أولاً: المضمون
تجمع المصادر- عموماً- على نص مقتضب ورد في بعضها أنه
الرسالة التي حملها الشهيد الكربلائي الأول إلى البصرة، وورد في
البعض الآخر ما يشعر بأنه بعض الرسالة، وينفرد عدد من المصادر
بإضافة ما يقرب من ضعفي النص المشار إليه آنفاً، مع ملاحظة لابن
الأثير(1)
تعتمد على التخمين، حول أن بعض "الشيعة" تلاعبوا بالنص، ولكن
الأرجح في المقابل احتمال أن يكون آخرون قد تلاعبوا حقيقة بمحتوى
النص فأضافوا إليه فقرة تخرجه من سياقه الحسيني.
قال الدينوري:
"و قد كان الحسين بن علي رضي الله عنه كتب كتابا إلى شيعته من أهل
البصرة مع مولى له يسمى ( سلمان ) نسخته : ( بسم الله الرحمن
الرحيم ، من الحسين بن علي إلى مالك بن مسمع، والأحنف بن قيس،
والمنذر بن الجارود، ومسعود بن عمرو، وقيس بن الهيثم ، سلام
عليكم، أما بعد، فإني أدعوكم إلى إحياء معالم الحق وإماتة البدع،
فإن تجيبوا تهتدوا سبل الرشاد، والسلام".(2)
وقال
البلاذري:
" وقد كان الحسين بن علي عليه السلام كتب إلى وجوه أهل البصرة
يدعوهم إلى كتاب الله ، ويقول لهم : " إن السنة قد أميتت ، وإن
البدعة قد أحييت ونعشت "(3)
و قال الطبري:
"كان حسين كتب إلى أهل البصرة كتاباً. قال هشام قال أبو مخنف حدثنى
الصقعب بن زهير عن أبى عثمان النهدي، قال: كتب حسين مع مولى لهم يقال
له سليمان، وكتب بنسخة إلى رؤوس الأخماس بالبصرة، وإلى الأشراف، فكتب
إلى مالك بن مسمع البكري، وإلى الأحنف بن قيس، وإلى المنذر بن
الجارود، وإلى مسعود بن عمرو، وإلى قيس بن الهيثم وإلى عمرو بن
عبيدالله بن معمر، فجاءت منه نسخة واحدة إلى جميع أشرافها: أما بعد
فإن الله اصطفى محمداً صلى الله عليه (وآله) وسلم على خلقه، وأكرمه
بنبوته واختاره لرسالته، ثم قبضه الله إليه وقد نصح لعباده، وبلغ ما
أرسل به صلى الله عليه (وآله) وسلم وكنا أهله وأولياءه وأوصياءه
وورثته وأحق الناس بمقامه في الناس، فاستأثر علينا قومنا بذلك
فرضينا وكرهنا الفرقة وأحببنا العافية، ونحن نعلم أنا أحق بذلك الحق
المستحق علينا ممن تولاه وقد أحسنوا وأصلحوا وتحروا الحق فرحمهم
الله وغفر لنا ولهم وقد بعثت رسولي إليكم بهذا الكتاب وأنا أدعوكم
إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه (وآله) وسلم فان السنة قد
أميتت وإن البدعة قد أحييت وإن تسمعوا قولى وتطيعوا أمرى أهدكم
سبيل الرشاد والسلام عليكم ورحمة الله(4)
و بين
هاتين الصيغتين الموجزة والمطولة أو ما يقرب منهما تراوحت نصوص
الرسالة في المصادر(5)
* نظرة
في المضمون
قبل الرجوع إلى سند الرواية الذي أورده الطبري، ترجح كفة النص
المقتضب الذي أورده البلاذري وآخرون، نظراً إلى أن الظرف كان
يستدعي تعبئة الأمة ضد من أمات السنة وأحيا البدعة، وهو ما يحتم
الإبتعاد عن النقاط الحرجة التي يؤدي التعرض لها إلى نقض غرض
التعبئة، ولذلك يستبعد أن يكون الإمام قد تعرض للفترة السابقة على
حكم معاوية.
إلا أن
الرجوع إلى السند يقودنا إلى نتيجة مغايرة، تستتبع حكماً التشكيك
في فقرة من النص يبدو أنها أضيفت إليه.(6)
و توضيح
ذلك أن قوة السند تلزمنا بالتعامل مع النص كما أورده الطبري عن أبي
مخنف، وهو نص يتحدث فيه الإمام الحسين عليه السلام عن وصية رسول
الله صلى الله عليه وآله، بالخلافة والولاية لأهل البيت، وأن القوم
استأثروا عليهم، وآثروا هم سلام الله عليهم عدم المواجهة، رغم أنهم
أحق بهذا الحق ممن تولاه، ثم يقول النص:" وقد أحسنوا وأصلحوا
وتحروا الحق فرحمهم الله وغفر لنا ولهم وقد بعثت رسولي إليكم بهذا
الكتاب وإنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه (وآله)
وسلم فان السنة قد أميتت وإن البدعة قد أحييت وإن تسمعوا قولى
وتطيعوا أمرى أهدكم سبيل الرشاد والسلام عليكم ورحمة الله.
و هو ما
يطرح سؤالين:
1- هل يشمل كلام الإمام عن السابقين، معاوية ومرحلته، أم لا؟
على الأول
فهو مشمول بالمدح- والعياذ بالله- وعلى الثاني فالنص مضطرب معنى
لأنه ينتقل من مرحلة الولاة الثلاثة، إلى مرحلة يزيد.
2- كيف
يصح الإنتقال من الحديث عن أن الماضين قد أحسنوا وأصلحوا وتحروا
الحق، إلى الحديث عن الجهاد لأن السنة قد أميتت إلخ،
و إذا
حذفنا الفقرة التي يبدو أنها دخيلة، استقام المضمون واتسق اللاحق
مع السابق، فيكون النص كما يلي:
أما بعد فان الله اصطفى محمدا صلى الله عليه (وآله) وسلم على خلقه
وأكرمه بنبوته واختاره لرسالته ثم قبضه الله إليه وقد نصح لعباده
وبلغ ما أرسل به صلى الله عليه (وآله) وسلم وكنا أهله وأولياءه
وأوصياءه وورثته وأحق الناس بمقامه في الناس فاستأثر علينا قومنا
بذلك فرضينا وكرهنا الفرقة وأحببنا العافية ونحن نعلم أنا أحق بذلك
الحق المستحق علينا ممن تولاه ".." وقد بعثت رسولي إليكم بهذا
الكتاب وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه (وآله)
وسلم فان السنة قد أميتت وإن البدعة قد أحييت وإن تسمعوا قولى
وتطيعوا أمرى أهدكم سبيل الرشاد والسلام عليكم ورحمة الله.
*المخاطبون بالرسالة
حمل الشهيد الكربلائي رسالة في عدة نسخ(7)
إلى وجوه البصرة(8)
و الأشراف، ورؤوس الأخماس فيها(9)
و المقصود
برؤوس الأخماس أن البصرة كانت مقسمة إلى خمسة أقسام لكل خمس منها
أمير، وقد ورد في حديث المصادر عن الرسالة، أكثر من خمسة أسماء،
مما يدل أن تعداد الأسماء ليس خاصاً برؤوس الأخماس بل يشمل بعض
الوجوه والأشراف: وقد أورد الطبري الأسماء التالية:
1- مالك بن
مسمع البكري.(10)
2-
الأحنف بن قيس.(11)
3-
المنذر بن الجارود.(12)
4-
مسعود بن عمرو.(13)
5-
قيس بن الهيثم.(14)
6-
عمر{و} بن عبيدالله بن معمر.(15)
و قد تقدم
أن الدينوري يورد أسماءهم كما يلي:
1- مالك بن
مسمع .
2-
الأحنف بن قيس.
3-
المنذر بن الجارود.
4-
مسعود بن عمرو .
5-
قيس بن الهيثم.
و لم يذكر
السيد ابن طاوس ولا الشيخ ابن نما كل الأسماء، فقد قال السيد: "الى
جماعة من أشراف البصرة منهم يزيد بن مسعود النهشلي(16)
والمنذر بن الجارود العبدى" في ما قال الشيخ:" الى وجوه أهل البصرة،
منهم الأحنف بن قيس، وقيس بن الهيثم، والمنذر بن الجارود ويزيد بن
مسعود النهشلي".
و الجمع
بين ذلك وغيره ممكن، بلحاظ أن تعبير الوجوه والأشراف يتسع لكثيرين،
وربما كان ما أورده الدينوري خاصاً برؤوس الأخماس، أما الأسماء
المغايرة عند الطبري وغيره فهي لوجوه في البصرة، من خارج التركيبة
الإدارية، كما سنلاحظ ذلك لدى الحديث عن ردود الفعل، ومهمة الشهيد
في البصرة.
و ينبغي
التنبه إلى أن عدم ذكر شخص في عداد المخاطبين لا يعني الجزم بأنه
لم يكن بينهم، خصوصاً إذا لاحظنا أن بعض المصادر تكشف عبارته أنه
ليس بصدد الحصر، كما لا تدل عبارة أكثرها على الحصر.
كما ينبغي
التنبه إلى أنا – في ما أعلم – لا نملك دليلاً على رواية موقف يزيد
بن مسعود، إلا ما أورده الشيخ ابن نما، الذي تفرد بذكر سند واضح، هو
:" داود ابن أبي هند، عن الشعبي" وهو سند لا يمكن التعويل عليه.(17)
أما السيد
ابن طاوس فعبارته لا تدل على اعتماده سنداً معيناً.(18)
و بالتأمل
في سند ابن نما، أو ما ذكره من سنده يتضح أن داود بن أبي هند وإن
كانت مصادر الفريقين توثقه، إلا أنه يروي هنا عن الشعبي الذي نص
بعض كبار علماء الجرح والتعديل على عدم قبول ما يرويه مطلقاً(19)
و يعني ما
تقدم الدخول في تحليل النص المروي عن يزيد بن مسعود، وما قاله في
جوابه رؤساء البطون التميمية الذين دعاهم إلى ذلك الإجتماع، وكذلك
النص المروي عن سيد الشهداء حين وصول رسالة ابن مسعود إليه، على
قاعدة أن ما لم يثبت سنده قد يكون صحيحاً، إلا أنه لا يمكن الجزم
به، واهتماماً بما أورده العلمان الشيخ ابن نما والسيد ابن طاوس
اللذان لايخفى عليهما أمر الشعبي ولو كان النقل منحصراً به لنبها
إلى ذلك.
و بديهي
أن ما تقدم لا ينطبق على رسالة الإمام الحسين عليه السلام إلى وجوه
أهل البصرة، حيث يكفي أن أبا مخنف قد أوردها بسنده الذي عرفت
اعتباره.
* يزيد بن مسعود: الموقع
يتضح من التدقيق في خصوصيات جميع الذين ورد ذكرهم في عداد
المخاطبين برسالة الإمام الحسين عليهم السلام – كما مر في الهوامش
– أنهم كانوا من أبرز الشخصيات السياسية والإجتماعية في البصرة،
وهذا يعني أن كل دعوة تغييرية، ينبغي أن تتعامل معهم ولا تتجاهلهم،
يؤكد ذلك أن هؤلاء الأشخاص أنفسهم - باستثناء يزيد بن مسعود - كانوا
في مصب ضوء الحدث السياسي والإجتماعي حتى الوفاة.
أما يزيد
بن مسعود فيبدو في ضوء ما وصلنا عنه أنه من طينة مختلفة، لا تبهرها
أضواء أهل الدنيا وبهارجهم.
إبن مسعود
الجليل هذا هو أخو ليلى بنت مسعود النهشلية التي تزوجها أمير
المؤمنين عليه السلام، والقائلة: " مازلت أحب أن يكون بينى
وبينه [سبب] منذ رأيته قام مقاماً من رسول الله صلى الله عليه
وآله."(20)
و هي أم اثنين من أبناء أمير المؤمنين عبدالله الشهيد بكربلاء بين
يدي سيد الشهداء، وعبيدالله الذي يرجح أنه تم اغتياله، ليلة الوقعة
الفاصلة بين المختار ومصعب بن الزبير.(21)
و عليه
فإن مترجمنا خال أخوي الإمام الحسين عليه السلام، وقد كانت أخته في
بيت أمير المؤمنين عند استشهاده(22)
مما يدل على أن علاقة آل مسعود ببيت أمير المؤمنين استمرت حتى
إثرشهادته عليه السلام مباشرة.
و كما
تندر المعلومات حول يزيد بن مسعود، كذلك هي نادرة حول أبيه مسعود
الذي صاهره أمير المؤمنين عليه السلام، وما وجدته عنه هو ما ذكره
ابن حجر حيث قال :" مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلمي بن
جندل بن نهشل بن دارم التميمي الدارمي له إدراك وهو والد ليلى
امرأة علي ذكره الزبير بن بكار وهشام بن الكلبي ".(23)
وقد ذكر ابن حجر، والد مسعود "خالد" مع نبذة يسيرة عنه.(24)
و لا تذكر
المصادر أن مسعود بن خالد (والد يزيد وليلى) استقر في البصرة، إلا
أن النصوص تتحدث عن ابنه نعيم، كما سيأتي وعن حفيد نعيم (ثولا)(25)
اللذين كانا من الوجوه البارزة في الأحداث في البصرة، إلا أن
الملفت غياب اسم يزيد بن مسعود - في حدود ما وصلت إليه- ما عدا
النص الذي تقدمت الإشارة إليه.(26)
و يصل
التركيز على نعيم بن مسعود في حدث مفصلي يعني بعض بطون بني تميم
ومنها بنو حتظلة وبنو سعد- وقد ورد اسماهما في مداولات يزيد بن
مسعود- الحد الذي يخيل معه للمتتبع أن الذي استجاب لدعوة الإمام
الحسين عليه السلام هو نعيم بن مسعود، وأنه ربما كان ثمة خطأ أدى
إلى ذكر يزيد بن مسعود، إلا أن اكتشاف وجود اسم يزيد في النص
المذكور والمشار إليه آنفاً، ينفي سلامة هذا التخيل.
و حيث إن
تفصيل ما ذكر حول نعيم يلقي بعض الضوء على الدور المشابه ولو من
بعيد، الذي يُنقل أن أخاه يزيداً قام به، حين تسلم رسالة الإمام،
فمن المفيد بيانه.
أورد ابن
سعد في الطبقات، أن" عبيدالله بن علي قدم من الحجاز على المختار
بالكوفة وسأله فلم يعطه وقال أقَدِمْتَ بكتاب من المهدي؟ قال لا
فحبسه أياماً ثم خلى سبيله، وقال اخرج عنا فخرج إلى مصعب بن الزبير
بالبصرة هارباً من المختار، فنزل على خاله نعيم بن مسعود التميمي ثم
النهشلي وأمر له مصعب بمائة ألف درهم، ثم أمر مصعب بن الزبير الناس
بالتهيؤ لعدوهم ووقت للمسير وقتاً، ثم عسكر، ثم انقلع من معسكره ذلك
واستخلف على البصرة عبيدالله بن (عمر بن عبيدالله بن) معمر، فلما
سار مصعب تخلف عبيدالله بن علي بن أبي طالب في أخواله، وسار خاله
نعيم بن مسعود مع مصعب، فلما فصل مصعب من البصرة جاءت بنو سعد بن
زيد مناة بن تميم إلى عبيدالله بن علي فقالوا نحن أيضا أخوالك ولنا
فيك نصيب فتحول إلينا فإنا نحب كرامتك، قال نعم. فتحول إليهم فأنزلوه
وسطهم وبايعوا له بالخلافة، وهو كاره يقول يا قوم لا تعجلوا ولا
تفعلوا هذا الأمر فأبوا فبلغ ذلك مصعباً فكتب إلى عبيدالله بن عمر
بن عبيدالله بن معمر بعجزه ويخبره غفلته عن عبيدالله بن علي وعما
أحدثوا من البيعة له ثم دعا مصعب خاله نعيم بن مسعود فقال لقد كنت
مكرماً لك محسناً في ما بيني وبينك فما حملك على ما فعلت في ابن
أختك وتخلفه بالبصرة يؤلب الناس ويخدعهم فحلف بالله ما فعل وما علم
من قصته هذه بحرف واحد، فقبل منه مصعب وصدقه، وقال مصعب قد كتبت إلى
عبيدالله ألومه في غفلته عن هذا، فقال نعيم بن مسعود فلا يهيجه أحد
أنا أكفيك أمره وأقدم به عليك، فسار نعيم حتى أتى البصرة فاجتمعت
بنو حنظلة وبنو عمرو بن تميم فسار بهم حتى أتى بني سعد، فقال والله
ما كان لكم في هذا الأمر الذي صنعتم خير، وما أردتم إلا هلاك تميم
كلها فادفعوا إلي ابن أختي، فتلاوموا ساعة ثم دفعوه إليه فخرج حتى
قدم به على مصعب. فقال يا أخي ما حملك على الذي صنعت، فحلف عبيدالله
بالله ما أراد ذلك ولا كان له به علم حتى فعلوه، ولقد كرهت ذلك
وأبيته، فصدقه مصعب وقبل منه، وأمر مصعب بن الزبير صاحب مقدمته
عباداً الحبطي أن يسير إلى جمع المختار فسار فتقدم وتقدم معه
عبيدالله بن علي بن أبي طالب فنزلوا المذار وتقدم جيش المختار
فنزلوا بإزائهم فبيتهم أصحاب مصعب بن الزبير فقتلوا ذلك الجيش فلم
يفلت منهم إلا الشريد وقتل عبيدالله بن علي بن أبي طالب تلك الليلة
".(27)
و هنا
ملاحظتان:
1- أن المحور في شأن يعني بني حنظلة وبني سعد وتميم عموماً هو نعيم
بن مسعود، ولا ذكر ليزيد أخيه.
2- أن
الأمر وإن كان يعني تميماً كلها إلا أن الذي تصدى هو غير الأحنف بن
قيس، شيخ تميم الذي ثنيت له وسادتها أربعين عاماً كما مر في
ترجمته.
و الواقع
أن كلتا الملاحظتين لصالح يزيد بن مسعود، وتوكيد موقفه الفريد - في
البصرة على الأقل- أما الأولى فلأن غيابه عن مسرح الأحداث - على
فرض بقائه على قيد الحياة - ينسجم مع رؤيته الأصيلة - التي يأتي
مزيد إيضاح لها- كما يظهر جلياً من حديثه في الإجتماع الذي عقده
لاكتشاف إمكان نصرة الإمام عليه السلام، ويتضح هذا الإنسجام خصوصاً
في ظل حكم ابن زياد للبصرة، وتتالي الأحداث - على مستوى العالم
الإسلامي آنذاك بعد فرار ابن زياد من البصرة- في الإتجاه الذي لا
يلتقي مع صاحب هذه الرؤية من قريب أو بعيد، أضف إلى أن شهادة
الإمام عليه السلام، كفيلة أن تجعل من وقَف هذا الموقف يتجنب
الأضواء، فليست الإنتهازية وحب الظهور من طباعه، وإذا كان قد نمي
إلى إبن زياد شيء عن موقفه من رسالة الإمام، فإن التصدي للمواقع،
يعرضه للمطالبة بموقفه والمحاسبة عليه، وربما يكون اجتنابه التصدي
للشأن العام مع ثقل تميم وموقعه فيها وحسن تدبير الأحنف، شكلت
عناصر عدم التعرض له، فمن البعيد جداً أن يبقى ما قام به يزيد بن
مسعود بمنأى عن عميق تغلغل عيون ابن زياد وجواسيسه، كما تكشف ذلك
بوضوح طريقة عمل ابن زياد في الكوفة.
وأما أن
الملاحظة الثانية لمصلحة يزيد بن مسعود أيضاً فلأن التشكيك الأول
الذي يمكن أن يواجه به الحديث عن الدور الذي قام به عند وصول رسالة
الإمام إليه هو جمعه لبطون من تميم متجاوزاً الأحنف بن قيس، شيخ
تميم بلا منازع.
و لولا
وجود هذه الملاحظة الثانية ( وهي أن جمع تميم على يد غير الأحنف
كان طبيعياً) بين أيدينا لأمكن التشكيك في أصل قيام ابن مسعود بهذا
الدور، إلا أن قيام أخيه نعيم بدور مشابه في ظرف آخر، دليل على أن
زعامة الأحنف كانت تتسع لنفوذ واسع من رؤوس البطون، وهو ما ينسجم
مع "حلم الأحنف".
يؤيد ذلك
أن الأحنف كان يتصرف مع بعض كبار التميميين باحترام واكبار يصلان
إلى حد التعبير عنه ب" سيدنا" ويوقف إصدار الأمر على التشاور معه
ويلتزم برأيه.(28)
يؤكد ذلك
أن زعامة الأحنف لتميم لا تنافي أن يكون يزيد بن مسعود قد دعا إلى
هذا المجلس التشاوري المصيري، كما يأتي.
*و الموقف
و لم يصلنا من رد فعل وجوه البصرة على رسالة الإمام إلا جواب
الأحنف وجواب يزيد بن مسعود، وإخبار المنذر بن الجارود لابن زياد
بالرسالة والرسول.
* أما
الأحنف فقد كتب إلى الإمام عليه السلام: أما بعد فاصبر إن وعد الله
حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون"(29)
وهو جواب يشكِّل منجم التعرف على شخصية الأحنف، بعيداً عن كل ما
سمعت في ترجمته المتقدمة، فلم يكن الأحنف أهلاً لما سمعه الصحابة
من رسول الله صلى الله عليه وآله، ولو بسماعه من أحدهم سماع وعي
ويقين، كما كان شأن الشهيد زهير بن القين مثلاً، لذلك انبرى الأحنف
إلى "وعظ" الإمام!
و لئن خفف
من فظاظة هذا الوعظ أنه أراد أن يكتب بلغة أمنية، فليس ثمة ما يخفف
من فظاظة رده دعوة الإمام، في مثل ذلك الظرف المصيري.
* " وأما
يزيد بن مسعود النهشلي فانه أحضر بني تميم(30)
وبني حنظلة وبني سعد وقال:
يا بني
تميم كيف ترون موضعي منكم وحسبي فيكم؟
فقالوا:
أنت فقرة الظهر ورأس الفخر حللت في الشرف وسطاً وتقدمت فرطاً.
قال: قد
جمعتكم لأمر أشاوركم فيه وأستعين بكم عليه
قالوا:
نمحضك النصيحة ونجهد لك الرأي.
قال: إن
معاوية هلك فأهْوِنْ به هالكاً ومفقوداً، { ألا وإنه قد انكسر باب
أخذ بيعة عقد بها أمراً ظن أنه قد أحكمه وهيهات والذى أراد اجتهد
والله ففشل وشاور فخذل وقد قام ابنه يزيد شارب الخمور ورأس الفجور
وأنا أقسم بالله قسماً مبروراً لجهاده على الدين افضل من جهاد
المشركين ". }(31)
وهذا الحسين بن علي بن رسول الله صلى الله عليه وآله ذو الشرف
الأصيل والعلم والسابقة والسن والقرابة يعطف على الصغير ويحنو على
الكبير فأكرم به راعي رعية(32)
وإمام قوم، وجبت لله به المحجة وبلغت به الموعظة فلا تعشوا عن نور
الحق ولا تسكعوا في وهد(33)
الباطل فقد كان صخر بن قيس انخزل(34)
بكم يوم الجمل فاغسلوها مع ابن رسول الله ونصرته، ولا يقصر أحد عنها
إلا ورَّثه الله الذل في ولده والقلة في عشيرته وها أنا ذا قد لبست
للحرب لامتها وادرعت بدرعها من لم يقتل يمت ومن يهرب لم يفت
فاحسنوا رحمكم الله رد الجواب.
فتكلم بنو
حنظلة فقالوا:
يا أبا
خالد نحن نبل كنانتك وفرسان عشيرتك إن رميت بنا أصبت وإن غزوت بنا
فتحت لا تخوض والله غمرة إلا خضناها ولا تلقى والله شدة إلا
لقيناها ننصرك بأسيافنا ونقيك بابداننا إذا شئت فقم.(35)
وتكلمت
بنو سعد بن يزيد فقالوا:
يا أبا
خالدإن أبغض الأشياء إلينا خلافك والخروج من رأيك وقد كان صخر بن
قيس أمرنا بترك القتال فحمدنا رأيه وبقى عزنا فينا فأمهلنا نراجع
الرأى ونحسن المشورة ويأتيك خبرنا واجتماع رأينا.
وتكلمت
بنو عامر(36)
بن تميم فقالوا:
أبا خالد
نحن بنو أبيك وحلفاؤك، لا نرضى إن غضبت، ولا نغضب إن رضيت، ولا نقطن
إن ظعنت، ولا نظعن إن قطنت، والأمر إليك والمعول عليك فادعنا نجبك
وأمرنا نطعك والامر لك إذا شئت.
فقال:
والله يا بني سعد لئن فعلتموها لا رفع عنكم السيف أبداً ولا زال
سيفكم فيكم.
ثم كتب
الى الحسين عليه السلام:
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فقد وصل الينا كتابك، وفهمت ما
ندبتنى إليه ودعوتني له من طاعتك و{الفوز} بنصيبى من نصرتك، وإن
الله لم يخل الأرض قط من عامل عليها بخير، أو دليل سبيل نجاة، وأنتم
حجة الله على خلقه ووديعته في أرضه، تفرعتم من زيتونة أحمدية هو
أصلها وأنتم فرعها، فأقدم سعدت بأسعد طائر، فقد ذللت لك أعناق بني
تميم، وتركتهم أشد تهافتاً في طاعتك من الإبل الظماء لورود الماء
يوم خامسها(37)
وقد ذللت لك {رقاب بني} سعد وغسلت درن صدورها بماء سحابة مزن حتى
{استهل(38)
} برقها فلمع.
فلما قرأ الحسين عليه السلام الكتاب قال: ما لك آمنك الله يوم
الخوف وأعزك وأرواك يوم العطش الأكبر.
فلما تجهز
المشار إليه للخروج الى الحسين صلوات الله وسلامه عليه بلغه قتله
قبل أن يسير فجزع لذلك جزعا عظيماً لما فاته من نصرته.
(39)
* ولا
يمكن فهم حقيقة موقف هذا القائد الجليل، إلا في ضوء استحضار أن
تسارع الأحداث بدءاً من خروج الإمام الحسين من مكة، مروراً
بالإنهيار الكوفي المدوي، وصولاً إلى شهادته عليه السلام، كان خارج
المألوف، ولم يكن للقراءة الإعتيادية أن تحيط به وتبني عليه،
بالرغم من كل ماهو معروف من تلوُّن الكوفيين كما سبق بيانه.
و يجب أن
يلاحظ في هذه النقطة احتمال تقدم تاريخ رسالة الإمام إلى أهل
البصرة على تاريخ رسالته إلى أهل الكوفة، ووصول رسائل الكوفيين
إليه، كما هو صريح تعبير السيد ابن طاوس "و كان الحسين عليه السلام
قد كتب إلى جماعة من أشراف البصرة"، إلا أن التعبير في سائر
المصادر في هذا المورد لا يعضده.
و على أي
حال، لم يتوان ابن مسعود في التوجه إلى الإمام بل أرسل إليه الجواب
على أساس أن يكون في الأثر، كما يدل عليه ما ورد في آخر النص
المتقدم " فلما تجهز المشار إليه للخروج الى الحسين صلوات الله
وسلامه عليه بلغه قتله قبل أن يسير فجزع لذلك جزعاً عظيماً لما
فاته من نصرته ".
* و لابد
– والسياق لتحليل الموقف - من التأمل في النقاط التالية:
1- موقعه
في تميم.
2- المعدن المحمدي الكربلائي لهذا القائد الكبير، الذي هو نفس معدن
أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دونه عليه السلام.
3- مواقف المدعوين.
4- رسالته إلى الإمام.
وهذا
مايتم استعراضه في ما يلي:
1- موقعه في تميم.
" فقرة الظهر ورأس الفخر حللت في الشرف وسطاً وتقدمت
فرطاً ".
هذا هو
موقع ابن مسعود في تميم، والمحيِّر أن من هذه مكانته، لا ذكر له
باستثناء المورد الذي تقدمت الإشارة إليه.
2- المعدن المحمدي
ترسم الكلمات في المنعطفات الحرجة الروح التي تنطلق
منها وتغرف من فيضها، حتى ليتاح لك أن تستشف منها كل خصائص هذه
الروح.
و لاشك أن
الروح المؤمنة الموقنة، التي يصوغها القرآن الكريم، محمدية
بامتياز، وهو ما يعني أنها موالية لأهل البيت إلى حد إخضاع كل
الموازين لرضا الله تعالى الذي يعرف برضاهم.
مثل هذه
الروح موقنة بالغيب ترى أن الحاكم المطلق هو الله تعالى، وإن سننه
ماضية في خلقه، وإرادته نافذة، فلا تخدعها بروق المطامع، ولا بهارج
العاجل، وهي والغد الآتي بعد الموت كمن رآه، فكيف بالغد القريب في
هذه الدنيا الزائلة.
و ليس
الإيمان بالغيب واليقين به إلا فرادة وعي، ونفاذ بصيرة بهذه الحياة
الدنيا، لذلك يتلازم الوعي الحقيقي باليقين الحقيقي، ومن هنا كان
وعي ابن مسعود لنظرية الحكم وخصائص الحاكم نوعياً.
ومن هنا
أيضاً كان إدراكه لحقيقة يزيد سابقاً لعموم أهل المدينة وغيرها
بسنواتٍ من عمر الزمن، وكانت معرفته بالحسين عليه السلام نبراساً
لمعرفة المعصوم " وهذا الحسين بن علي بن رسول الله صلى الله
عليه وآله ذو الشرف الاصيل والعلم والسابقة والسن والقرابة يعطف
على الصغير ويحنو على الكبير فأكرم به راعي رعية، وإمام قوم، وجبت
لله به المحجة وبلغت به الموعظة".
محمديٌ
بامتياز، موالٍ لأهل البيت بوعي، لم يحجب رؤيته أنه كان في محيط
تسكع فيه الأكثرون في وهد الباطل، موقن بأن الوقوف مع الحسين هو عز
الدنيا والآخرة، وأن العشى عن نصرته، الذلُّ في الولد والقلة في
العشيرة، و"من لم يقتل، يمت، ومن يهرب لم يفت"!
هذا هو
القائد الجليل يزيد بن مسعود النهشلي رضوان الله عليه.
3- مواقف المدعوين
ما تجدر الوقفة عنده هو الفجوة بين كلام بني سعد في
اللقاء، وبين ما جاء في رسالة ابن مسعود إلى الإمام "ذللت لك رقاب
بني سعد، وغسلت درن صدورها" مما يدل بوضوح على مداولات أدت إلى
تبدل في موقف بني سعد، وحل العقد التي كانت قد نجمت - في ما يبدو -
عن تحميلهم مسؤولية موقفهم في حرب الجمل، وهو لا يتنافى مع احتمال
أن يكون الأحنف قد استجاز الإمام أمير المؤمنين عليه السلام
بالإعتزال، لأنه إنما فعل ذلك لما رأى قومه مصرين على الحرب ضد
الأمير عليه السلام.(40)
4- رسالته إلى الإمام
و لا يمكن تجاوز الحديث عن هذا القائد الكبير، دون أداء
بعض فروض الإحترام والإكبار لروحه الإلهية التي ارتسمت معالمها في
رسالته إلى الإمام، فالمصطلحات في الرسالة قرآنية والمنطلقات
عقائدية، ولذلك يصبح الموقف الإستشهادي فوزاً، ويصبح الخروج على
الحاكم الجائر مهما بلغت خطورته سلوكاً لسبيل النجاة، بدلالة
الدليل، الذي هو حجة الله على عباده، وقد قضى سبحانه أن لا تخلو
الأرض من حجة، متفرعة من زيتونة أحمدية لا شرقية ولا غربية يكاد
زيتها يضيء، المصطفى الحبيب أصلها وآله الأطهار فرعها.
هذه هي
الروح التي أمكنها بنفَس الرحمن أن تذلل أعناق بني تميم فتجعلهم
أشد تهافتاً في طاعة سيد الشهداء من شديد السغب يتقحم الماء
الزلال، وتجعل قلوباً من بني سعد ران عليها حب الدنيا بالأمس، مرآة
صافية بلغ صقلها الغاية، فاستهل برقها فلمع.
و لئن
كانت القلوب التي جلاها ابن مسعود حسينية إلى هذا الحد فما ظنك
بقلبه الحسيني العظيم.
هنيئاً
لأصحاب النعيم نعيمهم.
و لتهنك
صحبة الحسين يا ابن مسعود، فقد حملك جناحا نفاذ البصيرة ونقاء
السريرة إلى خيم سيد الشهداء لتبحث الأجيال عنك مع الشهداء عابس بن
أبي شبيب وزهير وحبيب وبرير وسائر الوجهاء عند الله تعالى بالحسين
عليه السلام.
ليهنك
الوسام الحسيني بنسخته الفريدة " آمنك الله يوم الخوف وأعزك
وأرواك يوم العطش الأكبر".
أوليس ابن
مسعود في عداد أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه
السلام؟
و لئن كنت
لا أملك المعطيات التي تخولني الحديث عنه كشهيد الحسرة على سيد
الشهداء عليه السلام، فإن الحديث عن ذلك كاحتمال شاخص، في غاية
الإنسجام مع الجزع العظيم الذي تحدث عنه النص المتقدم، ومع غيابه
عن مسرح الأحداث، بحيث لم أجد له ذكراً بعد الحديث عن الحسرة
والجزع، عدا مرة يتيمة كما تقدم في التعريف به في الهوامش.
***
كانت هذه
أبرز نتائج مهمة رسول الإمام إلى البصرة، ونجانب الدقة حين نحصر
النتائج بأبرزها، حيث لا يمكن تغييب عنصرين:
الأول:
الآثار المستقبلية لهذ الإجتماع الذي عقده ابن مسعود لوجوه تميم،
في أحداث البصرة التي كان يحكمها من أجمع التميميون على الخروج
عليه، ويمكن رصد هذه الآثار في اضطرار ابن زياد إلى التخفي ثم
الهرب من البصرة متسللا تحت جنح الظلام
(41)
مشدوداً في بعض مراحل الطريق إلى بطن ناقة كما تقدم.
الثاني:
العلاقة بين مهمة رسول الإمام إلى البصرة وبين الشهداء البصريين
الذين التحقوا بالإمام في مكة أو غيرها, واستشهدوا بين يديه، فمن
الطبيعي جداً أن يكون رسول الإمام قد تواصل معهم، وقد يكون شارك في
بعض لقاءاتهم في بيت مارية العبدية الذي كان منتدى لهم يجتمعون فيه
ويتبادلون الرأي، ومنه انطلقت كوكبة الشهداء البصريين الخمسة
بقيادة الشهيد يزيد بن ثبيط.
(42)
و يؤكد
هذا الإحتمال الذي يكاد أن يكون بديهياً، ما يأتي في "الشهادة" من
أنه كان مختفياً في بعض بيوت الشيعة.(43)
*الشهـادة
تجمع المصادر على أن الذي أخبر ابن زياد برسول الإمام إلى البصرة
هو المنذر بن الجارود العبدي، الذي تقدمت ترجمته، وكان ابن زياد
صهره على ابنته بحرية، وتختلف في ذلك، في عدة مجالات:
الأول: الدافع الذي حمل المنذر على
فعلته.
و الإختلاف هنا على أقوال، فمن المصادر ما ينص على أنه
ظن ذلك حيلة من ابن زياد(44)
و منها ما يعتبر ذلك زعماً منه(45)
ليتخلص من عار فعلته، ومنها ما يصرح بإفشائه الأمر(46)
و منها ما ينقل الواقعة دون رأي خاص.
الثاني: حول كيفية إطلاع المنذر ابن زياد على خبر رسول الإمام
فهل جاء
بالرسول إليه(47)
أم اكتفى بإخباره بأمره.(48)
و إطلاعه على الكتاب.(49)
و الراجح أن المنذر، الوجيه المصلحي، والمترف المغرور، وصاحب
السابقة المشابهة في التخلي عمن استجار به من ابن زياد فأجاره(50)
قد أخبر ابن زياد بأمر الرسول وأعطاه الكتاب تزلفاً، ولم يأت
بالرسول إليه لا لأنه يريد حمايته، بل لأن عار سابقته في إخفار ابن
مفرغ، كان ما يزال يلاحقه، ولذلك فإن من الطبيعي أن لا يمكن خصومه
من مستمسك جديد.
الثالث: كيفية الشهادة
و الإختلاف بين المصادر في ذلك - بالإضافة إلى مجيء
المنذر به إلى ابن زياد - يتراوح بين ضرب عنقه دون إضافة وبين ضرب
عنقه على المنارة وبين الصلب، كما نجد في النصوص التالية:
1- قال
الطبري:
" فكل من قرأ ذلك الكتاب من أشراف الناس كتمه غير المنذر بن
الجارود، فانه خشي بزعمه أن يكون دسيساً من قبل عبيدالله، فجاءه
بالرسول من العشية التى يريد صبيحتها أن يسبق إلى الكوفة، وأقرأه
كتابه فقدم الرسول فضرب عنقه".(51)
2- وقال
الدينوري:
" فأقبل (أي المنذر) حتى دخل عليه، فأخبره بالكتاب، وحكى له
ما فيه، فأمر عبيدالله بن زياد بطلب الرسول، فطلبوه، فأتوه به
فضربت عنقه، ثم أقبل حتى دخل المسجد الأعظم، فاجتمع له الناس،
فقام، فقال: أنصف القارة من راماها، يا أهل البصرة إن أمير
المؤمنين قد ولاني مع البصرة الكوفة، وأنا سائر إليها ".(52)
3- وقال
الشيخ ابن نما:
"فلما وصل الكتاب كتموا على الرسول، إلا المنذر بن الجارود فانه
أتى عبيدالله بالكتاب ورسول الحسين لأنه خاف أن يكون الكتاب قد دسه
عبيدالله إليهم ليختبر حالهم مع الحسين، لأن بحرية بنت المنذر زوجة
عبيدالله فلما قرأ الكتاب ضرب عنق الرسول ".(53)
4- وقال
السيد ابن طاوس:
" وأما المنذر بن الجارود فإنه جاء بالكتاب والرسول إلى
عبيدالله بن زياد لأن المنذر خاف أن يكون الكتاب دسيسا من عبيدالله
بن زياد، وكانت بحرية بنت المنذر زوجة لعبيدالله بن زياد فأخذ
عبيدالله بن زياد الرسول فصلبه، ثم بات تلك الليلة، فلما أصبح
استناب عليهم أخاه عثمان بن زياد وأسرع هو إلى قصد الكوفة".(54)
5- وقال
البلاذري:
"و [ كلهم ] كتموا كتابه إلا المنذر بن الجارود العبدي فإنه خاف
ان يكون عبيدالله بن زياد دسه إليه، فأخبره به وأقرأه إياه،
فخطب عبيدالله بن زياد الناس بالبصرة، فأرعد وابرق وتهدد وتوعد،
وقال : أنا نكل لمن عاداني، وسمام لمن حاربني، وأعلمهم أنه شاخص إلى
الكوفة، وأنه قد ولى عثمان بن زياد أخاه خلافته على البصرة،
وأمرهم بطاعته والسمع له، ونهاهم عن الخلاف والمشاقة وشخص إلى
الكوفة".(55)
6- وقال
الخوارزمي:
"فكل من قرأ كتاب الحسين كتمه إلا المنذر بن الجارود، فإنه خشي
أن يكون هذا الكتاب دسيساً من ابن زياد، وكانت بحرة (كذا) بنت
المنذر بن الجارود تحت عبيدالله بن زياد، فأتى ابن زياد وأخبره
فغضب، وقال: من رسول الحسين إلى أهل البصرة، فقال المنذر: رسوله
إليهم مولى يقال له "سليمان" قال فعلي به: فأتي به، وكان مختفياً
عند بعض الشيعة بالبصرة، فلما رآه ابن زياد لم يكلمه بشيء دون أن
قدمه فضرب عنقه صبراً، ثم أمر بصلبه، ثم صعد المنبر وقال: " إن
يزيد قد ولاني الكوفة، وأنا سائر إليها".(56)
7- وقال
المزي:
" قال أبو بكر بن (أبي) داود : أبو رزين الاسدي يقال: اسمه عبيد
ضربت عنقه بالبصرة على منارة مسجد الجامع، ورمي برأسه روى عن علي،
ويقال : إنه مولى علي".
(57)
و لابد من
التأمل في أمور:
الأول: أن المصادر التي تحدثت عن شهادة رسول الإمام عليه
السلام، تذكر أن شهادته كانت على مشارف توجه ابن زياد إلى الكوفة،
لمواجهة التطورات هناك، وتتراوح المدة الفاصلة بين الشهادة وبين
خروج ابن زياد من البصرة، بين ليلة وبين ضحاها، فإما أن يكون أمر
بقتله، ليلاً وسافر في اليوم التالي، وإما أن يكون قد قتله في
صبيحة اليوم الذي غادر فيه البصرة.
الثاني: أن ابن زياد كان على عجلة من أمره شديدة، فيزيد قد كتب
إليه: "إن كان لك جناحان فطر إلى الكوفة"(58)
و هو شديد الحرص على التقاط هذه الفرصة السانحة لتعزيز موقعه كوالٍ
للمصرين، ومن يدري فلعله كان يحدث نفسه منذ ذلك الحين بالخلافة
التي تصدى لها بعد موت يزيد، فلم يتح له ذلك(59)
وربما دل على ذلك أنه كان يغذ السير إلى الكوفة بشغف حمله على عدم
الإكتراث بتساقط من معه، كما حمله على عرض جائزة على مهران مولاه،
مائة ألف، إن تحامل على نفسه حتى دخول الكوفة.(60)
و محل
الشاهد من هذا هو أن ابن زياد لم يكن أمام أدنى متسع من الوقت يسمح
له بالتدقيق في تداعيات مهمة رسول الإمام إلى البصرة، لأن ذلك قد
يشكل فتقاً في النسيج الإجتماعي والسياسي، يستحيل رتقه في مثل هذه
الفرصة المحدودة جداً، أضف إلى ذلك أن انصرافه إلى معالجة ما ينجم
عن التحقيق في هذه المهمة يعرضه للإنكشاف أمام يزيد، الأمر الذي قد
يضيِّع منه ولاية الكوفة، فلا يكون الثاني بعد أبيه الذي جمع له
المصران.
لذلك
قررالإكتفاء بقتل الرسول والركون إلى ثقل رصيده من الرعب في نفوس
البصريين، فكانت خطبته النارية:
" أما بعد فوالله ما تقرن بى الصعبة ولا يقعقع لى بالشنان، وإنى
لنكل لمن عاداني وسم لمن حاربنى، أنصف القارة من راماها، يا أهل
البصرة إن أمير المؤمنين ولاني الكوفة وأنا غاد إليها الغداة، وقد
استخلفت عليكم عثمان بن زياد بن أبى سفيان، وإياكم والخلاف والإرجاف،
فوالذي لا إله غيره لئن بلغني عن رجل منكم خلاف لأقتلنه وعريفه
ووليه ولآخذن الأدنى بالأقصى حتى تستمعوا لي ولا يكون فيكم مخالف
ولا مشاق، أنا ابن زياد أشبهته من بين من وطئ الحصى ولم ينتزعني
شبه خال ولا ابن عم ".(61)
الثالث: أن هذه العجلة المفرطة التي طبعت حركة ابن زياد في هذه
الفرصة، تنسجم مع قتل رسول الإمام على المنارة وصلبه، عنيت أنها
تشكل قرينة على أن المراد بأبي رزين الذي قتل على المنارة بالبصرة
على يد ابن زياد هو الشهيد الكربلائي الأول، وذلك لأن المطلوب
آنذاك هو إيصال أقسى رسالة ممكنة إلى من يظن أن يكون الإمام
كاتبهم، وستبقى هذه الرسالة ناقصة ما لم تكن دموية مدوية.
و لقد كان
من شأن قتل الرسول على المنارة ثم صلبه، أن يحقق ذلك، ليكون في
منطق طاغية كابن زياد مجرد إشارة أولى إلى الحساب العسير للمشاق،
الذي تكفلت خطبته ببيانه. و بهذا يتضح الجواب على استبعاد أن يكون
المقتول على المنارة رسول الإمام بتوهم أن مصلحة ابن زياد التي
كانت تقتضي التكتم على مهمته، تحول دون ذلك.
لقد جمع ابن زياد بين التكتم على مهمة الرسول، وإيصال الرسالة
اللازمة إلى من يعنيه الأمر.
الرابع: وقد اتضح مما تقدم أنه يمكن الجمع بين النصوص التي
تتحدث عن ضرب العنق، وعن الصلب، وعن الرمي عن المنارة. الخامس: كما
اتضح كذلك – على غرابة – السبب في عدم تحقيق ابن زياد، مع الشهيد
قبل قتله، كما في ما تقدم من كلام الخوارزمي " فلما رآه ابن
زياد لم يكلمه بشيء دون أن قدمه فضرب عنقه صبراً".
و لا
ترتفع الغرابة إلا بأن يكون مرجع الضمير في "يكلمه" هو الشهيد، إلا
أن العبارة لا تساعد عليه.
***
سلام على
الحسيني الأول، فاتحة المصحف الكربلائي، الذي يبدأ به السلام على
أصحاب الحسين، ولا تكتمل الصلاة على الحسينيين إلا بقراءته. و لئن
كان المعروف منهم مجهولاً عندنا معاشر الأرضيين، فكيف بمن أصر على
أن يكون من أهل السر الذين عبدوا الله تعالى بدمهم سراً، فأوردهم
سبحانه مقعد الصدق سراً.
سيدي،
نظرة من عليائك إلى وهد الباطل التي نتردى فيها ونهوي، تكون معراج
الصعود، وجسر العبور إلى رحاب المصطفى، عبر رحاب من قال المصطفى
فيه
"و أنا من حسين".
الفهارس
(1) إبن كثير، البداية
والنهاية ج 8 ص 170
(2) أبو حنيفة الدينوري،
الأخبار الطوال/231.
(3) البلاذري،أنساب الأشراف87
(4) الطبري4/265-266.
(5) يقرب من صيغة البلاذري، ما
ورد في مثير الأحزان، لابن نما، والبحار والعوالم ولواعج الأشجان
للسيد الأمين، واكتفى السيد ابن طاوس في اللهوف ،بقوله" يدعوهم فيه
الى نصرته ولزوم طاعته"كما اكتفى الخوارزمي في "مقتل الحسين/
288بقوله"يدعوهم لنصرته والقيام معه" ويقرب من صيغة الطبري ما ورد
في البداية والنهاية، لابن كثير. ولم يذكر مسكويه في تجارب
الأمم(ط:أولى، دار سروش، طهران،1407) شيئاً عن كتاب الإمام، أو رسوله
إلى أهل البصرة، كما أن الشيخ المفيد لم يذكره في الإرشاد، ولم
يذكره كذلك الطبرسي في إعلام الورى.
(6) أورد الطبري النص - كما
تقدم- عن أبي مخنف عن الصقعب بن زهير،عن أبي عثمان النهدي، أما أبو
مخنف فهو" لوط بن يحيى بن سعيد - بالياء - بن مخنف - بكسر الميم،
واسكان الخاء المعجمة، وفتح النون - بن سالم الأزدي الغامدي بالغين
المعجمة أبو مخنف رحمه الله". العلامة الحلي، إيضاح
الإشتباه/259و"من أصحابنا الأ قدمين"على حد تعبير أبي غالب الزراري
في تاريخ آل زرارة 2/61و" شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة ووجههم"رجال
النجاشي/320وأقل ما قيل في حقه أ نه" ثقة مسكون إلى روايته" السيد
الخوئي، معجم رجال الحديث15/142وأما الصقعب " بقاف بوزن جعفر"تقريب
التهذيب، ابن حجر/440 فهو خال أبي مخنف،الذي قال:" حدثني خالي الصقعب
بن زهير بن عبدالله بن زهيربن سليم الأزدي": المزي ، تهذيب الكمال
5/144. ولم أجد له ترجمة في ما لدي من المصادر الرجالية الشيعية، و
قد نصت المصادر السنية على توثيقه، والتأمل في الروايات التي أورد
الكثير منها أبو مخنف في مقتله، وما ذكره نصر بن مزاحم في وقعة
صفين/ 519 وكذلك ما أورده السيد علي خان في موارد عديدة من:
الدرجات الرفيعة، واعتماد أبي مخنف عليه يوضح مسوغات الإهتمام بما
يرويه.و ينبغي التنبه إلى وصف ابن حبان له بأنه"بصري" الثقاة، إبن
حبان 6/ 479و وصف ابن حجر له بالكوفي، تهذيب التهذيب - 4/ 379
وتقريب التهذيب 1/ 440، فربما يكون قد نزل البصرة، مما يعطي لحديثه
عن رسول الإمام إلى البصرة ميزة المتحدث من داخل الجو، وستعزز هذه
الملاحظة في ما يأتي الآن عن النهدي.
وأما أبو عثمان النهدي فهو" عبد الرحمن بن مل - بضم أوله وكسر
اللام - بن عمرو بن عدي النهدي أبو عثمان الكوفي ، أسلم وصدق ، ولم
ير النبي صلى الله عليه(وآله) وسلم. إبن شبة النميري، تاريخ
المدينة 2/ 482, و" كان أبو عثمان النهدي من ساكني الكوفة وله بها
دار في بني نهد فلما قتل الحسين عليه السلام تحول فنزل البصرة وقال
لا أسكن بلداً قتل فيه ابن ابنة رسول الله صلى الله عليه (وآله)
وسلم " الطبري، المنتخب من ذيل المذيل 121.و قد اشترك في قيام
المختار وكان من بين معاونيه الأبرز.انظر:الطبري4/ 500 و505 وعليه
فإما أن يكون عاد إلى الكوفة واستقر فيها، أو أنه عاد في فترة قيام
المختار. وهكذا يتضح أن أبا مخنف يحدث عن اثنين نزل أحدهما البصرة
حتماً وهو النهدي وقيل ذلك عن الآخر، و هو الصقعب.
(7) الخوارزمي، مقتل
الحسين(م.م)288
(8) البلاذري في نصه المتقدم
(9) الطبري، كما تقدم.
(10) مالك بن مسمع بن شيبان
بن شهاب بن قلع، واسمه علقمة بن عمرو أبو غسان الرافعي له إدراك قال
ابن عساكر ولد على عهد النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم وكان سيد
ربيعة في زمانه مقدماً رئيساً، وفيه يقول حصين بن المنذر: حياء أبي
غسان خير لقومه لمن كان قد قاسى الأمور وجربا. ومات سنة ثلاث أو
أربع وسبعين. الإصابة - ابن حجر 6/217 و:مسمع بكسر أوله وسكون
المهملة وفتح الميم ذكره أبو جعفر الطبري.المصدر 233. وكان مالك من
أعمدة البصرة لفترة طويلة حافلة بالأحداث الجسام والمتغيرات، قال
الفرزدق يرثي مالك بن مسمع: تضعضع طودا وائل بعد مالك وأصبح منها
معطس العزأجدعا.السيد المرتضى، الأمالي ج1/6.
(11) قال السيد الخوئي:
الأحنف بن قيس : التميمي، أبو بحر، سكن البصرة، إسمه الضحاك،
ذكره الشيخ في رجاله من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله.وعده
من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، ومن أصحاب الحسن عليه
السلام.".." معجم رجال الحديث، السيد الخوئي3/166 وقيل اسمه صخر.ابن
عساكر 42/302و304 وقال ابن عساكر:أن الأحنف بن قيس دخل على معاوية
فقال أنت الشاهر علينا سيفك يوم صفين، والمخذل عن أم المؤمنين، فقال
يا معاوية لا ترد الأمور على أدبارها فإن السيوف التي قاتلناك بها
على عواتقنا والقلوب التي أبغضناك بها بين جوانحنا والله لا تمد
إلينا شبراً من غدر إلا مددنا إليك ذراعاً من ختر ، وإن شئت
لتستصفيَنّ كدر قلوبنا بصفو من عفوك قال فإني أفعل. تاريخ مدينة
دمشق - ابن عساكر ج 42/326 ) وأوردص327"أن عبيدالله بن زياد أمر
الأحنف بن قيس أن يخطب الناس ويسب الحسين بن علي بعد قتله، وأن الأحنف
قال أنا لأبغض أحِباكم(كذا) يعني قريشاً، فعزم عليه ليفعلنه فقام الأحنف
خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: هذا يعني الحسين بن علي بعث
إليه الناس وكانت ألسنتهم معه وأيديهم عليه، سار بقدر وبلغ يومه ثم
نزل".و انظر :الشيخ المفيد،الكافئة/22-23 حواره مع عائشة حين
قدومها البصرة في حرب الجمل. وانظر: ابن سعد، الطبقات الكبرى4/230
اجتماعه مع أبي ذر بالشام وفيه وصفه له "رأيت أبا ذر رجلاً طويلا
آدم أبيض الرأس واللحية" ويعتبر الأحنف - مع سوء العاقبة- أبرز
الشخصيات العربية من بين جميع شيوخ العشائرو قادة الظل، ولايقاس به
أكثر القادة الذين تأمروا على الأمة بالغلبة والقهر، وبه يضرب المثل
في الحلم، و قد أذعنت له تميم أربعين سنة(ابن عساكر، تاريخ مدينة
دمشق42/316. أدرك(الأحنف) زمان النبي ( صلى الله عليه (وآله)
وسلم، ووفد إلى عمر بن الخطاب وهو الذي افتتح مروروذ،(وبلخ
وغيرهما، ابن عساكر42/14) وقيل: له صحبة.ابن عساكر، تاريخ مدينة
دمشق42/309.وتوفي سنة 67 في أيام مصعب بن الزبير. العصفري، تاريخ
خليفة بن خياط ص 203.
(12) المنذر بن الجارود واسم
الجارود: بشربن عمرو بن حبيش بن المعلى بن زيد بن حارثة بن معاوية
العبدى، أمه أمامة بنت النعمان قال ابن عساكر: ولد في عهد النبي،
ولأبيه صحبة وقتل شهيداً في عهد عمر، وأمَّر على عليه السلام،
المنذر على اصطخر وقال يعقوب بن سفيان: وكان شهد الجمل مع على،
وولاه عبيدالله بن زياد في إمرة يزيد بن معاوية الهند فمات هناك
في آخر سنة إحدى وستين أو في أول سنة اثنتين. ذكر ذلك ابن سعد وذكر
أنه عاش ستين سنة. وقال خليفة : ولاه ابن زياد السند سنة اثنتين
وستين فمات بها والله أعلم. هامش الغارات، ابراهيم بن محمد
الثقفي2/ 522 وانظر: إبن سعد، الطبقات5/559- 561. و انظر:السمعاني
- الانساب - ج 4 ص 138. قال الشريف الرضي - رحمه الله تعالى -
المنذر هذا هو الذي قال فيه أمير المؤمنين عليه السلام : إنه لنظار
في عطفيه، مختال في برديه، تفال في شراكيه. إبن أبي الحديد، شرح
النهج18/54. وقد أورد ابن أبي الحديد ترجمته. و كان زعيم عبد
القيس، وهو من أصحاب السوابق البارزة في عدم الإستقامة و سوء
السلوك
(13) أحد محاور الأحداث
السياسية في البصرة في تلك المرحلة، وكان رئيس الأزد كلها بعد
المهلب بن أبي صفرة(الدينوري- الأخبار الطوال- ص 283)و قد قتل
بالبصرة بعد موت يزيد وإنتقاض الأمرعلى ابن زياد الذي لجأ إلى
داره دون علمه وبالتواطؤ مع بعض أقاربه(انظر:العصفري- تاريخ خليفة
بن خياط- ص 198) و" في جمهرة ابن حزم: وذكر الكلبي أن مسعوداً
المعروف بالقمر الذي قتلته تميم بالبصرة هو مسعود بن عمرو بن عبد
بن محارب بن صنيم بن مليح بن شرطان بن معن بن مالك بن فهم بن غنم
بن دوس قال علي ( أي ابن حزم ) وهذا خطأ وهو مسعود بن عمرو بن
الأشرف العتكي. (ابن ماكولا،إكمال الكمال ج 7 ص 291)
.
(14) قيس بن الهيثم بن قيس بن
الصلت بن حبيب السلمي. إبن الاثير، أسد الغابة5/75. قيس بن الهيثم
السلمى بصرى جد عبد القاهر بن السري له صحبة. الرازي، الجرح
والتعديل7/ 105 "قيس بن الهيثم السلمي وقيل السامي بالمهملة ذكره
البخاري وقال له صحبة روى عنه عطية الدعاء وهو جد عبد القاهر بن
السري، وكذا قال ابن أبي حاتم. وقال ابن منده ذكره البخاري في
الوحدان من الصحابة ولم يذكر له حديثاً. وقال أبو نعيم ذكره أبو أحمد
العسال في التابعين من أهل البصرة.إبن حجر،الإصابة5/384. كان أحد
وجوه البصرة البارزين وأحد رجال الفتح مع عبدالله بن عامر، و قد
تولى خراسان مراراً، وتولى غيرها من مدن الفتح.العصفري، تاريخ
خليفة بن خياط ص 155و:ابن عساكر،تاريخ مدينة دمشق28/10و34/343.
كماتولى البصرة عام أربعة وأربعين.إبن عساكر، تاريخ مدينة دمشق29/
265. وقد مكنته الأدوار المختلفة التي قام بها أن يكون مرجعية
سياسية على مستوى البصرة، ولذلك كتب إليه الضحاك بن قيس يطلب منه أن
لا يتفرد أهل البصرة بتحديد الموقف بعد موت يزيد.إبن الأثير، أسد
الغابة3/ 37. ولم أعثر على تاريخ وفاته، إلا أنه كان حياً بعد مقتل
مصعب وعبدالله ابني الزبير، فقد رثاهما. إبن عساكر، تاريخ مدينة
دمشق28/255.
(15) لم أجد ترجمة لعمرو
بالواو، ويبدو أنه تصحيف عمر بدون الواو وهو"عمر بن عبيدالله بن
معمر بن عثمان أبو حفص القرشي التميمي أحد الأجواد والأمراء
الأمجاد، فتحت على يديه بلدان كثيرة، وكان (والياً) لابن الزبير
على البصرة، وقد فتح كابل مع عبدالله بن خازم، وهو الذي قتل قطري
بن الفجاءة، روى عن ابن عمر وجابر وغيرهما، وعن عطاء بن أبي رباح، وابن عون، ووفد على عبد الملك فتوفي بدمشق سنة ثنتين وثمانين
.إبن كثير-البدايةوالنهاية9/56.و قال ص57:" توفي عمر بن عبيدالله
بن معمر هذا بدمشق بالطاعون، وصلى عليه عبد الملك بن مروان، ومشى
في جنازته وحضر دفنه وأثنى عليه بعد موته "قال ابن عساكر:" صلى
عليه عبد الملك ثم قعد على قبره فقال أم والله لقد فقدت قريش ناباً
من أنيابها" وأبوه عبيدالله، ابن عم طلحة بن عبيدالله الذي قتل في
حرب الجمل.انظر:إبن عساكر، تاريخ مدينة دمشق25/102.و قد أورد
الطبري في حوليات سنة64 في تعداد بعض ولاة ابن الزبير"وعلى البصرة
عمر بن عبيدالله بن معمر التيمي".تاريخ الطبري4/451.ويؤكد أنه عمر بن
عبيدالله بن معمر وليس عمرو الخ أن اسمه هكذا عمر مستفيض في
المصادر، وعن جده وأبيه. قال ابن الأثير في أسد الغابة4/401:" معمر
بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي، كان
ممن أسلم يوم الفتح وصحب النبي صلى الله عليه(وآله) وسلم وابنه
عبيدالله بن معمر له أيضا صحبة أخرجه أبو عمر "وعن أبيه وعنه قال
ابن حجر: عبيدالله بن معمر بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم
بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي، والد عمر بن عبيدالله الأمير
أحد أجواد قريش روى عن النبي صلى الله عليه(وآله) وسلم. إبن
حجر، الإصابة4/ 335.و يحسم الأمر نهائياً حول أن الطبري يريد عمراً
لاعمروا ًأنه هو نفسه لم يورد إسمه بزيادة الواو إلا في هذا
المورد(رسالة الإمام الحسين عليه السلام إلى أهل البصرة) كمايتضح
من مراجعة كافة الموارد التي ذكره فيها ومنها ماهو في نفس الجزء من
تاريخه، كالمورد المتقدم أعلاه، وانظرأيضاً ج4/235و 406 و 7و8 و
51 و559 و579 و 580 و591.
(16) النهشلي:" بفتح النون
وسكون الهاء وفتح الشين المعجمة وفي آخرها اللام هذه النسبة إلى
بني نهشل، و في اللباب " : هذه النسبة إلى نهشل بن دارم بن مالك بن
حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، بطن كبير من تميم، ينسب إليه
جمع كثير. قال ابن الأثيرفي" اللباب " : " قلت : فاته النسبة إلى
نهشل بن عدي بن جناب بن هبل بن عبدالله، بطن من بني كلب بن وبرة،
منهم المنذر بن درهم بن أنيس بن جندل الشاعر العدوي
النهشلي.(السمعاني، الانساب ج 5 ص 546) وقال السيوطي: بفتح أوله
والمعجمة الى نهشل بطن من تميم ومن كلب"(لب اللباب في
تحريرالأنساب- جلال الدين السيوطي ص 269) وممن ينسب إلى نهشل"الحر
بن يزيد الحنظلي ثم النهشلي "(إبن كثير-البداية والنهاية ج 8 ص 184
).
ولم أجد ذكراً ليزيد بن مسعود الذي هو بالتأكيد من ورد اسمه هنا
إلا في نص وحيد حول شكوى بني نهشل وفقيم الفرزدق- عندما هجاهم -
إلى زياد بن أبيه عندما كان والي البصرة، فقد أورد الطبري عن
الفرزدق قوله:" لما ها جيت الأشهب بن رميلة والبعيث فسقطا استعدت
علي بنو نهشل وبنو فقيم زياد بن أبى سفيان" ثم قال الطبري:"وزعم
غيره أن يزيد بن مسعود بن خالد بن مالك بن ربعى بن سلمى بن جندل بن
نهشل استعدى أيضاً عليه. "الطبري،تاريخه،ج4/179. ويؤكد كونه الذي
استجاب لدعوة الإمام الحسين عليه السلام، أن الشيخ الطوسي قال في
ترجمة أبي بكر ابن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام:"أمه ليلي بنت
مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلمة بن جندل بن نهشل من بني
دارم.انظررجال الشيخ 106،وابن داود الحلي215. والسيد الخوئي، معجم
رجال الحديث 21/ 88 89وج22/70كما أورد ابو الفرج الاصفهاني نسب
ليلى أمه هكذا:"ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلم بن
جندل بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم"مقاتل
الطالبيين- ص 56 ".و انظر الطبري ج4/118. و قد أورده ابن سعد في
الطبقات ج3/20باختلاف يسير فقال:" ، ليلى بنت مسعود بن خالد بن
ثابت بن ربعي بن سلمى بن جندل بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن
مالك بن زيد مناة بن تميم ".إلا أنه في ج5/117قال:" ليلى بنت مسعود
بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلمى بن جندل بن نهشل بن دارم بن مالك
بن حنظلة بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم "فرجع إلى ماذكره
الشيخ وغيره، وتفرد ابن عساكر – في ما يبدو- بذكر النسب هكذا:" ليلى
بنت مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلمي بن جندل بن أبير بن
نهشل ".
يتضح إذاً أن يزيد بن مسعود هو أخو ليلى زوجة أمير المؤمنين عليه
السلام وأم ابنيه اللذين استشهد أحدهما مع سيد الشهداء في الطف
وقتل الآخر ليلة المواجهة الفاصلة بين المختار ومصعب بالمذار.
(17) ابن أبي هند هو:" داود
بن أبي هند: القشيري السرخسي : يكنى أبا بكر واسم أبي هند دينار،
من أهل سرخس وبها عقبه، مات في طريق مكة سنة 39، من أصحاب الباقر
عليه السلام. رجال الشيخ (السيد الخوئي،معجم رجال الحديبث ج8/96).و
انظر: محمد بن سعد، الطبقات الكبرى 7/ 255وأحمد بن حنبل، العلل
1/328 وفيه" داود بن أبي هند بصري كانوا يقولون إن أصله خراساني".
والشعبي هو" عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كباد". ابن حنبل، العلل
3/468 و" قال ابن داود : " عامر بن شرحبيل أبو عمرو الفقيه".
الخوئي، المعجم 10/210
(18) قال السيد ابن طاوس
ص18:" أخبرني جماعة وقد ذكرت أسماءهم في كتاب غياث سلطان الورى
لسكان الثرى بإسنادهم إلى أبى جعفر محمد بن بابويه القمى في ما ذكر
في أماليه بأسناده الى المفضل بن عمر عن الصادق عليه السلام".و قال
ص19:" وحدثني جماعة منهم من أشرت إليه بأسنادهم الى عمر النسابة
رضوان الله عليه في ما ذكره في آخر كتاب الشافي في النسب بأسناده
إلى جده محمد بن عمر ".ثم اقتصر في الصفحات 22و23 و24 و25 على
قوله:"قال". لذلك لايمكن الجزم بالسند الذي اعتمده، ولاتخمينه. ولعل
التطابق الكبير بين اللهوف ومثير الأحزان يرجع إلى أن مستندهما
واحد، و إن كان الراجح أن السيد اعتمد ما أورده الشيخ، لكن لاسبيل
إلى الجزم بذلك.
(19) في معرض حديثه حول سندٍ
فيه الشعبي، قال صاحب المعالم:" وهذا السند ضعيف جداً، لاأصل له
تارة بجهالةالشيخ اليمامي، وتارة بمايعرف من حال الشعبي الشاهد
بالقدح فيه من طرق المخالف، وأما من طرقنا فالأمر
ظاهر"التحريرالطاوسي/316وجاء في هامشه قول المامقاني في تنقيح
المقال ج2/115"و قد أدرك هذا الرجل كبراء أصحاب على عليه السلام ولم
يرو عنه عليه السلام ولا عن الحسين عليه السلام ولا السجاد عليه
السلام ولا الباقرين وقد أدركهم جميعاً سلام الله عليهم، ولم يؤثر عن
أحد من أصحابهم الأخذ والرواية عنه، وذلك آية كونه معلوماً لديهم
انه ليس منهم ولا رأيه كرأيهم".و قال العلامة الحلي:" قال الكشي في
طريق فيه الشعبي". "خلاصة الأقوال/122"مما يشير إلى أن مجرد ورود
اسم الشعبي في سند علامة التوقف فيه. و قال السيد الخوئي"من
الغرائب أن يعده ابن داود في القسم الأول، و هو الخبيث الفاجر
الكذاب المعلن بعدائه لأمير المؤمنين ( عليه السلام )، وقد ذكرنا
شطراً من مخازيه في تفسيرنا(البيان )عند التعرض لترجمة الحارث
الأعور"معجمه ج10/210
(20) ابراهيم بن محمد
الثقفي، الغارات ، ج 1ص 93
(21) هناك خلاف حول هذه
النقطة، يظهرمن الشيخ المفيد في الإرشاد كونهما معاً من شهداء
كربلاء، و قد صرح ابن إدريس في السرائر151، نقلاً عن: المجلسي، بحار
الأنوار31/308، بخطأ ذلك قطعاً، ويظهر من السيد الخوئي(معجمه 12/
88-89) الميل إلى ما قاله في السرائر، مع التوقف في من كنيته منهما
أبو بكر، و ما ذكرته هو الراجح عند الأكثر
(22) أنظر:محمد بن سليمان
الكوفي، مناقب أمير المؤمنين 2/48" قتل علي بن أبي طالب رضي الله
عنه وعنده أربع حرائر: أمامة بنت أبي العاص، وأسماء بنت عميس، وأم
البنين بنت حزام الكلابية، وليلى بنت مسعود النهشلية"
(23) إبن حجر، الإصابة 6/231.
وانظر: أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين56.
(24) إبن حجر، الإصابة 2/213.
(25) أنظر: إبن ماكولا، إكمال
الكمال 1/ 37.
(26) أنظر: هامش ترجمته
المتقدم.
(27) الطبقات ج 5 ص 118 وانظر
ابن عساكر، تاريخ دمشق ج 25ص 113.
(28) إبن عساكر، تاريخ مدينة
دمشق 1/391.
(29) إبن نما، مثير
الأحزان17.
(30) لدى ملاحظة أن بني حنظلة
وبني سعد بطنان من"تميم"كمايدل عليه خطابه لهم بقوله:"يابني تميم"
وملاحظة أن بطون تميم الرئيسة هي بنوعمرو بن تميم وبنو حنظلة وبنو
سعد، يظهر أن سقطاً في النص أربكه، وأن العبارة في الأصل" أحضر بني
عمرو بن تميم وبني الخ، يدل على ذلك ما تقدم في نص مبايعة بني سعد
لعبدالله بن علي بن أبي طالب، فقد توجه نعيم بن مسعود إلى البصرة
واجنمع ببني عمرو بن تميم وبني حنظلة وجاؤوا معه إلى بني
سعد، كمايدل عليه كلام جروة بنت مرة بن غالب مع معاوية في خصائص
بطون تميم.إبن طيفور، بلاغات النساء ص 73. و انظر: عمر كحالة، معجم
قبائل العرب 1/126-127.
(31) ما بين القوسين مصحح على
ما ورد في اللهوف.
(32) في المصدر"رعيته"و هو
تصحيف.
(33) الوهدة المكان
المنخفض، والجمع وهد وأوهد ووهاد.(العين للخليل، والصحاح للجوهري
ولسان العرب لابن منظور)
(34) في المصدر انخذل، ومعنى
انخزل انقطع، و هو ما ورد في عدة مصادر، كما أنه الأنسب بالمقام.
والمراد بصخر بن قيس هو الأحنف الذي كان قد اعتزل الفريقين يوم
الجمل . أنظر: الطبري3/516-517. و نصر بن مزاحم، وقعة صفين24.
(35) من القيام بمعنى الثورة
(36) يبدو أن الصحيح "بنو
عمرو بن تميم"و هو يؤيد ما تقدمت الإشارة إليه، ولم أجد في بطون
تميم "بنوعامر"وذكر بني عمرو مستفيض. والملفت أن كل من نقل عن
الشيخ ابن نما مصرحاً أو بلا تصريح، أورد هذه العبارة كما وردت هنا
"بنو عامر بن تميم" كما تجد في اللهوف والبحار والعوالم ولواعج
الأشجان وكلمات الإمام الحسين للشريفي. والله العالم.
(37) في أغلب المصادر المشار
إليها التي نقلت عن مثير الأحزان"يوم خمسها"و هو الصواب، قال
الجوهري في الصحاح:"الخمس بالكسر من إظماء الإبل أن ترعى ثلاثة
أيام وترد اليوم الرابع"و قال الخليل في العين:"الخمس شرب الإبل
يوم الرابع من يوم صدرت، لأنهم يحسبون يوم الصدر فيه".
(38) نص الرسالة مصحح على
مافي اللهوف والبحار والعوالم ولواعج الأشجان.
(39) إبن نما، مثير
الأحزان19.
(40) أنظر: الطبري3/516-517.
(41) انظر:الدينوري، الأخبار
الطوال/281والطبري4/402.
(42) الطبري ج4/263و فيه يزيد
بن نبيط.
(43) انظر نص الخوارزمي الآتي
(44) البلاذري، أنساب
الأشراف/78.والخوارزمي، مقتل الحسين288.
(45) الطبري ج4/266.
(46) الدينوري، الأخبار
الطوال/231.
(47) ابن
نما،مثيرالأحزان/ و17ابن طاوس، اللهوف/29والطبري ج4/232
(48) الدينوري/231
(49) البلاذري/78
(50) هو الشاعر ابن مفرغ الذي
كان قد هجا عباد بن زياد أخاعبيدالله وهرب منه واستجار بعدة من
زعماء البصرة، فأجاره المنذر ثم أسلمه عندما أمر ابن زياد
بعقابه، فطيف به في البصرة على دابة في حال مزرية منكرة، فهجا ابن
مفرغ المنذر وعبد القيس عموماً في شعر مقذع. وابن مفرغ هو القائل في
مجريات هذه الحادثة، الشاهد الشهير:عدس مالعباد عليك إمارة أمنت
وهذا تحملين طليق. انظر: الطبري4/235 وابن عساكر، تاريخ دمشق 56/188
(51) الطبري4/266. ويقرب منه
مافي البداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص17
(52) الأخبار الطوال/ 232
والقارة قبيلة معروفة بالرمي، والمثل بمعنى التحذير من التعرض
لسطوته.
(53) إبن نما ،مثير الأحزان،
وينبغي التنبه إلى أن النسخة المتداولة لمثير الأحزان للشيخ ابن
نما تذكر هذه النقطة مرتين ص17 وص19 وفي الأولى "ضرب عنق الرسول"و
في الثانية"فصلبه" والراجح أن أحد النصين لم يكن في أصل الكتاب، وحيث
إن أحدهما وهو الثاني قد أورده السيد ابن طاوس فيرجح أنه الذي
كان في الأصل.
(54) اللهوف/29 وعنه
:المجلسي،البحارج44/339
(55) البلاذري، أنساب
الأشراف/78
(56) الخوارزمي، مقتل
الحسين(م.م) ص288-289
(57) المزي، تهذيب الكمال
ج27/477-48
(58) الذهبي، سير أعلام
النبلاء3/299
(59) الطبري ج4/403
(60) المصدر 267.
(61) الطبري4/266. |