فرائد

فرائد

منذ أسبوع

أوَّل درجة المتَّقين

أوَّل درجة المتَّقين
حقيقة العبوديّة هي كما في حديث عنوان ثلاثة أشياء: أن لا يرى العبد لنفسه في ما خوَّله الله ملكاً، لأنَّ العبيد لا يكون لهم مُلْك بل يَرون المال مال الله يضعونه حيث أَمَرُهم الله، ولا يُدبِّر العبد لنفسه تدبيراً، وجملة اشتغاله في ما أَمَرَه الله تعالى ونهاه عنه، فإذا لم يرَ العبد في ما خوَّله الله مُلْكاً هان عليه الإنفاق، وإذا فوَّض العبد تدبير نفسه إلى مدبِّرها هانت عليه مصائب الدّنيا، وإذا اشتغل العبد في ما أَمَرَه الله ونهاه لا يتفرَّغ منهما إلى المراء أو المباهاة مع النّاس، فإذا كرَّم اللهُ العبدَ بهذه الثّلاث هانت عليه الدّنيا والمسيس [مسيس الحاجة: الضرورة الملحّة] والخَلْق، ولا يطلب الدّنيا تفاخراً وتكاثراً، ولا يَطلب عند النّاس عزّاً وعلوّاً، ولا يَدَع أيّامه باطلة، فهذا أوَّل درجة المتَّقين.
(الطُُّرَيْحي، مجمع البحرين)
 
بقعةٌ من بقاع الجنّة
«عن الصّقر بن أبي دُلَف، قال: سمعتُ سيّدي عليّ الهادي عليه السلام، يقول: مَن كانت له إلى الله حاجة فَلْيَزُر قبرَ جَدّيَ الرّضا عليه السّلام بِطُوس وهو على غُسْل، ولْيُصلِّ عند رأسه ركعتين، وليسألِ اللهَ حاجتَه في قنوته؛ فإنّه يستجيب له ما لم يَسأل في مآثمَ أو قطيعةِ رَحِم. وإنّ موضع قبره لَبقعةٌ من بقاع الجنّة، لا يزورها مؤمنٌ إلَّا أعتقه الله من النّار، وأدخَلَه إلى دار القرار».
(الأمالي، الشيخ الصدوق)
 
العلّة راحة من المناصب

كان ابن الأثير مجد الدّين أبو السّعادات صاحب (جامع الأصول) و(النّهاية في غريب الحديث) من أكابر الرّؤساء محظيّاً عند الملوك، وتولّى لهم المناصب الجليلة. فعَرَض له مرض في كفِّ يديه ورجليه، فانقطع في منزله وترك المناصب والإختلاط بالنّاس. وكان الّرؤساء يغشونه في منزله فحضر إليه بعض الأطبّاء والتزم بعلاجه. فلمّا طبَّبه وقارب البرء وأشرف على الصّحة دفع إليه شيئاً من الذَّهب، وقال: امضِ بسبيلك، فلامه أصحابه على ذلك، وقالوا: هلّا أبقيته إلى حصول الشفاء، فقال لهم: إنّني متى عوفيتُ طلبتُ المناصب ودخلتُ فيها وكُلِّفت قبولها، وأمّا ما دمتُ على هذه الحالة فإنّي لا أصلح لذلك، فأصرف أوقاتي في تكميل نفسي ومطالعة كُتُب العلم، ولا أدخل معهم في ما يُغضب الله ويرضيهم، والرِّزق لا بدَّ منه.
فاختار عطلة جسمه ليحصل له بذلك الإقامة على العطلة عن المناصب، وفي تلك المدَّة ألَّف كتاب (جامع الأصول) و(النهاية) وغيرهما من الكُتُب المفيدة. (البهائي، الكشكول) 
الفتنة: عذابٌ أم بلاء

من (تفسير الميزان) للعلّامة الطباطبائي قدّس سرّه، وقوله: ﴿..وفتناك فتونا..﴾ طه:40 أي ابتليناك واختبرناك ابتلاءً واختباراً، قال الراغب في (المفردات): أصل الفتن إدخال الذّهب النّار لتظهر جودته من رداءته، واستُعمِل في إدخال الإنسان الّنار، قال: ﴿يوم هم على النار يفتنون﴾ الذاريات:13، ﴿ذوقوا فتنتكم..﴾ الذاريات:14 أي عذابكم، قال: وتارة يسمُّون ما يَحصَل عنه العذاب فتنة، فيُستعمَل فيه نحو قوله: ﴿..ألا في الفتنة سقطوا..﴾ التوبة:49، وتارة في الاختبار، نحو: ﴿..وفتناك فتونا..﴾ طه:40. وجُعِلَت الفتنة كالبلاء في أنّهما تستعملان في ما يدفع إليه الإنسان من شدة ورخاء وهما في الشّدّة أظهر معنى وأكثر استعمالاً، وقد قال فيهما: ﴿..ونبلوكم بالشر والخير فتنة..﴾ الأنبياء:35.
(تفسير الميزان، العلّامة الطباطبائي)
 




اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ أسبوع

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات