خطاب وليّ أمر
المسلمين حول الملفّ النّوويّ، والأوضاع في اليمن:
لا أوافق ما حصل، ولا أعارض، والعبرة بالنّتائج
ـــــــــــــــــــــ إعداد: «شعائر»
ـــــــــــــــــــــ
أبرز
المواقف التي وردت في خطاب قائد الثّورة الإسلاميّة المهمّ حول الموضوع النّوويّ
وتطوّرات الوضع في اليمن، ألقاها في التّاسع من شهر نيسان أمام حشدٍ من شعراء أهل
البيت عليهم السّلام ومدّاحيهم، وقد تقدّم سماحتُه في مستهلّ الخطاب بالتّبريك من
الحاضرين بمناسبة ذكرى ميلاد السّيّدة فاطمة الزّهراء سلام الله عليها.
يُشار
إلى أنّ النّصّ التّالي مختصر عمّا نُشر على الموقع الإلكترونيّ لمكتب الإمام
الخامنئيّ دام ظلّه.
*
البعض يسأل لماذا لم تتّخذ القيادة موقفاً من المفاوضات النّوويّة الأخيرة؟... السّبب
في عدم اتّخاذ القيادة لموقف هو أنّه لا مجال لاتّخاذ موقف،
لأنّ مسؤولي البلاد والمسؤولين النّوويّين يقولون إنّ
الأمر لم يحسَم بعد، ولم يتكوّن شيء ملزم بين الجانبيْن...
مثل هذا الوضع لا يحتاج إلى موقف.
*
إذا سُئلت: هل توافق على المفاوضات النّوويّة الأخيرة أم تعارضها؟ سأقول لا
أوافقها ولا أعارضها، لأنّه لم يحدث شيء لحدّ الآن.
*
المشكلة كلّها بعد أن يجري النّقاش والحوار حول التّفاصيل، لأنّ الجانب الآخر لجوج وناكث للعهود وسيّئ
المعاملة ومن أهل الطّعن بالخنجر من الخلف، وقد
يجعل البلد والشّعب والمفاوضين في حصار أثناء فترة النّقاش
حول التّفاصيل.
*
ما حدث لحدّ الآن ليس أصل الاتّفاق، ولا مفاوضات تؤدّي إلى اتّفاق، ولا يضمن محتوى
الاتّفاق، ولا يضمن حتّى أن تفضي هذه المفاوضات إلى اتّفاق، إذاً فلا معنى لإرسال
بيانات التّبريك.
* إنّني لم أكن أبداً مُتفائلاً بخصوص
المفاوضات مع أميركا، وهذا ليس ناجماً عن أوهام، بل ناتج عن تجربة موجودة في هذا
الخصوص.
*
مع أنّي لم أكن متفائلاً بالتّفاوض مع أميركا ، لكنّني دعمت بكلّ كياني هذه المفاوضات الخاصّة بموضوع
معيّن، وأدعمها الآن أيضاً.
*
إنّني أثق بالقائمين على المفاوضات النّوويّة، ولم أشكّ فيهم لحدّ الآن، وسيكون
الأمر على نفس هذا النّحو.
*
المسؤولون، وهم أشخاص صادقون ومحبّون للمصالح الوطنيّة، يجب أن يدْعوا ناقدي
المفاوضات المعروفين ويتحدّثوا معهم، فإذا كانت في آرائهم نقاط لافتة انتفعوا منها
لأجل التّفاوض بشكلٍ أفضل، وإذا لم
يكن في انتقاداتهم نقاط لافتة أقنعوهم... قد يقول المسؤولون إنّه بسبب فرصة الثّلاثة
أشهر الباقية حتّى موعد إبرام الاتّفاق لا
يوجد وقت كثير للنّقاش واستماع كلام النّاقدين، ويجب
في الإجابة على ذلك القول إنّ فرصة الثّلاثة
أشهر ليست شيئاً لا يقبل التّغيير، ولا إشكال أبداً في زيادة هذا الوقت، كما أنّ الطّرف المقابل في
فترة من المفاوضات أجّل الوقت إلى سبعة أشهر
قادمة.
*
المفاوضات مع الأميركيّين مقتصرة على الملفّ النّوويّ فقط، ولا يدرَج فيها أيّ
موضوعٍ آخر.. طبعاً المفاوضات بخصوص الملفّ النّوويّ تجربة، وإذا أقلع الجانب
المقابل عن اعوجاجه، يمكن مواصلة هذه التّجربة في خصوص قضايا أخرى، ولكن إذا واصل
الجانب المقابل اعوجاجه فإنّ تجربتنا السّابقة
في عدم الثّقة بأميركا سوف تتعزّز.
*
الجانب المقابل للشّعب الإيرانيّ، والذي ينكث عهوده، هو أميركا وثلاثة بلدان أوروبيّة
وليس المجتمع العالميّ. المجتمع العالميّ هو تلك البلدان المائة والخمسون التي حضر رؤساؤها وممثّلوها قبل سنوات في
مؤتمر عدم الانحياز في طهران، وأن يقال إنّ الطّرف
المقابل لنا هو المجتمع الدّوليّ أو العالميّ الذي يجب
أن يثق بنا، فهذا كلام لا مصداقيّة له.
*
إنني أصرّ على المسؤولين بأن يعتبروا المكتسبات النّوويّة الحاليّة على جانب كبير
من الأهمّيّة، ولا يقلّلوا من أهمّيتها أو
يستهينوا بها.
*
إذا تقرّر ربط إلغاء الحَظْر بعمليّة جديدة،
فإنّ أساس المفاوضات سيكون من دون معنى، لأنّ الهدف من المفاوضات هو رفع الحظر.
*
يجب بالمطلق عدم السّماح لتَغلغلهم إلى المجال الأمنيّ والدّفاعيّ للبلاد بذريعة
الإشراف والتّفتيش، والمسؤولون العسكريّون في البلاد غير مسموح لهم أبداً بإفساح
المجال للأجانب بالدّخول إلى هذا الحيِّز والمجال، أو إيقاف التّنمية الدّفاعيّة
للبلاد بذريعة الإشراف والتّفتيش... كذلك يجب في المفاوضات عدم المساس مطلقاً
بدعم إخوتنا المقاومين في مختلف المناطق... أيّ أسلوبٍ من الإشراف غير المألوف الذي يجعل إيران بلداً خاصّاً من حيث الإشراف،
أمر غير مقبول، والإشراف يجب أن يكون في حدود
الإشراف المألوف الذي يحصل في كلّ مكانٍ من العالم
وليس أكثر.
تطوّرات اليمن
وأشار
سماحة الإمام القائد دام ظلّه في جانبٍ آخر من حديثه إلى
تطوّرات اليمن البالغة الأهميّة، فقال:
* السّعوديون باعتدائهم على اليمن ارتكبوا خطأ، وأطلقوا
بدعة سيّئة في المنطقة...
[و] ما تقوم به الحكومة
السّعوديّة في اليمن هذه الأيّام يشبه جرائم الصّهاينة
في غزّة.
*
قتل الأطفال، وتهديم البيوت، وتدمير البنى التحّتيّة، والثّروات الوطنيّة لبلدٍ من
البلدان جريمة كبرى...
من المتيقّن منه أنّ
السّعوديّين سوف يخسرون في هذه القضيّة ولن ينتصروا أبداً... السّبب في هذا التّخمين
واضح، لأنّ القدرات العسكريّة للصّهاينة
أضعاف ما للسّعوديّين، ومنطقة غزّة منطقة صغيرة، لكنّ الصّهاينة لم يستطيعوا النّجاح فيها، بينما اليمن
بلد كبير وسكّانه عشرات الملايين.
*
السّعوديّون سوف يتلقّون ضربةً في هذه القضيّة بالتّأكيد، وسوف يمرّغ أنفهم في الوحل.
*
لدينا مع السّعوديّين اختلافات متعدّدة في شتّى الأمور السّياسيّة، لكنّنا كنّا
نقول دوماً إنّهم يبدون في السّياسة الخارجيّة وقاراً ورزانة، بید أنّ حفنة من الشّباب
غير ذوي التّجربة أمسكوا بزمام الأمور في ذلك البلد، وراحوا يغلّبون جانب الوحشيّة على جانب الرّزانة، وهذا
العمل سينتهي بضررهم يقيناً.
*
هذا التّحرّك غير مقبول في المنطقة، وإنّني أحذّر بأنّه
يجب أن يقلعوا عن تحرّكهم الإجراميّ في اليمن.
*
طائراتهم المجرمة تزعزع الأمن في سماء اليمن، ويصطنعون ذرائع بلهاء ومرفوضة عند
الله والشّعوب والمنطق الدّوليّ للتّدخّل في اليمن، لكنّهم لا يعتبرون هذا تدخّلاً، وفي المقابل يتّهمون إيران
بالتّدخّل.
*
الخطّة الأوّليّة المرسومة من قبل خصوم الشّعب
اليمنيّ هي خلق فراغ في السّلطة، وإيجاد ظروف تشبه الوضع البالغ السّوء والمؤلم في
ليبيا... [ولكن] لحسن الحظّ أخفقوا في تحقيق مثل هذا الهدف لأنّ الشّباب المؤمن والمحبّ والمعتقد بنهج سيّدنا
أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، عليه السّلام، من شيعة
وسنّة وزيديّة وحَنفيّة، وقفوا بوجههم، وسيقفون بعد الآن أيضاً وسوف ينتصرون.