هيَ الطُّفوفُ فطُفْ سَبعاً بمَغْناها
|
فمَا لِـ«بَكَّةَ» مَعنًى دونَ معناها
|
أرضٌ ولكنَّما السَّبْعُ الشِّدادُ لها
|
دَانَتْ وطَأْطَأَ أَعْلاها لِأَدْناها
|
هيَ المُباركةُ المَيْمُونُ جانِبُها
|
ما طُورُ سَيْناءَ إلّا طُورُ سِيناها
|
وصَفوةُ الأرضِ أصفى الخلْقِ حلَّ بها
|
صفّاهُ ذو العرشِ إكراماً وصفّاها
|
مُنزّهٌ في المزايا عن مشابهَةٍ
|
ونُزِّهتْ عن شبيهٍ في مزاياها
|
وكيف لا وهْيَ أرضٌ ضُمِّنتْ جُثثاً
|
ما كان ذا الكونُ - لا واللهِ - لولاها
|
فيها الحسينُ وفتيانٌ له بذلوا
|
في اللهِ أيَّ نفوسٍ كان زكّاها
|
إذ القنَا بينهمْ كالرُّسْلِ بينهمُ
|
والبِيضُ تُمضي مواضيها قضاياها
|
أنسى الحسينَ وسُمْرُ الخطّ تشجُرُهُ
|
إذاً فما انتفعتْ نفسي بذكراها
|
أنساه يخطُبُ أحزابَ الضلالِ وقد
|
أصمَّها الشركُ والشيطانُ أعماها
|
فحين أعذرَ أعطى البِيضَ حاجتَها
|
والسُّمْرَ في دمِ أهلِ الغَيِّ روّاها
|
إنْ كرَّ فرّتْ كأسرابِ القطَا هرباً
|
حتّى تعثَّرَ أُولاها بأُخراها
|
فُلّتْ حدودُ سيوفِ الهندِ مَا صنعتْ
|
كأنّه ما قراها يومَ هيجاها
|
ولَمْ تكنْ كفُّهُ هزّتْ مواضيَها
|
ولَمْ يكنْ كلّما استسقتْه أسقاها
|
لَوْ عايَنَتْ يَوْمَهُ عَينا أَبِي حَسَنٍ
|
قضى مآربَ حقٍّ قد تمنّاها
|
أَوْ كانَ يَشْهَدُهُ فِي كَرْبلَا حَسَنٌ
|
رَأَتْ أميَّةُ مِنْهُ سُوءَ عُقْباها
|
يا باذلَ النفسِ في اللهِ العظيمِ ولولَا
|
اللهُ بارئُها ما كان أغلاها
|
الأرضُ بعدَك نَضَّتْ ثوبَ زينتِها
|
وجْداً وشُوِّهَ بعدَ الحُسْنِ مرآها
|
والشمسُ لولا قضاءُ اللهِ ما طلَعتْ
|
حُزناً عليكً ولا كُنّا رأيناها
|
تبكي عليك بِقانٍ في مدامعِها
|
ومَا بكتْ غيرَ أنّ اللهَ أبكاها
|
واهتزَّتْ السبعُ والعرشُ العظيمُ ولولا
|
اللهُ أصبحتِ العلياءُ سُفلاها
|
الإنسُ تبكي رزاياك التي عظُمتْ
|
والجنُّ تحت طِباق الأرضِ تنعاها
|
رَزيَّةٌ حلَّ في الإسلامِ موقِعُها
|
تُنسى الرزايا ولكنْ ليس تنساها
|
وكيف تَنسى مصاباً قد أصيبَ به
|
الطّهرُ الوصيُّ وقلبُ المصطفى طاها
|
خطْبٌ دهى البَضعةَ الزهراءَ حين دهى
|
رُزءٌ جرَتْ بنجيعٍ منه عيناها
|
فأيُّ قلبٍ لهذا غيرِ مُنفَطرٍ
|
وجْداً فذلك أشجاها وأقساها
|
ورأسُ أكرمِ خلْقِ اللهِ يرفعُهُ
|
على السِّنانِ سِنانٌ وهْو أشقاها
|
فيا له مِنْ مصابٍ عمّ فادِحُهُ
|
كلَّ البَريَّةِ أقصاها وأدناها
|
تبكي له أنبياءُ اللهِ موجَعةً
|
وما بكتْ لعظيمٍ مِنْ رزاياها
|
وتستهيجُ له الأملاكُ باكيَةً
|
وما البكاءُ لشيءٍ مِنْ سجاياها
|
فأيُّ عذرٍ لعينٍ لَمْ تجُدْ بدمٍ
|
لو جفّ مِنْ جريانِ الدمعِ جَفناها
|
تاللهِ تبكي رزايا الطفِّ ما خطرتْ
|
وكلّما يقرَعُ الأسماعَ ذكراها
|
تبكي مصارعَ آلِ اللهِ لا برِحتْ
|
عليهمْ مِنْ صلاةِ اللهِ أزكاها
|
حتّى يقومَ بأمْرِ اللهِ قائمُنا
|
فَنَشْحَذَنَّ سيوفاً قد غمَدناها
|
بقيَّةُ اللهِ مَنْ بالسيفِ يملؤها
|
عدلاً كما مُلئتْ جوراً ثناياها
|
إليك يا ابنَ رسولِ اللهِ سائرةً
|
مِنْ القوافي تُرجى منك قرباها
|
بايعتُ مجدَك فيها وهْي واثقةٌ
|
أن لا تُرَدَّ إذا مَدّتْ بيُمناها
|
وأُشهِدُ اللهَ أنّي سِلْمُ مَنْ سلِمتْ
|
لكم مودّتُه حربٌ لمِن تاها
|
برئتُ مِنْ معشرٍ عُميٌ بصائرُها
|
والتْ أُناساً إلهُ العرشِ عاداها
|
ولا تزالُ على الأيّامِ باقيَةً
|
عليكمُ مِنْ صلاةِ اللهِ أسناها
|