تاريخ و بلدان

تاريخ و بلدان

04/07/2016

تاريخ و بلدان


وصيّة النبيّ صلّى الله عليه وآله عمَّه العبّاس بولاية أمير المؤمنين عليه السلام

في كتاب (الطُّرف) للسيّد عليّ بن طاوس، نقلاً عن كتاب (الوصيّة) لعيسى بن المستفاد، قال:

دعا رسولُ الله صلّى الله عليه وآله العبّاس (بن عبد المطّلب) عند موته فخَلا به وقال له: يا أبا الفضل! اعلمْ أنّ من احتجاجِ ربّي عَلَيَّ تبليغي الناسَ عامّة وأهلَ بيتي خاصّة، ولايةَ عليٍّ عليه السلام، فمَن شاءَ فَليُؤمن، ومَن شاءَ فَليَكفُر.

يا أبا الفضل! جدّد للإسلام عهداً وميثاقاً، وسلِّم لوليّ الأمر إِمْرتَه، ولا تَكُنْ كمَن يُعطي بلسانِه ويَكفرُ بقلبه؛ يُشاقُّنِي في أهلِ بَيتِي، ويَتقدَّمُهم، ويَستأمِرُ عَليهم، ويتسلَّطُ عليهم لِيُذِلَّ قوماً أعزَّهم اللهُ، ولِيُعِزَّ قوماً لم يَبلُغوا، ولا يبلغون، ما مَدّوا إليه أَعيُنَهم.

يا أبا الفضل! إن ربّي عَهِدَ إِليَّ عهداً أمرَني أن أُبلِّغَه الشاهدَ من الإنسِ والجِنّ، وأن آمُرَ شاهدَهم أن يُبَلِّغوا غائبَهم، فمَن صدّقَ عليِّاً وَوازَرَهُ وأطاعَه ونَصَرَه وقَبِلَه، وأدّى ما عليهِ من الفرائضِ للهِ فقد بَلَغَ حقيقةَ الإيمان، ومَن أبى الفرائضَ فقدْ أحبطَ اللهُ عملَه حتّى يَلقى اللهَ ولا حُجّةَ له عندَه.

يا أبا الفضل! فما أنتَ قائل؟

قال: قبلتُ منكَ يا رسولَ الله، وآمنتُ بما جئتَ به وصدّقتُ وسلّمتُ، فاشهَدْ عَلَيّ.

 

(المجلسي، بحار الأنوار: 291/22)

 

**

قُعَيْقِعَانُ

بِالضَّمِّ ثُمَّ الفَتْح، هو جبلٌ بمكّة يُشرف على المسجد الحرام من الشمال الغربيّ، ويمتدّ بين ثنيتَي كَداء وكُدى، ويشرف على «وادي ذي طِوى» غرباً.

ولا يُعرف اليوم بهذا الاسم، ولكلّ جهة منه اسم جديد، منها: العبّادي، والسليمانيّة وجبل هنديّ، وجبل الفلق ..

وفي (معجم البلدان للحمويّ) أنّ «أبا قُبيس» و«قُعَيقعان» جبلان متقابلان وبينهما مكّة؛ الأول في شرقيّها، والثاني في غربيّها.

 قيل: سُمّي الجبل الذي بمكّة قُعَيْقِعَان لأنّ «جُرهُم» كانت تجعل فيه قِسيّها وجعابها ودَرَقَها [جمع درقة وهي ترس] فكانت تُقعقع فيه.

ومن قُعَيْقِعَانَ إلى مكّة اثنا عشر ميلاً على طريق الحَوف إلى اليمن. وتشكّل «المروة» طرفَه الجنوبيّ. وقد ورد ذكره في السيرة النّبويّة في أكثر من مناسبة.

وقُعَيْقِعَانُ من أبرز الجبال التي يلحقها الجَرف، وتتغيّر معالمه التّاريخيّة والجغرافيّة على حساب «التوسعة» الحالية بشكل كبير. وبحسب الكاتب الصحفيّ الدكتور فايز جمال، فإنّ شركات تابعة للقطاع الخاصّ بالشراكة مع بعض الجهات الحكوميّة السّعوديّة قد نسفت جبالاً  بأكملها في مكّة من أجل مشاريع استثماريّة وتحقيق مصالح خاصّة تحت عنوان التوسعة على المسلمين.

وقال الدكتور سمير برقة «إنّ مكّة قامت على خمسة عشر حيًّا - أقدمها عمره أكثر من 600 عام، وبعضها ضارب في التاريخ - لم يبقَ منها سوى حيّين اثنين، وأُزيل ثلاثة عشر حيّاً تحكي التاريخ والحضارة».

ويرى مختصّون في الهندسة المدنيّة أنّ مساحات مكّة المكرّمة شاسعة، ولا داعي لنسف جبال أو طمس معالم تاريخيّة لحساب التوسعة الحاليّة.

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

04/07/2016

دوريات

نفحات