«المشاهدُ المكرّمة» في رحلةِ ابن جُبَير
تجلّيات الحبُّ والتّعظيم
ـــــ إعداد: أحمد الحسيني ـــــ
الملاحَظ في المشاهد التي عاينها ابنُ جبَير في رحلاته، وجودُ القباب فوق قبر النبيّ وأهل بيته عليهم الصّلاة والسلام، وفوق كثيرٍ من قبور الصّحابة والتّابعين والأولياء. كما رُفعت القباب فوق الأماكن المقدّسة. وكان المسلمون -سنّةً وشيعة- منذ صدر الإسلام، يتبرّكون بتلك المشاهد ويحرصون على لمسها والتّمسّح بها، دون أن يكون ذلك مظهراً للشّرك، أو منافياً للتّوحيد، كما أَوْلوا عنايتهم بها وشدّوا الرّحال إليها في غير موسم.
في هذا التحقيق يعود التاريخ بنا إلى ما كانت عليه تلك المشاهد المعظّمة في مكّة والمدينة ومصر. |
كان أبو الحسين محمّد بن أحمد بن جبير الأندلسيّ الشاطبي (توفّي سنة614 هـجريّة/1217م)، من علماء الأندلس الأكابر في الفقه والحديث، قام برحلات ثلاث، أهمّها التي امتدّت قرابة ثلاث سنوات، حيث بدأها يوم الاثنين في التّاسع عشر من شهر شوّال سنة 578 هـجريّة، وختمها في يوم الخميس الثاني والعشرين من شهر محرّم سنة 581 هـجريّة. وقد وصف في هذه الرّحلة ما مرّ به من مدن، وما شاهد من عجائب البلدان، ووصفَ المساجد والمشاهد المطهّرة وصفاً دقيقاً، فيصف الأبنية الرّفيعة والقباب العالية في المشاهد والمزارات المعروفة يومذاك للأنبياء والصّالحين والنّبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته عليهم السلام وصحابته والتّابعين لهم بإحسان، وكيف كانوا يتبرّكون بتلك المشاهد، ويعظّمونها، وينفقون المال الوفير في تشييدها والمحافظة عليها.
من تلك المشاهد التي عاينها ابن جبير على سبيل المثال:
المشاهد في مكّة المكرّمة
فعن رحلته إلى مكّة المكرّمة قال عند ذكر بعض مشاهدها المُعظّمة، وآثارها المقدّسة:
«فمن مشاهدها التي عاينّاها قبّة الوحي، وهي في دار خديجة أمّ المؤمنين، رضي الله عنها ".." وقبّة صغيرة أيضاً في الدّار المذكورة فيها كان مولد فاطمة الزّهراء، رضي الله عنها "..". وهذه المواضع المقدّسة المذكورة مغلَقة مصونة، قد بُنيت بناءً يليقُ بمثلها.
O ومن مشاهدها الكريمة أيضاً مولد النّبيّ، صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، والتّربة الطّاهرة التي هي أوّل تربة مسّت جسمه الطّاهر، بُنِيَ عليها مسجد لم يُرَ أحفل بناء منه، أكثرُه ذهبٌ منزّلٌ به. والموضع المقدّس الذي سقط فيه، صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، ساعة الولادة السّعيدة المباركة التي جعلها الله رحمةً للأمّة أجمعين محفوفٌ بالفضّة. فيا لها تربة شرّفها الله بأن جعلها مسقط أطهر الأجسام ومولد خير الأنام، صلّى الله عليه وعلى آله وأهله وأصحابه الكرام وسلّم تسليماً. يفتح هذا الموضع المبارك فيدخله الناس كافّة متبرّكين به في شهر ربيع الأوّل ويوم الإثنين منه، لأنّه كان شهر مولد النّبيّ، صلّى الله عليه [وآله] وسلّم "..." وتفتح المواضع المقدّسة المذكورة كلّها. وهو يوم مشهودٌ بمكّة دائماً.
O ومن مشاهدها الكريمة أيضاً، دار الخيزران، وهي الدّار التي كان النّبيّ، صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، يعبد الله فيها سرّاً مع الطّائفة الكريمة المبادرة للإسلام من أصحابه، رضي الله عنهم "..." وكانت بمقربة من الدّار التي نزلنا فيها دار جعفر بن أبي طالب، رضي الله عنه، ذي الجناحين "..."
O وعلى مقربة من دار خديجة، رضي الله عنها، المذكورة، وفي الزّقاق الذي الدّار المكرّمة فيه مصطبة فيها متّكأ يقصد الناس إليها، ويصلّون فيها ويتمسّحون بأركانها، لأنّ في موضعها كان موضع قعود النّبيّ، صلّى الله عليه [وآله] وسلّم».
وصفُ موضع ولادة رسول الله صلّى الله عليه وآله
وفي موضع آخر يقول ابن جبير عن بعض تلك المشاهد:
«في يوم الاثنين الثالث عشر منه [من شهر ذي القعدة] دخلنا مولد النّبيّ، صلّى الله عليه [وآله] وسلّم, وهو مسجد حفيلٌ البنيان، وكان داراً لعبد الله بن عبد المطّلب، أبي النّبيّ "..." في وسطه رخامة خضراء سعتها ثلثا شبر مطوّقة بالفضّة ".." ومسحنا الخدود في ذلك الموضع المقدّس الذي هو مسقطٌ لأكرم مولود على الأرض، ومَمَسّ لأطهر سلالة وأشرفها، صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، ونفعنا ببركة مشاهدة مولده الكريم. [هذه الدّار التي وُلِد فيها رسول الله صلّى الله عليه وآله وتحدّث عنها ابن جُبير، بُنِيَ في موضعها مكتبة تُعرف بـ «مكتبة مكّة المكرّمة»]
وبإزائه محراب حفيل القرنصة، مرسومة طرّته بالذّهب "..." وهذا الموضع المبارك هو شرقيّ بالكعبة، متّصل بصفح الجبل [صفحُ الجبل: مضطجعُه، كما في صّحاح الجوهري، وهو بمعنى السّفح أيضاً] ويشرف عليه بمقربة منه جبل أبي قُبيس، وعلى مقربة منه أيضاً مسجد، عليه مكتوب: هذا المسجد هو مولد عليّ بن أبي طالب، رضوان الله عليه، [لا يخفى على ذي بصيرة أنّ ولادة أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام إنّما كانت في جوف الكعبة المشرّفة، وهو من الشّهرة والشيوع بحيث لا يحتاج إلى ذكر مصادره]؛ وفيه تربّى رسول الله، صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، وكان داراً لأبي طالب عمّ النّبيّ، صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، وكافله "..".
ودخلتُ أيضاً في اليوم المذكور دار خديجة الكبرى، رضوان الله عليها، وفيها قبّة الوحي، وفيها أيضاً مولد فاطمة، رضي الله عنها. وهو بيت صغيرٌ مائلٌ للطّول "..".
المشاهد في المدينة المنوّرة:
وفي ذكر المشاهد المكرّمة بجبل أُحد، وببقيع الغرقد في مدينة رسول الله صلّى الله عليه وآله، يقول ابن جبير:
«فأوّل ما نذكر من ذلك مسجد حمزة رضي الله عنه، وهو بقبلّي الجبل المذكور [جبل أُحد]، والجبل جوفيّ المدينة، وهو على مقدار ثلاثة أميال، وعلى قبره رضي الله عنه مسجدٌ مبنيّ، والقبر برَحبة جوفيّ المسجد، والشّهداء رضي الله عنهم بإزائه، وحول الشّهداء تربةٌ حمراء هي التّربة التي تنسَب إلى حمزة ويتبرّك النّاسُ بها».
يُردفُ ابن جُبَير فيقول: «وبقيعُ الغرقد شرقيّ المدينة، تخرج إليه على باب يعرَف بباب البقيع، وأوّل ما تلقى عن يسارك عند خروجك من الباب المذكور مشهد صفيّة عمّة النّبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم "..." وأمام هذه التّربة قبر مالك بن أنس الإمام المدنيّ رضي الله عنه، وعليه قبّة صغيرة مختصرة البناء، وأمامه قبر السّلالة الطّاهرة إبراهيم ابن النّبيّ صلّى الله عليه وآله وعليه قبّة بيضاء، وعلى اليمين منها تربة ".." وبإزائها قبر عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه، وعبد الله بن جعفر الطّيّار رضي الله عنه، وبإزائهم روضة فيها أزواج النّبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، وبإزائها روضة صغيرة فيها ثلاثة من أولاد النّبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم.
بيتُ الأحزان
ويليها [أي يلي الرّوضة التي فيها ثلاثة من أولاد النبيّ صلّى الله عليه وآله] روضةٌ العبّاس بن عبد المطلب والحسن بن عليّ رضي الله عنهما، وهي قبّة مرتفعة في الهواء على مقربةٍ من باب البقيع المذكور وعن يمين الخارج منه ".." وقبراهما مرتفعان عن الأرض متّسعان مغشّيان بألواح ملصقة أبدع إلصاق، مرصّعة بصفائح الصّفر [صفائح النّحاس]، ومكوكبة بمسامير على أبدع صفة وأجمل منظر، وعلى هذا الشّكل قبر إبراهيم ابن النّبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، ويلي هذه القبّة العبّاسيّة بيت يُنسب لفاطمة بنت الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، ويعرفُ ببَيت الحزن، يقال: إنّه الذي أوتْ إليه والتزمت فيه الحزنَ على موت أبيها المصطفى صلّى الله عليه [وآله] وسلّم.
وفي آخر البقيع ".." مشهد فاطمة ابنة أسد، أمّ عليّ رضي الله عنها وعن بَنيها. ومشاهد هذا البقيع أكثر من أن تُحصى، لأنّه مدفن الجمهور الأعظم من الصّحابة المهاجرين والأنصار، رضي الله عنهم أجمعين، وعلى قبر فاطمة المذكورة مكتوب: "ما ضمّ قبرُ أحد كفاطمة بنت أسد" رضي الله عنها وعن بنيها». [في الثامن من شوّال سنة 1344 هجريّة = 1926 م وبعد أن استَتبّ الأمر للوهّابيّين، وملكوا الحجاز قاطبة، عمدوا إلى تخريب المعالم الإسلاميّة في مكّة وجدّة والمدينة، فهدموا في مكّة قباب عبد المطّلب جدّ النبيّ، وأبي طالب عمّه، وخديجة أمّ المؤمنين، وخرّبوا حجرة مولد النبيّ صلّى الله عليه وآله وحجرة مولد الزّهراء عليها السلام. كذلك فعلوا في المدينة حيث هدموا المساجد والقباب المشيّدة في البقيع على أضرحة الإمام الحسن والإمام السجّاد والإمام الباقر والإمام الصّادق عليهم السلام، وعلى قبور سائر الهاشميّين والصّحابة وزوجات رسول الله صلّى الله عليه وآله. وفي مدينة جدّة خرّبوا المسجد المبنيّ على قبر حوّاء. راجع التحقيق الخاصّ حول «البقيع» في العدد الخامس من «شعائر»]
1- مشهد رأس الحسين عليه السلام بالقاهرة: يقول ابن جبير في ذكر مصر والقاهرة وبعض آثارها العجيبة:
«فأوّل ما نبدأ بذكره منها الآثار والمشاهد المباركة التي ببركتها يُمسِكُها الله عزّ وجلّ، فمن ذلك المشهد العظيم الشّأن الذي بمدينة القاهرة، حيث رأس الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهما، وهو في تابوت فضّة مدفونٌ تحت الأرض، قد بُنيَ عليه بُنيانٌ حفيلٌ يقصُر الوصفُ عنه، ولا يحيط الإدراكُ به».
O ويصفه ابن جبير وصفاً تامّاً إلى أن يقول:
«ومن أعجب ما شاهدناه في دخولنا إلى هذا المسجد المبارك، حجرٌ موضوع في الجدار الذي يستقبله الدّاخل، شديدُ السّواد والبَصيص، يصف الأشخاصَ كلَّها، كأنّه المرآة الهنديّة الحديثة الصّقل. وشاهدنا من استلام النّاس للقبر المبارك، وإحداقِهم به، وانكبابهم عليه، وتمسُّحهم بالكسوة التي عليه، وطوافهم حوله، مزدحمين داعين باكين متوسّلين إلى الله سبحانه وتعالى ببركة التّربة المقدّسة ومتضرّعين، ما يُذيبُ الأكباد ويصدعُ الجماد، والأمر فيه أعظم، ومرأى الحال أهول، نفعَنا الله ببركة ذلك المشهد الكريم.
2- مشاهد الأنبياء: يقول ابنُ جبير عن الجبّانة المعروفة في القاهر باسم «القرافة»:
«وهي أيضاً إحدى عجائب الدّنيا، لما تحتوي عليه من مشاهد الأنبياء صلوات الله عليهم، وأهل البيت رضوان الله عليهم، والصّحابة والتّابعين والعلماء والزّهّاد والأولياء... فمنها قبر ابن النّبيّ صالح، وقبر روبيل بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرّحمن صلوات الله عليهم أجمعين، وقبر آسية امرأة فرعون رضي الله عنها، ومشاهد أهل البيت رضي الله عنهم أجمعين، مشاهد أربعة عشر من الرّجال، وخمس من النساء.
وعلى كلّ واحد منها بناء حَفْل. فهي بأسرها روضاتٌ بديعة الإتقان عجيبة البُنيان، قد وُكِّل بها قومٌ يسكنون فيها ويحفظونها. ومنظرُها منظرٌ عجيب، والجرايات متّصلة لقوّامها في كلِّ شهر».
3- مشاهد أهل البيت عليهم السلام: ثمّ يعدِّد ابن جبير مشاهد أهل البيت عليهم السلام فيقول:
«مشهدُ عليّ بن الحسين بن عليّ رضي الله عنه [هذا المشهد للإمام السجّاد عليه السلام ما زال قائماً، إلّا أنّ مدفنَه الشّريف في البقيع كما هو معروف] ومشهدان لابْنَيْ جعفر بن محمّد الصّادق رضي الله عنهم، والقاسم بن محمّد بن جعفر الصّادق بن محمّد بن عليّ زين العابدين المذكور، رضي الله عنهم، ومشهدان لابنَيه الحسن والحسين رضي الله عنهما، ومشهد ابنه عبد الله بن القاسم رضي الله عنهم، ومشهد ابنه يحيى بن القاسم، ومشهد عليّ بن عبد الله بن القاسم، رضي الله عنهم، ومشهد أخيه عيسى بن عبد الله، رضي الله عنهما، ومشهد يحيى بن الحسن بن زيد بن الحسن، رضي الله عنهم، ومشهد محمّد بن عبد الله بن محمّد الباقر بن عليّ بن زين العابدين بن الحسين بن عليّ، رضي الله عنهم، ومشهد جعفر بن محمّد من ذرية عليّ بن الحسين، رضي الله عنهم».
4- مشاهد الشّريفات العلويّات رضي الله عنهنّ: وأما عن مشاهد النساء، فيقول ابن جبير:
«مشهد السيّدة أمّ كلثوم ابنة القاسم بن محمّد بن جعفر، رضي الله عنهم، ومشهد السيّدة زينب ابنة يحيى بن زيد بن عليّ بن الحسين، رضي الله عنهم، ومشهد أمّ كلثوم ابنة محمّد بن جعفر الصّادق رضي الله عنهم، ومشهد السيّدة أم عبد الله بن القاسم بن محمّد، رضي الله عنهم.
وهذا ذكر ما حصله العيان من هذه المشاهد العلويّة المكرّمة وهي أكثر من ذلك. وأُخبرنا أن في جملتها مشهداً مباركاً لمريم ابنة عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه. وهو مشهور لكن لم نعاينه. وأسماء أصحاب هذه المشاهد المباركة، إنما تلقيناها من التّواريخ الثّابتة عليها مع تواتر الأخبار بصحّة ذلك، والله أعلم بها ".."».
5- مشاهد الصّحابة: وذكر ابنُ جبير عدداً آخر من المشاهد في القرافة فقال:
«مشهد معاذ بن جبل رضي الله عنه ".." مشهد محمّد بن أبي بكر ".." مشهد أحمد بن أبي بكر ".." مشهد أسماء ابنة أبي بكر ".." مشهد عبد الله بن حذافة السّهميّ صاحب رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلم؛ مشهدُ ابن حليمة السّعديّة حاضنة رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم».
6- مشاهد الأئمّة العلماء الزهّاد: وعن مشاهد الأئمّة العلماء الزهّاد قال ابنُ جُبَير:
«مشهد الإمام الشافعي رضي الله عنه، وهو من المشاهد العظيمة احتفالاً واتّساعاً، وبُني بإزائه مدرسة لم يعمر بهذه البلاد مثلها ".." يخيّل لمن يطوف عليها أنّها بلدٌ مستقلٌّ بذاته، بإزائها الحمّام، إلى غير ذلك من مرافقها، والبناءُ فيها حتى السّاعة، والنَّفَقة عليها لا تُحصى، تولّى ذلك بنفسه الشيخ الإمام الزّاهد العالم المعروف بنجم الدين الخُبُوشاني ".."».
O ثم ّيذكر مشاهد أخرى فيقول:
«مشهد المُزَنّي صاحب الإمام الشافعيّ رضي الله عنه ".." مشهد ذي النون ابن إبراهيم المصريّ رضي الله عنه، مشهد القاضي الأنباريّ، قبر النّاطق الذي سُمِع عند وضعه في لحدِه يقول: أللّهمّ ﴿...أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ﴾المؤمنون:29 ".." مشهد المُقرئ ورش؛ مشهد الطّبريّ ".." والمشاهد الكريمة بها أكثر من أن تُضبط بالتّقييد أو تتحصّل بالإحصاء، وإنّما ذكرنا منها ما أمكنَتنا مشاهدتُه ".."».