موقف

موقف

09/07/2013

هل العُزلةُ أفضل؟


هل العُزلةُ أفضل؟

 ـــــ ابن ميثم البحرانيّ* ـــــ

 

اِعلَم أنّ النَّاس قد اختَلَفُوا في أنّ العُزلة أفضل أم المُخالطة، ففَضَّل جماعةٌ من مشاهير الصُّوفيّة والعارفين العُزلة، منهم: إبراهيم بن أدهم، وسفيان الثّوريّ، وداود الطّائيّ، والفضيل بن عيّاض، وسليمان الخواصّ، وبِشْر الحافي. وفَضَّل الآخرون المُخالطة، ومنهم: الشّعبيّ، وابنُ أبي ليلى، وهشام بن عروة، وابن شبرمة، وابن عيينة، وابن المبارك.

واحتَجّ الأوّلون بالنّقل والعقل. أمّا النّقل فَقَوله صلَّى الله عليه وآله لعبد الله بن عامر الجُهنيّ لمّا سَأَلَه عن طريق النّجاة، فقال: «لِيَسَعَكَ بيتُك، وأَمْسِكْ عليكَ لِسانَكَ، وابْكِ على خطيئتِك». وقيل له صلَّى الله عليه وآله: «أيُّ النّاس أفضل؟ فقال: رجلٌ مُعتزِلٌ في شِعبٍ من الشّعاب، يَعبدُ ربَّه ويَدَع النّاس من شرّه»، وقال صلَّى الله عليه وآله: «إنّ اللهَ يُحِبُّ التّقيَّ النَّقِيَّ الخَفِيّ».

وأمّا العقل، فهو أنّ في العزلة فوائد مطلوبة لله تعالى لا توجد في المُخالطة، فكانت أشرف. منها: الفراغُ لعبادة الله، والذِّكرُ له، والاستيناس بمناجاته، والاستكشاف لأسراره في أمور الدُّنيا والآخرة من ملكوت السّماوات والأرض، ولذلك كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وآله يَتعبّد بجبل حِراء ويَعتزل به حتّى أتَتْهُ النُّبوّة.

واحتجّ الآخرون بالقرآن والسّنّة: أمّا القرآن فقوله تعالى: ﴿..فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً.. آل عمران:103، وقوله سبحانه: ﴿ولا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا واخْتَلَفُوا..آل عمران:105. ومعلومٌ أنّ العزلة تنفي تألُّف القلوب وتُوجب تَفرُّقَها.

وأمّا السُّنّة فقوله صلَّى الله عليه وآله: «مَن فارقَ الجماعةَ قيدَ شبرٍ فقد خَلَعَ رِبْقَةَ الإسلام عن عُنُقِه». وما رُوي أنّ رجلاً أتى جبلاً يعبد اللهَ فيه، فجاء به أهلُه إلى الرّسول صلَّى الله عليه وآله فَنَهاهُ عن ذلك، وقال له: «إنّ صبرَ المُسلم في بعضِ مواطِنِ الجِهاد يوماً واحداً خيرٌ له من عبادة أربعين سنة».

وأقول: إنَّ كِلا الاحتجاجَين صحيحٌ، لكنّه ليس أفضليّة العزلة مطلقاً ولا أفضليّة المخالطة مطلقاً، بل كلٌّ في حقّ بعض النّاس بِحَسَب مصلحتِه، وفي بعضِ الأوقات بِحَسَب ما يَشتملُ عليه من المصلحة.

___________________________________

* من شرحه على (نهج البلاغة)

 

 

النّوم عن صلاة الصّبح

 

في الدّعاء: «وأعوذُ بكَ من الذّنوب التي تحبسُ القِسَم..»،

وهي كما جاءت به الرّواية عنهم عليهم السلام:

إظهارُ  الافتقار، والنّومُ عن صلاة العَتمة، وعن صلاة الغَداة

 واستحقارُ النِّعَم، وشَكوى المعبودِ تَعالى.

 

الطُّرَيْحي- مجمَع البَحرين                                                                            

 

 

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

09/07/2013

دوريات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات