الشهيد
الكربلائي الأول
من المناسب في الختام وقد شمل الحديث حول ماجرى في
الكوفة أكثر من استشهدوا خارج ساحة كربلاء، الوقوف على عتبة الشهيد
الكربلائي الأول الذي اشتشهد في البصرة على يد ابن زياد، ففي نفس
الفترة التي كان فيها الشهيد مسلم بن عقيل يتابع المستجدات في
الكوفة، كان رسول الإمام الحسين وسفيره الآخر إلى البصرة، يتابع
التطورات فيها، ولقد كانت البصرة الجناح الآخر للمهام التي كانت
تناط بالعراق على مستوى العالم الإسلامي كله وامتداداته، على تقدم
وتمايز واضح للكوفة لايلغي محورية البصرة بدرجة تالية.
وفي الفترة نفسها كانت شهادة السفيرالأول الذي يفترض أنه من حيث الموقع والمقومات بمستوى ثقة الحسين
من أهل بيته سلام الله عليه وعليهم.
وكما كانت شهادة مسلم على يد "شر
البرية" كذلك كانت شهادة أخيه في الحسين "أبي رزين" فقد أمر
الطاغية ابن زياد بقتله "على المنارة؟" قبيل توجهه مسرعاً إلى
الكوفة.
وقد غيَّب تعتيم البلاط وعهود
الجبابرة حقيقة ما جرى في البصرة، قبل شهادة رسول الإمام إليها،
وبعد الشهادة مباشرة، مما حال دون معرفة انعكاس أحداث الكوفة في
الرئة الأخرى رغم عدم التعادل، إلا أن من المقطوع به أن طاغية كابن
زياد لايمكن أن يترك البصرة دون إجراءات مشددة قبل خروجه منها،
وقبل أن يكتب من الكوفة إلى "عامله بالبصرة أن يضع المناظر، ويأخذ
بالطريق".(1)
وكانت العادة قد جرت في مثل ما عصف
بالكوفة من إرهاصات أن تتواصل القبائل - أوبطون القبيلة الواحدة أو
أقسام البطن- في المصرين، وأن يكون ثمة تناغم ولو جزئي في التحفز
والولاء.
لم يصلنا من كل ماحفلت به البصرة من
أحداث - ماعدا حديث الشهداء البصريين في ساحة كربلاء- إلا شهادة
رسول الإمام عليه السلام، والرسالة التي حملها وردة فعل بعض من
وجهت الرسالة إليهم، وهو كاف لتحول التساؤل عما جرى في البصرة إلى
سؤال جاد شديد الإلحاح.
هل اقتصر الأمر على قتل رسول الإمام
إلى البصرة، وانتهى الأمر؟!
ولئن كان الجواب سيبقى في مطاوي
الغيب حتى يأذن الله تعالى، فلا أقل من أن يختم الحديث عن الكوفة
بما وصلنا من حديث البصرة، خصوصاً وأن الشهيد الكربلائي فيها هو
الشهيد الأول بين" خير الأصحاب" ومع ذلك فما يزال اسمه مجهولاً.
وسيتضح أن في ما وصلنا مايلقي الضوء
على أن البصرة كانت مؤهلة لتعويض الخسارة الفادحة التي نجمت عن
الإنقلاب الكوفي على الأعقاب لولا عاملين:
1- أن سرعة عصف الإنقلاب الكوفي
فاقت تصور جميع الخبراء آنذاك بالتركيبية الكوفية.
2- أن النظام اعتمد سياسة المبادرة إلى قتل الإمام حتى " لاتتام
إليه شيعته" كما سيأتي، وكان المصر الطليعي الذي يتخوف النظام من
تحركه هو البصرة بالتحديد.
****
* الشهيد أبو
رزين رضوان الله تعالى عليه
*على
أعتابه
عندما تقبل الفتن كقطع الليل المظلم، تنعدم الرؤية،
ويبلغ التمحيص بعض مفاصله الحرجة، ومنعطفاته الحادة، "و يستخرج من
الغربال خلق كثير" فلا يقوى على الصمود إلا من طهر مولده وطاب
محتده، وحسن إسلامه، وخاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى .
و تلك هي خصائص الرجال الرجال .
"رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع
عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يو ما تتقلب فيه
القلوب والأبصار" (النور-37).
"رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
".." وما بدلوا تبديلا" (الأحزاب-23).
"رجال يحبون أن يطهروا والله يحب
المطهرين" (التوبة -46).
و قادتهم، ومهوى افئدتهم "على
الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم" (الأعراف-47).
و أبو رزين واحد من هؤلاء الرجال
الأبدال المدخرين للشدائد والملمات .
و يكفيك فخراً يا سمي نبي الله
تعالى (؟) ملكك الذي لم ولن ينبغي لأحد من العالمين.
فها هو سيد الشهداء ومهوى أفئدة
الأنبياء يختارك أنت دون سواك رسولاً الى البصرة، كفة الميزان
الأخرى، في مقابل الكوفة.
و لئن قدر الله تعالى لك أن تكون
"الجندي المجهول" حتى الآن، فإن محاولة التعرف الى عظيم خصالك، من
خلال الشواهد والنظائر، لتستنير القلوب بهديك المحمدي، لا ترسم من
الصورة إلا بعض الملامح، و لكنها تتسم بجاذبية منقطعة النظير،
مسحات جمالها تأخذ بمجامع القلوب، و سطوة جلالها تجعل الطرف يرتد
خاسئاً وهو حسير .
هل أنت ياسيدي ، "أبو رزين" الذي
شهد بدراً، وعرف بأنه مولى علي، صلى خلفه وشهد معه صفين؟
هل أنت "أبو رزين" نفسه، القائد
الجهادي الكبير الذي يشار إليه بالبنان، والذي "شهد وأخوه حَمَّال
بن مالك القادسية معاً" وكانت لهما فيها صولات مفصلية؟
هل أنت من يتحدث عن شهادته أبو حمزة
الثمالي؟
هل أنت "مسعود بن مالك" إلا أن
خصوصية المهمة، وتوافر دواعي الكتمان بعد شهادتك، استدعيا تداول
اسم حركي؟
لم يتسرب من كل من تحدث عنك إلا
ملمح "رزين" الذي يمكن أن يقود الخطى ولو بعد قرون إلى أعتابك، و
هل الإختلاف في المصادر بين "ابي رزين" و"ابن رزين" و"ابن أبي
رزين" مجرد تصحيف؟
كم في حنايا التاريخ من دررلم
تكتشف، وهل الدنيا تلك الدار التي يمكن أن يعرف فيها أولياء الله؟
حسبنا - يا سيدي - في مقام السعي الى
سفحك، أن ندرك أن موقعك في قلب مَنِ المصطفى منه كموقع الشهيد مسلم
بن عقيل، فأنت ثقة الحسين!!
آنس فيك الخصال الغر التي تؤهلك
لتكون "رسول الحسين" الى أمثال الأحنف بن قيس.
و لندع جانبا أن الرسول يدل على عقل
المرسل، فإن القاعدة هنا هي العكس، ولابد أن نضيف الى ذلك أن
المهمة استثنائية .
****
*محاولة التعرف
على الشهيد
أولاً:
تحديد مناخ البحث
لا تذكر المصادر الأساسية التي تحدثت عن الشهيد في مقام
التعريف به إلا اسمه ووصفه بأنه "مولى"(2)
أو "مولى للحسين عليه السلام"(3)
أو "مولى لهم(4)
" أي لأهل البيت عليهم السلام، وفي بعض المصادر الفرعية إضافات
مختصرة لا تشكل تعريفاً وافياً به رضوان الله تعالى عليه، إلا انها
تصلح منطلقات للبحث والتنقيب، على أمل العثور على ما يسلط الضوء
على منبت الشهيد وخصائصه.
ومن الطبيعي أن يكون اختيار سيد الشهداء
لهذا الشهيد الجليل رسولاً يؤدي عنه قد تم على أساس مجموعة من
المعطيات تستدعي مقومات في شخصية الشهيد، تمكنه من التعامل بحكمة
مع ما سيواجهه في مهمته.
و من المعطيات التي يفترض أنها كانت
منطلقات لاختيار هذا الرسول بالذات:
1- أنه يتوجه إلى حاضرة كانت آنذاك
- بعد الكوفة - الأرجح كفة من بين كل الحواضر الإسلامية، في البعد
الجهادي، وما يترتب عليه في البعد السياسي.
2- أن الوالي فيها ابن زياد الذي
أضاف إلى رصيده المشؤوم الذي ورثه عن أبيه، عندما كان والياً على
البصرة، رصيداً نوعياً آخر في البطش وكمِّ الأفواه، مما يجعل
إمكانية الإعتراض والممانعة تشبه المستحيل، ومهمة هذا الرسول كسر
هذا الحاجز النفسي.
3- أن المخاطبين الذين يحمل الرسول
رسالة الإمام إليهم، ويفترض أن يكون قادراً على التعامل معهم، هم
رؤساء العشائر في البصرة، أي الأحنف بن قيس وقرناؤه.
هذه المنطلقات المنطقية، تحتم –
بالإضافة إلى ما اتضح من مقومات لابد من توفرها في الرسول - أن يكون
موفد الإمام متميزاً في البعد الإجتماعي لشخصيته، فلا يصلح لهذه
المهمة من لا تفرض شخصيته نفسها على مخاطَبيه.
و لدى ملاحظة الخصائص التي كانت
ملاك التقويم، ومقياس الإحترام، آنذاك، نجد أنها ثلاث:
أ- من الهاشميين.
ب- من الصحابة المتميزين بالفقه، والسابقة الجهادية.
ج- من التابعين المتميزين كذلك بهاتين الخصوصيتين.
و لدى ملاحظة سمات المجتمع البصري،
الذي استهدفته مهمة الشهيد الكربلائي الأول، سنجد حضوراً مهيمناً
للسابقة الجهادية، شأن البصرة في ذلك شأن الكوفة، حيث أنهما كانتا
"الثكنتين" المحوريتين لكل فعالية جهادية نوعية.
*ما تقدم يشكل حافزاً لبذل الجهد
للتعرف الى هذا الشهيد الجليل، وإن استلزم ذلك أن يكون ما يتم
تسجيله هنا مجرد محاولة أولية تقوم على أساس تجميع الإحتمالات،
والمقارنة بينها وترجيح بعضها على الآخر في ضوء المتوفر من شواهد
أو قرائن، وهو كثير، ليكون ذلك إسهاماً في مهمة التعريف بالشهيد
التي قد لا تنجز إلا بعد تراكم الجهود، و تعدد المحاولات.
* يبقى من الضروري الإشارة إلى سبب
جوهري في التعتيم الذي يحيط باسم الشهيد وخصائصه، وهو أن الذعر
الذي سيطر على يزيد وجلاوزته جعلهم يسارعون إلى قتل الإمام الحسين
عليه السلام، قبل أن "تتام إليه شيعته"(5)
وهو ما حال دون انفجار الوضع في البصرة في وجه ابن زياد، وأدى
بالتالي إلى مضاعفة التكتم على كل ماجرى، والمحور في ذلك، التكتمُ
على "رسول الإمام" وتفاصيل لقاءاته.
ثانياً:
إسم الشهيد
جاء في أكثر المصادر أن اسم رسول الإمام الحسين عليه السلام الى
البصرة هو "سليمان"(6)
بينما ورد اسمه في مصادر أخرى مختلفاً، فهو تارة "ذراع السدوسي" أو
"زراع السدوسي"(7)
وسيتضح مما يأتي أن هناك رأياً آخر هو أن اسمه "عبيد"(8)
، وأن من المحتمل أن يكون اسمه مسعود بن مالك.
و كذلك هو الإختلاف في كنيته، وفي
اسم أبيه.
تذكر بعض المصادر أن اسم أبيه
"رزين" فهو "سليمان بن رزين"(9)
،في ما يذكر غيرها أن "أبا رزين" كنيته، فهو إذا
"سليمان، أبو
رزين"(10)
،و يذكر غيرها أن أبا رزين كنية أبيه، فالشهيد هو "سليمان بن أبي
رزين"(11)
* ضبط
الإسم
و إذا كان اسم الشهيد أو كنيته - والمرجح الكنية-
يحتويان على لفظ "رزين" فقد ضُبط هذا اللفظ بفتح الراء وكسر ما
بعدها على وزن "جميل".(12)
*ثالثاً:
مسار البحث:
يدور الأمر أولاً، بين من اسمه سليمان، وذراع.
ذراع:
أورد هذا الإسم الشيخ الجليل ابن نما(645) في مقتله "مثير
الأحزان" وهو الفقيه الكبير الذي لا يطلق الكلام جزافاً، إلا أنه
لم يورده بصيغة التبني التام له بل قال:"و بعث الكتاب مع ذراع
السدوسي، وقيل مع سليمان المكنى بأبي رزين".
و هذا نحو تعبير يفيد الترجيح،
ويفسح في المجال للإحتمال الآخر.
و قد صرح المجلسي (المتوفى1111) في
البحار(13)
والبحراني (1130) في العوالم(14)
بأنهما ينقلان كلام الشيخ ابن نما، وهو ما يكشف أن "زراع" الوارد
فيهما تصحيف "ذراع" هذا إذا كان كلام ابن نما قد وصلنا سالماً من
التصحيف.
و على أي حال فباستثناء هذه المصادر
الثلاثة،(15)
لم أجد مصدراً آخر يورد اسم ذراع أو ما يبدو أنه تصحيفه.
و حيث قد صرح المصدران الأخيران
بالنقل عن مثير الأحزان، فنحن أمام مصدر واحد أورد هذا الإسم ولا
سبيل إلى معرفة مصدره حيث إنه لم يصرح به، كما لا سبيل لنا إلى
الإعراض عنه واعتباره شاذاً، وذلك لأن من أورده من كبار العلماء
وأجلة الفقهاء.(16)
ولا نجد ما يحسم الأمر، أما ذراع
فلا نعثر حوله على شيء سوى أن ابن نما ذكره كاحتمال، وأن من
المعاصرين من قال إن في كتاب مقتل الحسين- دون أي تحديد- أن "ذراع"
هو أخو الحسين من الرضاع.(17)
و من المفيد الإشارة إلى أن الشيخ
ابن نما المتوفى عام 645 هجرية كما تقدم قد أورد هذا الإسم "ذراع"
بينما لم يورده السيد ابن طاوس (664) بل قال:"و كان الحسين عليه
السلام قد كتب إلى جماعة من أشراف البصرة كتاباً مع مولى له اسمه
سليمان ويكنى "أبارزين"(18)
تبقى الإشارة إلى أن اسم ذراع في
غير ما نحن بصدده متداول في كتب الرجال، وكذلك اسم زارع أما زراع
فهو مذكور بطريقة يغلب على الظن أنها تصحيف.(19)
و النتيجة أن اسم زراع تصحيف، واسم
ذراع مستبعد جداً، ولا سبيل إلى الجزم بعدمه، لما تقدم ويأتي مزيد
إيضاح بحوله تعالى.
* وأما سليمان، الذي ورد في
بعض المصادر سلمان(20)
ولعله تصحيف، فنجد:
أ- سليمان مولى الحسين الذي قتل
معه.
ب- سليمان بن رزين، وتذكر المصادر اسمه ملتبساً برزين بن سليمان،
وسالم بن رزين، ولم ينقل عنه سوى حديث واحد، والنتيجة أنه "لا
يعرف" كما صرح بذلك الذهبي.(21)
ج- كما تذكر المصادر سليمان بن رزين في سياق ترجمة ابراهيم بن
سليمان بن رزين، وترجمة إسماعيل بن إبراهيم، ويبدو أن سليمان الأب
والجد، غير سليمان الذي التبس برزين وسالم، ولكن لا يذكر حوله شيء.(22)
* بين "سليمانين"
و ينبغي التنبيه هنا على الخلط في بعض المصادر بين سليمان مولى
الحسن - كما في النادر من المصادر، ولعله تصحيف - أو الحسين عليهما
السلام الذي يرجح أنه استشهد في كربلاء، وبين رسول الإمام إلى
البصرة، فإن المصادر مجمعة على أن من بين الشهداء من أصحاب سيد
الشهداء مولى له أو للإمام الحسن عليهما السلام اسمه سليمان قتله
سليمان بن عوف الحضرمي
(23)
و ظاهر عبارات جميع المصادر أنها واقعة في سياق الحديث عمن استشهد
في كربلاء، إلا أن الإنصاف يقتضي تسجيل أن بعض المصادر يدرج في
مجال تعداد من قتل مع الحسين عليه السلام، اسم الشهيد عبدالله بن
بقطر(24)
أو اسم الشهيد قيس بن مُسْهِر(25)
و قد استشهدا خارج كربلاء قطعاً، وذلك يفتح الباب أمام احتمال أن
يكون المقصود بسليمان الذي قتله سليمان بن عوف هو رسول الإمام إلى
البصرة، إلا أنه احتمال ضعيف، لا يصح أن يؤسس عليه، خاصة مع ذكر
اسم القاتل كما هو الحال بالنسبة إلى كل من استشهد بين يدي الإمام
في كربلاء، بالإضافة إلى أن من ثبتت شهادته خارج كربلاء قد خرج
بالدليل.
و لقد بنى بعض المحققين(26)
على اتحاد من تتحدث عنه زيارة الناحية مع رسول الإمام إلى البصرة،
وأورد ترجمته على هذا الأساس، و هو ما لا يمكن الركون إليه والله
العالم.
و يبدو أن الأصل في تبني اتحاد
"السليمانين" ما ذكره الشيخ المامقاني حيث قال:
"سليمان مولى الحسين عليه السلام
كما في نسخة، ومولى الحسن عليه السلام كما في نسخة أخرى، قتل مع
الحسين عليه السلام، ولذا عده الشيخ في رجاله من أصحاب الحسين عليه
السلام، قال : سليمان مولى الحسين عليه السلام قتل معه، أي قتل مع
الحسين عليه السلام، وفي بعض نسخه: مولى الحسن عليه السلام، وقد
عده ابن داود في القسم الأول، فقال: مولى الحسين عليه السلام ".."
قتل معه وكفى بذلك فخرا ًانتهى.
أضاف المامقاني "و أقول: "سليمان
هذا أمه كبشة كانت جارية للحسين عليه السلام، اشتراها بألف درهم،
وكانت تخدم في بيت أم إسحاق بنت طلحة بن عبدالله التيمية زوجة
الحسين، فتزوج بالجارية أبو رزين، فولدت منه سليمان، وقد كان مع
الحسين عليه السلام, وظاهر قول الشيخ وابن داود وغيرهما أنه قتل
بالطف، ولكن صريح جمع من أهل السير، أن الحسين عليه السلام، كتب
معه كتاباً إلى أشراف البصرة، يدعوهم إلى نصرته، فأخذه المنذر بن
الجارود مع الكتاب إلى ابن زياد ليلة عزمه على الخروج من البصرة
إلى الكوفة، فأمر بضرب عنقه، فقتله سليمان بن عوف الحضرمي لعنه
الله، ولعل غرض الشيخ رحمه الله وغيره من أنه قتل معه، قَتْلُه في
سبيله، وعبارة زيارة الناحية المقدسة أعني قوله عليه السلام:
السلام على سليمان مولى الحسين بن أمير المؤمنين عليهما السلام،
ولعن الله قاتله سليمان بن عوف الحضرمي. انتهى. لا تدل على كونه قتل
بالطف لأن المقتول في (سبيل) رسالته، كالمقتول بالطف في الشرف
والسعادة". انتهى كلام المامقاني.(27)
وقد أضاف الميرزا الكمره إي إلى هذا
الرأي عن شخصية سليمان، أن الإمام الحسن كان قد أوصى الإمام الحسين
أن يتزوج بعد شهادته بزوجته، أم إسحاق بنت طلحة، وكانت كبشة أم
سليمان تخدم في بيتها، إلى آخر ما تقدم.
و ما أمكنني التثبت منه - من ذلك
كله - هو أن الإمام الحسين تزوج "أم طلحة" بعد شهادة الإمام الحسن،
وهي أم عدد من أولادهما عليهما السلام(28)
وقفة مع
ما تقدم:
و يطرح هذا الرأي إشكاليتين مركزيتين في مقام التعرف
إلى رسول الإمام إلى البصرة:
الأولى: إذا ثبتت كل التفاصيل
المتقدمة، فهي لا تقدم حلاً، بل تضعنا أمام التباس بين "سليمانين"
أما الجزم باتحادهما، بناء على أن المقتول في سبيل رسالة الإمام
كالمقتول بالطف في الشرف والسعادة، فهو ما لا يمكن الموافقة على
الإتحاد بسببه، وإن كان من حيث المبدأ سليماً، وليس محل الخلاف،
وهو ثابت مع الإتحاد وعدمه.
الثانية: نصبح أمام خشيتين، فالجزم
بالإتحاد، قد يكون المدخل إلى طمس شخصية شهيد كربلائي جليل، والجزم
بعدم الإتحاد قد يكون المدخل إلى اختلاق شخصية كربلائية لا وجود
لها.
و المرجع في حسم مسار البحث، أمران:
1- أن نجد نصاً حول أن سليمان "مولى
الحسين" غير الذي قتل في البصرة
2- أن نجد نصاً يثبت أن سليمان بن عوف الحضرمي بصري، أو أنه كان في
البصرة، من جلاوزة ابن زياد، أو بيئته، أو ما يثبت أنه كان في عداد
أهل الكوفة.
و هذا ما لم يمكنني الوصول إليه،
كما لم أجد ذكراً له في أحداث كربلاء غير ما هو معروف من قتله
للشهيد سليمان مولى الحسين عليه السلام(29)
ولعل الشيخ المامقاني وجد ما يدل على ذلك فقال : " فأخذه المنذر بن
الجارود مع الكتاب إلى ابن زياد ليلة عزمه على الخروج من البصرة
إلى الكوفة، فأمر بضرب عنقه، فقتله سليمان بن عوف الحضرمي لعنه
الله" أو أنه استظهر ذلك بناء على ما عرفت من حيثيات رأيه، والراجح
الإستظهار.
و النتيجة التي يخرج بها البحث في
اسم سليمان، هي أن هذا البحث لا يقودنا إلى التعرف على الشهيد
الكربلائي الأول، بل هو من جهة يعقِّد المهمة بإضافة عنصر التباس
اسمه باسم شهيدآخر(؟) في كربلاء، وإن كان من جهة أخرى يفتح الباب
أمام إمكانية البحث عن رسول الإمام إلى البصرة الذي هو غير سليمان
مولاه، الذي استشهد في كربلاء، خصوصاً مع ما عرفت من عدم التوافق
على الإسم في المصادر، إلا أنه فتح باب على المجهول.
و لعل من المفيد هنا تسجيل ملاحظة
تشكل قرينة تسهم في تحديد مناخ البحث- و ليست قاعدة لا تنخرم- وهي
أن طبيعة مهمة رسول الإمام إلى البصرة تختلف عن طبيعة مهمة رسول
الإمام إلى الكوفة، فالأولى مهمة أمنية بكل معنى الكلمة، وإن كانت
نتائجها - كالثانية- سياسية، بينما الثانية مهمة أمنية- سياسية،
فقد كان أخذ الشهيد مسلم البيعة وارداً منذ البداية، والبيعة وإن
كانت سراً إلا أنها السر الجماعي الذي هو بالعلن أشبه، ثم إنه توجه
إلى مناخ ينتظر الإمام الحسين "فقد اخضر الجناب، وأينعت الثمار ".
أما رسول الإمام إلى البصرة فقد
كانت مهمته تقتصر على اللقاء السري بمخاطبي الإمام، وبمن يقرب وضعه
من طينة الشهداء البصريين الذين التحقوا بالإمام واستشهدوا بين
يديه.
و لهذا الفارق في طبيعة المهمة،
يستبعد اختيار شخص معروف بعلاقته بالإمام، لأن هذا الإختصاص يكشفه،
فهو يتنافى مع طبيعة المهمة.
***
و على أي حال فلا مناص من أن نطوي
ملف البحث في الإسم - مؤقتاً- ونرجع إلى الكنية "أبي رزين".
و هي كما تقدم مرددة بين كونها كنية
للشهيد الكربلائي الأول، أو لأبيه، مما يجعلنا لأول وهلة أمام باب
موصد، ثم تطل رواية ملفتة في أن ابن زياد قتل "أبا رزين" في حوالي
الستين على المنارة ورمى برأسه، فتشكل منطلقاً للبحث على قاعدة
ترجيح أن "أبا رزين" كنية رسول الإمام، بدلاً من ابن أبي رزين، وهو
ما يستدعي أن نحاول معرفة من هو "أبو رزين" ويأخذ البحث مسارين
طوليين، الأول في المصادر الرجالية الخاصة، والثاني: في المصادر
العامة، والهدف هو الإجابة على سؤال: هل تحفل المصادر الشيعية،
بخصوصيات لشخص يكنى بأبي رزين، وهل تتطابق هذه الخصوصيات مع ما ورد
حول رسول الإمام إلى البصرة.
* أبو
رزين في مصادر الرجال
قال السيد الخوئي:
أبو رزين الأسدي : من أصحاب علي عليه السلام ، رجال الشيخ
(30)
وعده البرقي من أصحاب أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام . روى
عن أمير المؤمنين عليه السلام ، وروى عنه أبو حمزة الثمالي.الروضة(31)
قال الشيخ: مسعود ، مولى أبي وائل،
يكنى أبا رزين(32)
"في أصحاب الإمام الحسن عليه السلام".
و قال السيد الخوئي: أبو حمزة
الثمالي "يروي" عن علي بن الحسين ، وأبي جعفر ، وأبي عبدالله ،
عليهم السلام ، وعن أبي رزين الأسدي ،"(33)
فمن هو "أبو رزين" هذا الذي تتحدث
عنه المصادر المتقدمة.
أبو رزين:
نجد بهذا الكنية، عدة أشخاص هم:
1-أبو رزين العقيلي لقيط بن عامربن المنتفق(34)
ولاشك أنه غير من نحن بصدد البحث عنه.
2- أبو رزين من أهل الصفة(35)
3- أبو رزين والد عبدالله بن أبي رزين، وقد يكون السابق (أي من وصف
بأنه من أهل الصفة) قيل إنه وابنه مجهولان.(36)
و قيل إن عبدالله هو ابن مسعود بن مالك، والقائل واحد.(37)
إلا أن الراجح تقديم الرأي الأول لتأخر تاريخه، كما يأتي في الحديث
عن "عبيد".
4- أبو رزين الأسدي مولى سعيد بن جبير. واسمه مسعود بن مالك (بن
معبد).(38)
5- أبو رزين الأسدي مولى أبي وائل، واسمه أيضاً: مسعود بن مالك.(39)
6- أبو رزين مولى علي (يروي قتل عمار لعبيد الله بن عمر).(40)
ولا يملك الباحث أمام الإحتمالات
المتقدمة، إلا أن ينطلق في البحث عن شخص كنيته، "أبو رزين" يصعب
تمييزه بالإسم، بل لابد من رصد القرائن التي تميزه عن غيره.
و ستكون المفاجأة الكبرى، رغم أنها
لا تحل المشكلة جذرياً، ما يذكره المزي وابن حجر، من أن أبا رزين
قد قتله عبيد الله بن زياد في البصرة سنة ستين أو حولها، وهذه بعض
النماذج منه:
* قال المزي:
مسعود بن مالك، أبو رزين الأسدي، أسد خزيمة، مولى أبي وائل
الأسدي الكوفي. روى عن: زر بن حبيش الأسدي، وعبدالله بن عباس( ت
)
(41)
وعبدالله بن مسعود، وعلي بن أبي طالب( عس )، وعمرو ابن أم مكتوم
الأعمى ( د ق )، والفضيل بن غزوان، ومصدع أبي يحيى ( خد )،
ومعاذ بن جبل ( سي )، وأبي موسى الأشعري، وأبي هريرة ( بخ م د س
ق ). روى عنه : إسماعيل بن أبي خالد، وإسماعيل بن سميع ( م مد )، والزبير بن عدي. وسليمان الأعمش ( بخ م د س ق )، وعاصم بن أبي
النجود، وابنه عبدالله بن أبي رزين الأسدي ( عس )، وعبيد بن مهران
المكتب، وعطاء بن السائب ( سي )، وعلقمة بن مرثد، وغالب أبو
الهذيل، ومغيرة بن مقسم الضبي ( خد )، ومنصور بن المعتمر، وموسى
بن أبي عائشة( مد )، وأبو صفية شيخ لعبد العزيز بن صهيب .
قال عبد الرحمان بن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن أبي رزين، فقال :
اسمه مسعود كوفي ثقة. وقال أبو حاتم: يقال: إنه شهد صفين مع علي. وقال غيره: كان أكبر من أبي وائل، وكان عالماً فهماً. وقال أبو
بكر بن عياش عن عاصم : قال لي أبو وائل : ألا تعجب من أبي ".." رزين
قد هرم، وإنما كان غلاماً على عهد عمر (و أنا) رجل وذكره ابن حبان
في كتاب " الثقات " . وقال أبو بكر بن (أبي) داود : أبو رزين
الاسدي يقال: اسمه عبيد ضربت عنقه بالبصرة على منارة مسجد الجامع،
ورمي برأسه. روى عن علي، ويقال : إنه مولى علي، وأبو رزين آخر
أسدي ، روى عن سعيد بن جبير اسمه مسعود بن مالك . وذكر عبد العزيز
بن صهيب عن أبي صفية أن أبا رزين قتله عبيدالله بن زياد.(42)
و قال ابن حجر:
أبو رزين، مسعود بن مالك الأسدي، مولاهم، وقيل مولى علي اسمه
عبيد، نزل الكوفة، وروى عن ابن أم مكتوم، وعلي بن أبي طالب، وأبي
موسى الأشعري، وأبي هريرة، وغيرهم. وعنه ابنه عبدالله، وإسماعيل بن أبي
خالد، وعطاء بن السائب، والأعمش، ومنصور، وموسى بن أبي عائشة، ومغيرة بن
مقسم، وآخرين. ( كذا). قال أبو حاتم: يقال إنه شهد صفين مع علي، وذكره
البخاري في الطهارة من صحيحه تعليقاً من فعله، وأسند له في الأدب
المفرد، وأخرج له مسلم والأربعة من روايته عن الصحابة، وذكره ابن
شاهين في الصحابة، وتعقبه أبو موسى وقال لا صحبة له ولا إدراك،
ثم ساق من طريق عاصم بن أبي وائل، قال: ألا " ت"عجب من أبي
رزين قد هرم، وإنما كان غلاماً على عهد عمر وأنا رجل. وقال غيره كان
أكبر من أبي وائل، وكان عالماً فهماً كذا وقع بخط المزي في
التهذيب وتعقبه مغلطا(ي) بأن قوله فهماً بالفاء غلط وإنما هو
بالباء المكسورة(43)
كذا ذكره البخاري في التاريخ عن يحيى القطان عن أبي بكر، قال: كان
أبو رزين أكبر من أبي (وائل). قال يحيى وكان عالماً بهما، ووثقه أبو
زرعة والعجلي وغيرهما. قلت وله رواية عن معاذ بن جبل وهي مرسلة،
وأنكر أبو الحسن بن القطان أن يكون أدرك ابن أم مكتوم، وقال شعبة
في ما حكاه ابن أبي حاتم عنه في المراسيل، لم يسمع من ابن مسعود.
قيل قتله عبيدالله بن زياد بعد سنة ستين، وقيل عاش إلى الجماجم
بعد سنة ثمانين، وأرخه ابن قانع سنة خمس وتسعين"(44)
*ً ونكون مع هذين النصين الأول "
للمزي" والثاني لابن حجر، أمام الإحتمالات التالية:
1- تعزيز الإحتمال المتقدم حول
جلالة قدر رسول الإمام إلى البصرة. من خلال بروز احتمال أن يكون
"أبو رزين" الشهيدُ الكربلائي الأول، هذا الفقيهَ الكبير، والعالم
الفهم الذي يقال إنه صحابي وإنه شهد صفين، وهو الذي قتله ابن زياد،
ولا يضر تعبير "بعد سنة ستين" فسوف يأتي من قائله خلافه.
ولابد هنا من أن نتذكر ماتقدم من أن
الشيخ الطوسي أورد في أصحاب الإمام الحسن عليه السلام: مسعود، مولى
أبي وائل، يكنى أبا رزين، وقد صرح غيره بأن أبا رزين الذي هو مولى
أبي وائل هو مسعود بن مالك، وهو غير مسعود بن مالك مولى سعيد بن
جبير.
2- أن شهادته كانت على المنارة!
3- ترجيح اتحاد المقتول بالبصرة، مع
مسعود بن مالك، الذي عرف بملازمته لأبي وائل شقيق بن سلمة.
وهي معطيات بالغة الأهمية، إلا أنها
تتسبب بعقبتين جديدتين، هما الفارق الكبير بين الأسماء المتداولة
للشهيد وبين الإسمين الجديدين.
فمن جهة يلح علينا القسمان الأخيران
من النصين، بأن المراد هو رسول الإمام إلى البصرة .
و القسمان المذكوران هما:
أ- " أبو رزين الاسدي ".." ضربت
عنقه بالبصرة على منارة مسجد الجامع ، ورمي برأسه . روى عن علي،
ويقال : إنه مولى علي"
ب- قيل قتله عبيدالله بن زياد بعد سنة ستين.
ومن جهة أخرى تطالعنا العقبات
التالية:
أ- أنه كما يصرح بعضهم أو يوحي كلام
بعض آخر "مسعود بن مالك".
ب- وعقبة أخرى، يزرعها في طريق البحث تعبير " يقال : اسمه
عبيد"، وتعبير: "اسمه عبيد".
فهل نحن أمام شخصين يدعى كل منهما
مسعود بن مالك ويعرف أحدهما أيضاً ب "عبيد" أم أننا أمام ثلاثة
أشخاص، عبيد واثنان اسم كل منهما مسعود.
و لعل من الأفضل المبادرة إلى
التعامل مع عقبة اسم عبيد" باعتبارها الأسهل، رغم صعوبتها، ليتفرغ
البحث لعقبة اسم "مسعود بن مالك" لنرى هل يمكن تجاوز هذه العقبة
والوصول إلى نتيجة مقنعة؟
* عبيد؟
ذكر هذا الإسم مرتين، أولاهما في النص المتقدم للمزي في تهذيب
الكمال وهو كما يلي : " قال أبو بكر بن داود : أبو رزين الاسدي
يقال : اسمه عبيد ضربت عنقه بالبصرة على منارة مسجد الجامع، ورمي
برأسه .
و الثانية : في نصوص ابن حجر التي
ترجع جميعاً إلى رأي واحد، رغم توزعها على عدة كتب.
و يجدر استعراض سائر نصوص ابن حجر
في المقام، للمقارنة بينها وتقويمها.
فبالإضافة إلى نصه المذكور آنفاً عن
"الإصابة" نجد له النصين التاليين:
أ- في "تهذيب التهذيب":
مسعود بن مالك أبو رزين الأسدي، أسد خزيمة مولى أبي وائل الأسدي
الكوفي. روى عن معاذ بن جبل وابن مسعود وعمرو بن أم كلثون
(كذا) وعلي بن أبي طالب وأبي موسى الأشعري وأبي هريرة وابن
عباس، ومصدع أبي يحيى والفضل بن بندار وغيرهم . وعنه ابنه عبدالله
واسماعيل بن أبي خالد وعاصم بن أبي النجود وعطاء بن السائب والاعمش
ومنصور وموسى بن أبي عائشة واسماعيل بن سميع ومغيرة بن مقسم
والزبيربن عدي وعلقمة بن مرثد وغيرهم. قال ابن أبي حاتم سئل ابو زرعة عن
أبي رزين فقال اسمه مسعود، كوفي ثقة. وقال أبو حاتم" شهد صفين مع علي.
وقال يحيى كان أكبر من أبي وائل وكان عالماً فهماً، وقال أبو بكر
بن عياش عن عاصم قال لي أبو وائل ألا تعجب من أبي رزين قد هرم
وإنما كان غلاماً على عهد عمر وأنا رجل. وقع ذكره في البخاري في
الحيض من صحيحه وذكره ابن حبان في الثقاة وذكر عبد العزيز بن صهيب
عن أبي صفية ان ابن زياد قتل أبا رزين، وقال أبو بكر بن أبي داود:
أبو رزين الأسدي وقال (يقال) اسمه عبيد ضربت عنقه بالبصرة. روى عن
علي ويقال إنه مولاه وأبو رزين آخر أسدي. روى عن سعيد بن جبير
اسمه مسعود بن مالك، وأما الحاكم أبو أحمد في الكنى فجعلهما واحداً
اسمه مسعود بن مالك وذلك وهم. قلت : بالغ البرقاني فيما حكاه
الخطيب عنه في الرد على من زعم أنهما واحد وسبب الإشتباه مع
اتفاقهما في الإسم واسم الأب والنسبة إلى القبيلة والبلد، أن
الأعمش روى عن كل منهما، فتلخص أن أبا رزين مختلف في اسمه، والأصح
أنه مسعود بن مالك، ومختلف في ولائه أيضًا، وأما الراوي عن سعيد بن
جبير فهو أصغر منه بكثير، لكنه شاركه في الأصح في اسمه والله تعالى
أعلم ،ولكن الذي ظهر لي أن أبا رزين الأسدي المسمى بعيد (تصحيف
عبيد) وهو المقتول زمن عبيدالله بن زياد بعد سنة ستين أو قبلها، وإن
أبا رزين المسمى بمسعود بن مالك آخر تأخر إلى حدود التسعين من
الهجرة والله تعالى أعلم وقد أرخ ابن قانع وفاته سنة خمس وثمانين
وقال خليفة مات بعد الجماجم.(45)
ب- في "تقريب التهذيب":
مسعود بن مالك الأسدي الكوفي مقبول من السادسة ".." مسعود بن
مالك أبو رزين الأسدي الكوفي ثقة فاضل من الثانية مات سنة خمس
وثمانين وهو غير أبي رزين عبيد الذي قتله عبيدالله بن زياد بالبصرة
ووهم من خلطهما".(46)
و يسجل على نصوص ابن حجر ورأيه، ما
يلي:
1- أن ابن حجر لم يترجم لعبيد الذي
قتله ابن زياد في باب عبيد في كتبه الثلاثة التي تحدث فيها عنه،
وهي تهذيب التهذيب وتقريبه، والإصابة.
2- أنه لم يقدم دليلاً على
استنتاجه، مكتفياً في تهذيب التهذيب بقوله "و لكن الذي ظهر لي"
وبقوله في تقريب التهذيب "و هو غير أبي رزين عبيد "
3- أن نص الإصابة المتأخر عن تهذيب
التهذيب، وتقريبه(47)
يخلو من هذين العنصرين، الإستظهار والجزم، ويقتصر على قوله : " قيل
قتله عبيدالله بن زياد بعد سنة ستين وقيل عاش إلى الجماجم بعد سنة
ثمانين وأرخه ابن قانع سنة خمس وتسعين".
4- الإضطراب في تحديد تاريخ قتل ابن
زياد لمن قتله سواء أكان "عبيد" أو "مسعود" فهو في تهذيب التهذيب "بعد
سنة ستين أو قبلها" بينما هو في الإصابة "بعد سنة ستين" وأما في
تقريب التهذيب فهو مسكوت عنه.
5- أن نص الإصابة المتأخر هذا،
يناقض ما ورد في تهذيب التهذيب وتقريبه من أن مسعود بن مالك غير
عبيد، فقد ورد فيه قول ابن حجر: أبو رزين مسعود بن مالك الأسدي
مولاهم وقيل مولى علي اسمه عبيد!.
6- أن في نص تهذيب التهذيب تخليطاً،
ولعله السبب في إعراض ابن حجر عنه في الإصابة، فهو يقول :" قلت :
بالغ البرقاني في ما حكاه الخطيب عنه في الرد على من زعم أنهما واحد،
وسبب الاشتباه مع اتفاقهما في الإسم واسم الأب والنسبة إلى القبيلة
والبلد، أن الأعمش روى عن كل منهما."
فإذا كان الإسم واحداً واسم الأب
كذلك ومثلهما النسبة إلى القبيلة والبلد، فكيف يكون أحدهما "عبيد"
والآخر "مسعود"، إلا إذا كان المقصود أن أحد المسعودين يقال إن
اسمه عبيد، وهو ما لا يرتأيه ابن حجر، في تهذيب التهذيب، و تقريبه،
وإن كان يمكن استظهاره من كلامه في الإصابة، ويأتي مزيد إيضاح.
* أمام هذه الثغرات البينة، في كلام
ابن حجر في كتابيه الأولين، و التي يعضد تهافتها احتمال وجيه حول
إعراض صاحبها عنها، نجد الحاجة ماسة للرجوع إلى النصوص المتقدمة
على زمن ابن حجر، وبالرجوع إليها نجد في ما سبق زمنه بأكثر من قرن،
بعض النصوص التي ترجع بدورها إلى القرن الرابع فنبحث فيها عن
ضالتنا، ونعاود في ضوئها الكرة للتعامل مع نصوص ابن حجر، بما يستجد
من معطيات.
و سنجد أن هذه المعطيات، وإن كانت
متضمنة لاحتمال كون اسم من قتله ابن زياد "عبيد" إلا أنها لا تجزم
بذلك كما يبدو من ابن حجر ودون دليل.
لقد بدأ ابن حجر تأليف الإصابة عام
809(48)
بينما " بدأ المزي بوضع كتابه (تهذيب الكمال) بصيغته النهائية
المبيضة في اليوم التاسع من محرم سنة ( 705 ) ولم ينته منه إلا يوم
عيد الاضحى من سنة ( 712 )(49)
و هو ينقل عن الحاكم أبي أحمد (وفاته378) ما جعله ابن حجر محوراً
للتفنيد.
و لدى التأمل- مجدداً- في نص المزي
المتقدم، نخرج بالإستنتاجات التالية:
أولاً: أن المترجم له "مسعود
بن مالك" من كبار الفقهاء، كما يدل عليه أمران:
1- اقترانه بأبي وائل، الذي يأتي
بيان بعض خصائصه.
2- وكونه "عالماً فهماً".
ثانياً: أن من بين من يروي
عن مسعود بن مالك: سليمان الأعمش، وعاصم بن أبي النجود، وأبو صفية وهو أبو
حمزة الثمالي، وليكن ذلك ببالك فستأتي الحاجة إليه.
ثالثاً: أن المزي يفرق بين
اثنين مشتركين في الإسم "مسعود"، مشتركين في القبيلة "الأسدي"، ويجعل
المائز بينهما الرواية عن سعيد بن جبير، فمن روى عنه ليس أبا رزين
الذي هو بصدد ترجمته. ويؤكد ذلك أنه أفرد لكل منهما ترجمة مستقلة،
وهو يذكر مولى سعيد بن جبير بهذا الإسم: مالك بن مسعود بن معبد.
رابعاً:أن المزي يورد كلام
أبي بكر بن (أبي) داود(50)
في سياق الترجمة لأبي رزين، مما يدل على اعتقاده بأن من قتله
عبيدالله بن زياد هو مسعود بن مالك أبو رزين الذي لم يرو عن سعيد
بن جبير، وعلى هذا الأساس فلا ينبغي أن يضعنا قول ابن أبي داود
"يقال اسمه عبيد" أمام شخص ثالث، كما يظهر من ابن حجر، وإن كان ما
في الإصابة يوحي بتراجعه كما مر.
و النتيجة التي نخرج بها هي تبني
المزي لكون من قتله ابن زياد هو أبو رزين "مسعود بن مالك" الذي قال
عنه ابن أبي داود "و يقال اسمه عبيد" وهو غير مسعود بن مالك مولى
سعيد بن جبير.
* وفي ضوء هذه النتيجة تجدر الوقفة
بشيء من التفصيل مع نص ابن حجر الذي تضمن ما أورده المزي، ونصوصاً
أخرى إضافية لبعض كبار أئمة علم الرجال.
و ما تمس الحاجة إليه هو القسم الأخير من نصه المتقدم عن تهذيب
التهذيب حيث يقول:
" وأما الحاكم أبو أحمد(51)
في الكنى فجعلهما واحداً اسمه مسعود بن مالك وذلك وهم . قلت : بالغ
البرقاني(52)
في ما حكاه الخطيب(53)
عنه في الرد على من زعم أنهما واحد، وسبب الإشتباه مع اتفاقهما في
الإسم واسم الأب والنسبة إلى القبيلة والبلد، أن الاعمش روى عن كل
منهما، فتلخص أن أبا رزين مختلف في اسمه، والأصح أنه مسعود بن مالك
ومختلف في ولائه أيضاً، وأما الراوي عن سعيد بن جبير فهو أصغر منه
بكثير لكنه شاركه في الأصح في اسمه والله تعالى أعلم. ولكن الذي
ظهر لي ان أبا رزين الاسدي المسمى بعيد (تصحيف عبيد) وهو
المقتول زمن عبيدالله بن زياد بعد سنة ستين أو قبلها، وأن أبا رزين
المسمى بمسعود بن مالك آخر تأخر إلى حدود التسعين من الهجرة والله
تعالى أعلم، وقد أرخ ابن قانع وفاته سنة خمس وثمانين وقال خليفة
مات بعد الجماجم.
و السؤال هو:
هل يريد ابن حجر أن ثمة ثلاثة أشخاص وقع التداخل بينهم، وهم:
1- مسعود بن مالك الأسدي مولى سعيد
بن جبير. و هو الأصغر سناً.
2- مسعود بن مالك الأسدي " أبو رزين" وهو الأكبر، "تأخر إلى حدود
التسعين، الخ.
3- أبو رزين عبيد الذي قتله ابن زياد.
إنه في حين يبدأ نصه بالحديث عن أن
الحاكم جعل الأول والثاني واحداً، وينقل عن البرقاني تشديده
النكير- بحق - على من يقول بذلك، يختم كلامه بأن الإثنين ثلاثة.
إلا أن يكون مراده التنبيه على أن الأول غير الثاني وهو ما لاشك
فيه، لكن يظهر أنه يميل إلى التثليث، وإن كان بالإمكان حمل كلامه
على ما تقدمت الإشارة إليه، وسيأتي في النتائج، كونهما اثنين يرجح
أن أحدهما يعرف بالإضافة إلى اسم مسعود ب "عبيد".(54)
*
النتائج:
و يخلص البحث إلى النتائج التالية:
أولاً: في
البحث حول الإسم:
1-لا يؤدي البحث حول اسم الشهيد إلى تسليط الضوء على
النقاط الحرجة، حيث نجد أنفسنا في مقام البحث عن اسم الشهيد
الكربلائي الأول، أمام الإحتمالات التالية:
أ- ذراع وزراع ولا قائل بذلك
غير الشيخ الجليل ابن نما، وهو يذكر معه اسم سليمان، فهو إذاً يذكر
الأول ولا يجزم به وإن كان يرجحه.
ب- عبيد ولا قائل به على
سبيل الجزم غير ابن حجر في أحد أقواله.
ت- سليمان وهو الغالب في
المصادر التي تورد اسمه، وفي المصادر التي تذكر اسم ذراع .
ث- مسعود بن مالك، وهو لا
يذكر في سياق أحداث كربلاء من قريب أو بعيد، إلا أن الإجماع قائم
على أن كنيته "أبو رزين" ونجد في سياق ترجمته التصريح بأن أبا رزين
قد قتله عبيدالله بن زياد حوالي سنة ستين على المنارة كما تقدم،
كما نجد ذكر عدة خصوصيات تنسجم مع كونه مولى للإمام الحسين عليه
السلام، من قبيل أنه "مولى علي" "صلى خلف علي" "شهد صفين مع علي"
ج- ويطالعنا استظهار ابن حجر في بعض
نصوصه أو رأيه بحسب بعضها الآخر أن أبا رزين الأسدي الذي قتله ابن
زياد يسمى "عبيد".
غير أن ذلك لا يقترن منه بتقديم
دليله ليمكن التعامل معه، مما يحتم - وقبل أن نحكم بأن ما ذكره
دعوى بدون دليل- أن نبحث في المصادر عن "عبيد".
و لدى البحث في كتب ابن حجر نفسه،
وفي غيرها من المصادر الرجالية، لا نجد شيئاً يرتبط بعبيد المقتول
على المنارة، في المسجد الجامع، فلا يسعنا الركون إلى ما قاله ابن
حجر، وقال ما يبدو أنه نقيضه، إلا أن نأخذ بهذا النقيض لتأخر
التاريخ، وهو عنصر مرجح في أبحاث الباحث الواحد، وهو المطلوب.
ثانياً:
في البحث حول الكنية:
1- لم أتمكن من الوصول إلى "الكنى" للحاكم أبي أحمد،
ولم أجد في "المقتنى" للذهبي الذي هو تهذيبه ما ينفع، كما لم أعثر
على كلام البرقاني الذي نقله ابن حجر عن الخطيب، ويشكل ذلك ثغرة في
التوصل إلى نتائج حاسمة كما لا يخفى. ولعل غيري يوفق لذلك .
2- أن الدليل قائم على أن مسعود بن
مالك مولى أبي وائل، غير مسعود بن مالك مولى سعيد بن جبير، وتجد لكل
منهما ترجمة مستقلة كما مر، إلا أنه لا دليل على كون أبي رزين الذي
قتله عبيدالله بن زياد هو عبيد، لعدم وجود ترجمة مستقلة لعبيد هذا
لا عند ابن حجر ولا عند غيره، ثم إنه لا قائل بأن اسمه عبيد على
نحو الجزم – في ما رأيت – إلا ابن حجر وحده، وغاية ما يذكره غيره
إنما هو على سبيل التمريض: "و يقال اسمه عبيد"، ثم إن ابن حجر قال
في "الإصابة" : "أبو رزين مسعود بن مالك الأسدي مولاهم وقيل مولى
علي اسمه عبيد"!.
و تاريخ تأليف "الإصابة" متأخركما
مر.
3- في مقام التعرف على الشهيد
الكربلائي الأول يطالعنا أن من بين المصادر المعتبرة من يذكر أن
كنيته "أبو رزين".
و نجد أن "أبا رزين" قد قتله
عبيدالله بن زياد حوالي سنة ستين في البصرة، على المنارة في المسجد
الجامع، ورمي برأسه.
و لا دليل على أن أبا رزين المقتول
هذا هو الشهيد الكربلائي الأول، حيث لم يرد التصريح بشيء يدل على
ذلك، إلا أن التاريخ يناسب تاريخ استشهاد رسول الإمام في البصرة،
وطريقة القتل تكاد تصرح بأنه هو المراد، والعمدة في المقام الكنية،
فلا يمكن تجاوز هذا النص دون بذل الجهد في محاولة حسم الموقف.
ثالثاً:
القرائن المرجحة:
و يبقى أمامنا محاولة اصطياد القرائن والتي قد تساعد
على كشف الحقيقة، وبعد جمعها يجري تقويم مدى دلالة كل منها ومدى
دلالة تراكمها، هل يرقى ذلك إلى مستوى الدليل؟ أم أنه يقف عند حدود
الإحتمال أو الظن؟
* وفي هذا السياق ينبغي الوقوف على
ما يلي:
1- أن أبارزين "مسعود بن مالك، مولى
أبي وائل، من كبار التابعين، وربما كان صحابياً، وقد عرف باقترانه
بأبي وائل "شقيق بن سلمة"(55)
و لدى التأمل في سيرة أبي وائل نجد أنه كان من قمم العلم والعبادة
والجهاد(56)
، وأنه كان من أصحاب السر(57)
الذين لا يسهل الوصول إلى غورهم، وأن علاقاته كانت مع أمثال سلمان
الفارسي(58)
وسلمان بن ربيعة الباهلي(59)
وزيد بن صوحان(60)
وحذيفة بن اليمان
(61)
، وأنه حضر صفين والنهروان مع أمير المؤمنين عليه السلام(62)
مما يدل على حقيقة معتقده، ولا يضر في ذلك بعض ما ينسب إليه مما
هو- على الأرجح - محمول على التقية(63)
كما يدل على ذلك حسن تخلصه من احتمال تولية الحجاج له.(64)
2- أن أبا رزين يروي عن "زر بن
حبيش" وهو من فضلاء أصحاب أمير المؤمنين(65)
و هو معروف بحبه له عليه السلام كما يأتي في الفقرة التالية.
3- أن من بين من يروي عن أبي رزين
"عاصم بن أبي النجود" وهو أشهر القراء السبعة(66)
وتكشف نصوصه عن معرفة بخصوصيات أبي وائل وزر بن حبيش، وقد تقدم بعض
ذلك، ومنه قوله " قال كان أبو وائل عثمانياً وكان زر بن حبيش
علوياً وكان مصلاهما في مسجد واحد ما رأيت واحداً منهما قط يكلم
صاحبه في شيء مما هو عليه حتى ماتا وكان أبو وائل معظماً لزر(67)
"و كذلك قوله: إذا كان زر وأبو وائل في مجلس لم يتكلم أبو وائل لأن
زراً أكبر منه".(68)
4- وتطل بنا النصوص على اسم آخر
بارز في هذه البيئة هو "ابن أبي صفية" وهو أبو حمزة الثمالي
(69)
الذي يروي عن أبي رزين(70)
و يكشف تتبع نصوص زر وشقيق "أبي
وائل" وعاصم، وابن أبي صفية، أننا أمام بيئة شيعية في وسط محارب
للتشيع، مما فرض درجة عالية من الحكمة، مرت الإشارة إلى بعضها لدى
الحديث عن أبي وائل.
و محل الحاجة من هذا كله أن هذه
البيئة هي بيئة أبي رزين مسعود بن مالك، وهو ما يشكل قرينة لصالح
أن يكون هو الشهيد الكربلائي الأول.
5- ومن الملفت أن ابن أبي صفية، أبا
حمزة الثمالي، يصرح بأن ابن زياد قتل أبا رزين كما مر في نصي المزي
وابن حجر، حيث ورد فيهما " وذكر عبد العزيز بن صهيب(71)
عن أبي صفية أن أبا رزين قتله عبيدالله بن زياد، وهو نص شديد
الأهمية، لأنه ينقل الحديث عن أبي رزين - الذي قتله ابن زياد ولا
يدرى من هو- إلى أبي رزين الذي كان ركناً في هذه البيئة.
6- ومن القرائن التي ينبغي الوقوف
عندها السابقة الجهادية لأبي رزين مسعود بن مالك، التي تشكل مع
الموقع العلمي، ميزتين أساسيتين للقيام بمهمة رسول الإمام الحسين
عليه السلام إلى البصرة، فقد كانت مهمة شديدة الحراجة، تحمل دعوة
لم يألفها المسلمون من قبل، في حين كان بطش معاوية، وإغواؤه، قد
أدخلا الأمة في نفق شل الإرادة، واليأس من حلم التغيير.
ثم إن المخاطبين في هذه المهمة من
أركان العالم الإسلامي آنذاك، ومن مداميك القدرة العسكرية للدولة
الفتية المترامية الأطراف، ولئن كانت البصرة يومذاك الحاضرة
الثانية الأهم بعد الكوفة، فإن موقعها الجغرافي على تخوم مناطق
الفتح الإسلامي الشاسعة، والبعيدة عن المركز، كان يهيؤها أن تكون
وحدها - في كثير من الأحيان - نقطة التجمع والإنطلاق، وهو ما يمنح
رؤوس الأخماس والأشراف فيها موقعية عملية متقدمة، ترقى إلى دائرة
صنع القرار على مستوى العالم الإسلامي كله.
لذلك كان من الطبيعي جداً أن يتم
اختيار من تؤهله مقوماته الدينية، ومكانته الإجتماعية للوصول في
مثل هذا المناخ إلى أفضل النتائج الممكنة.
و بعيد أن يكون صاحب هذه المؤهلات
مغموراً لا تكشفه إلا طريقة إدارته الحوار مع مخاطبيه.
الأقرب هو أن يتم اختيار مؤهل لذلك،
تسبقه شهرته، إما لأنه من أهل البيت عليهم السلام، أو لأن خصوصياته
الدينية علماً وعبادة وجهاداً في المقام الرفيع الذي يسهل لصاحبه
مثل هذه المهمة الحرجة.
و لأن المحور هو الجهاد، والثغر
المعني بالمهمة، هو البصرة أي دار الجند الثانية، فمن الطبيعي أن
يتم اختيار قائد جهادي تشهد له سوح النزال .
و هذه هي الخصيصة البارزة في شخصية
أبي رزين مسعود بن مالك.
جاء في ترجمة أخيه حمّال: أما حمال
بتشديد الميم وبالحاء المهملة، فهو حمال بن مالك الاسدي ، أخو
مسعود بن مالك، شهدا جميعا القادسية مع سعد.(72)
* وفي مقابل جميع ما تقدم، ينبغي
أيضاً تسجيل الآتي:
لا دليل على أن أبا رزين الذي قتله
عبيدالله بن زياد، هو رسول الإمام الحسين عليه السلام، فقد يكون
شخصاً آخر قتل في التاريخ الملتبس مع تاريخ استشهاد الإمام.
ليس بين المصادر التي تتحدث عن رسول
الإمام إلى البصرة أدنى ذكر لاسم مسعود بن مالك، بل هي كما تقدم
تراوح بين سليمان وذراع وزراع وفي عصر ابن حجر طرح اسم عبيد.
لو كان القتيل على يد ابن زياد،
أبارزين، لذاع خبر ذلك، لمكانة أبي رزين الإجتماعية المرموقة.
و هذه النقاط الوجيهة عموماً، لا
ترقى كما هو واضح إلى تسويغ الجزم بأن أبا رزين المقتول على يد
عبيدالله ليس رسول الإمام إلى البصرة.
لذلك فهي لا تصلح رداً على ما أنا
بصدده من أن كون الشهيد الكربلائي الأول، هو مسعود بن مالك، يتجاوز
عتبة الإحتمال ليرقى إلى درجة الظن المعتضد بقرائن غاية في القوة،
هي:
1-اتحاد الكنية.
2- مناسبة التاريخ.
3- طريقة القتل "على المنارة" التي
يفترض أن ترافق حدثاً نوعياً، وهي ملاحظة جديرة بالعناية رغم أنه
يقلل من دلالتها عدم نقل هذه الطريقة في المتداول من سيرة رسول
الإمام إلى البصرة.
4- أن أبا حمزة الثمالي الذي يروي عن
أبي رزين، هو المتحدث عن قتل عبيدالله لأبي رزين.
و النتيجة النهائية في خاتمة المطاف
كما يلي:
أعتقد أن القرائن المذكورة آنفاً،
تخولنا القول: يبدو أن أبا رزين الذي هو رسول الإمام إلى البصرة هو
أبو رزين مسعود بن مالك، الذي عده الشيخ الطوسي في أصحاب الإمام
الحسن عليه السلام، والذي يروي عنه أبو حمزة الثمالي، ويخبر بأن
ابن زياد قتله إلى غير ذلك مما عرفت أهميته.
أما الخلاف حول اسم رسول الإمام،
فقد مرت الإشارة إلى توفر دواعي الكتمان، فلم يكن من مصلحة أحد ممن
استقبل الشهيد أن يكشف عن ذلك، كما أنه لم يكن من مصلحة أحد من
معارف الشهيد وبيئته، أن يسترسل في الحديث عن الشهيد، بالإضافة إلى
أن كنية الشهيد – في ما يبدو- كانت غالبة على اسمه إلى حد أنا نجد
في المصادر السؤال عن أبي رزين، والجواب بأنه: مسعود بن مالك.(73)
و ينبغي أن يلحظ في هذا السياق،
وسياق عدم انتشار هوية الشهيد بما يتناسب مع مكانته الإجتماعية،
أمران، أن الشهيد لم يتكلم بشيء، حين ألقي القبض عليه، وأن مجيء
المنذر بن الجارود بالشهيد إلى ابن زياد وقتل ابن زياد له لم
يستغرق أكثر من جانب من سواد ليلة، لأن ابن زياد كان على جناح
السفر بأقصى سرعة ممكنة إلى الكوفة.
و يأتي مزيد إيضاح بحوله تعالى عند
الحديث عن شهادته.
الفهارس
(1) الطبري4/263.
(2) الخوارزمي ،مقتل
الحسين/288(م.م).
(3) إبن نما، مثير الأحزان17.
(4) الطبري ج4/26
(5) الطبري ج4/343:"ويلكم
حولوا بينه وبين الماء لاتتام إليه شيعته
(6) الطبري 4/ 265وعبارة
الطبري:"مع مولى لهم يقال له سليمان" والكامل لابن الأثير وروضة
الواعظين ولؤلؤ ومرجان/105 ومنتهى الآمال. وابن أعثم، الفتوح5/37.
والخوارزمي288.
(7) قال ابن نما في مثير
الأحزان": وبعث الكتاب مع ذراع (بالذال) السدوسي وقيل مع سليمان
المكنى بأبى رزين" وأورد المجلسي في البحار 44/340 عبارة ابن نما
إلاأن الإسم ورد "زراع السدوسي، بالزاء المعجمة، وكذلك أورده
البحراني(1130) في"العوالم"/189و قال السيد الأمين في الأعيان 1/
59: "و كتب الحسين الى رؤساء الأخماس بالبصرة ".." مع ذراع السدوسي
بالذال المعجمة ومع(كذا) مولى للحسين عليه السلام إسمه سليمان
ويكنى أبا رزين". و قال في لواعج الأشجان/39" مع دراع (بالدال غير
المعجمة تصحيفاً؟) السدوسي وقيل مع مولى للحسين عليه السلام اسمه
سليمان.
(8) المزي، تهذيب
الكمال،ج27/47
(9) السماوي، إبصار العين
/53، وعنصر شجاعت للميرزا الكمره إاي 3/ 226/230
(10) نفس المهموم للمحقق
القمي/87 نقلاً عن اللهوف. وانظر اللهوف/26"مولى له اسمه سليمان
ويكنى أبا رزين"و انظر:عنصر شجاعت للميرزا الكمره اي3/226 نقلاً عن
رجال ابي علي، ولؤلؤ ومرجان للمحدث النوري/105، و المحدث القمي،
منتهى الآمال3/57
(11) المحقق الأستر آبادي في
الرجال الكبير على ما أورده الميرزا الكمره إي في عنصر شجاعت.
(12) إبن حجر، تهذيب التهذيب
3/238
(13) المجلسي، البحار44/33
(14) البحراني، العوالم-
الإمام الحسين18
(15) وعن أحدها أخذ السيد
الأمين، في لواعج الأشجان
(16) أنظر: مقدمة مثير
الأحزان، حول أساتذته وتلامذته وشهادة المحقق الكركي الفريدة في
حقه.
(17) إبن كثير، البداية
والنهاية8/170. الهوامش.
(18) السيد ابن
طاوس،اللهوف26.
(19) أنظر:ابن ماكولا، إكمال
الكمال،باب ذراع وزراع3/384.
(20) إبن الأثير،البداية
والنهاية، والدينوري، الأخبار الطوال.
(21) الذهبي، ميزان
الاعتدال2/48.
رزين بن سليمان الاحمري . عن ابن عمر . وعنه علقمة بن مرثد ، لا
يعرف. وقيل : سليمان بن رزين، و انظر: تهذيب التهذيب - ابن حجر3/
239،و تهذيب الكمال - المزي 9/ 189"و الجرح والتعديل - الرازي 3/
508 و4/116.
(22) أنظر: معرفة الثقاة،
العجلي1/ 202و الجرح والتعديل، الرازي2/ 102و2/ 156والثقاة، إبن
حبان6/ 14و تاريخ بغداد،الخطيب البغدادي6/ 84 و6/247 وتهذيب
الكمال، المزي2/99.
(23) أنظر: شرح الأخبار،
القاضي النعمان المغربي3/ 245و المزار، محمد بن المشهدي 491و إقبال
الأعمال، السيد ابن طاووس الحسني3/ 76و بحار الأنوار، العلامة
المجلسي54/71 و الطبري4/ 359 و ترجمة الإمام الحسين عليه السلام،
ابن عساكر334.
(24) كمافعل الطبري، أما ابن
عساكر فإنه عندما ذكر الشهيد عبدالله بن بقطر نص على أنه استشهد في
الكوفة.راجع الهامش المتقدم.
(25) كما ورد في زيارة
الناحية في الإقبال والبحار.انظر الهامش (23).
(26) منهم الميرزاخليل
الصيمري الكمره إي في موسوعته الكربلائية "عنصر شجاعت3/226.
(27) الشيخ عبدالله
المامقاني، تنقيح المقال في علم الرجال2/65الرقم5253(المطبعة
المرتضوية،النجف،1350هج).
(28)انظر: المصنف-إبن أبي
شيبة الكوفي2/ 174و شرح نهج البلاغة، إبن أبي الحديد16/ 21
والمنمق، محمد بن حبيب البغدادي383 وإعلام الورى بأعلام الهدى،
الشيخ الطبرسي1/ 478 الذي يذكر أن أم إسحاق هي أم فاطمة بنت الحسين
عليه السلام.
(29) ذكرالمزي، تهذيب الكمال،
27/225: مجالد بن عوف الحضرمي ،ويقال : عوف بن مجالد، حجازي ومثله
ابن حجر، تهذيب التهذيب، 10/ 3.
(30) انظر: الشيخ الطوسي،
رجال الطوسي 88 ومحمد علي الأردبيلي، جامع الرواة2/385.
(31) السيد الخوئي، معجم رجال
الحديث22/ 168
(32) الشيخ الطوسي، رجال
الطوسي 96
(33) السيد الخوئي، معجم رجال
الحديث22/5 14
(34) انظر: محمد بن سعد،
الطبقات الكبرى 5/8 51
(35) إبن الأثير أسد الغابة
5/193.
(36) إبن حجر، الإصابة7/116.
(37) إبن حجر، تقريب
التهذيب1/ 492 وانظر: الدوري، يحيى بن معين، تاريخ ابن معين 1/
362و الرازي، الجرح والتعديل9/371.
(38) الرازي، الجرح والتعديل
8/284. والبخاري، التاريخ الكبير7/423. وابن حبان، الثقاة7/501.
(39) إبن حبان، الثقاة5/441.
وأحمد بن حنبل، العلل3/477.و1/513.
(40) محمد بن سعد، الطبقات
الكبرى5/20ولعله نفسه الذي يروي حديث أفضل ثوب لبسه علي عليه
السلام،انظر: الدوري - يحيى بن معين، تاريخ ابن معين2/31.
(41) هذا الحرف وما يأتي هي
رموز استعملها المزي، وتجد تفسير المراد بها في تهذيب الكمال
ج1/94و على سبيل المثال:ت=الترمذي.عس=مسند علي عليه السلام، الخ،
والمراد بيان مظان الروايات التي وردت عن المترجم له.و من المفيد
الإشارة إلى أن المزي المعروف باقترانه بابن تيمية قد اختارأن يرمز
لكل مصدرأوباب بحرف أو عدة أحرف، إلا في خصائص"أمير المؤمنين علي،
فقد اختار أن يكون الرمز"صلى الله عليه وآله" وقد نقله عنه كذلك
ابن حجر في تهذيب التهذيب1/66.
(42) المزي، تهذيب
الكمال27/477- 480. بتصرف يسير:أبو موسى . وآخرون.
مصححاً على مايأتي من الإصابة لابن حجر.
(43)اختلف القوم في عبارة"و
كان عالماً فهماً" هل هي "و كان عالماً بهما، والأرجح الأول، لأنه لو
كان المراد الثاني فلامعنى للتعبير بقوله"عالماً"و إنما كان
المتعين أن يقول"عارفاً بهما" فلاحظ
(44) ابن حجر، الإصابة 7/261.
(45) إبن حجر، تهذيب
التهذيب10/ 10
(46) ابن حجر، تقريب
التهذيب2/167.
(47) من الثابت في محله أن
ابن حجر ألف تهذيب التهذيب، ثم لخصه في تقريب التهذيب،انظر تهذيب
التهذيب 1/24"المقدمة"و هو في الإصابة يحيل إلى تهذيب التهذيب،كما
تجد في ج4/342و350، ثم إن الإصابة هو عمدة أعماله الرجالية على
أهميتهاجميعاً فقد استغرق عمله"المتراخي" فيه حوالي أربعين عاماً،
حيث" بدأ تأليفه في سنة 809 ه، واستمر العمل فيه الى ثالث ذي
الحجة سنة 847" أنظر مقدمة الإصابة1/123مما يعني خصوصية مميزة
لآرائه الواردة فيه.
(48) أنظر: الهامش المتقدم.
(49) أنظر مقدمة تهذيب الكمال
ج1/42
(50) ورد اسمه في المطبوع من
الكمال في هذا المورد"ابن داود" والمراد "ابن أبي داود"بدلالة
مانقله ابن حجر عن الكمال، ثم إن ابن أبي داود معروف والإستشهاد
بنصوصه في المصادر مستفيض، وهوعبدالله بن سليمان بن الأشعث
السجستاني،ابن "أبي داود"الشهير صاحب السنن المتوفى275 وقد ولد
الإبن الذي يستشهد المزي بنصه عام230 وتو في عام 316.انظر ابن
عساكر، تاريخ دمشق29/79والخطيب البغدادي، تاريخ بغداد9/247
(51) أبو أحمد الحاكم *
الامام الحافظ العلامة الثبت، محدث خراسان ، محمد بن محمد بن أحمد
إسحاق النيسابوري الكرابيسي، الحاكم الكبير ، مؤلف كتاب " الكنى "
في عدة مجلدات. ولد في حدود سنة تسعين ومئتين، وتو في سنة
378(الذهبي،سير أعلام النبلاء16/370-376)و هو" إمام عصره في هذه
الصنعة ، كثير التصنيف ، مقدم في معرفة شوارد الصحيح، والاسامي
والكنى .المصدر1/357عن تذكرة الحفاظ.وتجدر الإشارة إلى أن كتاب
المقتنى للذهبي ليس إلا تشذيباً ل"الكنى"للحاكم، كما صرح الذهبي في
مقدمته، و هو مايشير إلى مكانة الحاكم وكتابه.
(52) قال الذهبي:"البرقاني
الامام العلامة الفقيه، الحافظ الثبت، شيخ الفقهاء والمحدثين،
أبو بكر، أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي، صاحب
التصانيف ولد سنة ست وثلاثين وثلاث مئة، وسكن بغداد، وبها مات في
أول رجب سنة خمس وعشرين وأربع مئة (سير: 17/464-646)
(53) أحمد بن علي،المعروف
بالخطيب البغدادي صاحب تاريخ بغداد والعديد من
المؤلفات(392-463)والبرقاني من أبرز شيوخه.
(54) وقد عرفت سابقاً بعض
الثغرات في كلام ابن حجر.
(55) قال ابن عدي:"شقيق بن
سلمة الاسدي أبو وائل الكوفي ، عالم الكوفة ، الثقة الثبت ،أخرج
حديثه الستة،مات سنة 82 ه ". له ترجمة في تذكرة الحفاظ 1: 60 ،
تهذيب التهذيب 4 : 317 – 318.عن" الكامل ، عبدالله بن
عدي1/56".وتعتمد المصادر عادة في ترجمة أبي رزين مصطلح"مولى أبي
وائل" للتمييز بينه وبين من شاركه الكنية أو الإسم، و قد أورد ابن
سعد نصاً يدل على أنهما كانا يسكنان في دار واحدة،قال:" كان أبو
وائل إذا جاءه إنسان يستفتيه قال له اذهب فسل أبا رزين ثم ائتني
فأخبرني مارد عليك قال وكان أبو رزين معه في الدار"ابن سعد،
الطبقات الكبرى 6/272.
(56) عن عاصم قال كان لأبي
وائل خص من قصب هو فيه وفرسه فكان إذا غزا نقضه وإذا قدم
بناه.الخطيب، تاريخ بغداد 9/271
(57) عن عاصم قال كان أبو
وائل إذا خلا نشج ولو جعل له الدنيا على ان يفعل ذلك وأحدٌ يراه لم
يفعل. نفس المصدر.
(58) انظر ابن عساكر، تاريخ
دمشق31/126
(59) انظر: الخطيب البغدادي،
تاريخ بغداد9/204
(60) انظر الخطيب البغدادي،
تاريخ بغداد 8/440
(61) انظر: الخطيب البغدادي،
تاريخ بغداد8/288.وابن عساكر تاريخ دمشق21/259
(62) المصدر 9/ 269 وحول
صفين،انظر: ابن سعد، الطبقات6/96-102.
(63) انظر:العجلي، معرفة
الثقاة1/108و460.
(64) حول ذلك، وللمزيد
الوافي، انظر" محمد بن سعد،الطبقات الكبرى6/96-102 وأقول ذلك مع
الإلتفات جيداً إلى ماورد في كلمات الكثيرين من ذمه.
(65) قال الشيخ (الطوسي) في
كتاب الرجال في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام : زر بن حبيش وكان
فاضلاً.( اختيار معرفة الرجال - الشيخ الطوسي ج1ص 247) وقال السيد
الخوئي:" وكان فاضلا ًمن أصحاب علي عليه السلام ، (رجال الشيخ) .
أخذ عنه عاصم القراءة، ذكرناه في كتاب البيان في تفسير القرآن .
(66) أنظر: السيد الخوئي،
معجم رجال الحديث10/195. وابن سعد، الطبقات الكبرى2/343.و6/230. و
ابن حجر،تهذيب التهذيب5/35. و سليمان بن خلف الباجي، التعديل
والتجريح3/1118.
(67) أنظر:إبن عساكر، تاريخ
دمشق19/29-30.
(68) أنظر: سليمان بن خلف
الباجي، التعديل والتجريح2/633.
(69) أنظر: الشيخ الطوسي،
رجاله129، والفهرست90، وابن داود الحلي، رجاله59. والشيخ حسن صاحب
المعالم، التحرير الطاوسي99. والسيد بحر العلوم، الفوائد
الرجالية1/259. والتفرشي، نقد الرجال1/311. والأبطحي، تهذيب
المقال4/279.وابن عدي، الكامل2/93.
(70) السيد الخوئي، معجم رجال
الحديث22/145. والمزي،تهذيب الكمال27/477.
(71)458 قال ابن سعد:"عبد
العزيز بن صهيب وكان يقال له عبد العزيز بن العبد مولى أنس بن مالك
وكان ثقة". الطبقات الكبرى - محمد بن سعد ج 7 ص 245." مات سنة
ثلاثين ومائة" مشاهير علماء الأمصار- ابن حبان ص 156 . روى عن :
أنس بن مالك"، ، " وأبي صفية صاحب أبي رزين " تهذيب الكمال - المزي
ج 18 ص 147." وإنما قيل له البناني لانه كان ينزل سكة بنانة
بالبصرة ". تهذيب التهذيب - ابن حجر ج 6 ص 305 .
(72) إبن ماكولا، إكمال
الكمال2/544، وجاء في هامش المصدر: بهامش الأصل : وهما اللذان قتلا
الفيل في يوم من أيام القادسية فيما ذكر سيف، وقال سيف ايضاً :
استعمل سعد على الرجال يومئذ حمال بن مالك الأسدي. لا يضر بما أنا
بصدده حول أبي رزين القول بأن أخاه حمال من مختلقات سيف كما هو
الشأن في مروياته عن الصحابة. وتجدر الإشارة هنا إلى احتمال أولي
أن يكون مسعود بن مالك بن عامرالذي ورد في بعض المصادر أنه شهد
بدراً هو أبو رزين المختلف في صحبته. إبن الاثير، أسد الغابة4/357.
(73) أنظر: إبن حنبل، العلل3
/477. |