تحقيق

تحقيق

15/12/2017

المسجد الأقصى في خطر!

 

المسجد الأقصى في خطر!

طقوس يهودية في مَسرى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم

ــــــــــــــــــــــــ إعداد: «شعائر» ــــــــــــــــــــــــ

 

* في السابع من شهر حزيران سنة 1967 احتلّ الصهاينة كامل مدينة القدس، بما في ذلك المسجد الأقصى، ومن حينه تحاول سلطات الاحتلال فرض هيمنتها الكاملة على المسجد. ويزعم اليهود أنّ لهم «هيكلًا» أو «معبدًا» كان موجودًا مكان المسجد الأقصى، وهم يسعون لإعادة بنائه على أنقاض المسجد كهدفٍ استراتيجيّ.

* تحاول سلطات الاحتلال الصهيوني في السنوات الأخيرة  تكريس تقسيم زماني ومكاني للمسجد بين المسلمين واليهود! كما أنها أباحات ساحات الأقصى للمستوطنين، حيث بلغ عدد الصهاينة الذين اقتحموا المسجد 15 ألف مستوطن خلال العام 2015م.

* يأتي قرار الرئيس الأميركي الأخير، بإعلان مدينة القدس الشريف عاصمة للكيان الصهيوني الغاصب، استكمالاً لمشاريع تهويد القدس وهدم الأقصى التي باشرها الصهاينة منذ احتلالهم المدينة المقدسة.

* يتناول هذا التحقيق تعريفاً موجزاً بالمسجد الأقصى الشريف، وأبرز المخاطر المحدقة به، كما وردت في «ورقة معلومات» صادرة عن قسم الأبحاث والمعلومات في «مؤسسة القدس الدولية» أواخر شهر تمّوز 2017.

 

* المسجد الأقصى، أُولى القبلتَين، وثالث الحرمَين، أحدُ المساجد الكبيرة والمقدّسة عند المسلمين، وهو وجهة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في رحلته المعروفة باسم «الإسراء والمعراج».

* يقع المسجد الأقصى داخل البلدة القديمة بالقدس الشريف في فلسطين المحتلة. وهو كامل المنطقة المحاطة بالسور، واسمٌ لكلّ ما هو داخله.

* تبلغ مساحته قرابة 144,000 متر مربع، ويشمل قبّة الصخرة، والمسجد أو المصلّى القِبلي (وهو الذي يُطلق عليه اختصاراً المسجد الأقصى) وعدّة معالم أخرى، منها: الأروقة، والقِباب، والمصاطب، وأسبلة الماء، وعلى أسواره المآذن.

* ذُكر اسم المسجد صريحاً في القرآن الكريم في الآية الأولى من سورة الإسراء: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾.

* كلمة «الأقصى» تعني الأبعد، وسُمّي بذلك للبعد ما بينه وبين المسجد الحرام، أي: لبُعده عن أهل مكّة المكرّمة.

* بقيَ المسجد الأقصى قبلة المسلمين في صلاتهم مدّة ستة عشر شهراً بعد هجرة رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى المدينة المنوّرة، ثمّ تحوّلت القبلة إلى الكعبة المعظّمة لمّا نزل قوله تعالى: ﴿.. فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ..﴾. (البقرة:144)

* قد يُقال: «بيت المَقدِس»: وهو الاسم الذي كان متعارفاً عليه، وهو الوارد في مُعظم الأحاديث المرويّة عن النبيّ صلّى الله عليه وآله حول هذا المسجد. كما في الحديث الذي رواه الهيثمي في (مجمع الزوائد) عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال: «لا تزال طائفةٌ من أمّتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرّهم خذلانُ مَن خذلَهم إلى يوم القيامة».

* سُئل النبيّ صلّى الله عليه وآله عن أوّل مسجدٍ بُني على الأرض، فقال: «المسجد الحرام، ثمّ بيت المقدس». وتعدّدت الروايات بشأن بانيه الأول، فقيل: النبيّ آدم، أو ابنه شيث، أو النبيّ إبراهيم عليهم السلام.

* للمسجد الأقصى، ولمدينة القدس بشكل عام، صِلة خاصّة بحركة ظهور الإمام المهديّ صلوات الله عليه، والروايات في هذا الباب كثيرة، منها ما رواه ابن حمّاد في (الفِتن)، قال: «ينزلُ خليفةٌ من بني هاشم بيتَ المقدس، يملأُ الأرضَ عدلاً، يبني بيتَ المقدس بناءً لم يُبْنَ مِثلُه، يملكُ أربعين سنة.... وينزلُ عيسى ابن مريم عليه السلام فيُصلّي خلفَه».

 

أبرز المخاطر التي تهدّد الأقصى

في ما يلي خمس عشرة نقطة تلخّص أبرز المخاطر المحدقة بالمسجد الأقصى المبارك:

1) تقسيم الأقصى: يسعى الاحتلال «الإسرائيلي» إلى بناء المعبد المزعوم كهدف استراتيجيّ، ولكنّه يدرك صعوبة ذلك حاليًّا فقرر العمل على تحقيق هدف مرحليّ وهو تحقيق وجود يهودي مباشر في الأقصى ومحيطه وأسفله لتثبيت ما يزعم أنه «الحقّ اليهودي في جبل المعبد»، وفي هذا السياق يعمل الاحتلال على تقسيم المسجد الأقصى زمانيًّا ومكانيًّا بين المسلمين واليهود؛ وتخصيص أجزاء من الأقصى لتكون مكانًا لصلاة اليهود وأداء طقوسهم.

2) تحوّل المواقف «الإسرائيلية» باتجاه السيطرة على الأقصى: على مدار نحو 50 عامًا من احتلال الأقصى تحوّلت مواقف الأطراف المختلفة في دولة الاحتلال من المسجد الأقصى باتجاه فرض تقسيمه والسيطرة عليه وتثبيت «حق اليهود في الصلاة في المعبد» وذلك على المستويات الآتية:

دينيَّا: بعدما كان الحاخامات اليهود يحرِّمون دخول الأقصى بُعيْدَ احتلاله عام 1967 لأسباب خاصة بشريعتهم اليهودية، أصبح عدد متزايد منهم يشجّع اليهود على اقتحامه. وقد نظّمت المنظمات العاملة لبناء «المعبد» أو «الهيكل» جهودها ووحّدتها في إطار «ائتلاف منظمات المعبد»، وهو ائتلاف يحوي عشرات الهيئات والمنظمات اليهودية التي تعمل لبناء المعبد المزعوم مكان الأقصى، وظهر التأثير الكبير لهذا الائتلاف في تصدّره لدعوات اقتحام الأقصى وفرض تقسيمه وسيطرة اليهود عليه.

قانونيًّا: بعدما كانت محاكم الاحتلال تمنع أداء صلاة اليهود في المسجد الأقصى تحت طائلة العقوبة، أصبحت تُجيز لليهود بدءًا من عام 2003 الصلاة داخله بشكل فردي وجماعي.

سياسيًّا: «الحكومة الإسرائيلية» ترعى كلّ ما يجري من اقتحامات واعتداءات على الأقصى من خلال دعمها «لائتلاف منظمات المعبد»، وتصدّر وزراء ونواب ومسؤولون سياسيّون وأمنيّون موجات التحريض على الأقصى واقتحامه.

أمنيًّا: تغيّرت وظيفة الشرطة «الإسرائيلية» من منع الصلاة داخل الأقصى خوفًا من ردات الفعل، إلى حماية المستوطنين الذين يقتحمون الأقصى.

3) نزع الحصرية الإسلامية عن إدارة الأقصى: يسعى الاحتلال إلى نزع الحصرية الإسلامية عن إدارة شؤون الأقصى من خلال التضييق على دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، وجعل وجودها شكليًّا في ما يتحكّم هو بكلّ شؤون المسجد.

4) بناء مدينة يهودية أسفل الأقصى وفي محيطه: يعمل الاحتلال اليوم على بناء «مدينة يهودية مقدّسة» تُحاكي الوصف التوراتي لـ«أورشليم اليهودية» المزعومة في محيط البلدة القديمة في القدس وفي محيط الأقصى وأسفل منه. وقد افتتح الاحتلال عشرات الكُنُس اليهودية والحدائق التلمودية والمتاحف والمراكز خلال السنوات القليلة الماضية.

5) الاقتحامات: تتصاعد وتيرة الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى برعاية من شرطة الاحتلال في خطوة تعكس القرار السياسي والديني والقانوني والأمني لدى الاحتلال بتقسيم الأقصى وفرض وجود يهودي مباشر داخله. وقد بلغ عدد مقتحمي الأقصى من المتطرفين اليهود عام 2016 نحو 14806 ما يعني ارتفاعًا بنسبة 150% عن عدد عام 2009.

ويستغلّ الاحتلال الأعياد والمناسبات الدينية اليهودية لتكثيف الاقتحامات. ولا تشمل هذه الأرقام جنود الاحتلال أو ما يسمّى «السيّاح» الأجانب الذين يحملون أجندات صهيونية؛ فأعداد هؤلاء تصل إلى نحو ربع مليون مقتحم سنويًّا. وتجدر الإشارة إلى أن المتطرفين اليهود أصبحوا يتجرأون مؤخرًا على عقد قرانهم، والقيام بشعائر تلمودية يهودية داخل الأقصى.

6) الحفريات أسفل الأقصى وفي محيطه: حتى نهاية عام 2016 كان هناك نحو 63 حفرية أسفل الأقصى وفي محيطه. وتبرّر سلطات الاحتلال عمليات الحفر بحجة البحث عن «آثار يهودية» تعود للمعبد المزعوم، ولكن الهدف من الحفريات تخطّى ذلك لتصبح شبكة الأنفاق والحفريات جزءًا من مدينة «أورشليم اليهودية المقدسة التاريخية» التي يعمل الاحتلال على بنائها لتكون المزار السياحيّ الأول في دولة الاحتلال.

7) بناء الكنس اليهودية أسفل الأقصى وفي محيطه: هناك عشرات الكنس تخنق المسجد الأقصى، ويحاول الاحتلال من خلال بنائها إضفاء الطابع اليهودي على منطقة المسجد الأقصى.

8) البناء التهويديّ ومصادرة الأراضي: يعمد الاحتلال إلى مصادرة بعض الآثار والأراضي المحيطة بالأقصى لتنفيذ مخططاته الرامية إلى تشويه الطابع الإسلامي للمنطقة وإضفاء الطابع اليهودي، وتوجد هناك مراكز لشرطة الاحتلال في محيط الأقصى وداخله، وجسر حديديّ معلّق مكان باب المغاربة يسمح بإدخال آليات عسكرية ضخمة.

9) منع المصلّين من الوصول إلى المسجد الأقصى: لا يسمح الاحتلال لغير أهل القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م من دخول الأقصى، ويمنع في كثير من الأحيان من هم دون الخمسين عامًا من دخوله في محاولة لقطع المدِّ البشري عن المسجد، والاستفراد به لتنفيذ مخططاته.

10) التدخل في عمل إدارة الأوقاف الإسلامية: تحاول سلطات الاحتلال نزع حصرية الإشراف على الأقصى من دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس التابعة للأردن.

11) إبعاد رموز الدفاع عن الأقصى: إصدار قرارات قضائية بحقّ عدد من رموز الدفاع عن القدس يمنعهم بموجبها من الاقتراب من الأقصى مسافة 150م على الأقل لمدة زمنية تتراوح بين 15 يومًا و6 أشهر.

12) تهجير المقدسيّين: سياسة تهجير المقدسيين وطردهم ثابتة لدى الاحتلال في مختلف أنحاء القدس، ولكنها تتركز في الأحياء المحيطة بالمسجد الأقصى والتي تشكّل حزام أمان ودفاع عن الأقصى.

13) الاعتقال والإبعاد والتضييق: يستهدف الاحتلال حرّاس الأقصى والمصلّين فيه بالتنكيل والتضييق والاعتقال والإبعاد، فقد أبعدت سلطات الاحتلال في عام 2016 وحده نحو 258 من الحرّاس وموظفي دائرة الأوقاف والمرابطين والمرابطات والمصلين. وفي شهر آب/أغسطس 2015 أصدر الاحتلال قائمة من 60 اسمًا من المرابطات لمنعهنّ من الدخول للأقصى.

14) تقييد يد المرابطين والمرابطات: في 8/9/2015 أصدر الاحتلال قرارًا باعتبار المرابطين والمرابطات وطلاب حلقات العلم في الأقصى تنظيمات خارجة عن القانون ليمنع بذلك رباطهم في المسجد، ويزيل من أمامه أهمّ عقبة كانت تتصدّى لموجات المقتحمين المتطرّفين.

15) استهداف المؤسسات والهيئات العاملة للأقصى. 

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ أسبوع

دوريات

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

منذ أسبوع

إصدارات عربية

نفحات