لولا دعاؤكم

لولا دعاؤكم

منذ 5 أيام

دعاءُ «كفايةِ البَلاء» برواية الشّيخ الصّدوق


 

دعاءُ «كفايةِ البَلاء» برواية الشّيخ الصّدوق

أراد عقابَه.. فماذا فعل؟!

____ «شعائر» ____

عن الفضل بن الرّبيع، قال: كنتُ أحجبُ [هارون] الرّشيدَ، فأقبلَ عليَّ يوماً غضبانَ وبيده سَيفٌ يُقلِّبُه، فقال لي: يا فضل، بقَرابتي من رسول الله [صلّى الله عليه وآله]، لَئِن لم تأتِني بابن عمّي لآخُذَنَّ الّذي فيه عيناك.

فقلت: بمَن أجيئك؟

فقال: بهذا الحجازيّ.

قلت: وأيُّ الحجازيّين؟

قال: موسى بنُ جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب.

قال الفضل: فخفتُ من الله، عزَّ وجلَّ، إنْ جئتُ به إليه، ثم فكّرتُ في النّقمة، فقلت له: أفعل.

فقال: ائتِني بسوطَين وهبّارَين [سيف هبّار: قاطع] وجلّادَين.

قال: فأتيتُه بذلك، ومضيتُ إلى منزل أبي إبراهيم، موسى بن جعفر عليه السّلام... فإذا أنا بغلامٍ أسود، فقلتُ له: استأذنْ لي على مولاك يَرحمْك الله، فقال لي: لُجْ [أي: ادخل]، ليس له حاجبٌ ولا بوّاب. فولجتُ إليه... فقلتُ له: السّلام عليك يا ابنَ رسول الله، أجِب الرّشيد.

فقال: ما للرَّشيدِ وَما لي؟ أَما تَشْغَلُهُ نِعْمَتُهُ عَنّي؟

ثُمَّ قامَ مُسْرِعاً، وَهُوَ يَقولُ: لَوْلا أَنّي سَمِعْتُ في خَبَرٍ عَنِ جَدّي رَسولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: إِنَّ طاعَةَ السُّلْطانِ للتَّقِيَّةِ واجِبَةٌ، إِذاً، ما جِئْتُ.

فقلت له: استعدّ للعقوبة يا أبا إبراهيم، رحمَك الله.

فقال عليه السّلام: أَلَيْسَ مَعي مَنْ يَمْلِكُ الدُّنْيا وَالآخِرَةَ، وَلَنْ يَقْدِرَ اليَوْمَ عَلى سُوءٍ بي، إِنْ شاءَ اللهُ.

قال الفضل بن الرّبيع: فرأيته وقد أدار يدَه يلوّح بها على رأسِه ثلاثَ مرّات. فدخلتُ إلى الرّشيد، فإذا هو كأنّه امرأةٌ ثَكلى، قائمٌ حيران.

فلمّا رآني قال لي: يا فضل.

فقلت: لبّيك.

فقال: جئتَني بابن عمّي؟

قلت: نعم.

قال: لا تكون أزعجتَه!

فقلت: لا.

قال: لا تكون أعلمتَه أنّي عليه غضبان! فإنّي قد هيّجتْ عليَّ نفسي ما لم أُرِده، ائذن له بالدّخول، فأذنتُ له. فلمّا رآه وثبَ إليه قائماً وعانقَه، وقال له: مرحباً بابن عمّي وأخي، ووارثِ نعمتي، ثمّ أجلسَه... وقال له: ما الّذي قطعَك عن زيارتنا؟

فقال: سِعَةُ مُلْكِكَ وَحُبُّكَ لِلْدُّنْيا.

فقال: ائتوني بحقّة الغالية [أي: أخلاط من الطِّيب]، فأُتِيَ بها فغلّفَه بيده، ثمّ أمر أن يحمَل بين يدَيه خلعٌ وبدرتان دنانير.

فقال موسى بن جعفر عليه السّلام: وَاللهِ لَوْلا أَنّي أَرَى مَنْ أُزَوِّجُهُ بِها مِنْ عُزّابِ بَني أَبي طالِبٍ لِئَلّا يَنْقَطِعَ نَسْلُهُ، ما قَبِلْتُها أَبَدَاً. ثمّ تولّى عليه السّلام وهو يقول: الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمينَ.

فقال الفضل [لهارون]: أردتَ أن تعاقبَه، فخلعتَ عليه وأكرمتَه؟!

فقال: يا فضل، إنّك لمّا مضيتَ لتَجيئَني به، رأيتُ أقواماً قد أحدَقوا بداري، بأيديهم حِرابٌ قد غرَسوها في أصل الدّار، يقولون: (إنْ آذى ابنَ رسولِ الله خسَفنا به، وإن أحسنَ إليه انصرَفنا عنه وتركناه).

قال الفضل: فتبعتُه عليه السّلام فقلتُ له: ما الّذي قلتَ حتّى كُفِيتَ أمرَ الرّشيد؟

فقال عليه السّلام: دُعاء جَدّي عَليِّ بْنِ أَبي طالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ، كانَ إِذا دَعا بِهِ، ما بَرَزَ إلى عَسْكَرٍ إِلّا هَزَمَهُ، وَلا إِلى فارِسٍ إِلّا قَهَرَهُ، وَهُوَ دُعاءُ كِفايَةِ البَلاءِ.

قلتُ: وما هو؟

قال: قلتُ: اَللَّهُمَّ بِكَ أُسَاوِرُ، وَبِكَ أُحَاوِلُ، وَبكَ أُحَاوِرُ (أُجَاوِرُ)، وَبِكَ أَصُولُ، وَبِكَ أَنْتَصِرُ، وَبِكَ أَمُوتُ، وَبِكَ أَحْيا، أَسْلَمْتُ نَفْسي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْري إِلَيْكَ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظيمِ. اللَّهُمَّ إِنَّكَ خَلَقْتَني وَرَزَقْتَني وَسَتَرْتَني عَنِ العِبادِ بِلُطْفِ ما خَوَّلْتَني وَأَغْنَيْتَني، وَإِذا هَويتُ رَدَدْتَني، وَإِذا عَثَرْتُ قَوَّمْتَني، وَإِذا مَرِضْتُ شَفَيْتَني، وَإِذا دَعَوْتُ أَجَبْتَني، يا سَيِّدي اِرْضَ عَنّي فَقَدْ أَرْضَيْتَني».

(عيون أخبار الرضا عليه السّلام)

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

منذ 5 أيام

دوريّات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

  إصدارات عربيّة

إصدارات عربيّة

نفحات