| جُرحُ الأحبّةِ فاغرٌ ما الْتَامَا |
يَفْري، ولا نَدري له إيلاما |
| نارُ الصّبابة لا تحرِّق عاشقاً |
وتكون برداً فوقَه وسلاما |
| أنا طائرٌ فوقَ الجبال مقسّمٌ |
إرْباً، فمَن ذا يجمعُ الأقساما |
| لم يمضِ عصرُ المعجزاتِ، فعَاودي |
عهدَ الوصال وجدِّدي الأيّاما |
| بَعثي ونَشري من يدَيك، وجنّتي |
عيناك، طابا للمُحِبِّ مقاما |
| ركْبُ الفواطمِ ما يزال مسافراً |
«مَرْوَاً» يريدُ، وروضةً، وإماما |
| يمضي، فلا الأيّامُ تقطعُ سَيرَه |
ويزيدُه طولُ النّوى إقداما |
| وعليه من أَلَقِ النُّبوَّة مسحةٌ |
أضفتْ عليه المجدَ والإعظاما |
| ومن الحسين بقيّةٌ لدِمائه |
صبغتْ بحمرةِ لونِها الأعلاما |
| يا أيُّها الحادي حِداؤك هدَّني |
لمّا ذكرتَ الأهلَ والأرحاما |
| عرِّج على قمٍّ، فإنّ لنا بها |
قبراً على كلِّ القبورِ تَسامى |
| شهدَ الحوادثَ منذ أوّل عهدِه |
ومن الحوادثِ ما يكونُ جِساما |
| ظهرتْ به للعالَمين خوارقٌ |
تسبي العقولَ وتُدهِشُ الأفهاما |
| حُطّوا الرِّحال، فإنّ للثّاوي به |
عهداً يُصانُ وحرمةً وذِماما |
| يا قبرَ فاطمةٍ بقمَّ تحيّةً |
من مدنفٍ يا قبرَها وسلاما |
| طابَ الضّريحُ وضاعَ من شبّاكه |
أرَجُ النّبوة يَغمر الآكاما |
| واصطفّتِ الأملاكُ في ظُلَل الحِمى |
زُمَراً تسبِّحُ سجّداً وقياما |
| وأتى الحجيجُ من الفجاج قوافلاً |
تسعى إليه وقد نوتْ إحراما |
| حرمٌ أتاه الخائفون فأُبدِلوا |
أمناً، ونال الطّالبون مَراما |
| عشٌّ لآلِ محمّدٍ يهفو له |
أهلُ الوَداد محبّةً وغراما |
| يا بنتَ موسى، والمناقبُ جمّةٌ |
لا يستطيعُ بها الورى إلماما |
| أختَ الرّضا، إني أتيتُكِ ناشراً |
صُحُفاً تفيضُ خطيئةً وأَثاما |
| يا عمّة [المولى الجواد، عطيّةً |
إنِّي] ببابِك أسألُ الإنعاما |
| أنا زائرٌ يرجو الشفاعةَ، فاشفعي |
لي في الجنان، فقد قصدتُ كِراما |
| أنا قادمٌ من مصرَ أَنْزفُ حُرْقَةً |
أُخفي الشّقاء وأكتمُ الآلاما |
| ".." يا بنتَ موسى إنّ في قمّ التي |
ضمّتك عزّاً شامخاً وسَناما |
| من قمَّ يبتدىءُ الكلامُ وبعدَها |
تغدو الحروفُ أسنَّةً وسهاما |
| ويسجّل التاريخُ بالدَّمِ صفحةً |
حمراءَ تقطرُ نهضةً وقياما |
| خسِئَتْ فراعنةُ الزّمان، وكَم هوى |
عرشٌ لنرفعَ فوقَه الإسلاما ! |
| |
* شاعر مصري، من ديوانه (بِلون الغار، بلون الغدير) |