عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : رأيت الخضر عليه السلام في المنام قبل : بدر بليلة ، فقلت له : علمني شيئا أنصر به على الاعداء ، فقال : قل : يا هو يا من لا هو إلا هو . فلما أصبحت قصصتها على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : لي يا علي علمت الاسم الاعظم ، وكان على لساني يوم بدر.
*كم هو الفارق بين المجاهدين، وبين الفارّين المنهزمين؟
إنه فارق يدركه المجاهد بشكل خاص.
تحدثنا الروايات بأن الفارق بين الذاكر وغيره، كالفارق بين المجاهد الصامد في ساحة المعركة وبين المنهزم.
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله:
الذاكر في الغافلين كالمقاتل في الفارّين.
*لا تفضلنّ على ذكر الله تعالى شيئاً:
عن رسول الله صلى الله عليه وآله:
ليس عمل أحب إلى الله ولا أنجى لعبد من كل سيئة في الدنيا والآخرة من ذكر الله. قيل:ولا القتال في سبيل الله قال: لولا ذكر الله لم يؤمر بالقتال!
جهادك أيها العزيز إذاً، هو من أجل الذكر، أوَليس هدفك أن تكون كلمة الله هي العليا، فلا تختر على ذكر الله شيئاً فإنه سبحانه يقول: "ولذكر الله أكبر"،
واحرص أن تردد بصدق ما تقرأه في دعاء كميل حين تقول:
"أسألك بحقك وقدسك وأعظم صفاتك وأسمائك، أن تجعل أوقاتي من الليل والنهار بذكرك معمورة، وبخدمتك موصولة، وأعمالي عندك مقبولة، حتى تكون أعمالي وأورادي كلها ورداً واحداً، وحالي في خدمتك سرمداً".
*وثمة مواقف وحالات خاصة، يتأكد فيها الحث على الذكر، منها:
1- حالتك، عند لقاء العدو فعن أمير المؤمنين عليه السلام:
إذا لقيتم عدوكم في الحرب فأقلّوا الكلام وأكثروا ذكر الله عز وجل.
2- عند دخول الأسواق:
عن أمير المؤمنين عليه السلام:
أكثروا ذكر الله عز وجل إذا دخلتم الأسواق وعند اشتغال الناس، فإنه كفارة للذنوب، وزيادة في الحسنات، ولا تكتبوا في الغافلين.
3، 4، 5- عن رسول الله صلى الله عليه وآله:
أُذكر الله عند همك إذا هممت، وعند لسانك إذا أحكمت وعند يدك إذا أقسمت.
6- عند الغضب، عن رسول الله صلى الله عليه وآله:
أوحى الله إلى نبي من أنبيائه اذكرني عند غضبك أذكرك عند غضبي، فلا أمحقك فيمن أمحق في الخلوات.
عن الإمام الباقر عليه السلام:
في التوراة: يا موسى اذكرني في خلواتك وعند سرور لذاتك أذكرك عند غفلاتك.
-أهمية الذكر في الخلوات:
عن الإمام الصادق عليه السلام:
شيعتنا الذين إذا خلوا ذكروا الله كثيراً.
عن أمير المؤمنين عليه السلام:
اشحن الخلوة بالذكر واصحب النعمة بالشكر.
* ولعظيم مكانة الذكر هذه، في الإسلام يقول العالم الجليل الشيخ ابن فهد الحلي:
" ويستحب الذكر في كل وقت ولا يكره في حال من الأحوال"
" ولا ينبغى أن يخلو للإنسان مجلس عن ذكر الله ويقوم منه بغير ذكر".
"ويتأكد استحباب الذكر إذا كان في الغافلين تحصيناً من قارعة تنزل بهم فينجو بذكره ولعلهم ينجون به.[1]
* مسك الختام أيها الحبيب، ثلاث هدايا علوية:
الأولى: عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : رأيت الخضر عليه السلام في المنام قبل : بدر بليلة ، فقلت له : علمني شيئا أنصر به على الاعداء ، فقال : قل : يا هو يا من لا هو إلا هو . فلما أصبحت قصصتها على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : لي يا علي علمت الاسم الاعظم ، وكان على لساني يوم بدر.
الثانية: " وأن أمير المؤمنين عليه السلام قرأ قل هو الله أحد فلما فرغ قال : يا هو يا من لا هو إلا هو اغفر لي وانصرني على القوم الكافرين. وكان علي عليه السلام يقول ذلك يوم صفين وهو يطارد، فقال له عمار بن ياسر : يا أمير المؤمنين ما هذه الكنايات ؟ قال : اسم الله الاعظم، وعماد التوحيد لله لا إله إلا هو، ثم قرأ : شهد الله أنه لا إله إلا هو ، وأواخر الحشر، ثم نزل فصلى أربع ركعات قبل الزوال .
الثالثة: من دعاء أمير المؤمنين عليه السلام في الحاجة " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الحليم الكريم ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، العلي العظيم ، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، يا هو يا من هو ، هو هو يا من ليس هو إلا هو يا هو يا من لا هو إلا هو[2]
أسألك الدعاء، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.