مصطلحات

مصطلحات

26/07/2014

علمُ اللّغة


علمُ اللّغة

كثُرت المصطلحات والتّأويل واحد

____علي موسى الكعبيّ*____

«اللّغة» مُشتقّةٌ من: لَغا، يَلغو، إذا تكلّم؛ فمَعناها الكلام؛ واستُعملت كلمة «لغة» عند العرب للدّلالة على اللّهجة الدّارجة لدى قبيلةٍ من القبائل، أو في بيئةٍ عربيّةٍ محدّدة.

 

عُرّفت اللّغة في «الاصطلاح» بتعريفات عديدة، أشهرهُا ما ذكره أبو الفتح ابن جنّيّ في كتابه (الخصائص)، حيث قال: «حَدُّ اللُّغَةِ: أَصْواتٌ يُعبِّرُ بِها كُلُّ قَوْمٍ عَنْ أَغْراضِهِمْ».

وهذا التّعريف يضارعُ أحدثَ التّعريفات العلميّة للّغة؛ حيث ترى تلك التّعريفات أنّ اللّغة:

أ) أصواتٌ منطوقة.

ب) وأنّ وظيفتَها التّعبيرُ عن الأغراض.

ج) وأنّها تكونُ بينَ قومٍ يتفاهمون بها.

د) وأنّ لكلِّ قومٍ لُغَة.

من العلوم المتَفرّعة على «اللّغة»

أولاً) فقهُ اللّغة: الفِقهُ، لغةً، هو العلمُ بالشّيء، والفَهمُ له، والفِطنَةُ فيه. يُقال: فَقُهَ الرَّجلُ فقاهةً، إذا صار فقيهاً، وفَقِهَ: أي فهم. وقد غلبَ استعمالُ «الفقه» على علوم الدّين؛ لشَرَفِها.

وَفِقْهُ اللُّغَةِ مِنَ النَّاحِيَةِ اللُّغَوِيّة هو: فَهْمُ اللّغة، والعِلمُ بها، وإدراكُ كُنْهِهَا.

أمّا التّعريفُ الاصطلاحيّ لـ «فقه اللّغة» فهو: العِلمُ الّذي يُعنَى بفَهمِ اللّغة، ودراسةِ قَضاياها، وموضوعاتِها. ويشملُ ذلك خصائصَها الصّوتيّة، والصّرفيّة، والنَّحْويّة، والدّلاليّة، وما يطرأُ عليها من تغييرات، وما ينشأُ من لَهَجَات.

ثانياً) علم اللّغة: هو دراسةُ اللُّغةِ عَلى نَحوٍ علميٍّ. وبعضُ اللّغويّين المُحدَثين يفرّقُ بين عِلم اللّغة وفقه اللّغة. فَعِلمُ اللّغة يقدّمُ لنا النّظريّةَ الّتي تفسِّرُ اللّغةَ الإنسانيّة، ويقدّمُ المناهجَ الّتي تَدرسُها. واللّغةُ التي يَبحث فيها هذا العلم ليست هي اللّغة العربيّة، أو الإنجليزيّة، أو الألمانيّة، وإنّما هي اللّغةُ في ذاتِها ومن أجلِ ذَاتها. فهذا العلم يستقي مادّته من النّظر في اللّغات على اختلافِها، ويحاولُ أن يصلَ إلى فهمِ الحقائق والخصائصِ الّتي تجمعُ اللّغاتِ الإنسانيّة كلَّها في إطارٍ واحد. لذلك أُطلق عليه «عِلمُ اللّغة العامّ». وبعضُهم يجعلُهما شيئاً واحداً؛ ذلك لأنّ العلمَ والفقهَ شيءٌ واحدٌ. 

ثالثاً) فـيلولوجيا: إنّ كلـمة «فـيلولوجيا» مُقتبسَة من جَـذرَين يونـانيَّيْن؛ يُـراد بأوّلهما «حـبّ»، وبثـانيهما «لغـة». ويطـلَق هذا المصطلح، في اللّغة الفرنسيّة، أساساً على عمليّة نَشْر النّصوص القديمة. ويُستخدَم، في ألمانيا وفي بلدان أوروبيّة أخرى، غالباً، بمعنًى فضفاضٍ إلى حدّ تَسويته أحياناً بمفهوم «علم اللّغة». ويُمكننا أن نعدّ الفيلولوجيا، بمعناها الدّقيق، إعادةَ تشكيل أو تجديدِ النّصوص المكتوبة بلُغة منقَرضة أو قديمة.

ومن المُمْــكِن التّمييزُ بين طَوْرَين أساســيّين في الفيلولوجيا؛ طـورٍ أوّلٍ كانت تهدفُ خلالَه، بالأساس، إلى نَقْـل النّصوص بكيفيةٍ تجـعلُ القارئَ يـتلقّى أقصى ما يُمكن من معطيات التّأويل الّتي تسمحُ له بالوقوف على النّص الأصـليّ. ونرى أنّ مجال الفيلولوجيا يتحدّد في هذا الطّور في مجالَين:

الأوّل: اختصَّ بفَكّ الرّموز القديمة، والاهتمام بالآثار.

والآخر: اهتمّ بتحقيق النّصوص والمخطوطات بُغْيَة نَشْرِها.

وطــورٍ ثانٍ يبتــدئُ مع القرن التّاسع عشر؛ حيث توسّعَ علماء الفيلولوجيا، إلى مــناقشة دلالة النّــصوص المـكتوبة عــامّةً، في سَعٍي إلى فهـمِها وتحليلِها، واجتـهادٍ إلى تَرمـيم مقاصدِ الكاتب ودلالةِ الأصل معاً.

_______________________

* أستاذ مادّة اللّغة في «جامعة ميسان» العراقيّة.

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

26/07/2014

دوريّات

نفحات