:
«لمّا سقط الحسينُ عليه السلام من بطن أُمِّه -وكنتُ وَلِيتُها- قال النبيُّ صلّى الله عليه وآله: يا عمّة، هلمّي إلَيّ ابني. فقلت: يا رسولَ الله، إنّا لم نُنَظِّفْهُ بعدُ، فقال صلّى الله عليه وآله: يا عمّة، أنتِ تُنظِّفينَه؟! إنّ الله تعالى قد نَظَّفَه وطهَّرَه».