شعر

شعر

منذ يومين

فيكَ الإمامُ المُرْتَضى فيكَ الوَصِيُّ المُجْتَبَى..


فيكَ الإمامُ المُرْتَضى فيكَ الوَصِيُّ المُجْتَبَى..

... ما كانَتِ الدُّنْيا وَلا جَمَعَ البَرِيَّةَ مَجْمَعُ

§        قصيدة ابن أبي الحديد المُعتزلي

* لابن أبي الحديد المعتزليّ صاحب (شرح نهج البلاغة) المشهور، قصائد عالية في مدح أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، فيها اعتقاداته وإعجابه وتفضيله إيّاه، منها عينيّة رائعة، في ثمانين بيتاً؛ اختارت «شعائر» بعضها لهذا العدد بمناسبة ذكرى مولد أمير المؤمنين عليه السّلام.

* ينبغي توضيح أنّ البيت: «واللهِ لولا حيدر..» إلخ، هو بمعنى قوله تعالى: ﴿..وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ..﴾ المائدة:67.



يا بَرْقُ إِنْ جِئْتَ الغَرِيَّ فَقُلْ لَهُ

أَتُراكَ تَعْلَمُ مَنْ بأَرْضِكَ مودَعُ

فيكَ ابْنُ عِمْرانَ الكَليمُ وَبَعْدَهُ

عيسى يُقَفّيهِ وَأَحْمَدُ يَتْبَعُ

بَلْ فيكَ جِبْريلٌ وَميكالُ وَإِسْـ

رافيلُ وَالمَلَأُ المُقَدَّسُ أَجْمَعُ

بَلْ فيكَ نورُ اللهِ جَلَّ جَلالُهُ

لِذَوي البَصائِرِ يُسْتَشَفُّ وَيَلْمَعُ

فيكَ الإِمامُ المُرْتَضى فيكَ الوَصِيُّ

المُجْتَبى فيكَ البَطينُ الأَنْزَعُ

هَذا ضَميرُ العالَمِ المَوْجودُ عَنْ

عَدَمٍ وَسِرُّ وُجودِهِ المُسْتَوْدَعُ

هذا هُوَ النُّورُ الّذي عَذَباتُهُ

كانَتْ بِجَبْهَةِ آدَمٍ تَتَطَلَّعُ

وَشِهابُ موسى حَيْث أَظْلَمَ لَيْلُهُ

رُفِعَتْ لَهُ لَأْلاؤُهُ تَتَشَعْشَعُ

يا مَنْ لَهُ رُدَّتْ ذُكاءُ وَلَمْ يَفُزْ

بِنَظيرِها مِنْ قَبْلُ إِلّا يوشَعُ

يا هازِمَ الأَحْزابِ لا يُثْنيهِ عَنْ

خَوْضِ الحِمامِ مُدَجَّجٌ وَمُدَرَّعُ

يا قالِعَ البابِ الّذي عَنْ هَزِّهِ

عَجَزَتْ أَكُفٌّ أَرْبَعونَ وَأَرْبَعُ

لَوْلا حُدوثُكَ قُلْتُ إِنَّك جاعِلُ

الأَرْواحِ في الأَشْباحِ وَالمُنْتَزِعُ

لَوْلا مَماتُكَ قُلْتُ إِنَّكَ باسِطُ

الأَرْزاقِ تَقْدِرُ في العَطا وَتُوسِعُ

ما العالَمُ العُلْوِيُّ إِلّا تُرْبَةٌ

فيها لِجُثَّتِكَ الشَّريفَةِ مَضْجَعُ

ما الدَّهْرُ إِلّا عَبْدُكَ القِنُّ الّذي

بِنُفوذِ أَمْرِكَ في البَرِيَّةِ مُولَعُ

أَنا في مَديحِكَ أَلْكَنٌ لا أَهْتَدي

وَأَنا الخَطيبُ الهِبْرِزِيُّ المِصْقَعُ

أَأَقولُ فيكَ سُمَيْدَعٌ كَلَّا وَلا

حاشا لِمِثْلِكَ أَنْ يُقالَ سُمَيْدَعُ

بَلْ أَنْتَ في يَوْمِ القِيامَةِ حاكِمٌ

في العالَمينَ وَشافِعٌ وَمُشَفَّعُ

وَلَقَدْ جَهِلْتُ وَكُنْتُ أَحْذَقَ عالِمٍ

أَغِرارُ عَزْمِكَ أَمْ حُسامُكَ أَقْطَعُ

وَفَقَدْتُ مَعْرِفَتي فَلَسْتُ بِعارِفٍ

هَلْ فضلُ عِلمِكَ أم جنابُك أَوْسَعُ

لي فيكَ مُعْتَقَدٌ سَأَكْشِفُ سِرَّهُ

فَلْيُصْغِ أَرْبابُ النُّهى وَلْيَسْمَعوا

هِيَ نَفْثَةُ المَصْدورِ يُطْفي بَرْدُها

حَرَّ الصَّبابَةِ فَاعْذِلوني أَوْ دَعُوا

وَاللهِ لَوْلا حَيْدَرٌ ما كانَتِ

الدُّنْيا وَلا جَمَعَ البَرِيَّةَ مَجْمَعُ

مِنْ أَجْلِهِ خُلِقَ الزَّمانُ وَضُوِّئَتْ

شُهُبٌ كَنَسْنَ وَجَنَّ لَيْلٌ أَدْرَعُ

عِلْمُ الغُيوبِ إِلَيْهِ غَيْرُ مُدافَعٍ

وَالصُّبْحُ أَبْيَضُ مُسْفِرٌ لا يُدْفَعُ

وَإِلَيْهِ في يَوْمِ المَعادِ حِسابُنا

وَهُوَ المَلاذُ لَنا غَداً وَالمَفْزَعُ

هَذا اعْتِقادي قَدْ كَشَفْتُ غِطاءَهُ

سَيَضُرُّ مُعْتَقِداً لَهُ أَوْ يَنْفَعُ

يا مَنْ لَهُ في أَرْضِ قَلْبي مَنْزِلٌ

نِعْمَ المُرادُ الرَّحْبُ وَالمُسْتَرْبعُ

أَهْواكَ حَتّى في حَشاشَةِ مُهْجَتي

نارٌ تَشُبُّ عَلى هَواكَ وَتَلْذَعُ

وَتَكادُ نَفْسي أَنْ تَذوبَ صَبابَةً

خُلُقاً وَطَبْعاً لا كَمَنْ يَتَطَبَّعُ

وَرَأَيْتُ دينَ الاعْتِزالِ وَإِنَّني

أَهْوَى لِأَجْلِكَ كُلَّ مَنْ يَتَشَيَّعُ

 

اخبار مرتبطة

  فرائد

فرائد

  دوريات

دوريات

منذ يومين

دوريات

نفحات