الملف

الملف

منذ 3 أيام

آداب ووظائف يوم الجمعة وليلته

أكثِروا من الصلاة علَيَّ في الليلةِ الغرّاء واليوم الأزهَر

آداب ووظائف يوم الجمعة وليلته

§        إعداد: أسرة التحرير

* عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «إنَّ لِلجُمُعةِ حقّاً واجباً، فإيّاكَ أنْ تُضيِّعَ أو تُقصِّر في شيءٍ من عبادةِ اللهِ تعالى والتَقرُّبِ إليه بالعملِ الصالحِ وتركِ المَحارِم كلِّها، فإنّ الله تعالى يُضاعفُ فيه  الحسناتِ، ويَمحو فيه السيّئاتِ، ويَرفع فيه الدّرجات...».

ما يلي، أهم آداب وأعمال يوم الجمعة التي ورد الحثُّ في الأخبار الشريفة على التقيّد بها أو أدائها، نوردها نقلاً عن عدّة مصادر، منها: (تفسير) العياشي، و(الكافي) للكليني، و(الانتصار) للشريف المرتضى، و(أمالي) الشيخ الطوسي، و(ذكرى الشيعة) للشهيد الأول رضوان الله عليهم.

«شعائر»

 

 

رُوي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله، أنّ الخير والشرّ يُضاعفان يوم الجمعة؛ فينبغي للإنسان أن يستكثر فيه من الخير ويتجنّب الشر.

وروى المعلّى بن خنيس قال: «سمعتُ أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول: مَن وافقَ منكُم يومَ الجُمعةِ فلا يَشتغلنَّ بشيءٍ غير العبادة، فإنّ فيهِ يُغفرُ لِلعباد وتَنزلُ عليهم الرّحمة».

ويستحب زيادة العمل الصالح في ليلة الجمعة أيضاً، لا سيّما الصدقة، فقد روي عن الصادق عليه السلام أنّ «الصّدقةُ ليلةَ الجُمعةِ ويومها بألف»، وفي رواية أنّها «تُضاعَف أضعافاً».

وعن أبي حمزة الثماليّ قال: «صلّيتُ مع عليّ بن الحسين عليه السلام الفجر بالمدينة في يوم جمعة، فلمّا فرغ من صلاته وتسبيحه نهض إلى منزله وأنا معه، فدعا مولاةً له تسمّى سَكينة، فقال لها: لا يَعبر على بابي سائلٌ إلّا أطعمتُمُوه، فإنّ اليومَ يومُ الجمعة».

وعن الإمام الباقر عليه السلام: «إذا أردتَ أن تتصدَّقَ بشيءٍ قبل الجمعة، أخِّرْهُ إلى يوم الجمعة».

الصلاة على النبيّ وآله

يستحبّ كذلك الاكثار من الصلاة على النبيّ وآله صلّى الله عليهم يومَ الجمعة وليلته، فإن تمكّن من ذلك ألف مرة كان له ثواب كثير.

* روى عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: «إذا كان ليلةُ الجمعة، نزلَ من السّماءِ ملائكةٌ بعددِ الذرّ، في أَيديهم أقلامُ الذّهبِ وقراطيسُ الفِضّة، لا يكتبونَ إلى ليلةِ السّبتِ إلّا الصّلاةَ على محمّدٍ وآل محمّدٍ صلّى الله عليهم، فأكثِر منها يا عمر. إنَّ مِن السنّةِ أن تُصلّيَ على محمّدٍ وأهلِ بيتِه في كلّ ليلةِ جمعة ألفَ مرّة، وفي سائرِ الأيّامِ مائةَ مرّة».

* وعنه عليه السلام: «قالَ رسولُ الله صلّى الله عليه وآلِه وسلّم: أكثِروا منَ الصّلاةِ عليَّ في اللّيلةِ الغَرّاءِ واليومِ الأَزهرِ؛ ليلةِ الجمعة ويومِ الجمعة.

فسُئل: إلى كم الكثير؟

فقال: إلى مائة، وما زادَ فهو أَفضل».

* وروى المفضّل، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، «ما مِن شيءٍ يُعبَدُ اللهُ بِه يومَ الجمعة أحبّ إليَّ من الصّلاةِ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ».

* ومثله عن الصادق عليه السلام، قال: «ما مِن عملٍ يوم الجمعة أفضل من الصّلاةِ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ، ولو مائة مرّة ومرّة.

قيل: كيف أصلّي عليهم؟

قال: تقول: اللّهمَّ اجعَلْ صَلواتِكَ وصَلواتِ مَلائِكتِكَ وأنبيائِكَ ورُسُلِكَ وجميعِ خَلقِكَ على مُحمَّدٍ وأهلِ بيتِ مُحمَّدٍ عليهِ وعليهم السّلامُ ورحمةُ الله وبركاتُه».

وفي رواية، تقول: «اللّهمَّ اجعَلْ صلاتَكَ وصلاةَ ملائكتِكَ ورُسُلِكَ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ وعجِّلْ فَرَجَهُم». أو تقول: «اللّهمّ صلِّ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ وعَجِّل فَرَجَهُم».

* وعن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن صلَّى عليَّ يومَ الجمعة مائة مرّة قضى الله له ستّينَ حاجةً؛ منها للدّنيا ثلاثون حاجة، وثلاثون للآخِرة».

 

لم يمُت حتى يدرك القائم عليه السلام

في الأحاديث الشريفة استحباب أن يقرأ ليلة الجمعة سورة بني إسرائيل (الإسراء)، و(الكهف)، والسور الثلاث المبدؤة بـ﴿طس﴾ ﴿طسم﴾ (الشعراء النمل القصص)، وسورة (الم السجدة) و(يس)، و(ص)، و(الأحقاف)، و(الواقعة)، و(حم السجدة)، و(حم الدخان)، و(الطور)، و(القمر)، و(الجمعة)، فإن لم تسنح له الفرصة فليختر من هذه السوَر (الواقعة) وما قبلها.

* فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «مَن قَرأ (بني إسرائيل) في كلّ ليلة جمعة، لمْ يَمُتْ حتَى يُدرِكَ القائمَ عليه السَلام، فيكونَ مِن أصحابِهِ».

* وقال عليه السلام: «مَن قَرأ سُورةَ (الكَهف) كلّ ليلة جمعة، لمْ يَمُتْ إلّا شهيداً، أو بَعَثَهُ اللهُ مع الشُّهداءِ، ووَقَفَ يومَ القِيامةِ مع الشُّهداء».

* وعن الصادق عليه السلام، قال: «مَن قرأ في ليلةِ الجُمعة أو يومِ الجُمعة سورة (الأحقاف)، لم يُصِبْه اللهُ بِرَوعةٍ في الحياةِ الدُّنيا، وآمَنَهُ مِن فَزَعِ يومِ القيامَةِ».

***

* ويستحبّ أن يقرأ عقب الغداة (الفجر) من يوم الجمعة سورة (الرحمن) جلّ جلاله. ثمّ يقول كلّما قال ﴿فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾: «لا بشيءٍ من آلائك ربِّ أكذّب»، هكذا في الرواية عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام.

* وكذلك ورد استحباب قراءة سورة (النساء)، وسورة (هود)، و(الكهف)، و(الصافات)، و(الرحمن) يوم الجمعة. قال الصادق عليه السلام: «مَنْ قرأ سورة (الصافّات) في كلّ يوم جمعةٍ لم يَزَلْ محفوظاً مِن كلّ آفةٍ، مدفوعاً عنه كلُّ بليّةٍ في الحياةِ الدّنيا، مرزوقاً في الدّنيا..».

الذكر في ليلة الجمعة

* ويستحبّ أن يدعو في ليلة الجمعة ويومها بدعاء ليلة عرفة ويومها: «اللّهمّ مَن تعبَأ أو تهيَأ...». (مفاتيح الجنان: أعمال ليلة الجمعة، ويأتي الحديث عن سائر أدعية يوم الجمعة وليلته)

* وعن النبيّ صلّى الله عليه وآله: من قال هذه الكلمات سبع مرّاتٍ في ليلة الجُمعة، فمات ليلته دَخَل الجنّة، وَمَن قالَها يَوم الجُمعة فمات في ذلكَ اليوم دَخَل الجنّة، من قال: «اللّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ أَمَتِكَ وَفِي قَبْضَتِكَ، وَناصِيَتِي بِيَدِكَ، أَمْسَيْتُ عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بَرِضاكَ مِنْ شَرِّ ما صَنَعْتُ، وأَبُوءُ بِنِعْمَتِكَ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذّنُوبَ إِلاّ أَنْتَ».

* أن يقول عشر مرات: «يا دائِمَ الفَضْلِ عَلى البَرِيَّةِ، يا باسِطَ اليَّدَيْنِ بِالعَطِيَّةِ، يا صاحِبَ المَواهِبِ السَّنِيَّةِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ خَيْرِ الوَرى سَجِيَّةً، وَاغْفِرْ لَنا يا ذا العُلى فِي هِذِهِ العَشِيَّةِ».

* وروي عن الإمام الرضا عليه السلام: «..فإذا حَضَرَ يومُ الجُمعة، ففي ليلتِهِ قُل في آخِرِ السّجدَةِ مِن نوافِلِ المغرب وأنتَ ساجد: اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ باسمِكَ العظيمِ، وسُلطانِكَ القديمِ، أنْ تُصلّيَ على مُحمّدٍ وآلِهِ، وتَغفِرَ لي ذَنبيَ العظيم».

* ويستحبّ ليلة الجمعة الإكثار من قول: «سبحانَ الله، واللهُ أكبر، ولا إلهَ إلا الله».

* وورد أيضاً استحباب الاستغفار آخر النهار من يوم الخميس، بأن يقول: «أسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْه‌ِ تَوْبَةَ عَبْدٍ خاضِعٍ مِسْكِينٍ مُسْتَكِينٍ، لا يَسْتَطِيعُ لِنَفْسِهِ صَرْفاً وَلا عَدْلاً، وَلا نَفْعاً وَلا ضُرّاً، وَلا حَياةً وَلا مَوْتاً وَلا نُشُوراً، وَصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ الطَّيِّبِينَ الطّاهِرِينَ الأخْيارِ الأبْرارِ وَسَلّمَ تَسْلِيماً».

 * وممّا انفردت به الإمامية: استحباب أن يقرأ ليلة الجمعة بسورة (الجمعة) و(سبّح اسم ربك الأعلى) في المغرب وفي العشاء الآخرة، وفي صلاة الغداة بـ(الجمعة) و(المنافقين)، وكذلك في صلاة الجمعة المقصورة، وفي الظهر والعصر إذا صلّاهما من غير قصر. روي عن الإمام الصادق عليه السلام: «مِن الواجبِ على كلِّ مؤمنٍ، إذا كان مِن شيعتِنا، أنْ يقرأَ في ليلةِ الجمعة ب‍ (الجمعة) و(سبِّح)، وفي الظهر والعصر ب‍ (الجمعة) و(المنافقون)، فإذا فعلَ ذلك فكأنّما يَعملُ عملَ رسولِ الله، وكان ثوابُه على الله الجنّة».

أذكار يوم الجمعة

* يستحبّ عقيب الفجر يوم الجمعة أن يقرأ مائة مرة (قل هو الله أحد). ويصلّي على النبيّ صلّى الله عليه وآله مائة مرة، وأن يستغفر الله تعالى مائة مرة.

* وقال الصادق عليه السلام: «مَن قال يومَ الجمعة حين يصلّي الغداة قبل أنْ يتكلّم:

(اللّـهُمَّ ما قُلْتُ في جُمُعَتي هذِهِ مِنْ قَوْلٍ، أو حَلَفْتُ فيها مِنْ حَلْفٍ، أو نَذَرْتُ فيها مِنْ نَذْرٍ، فَمَشِيَّتُكَ بَيْنَ يَدَيْ ذلِكَ كُلِّهِ، فَما شِئْتَ مِنْهُ أنْ يَكُونَ كانَ، وَما لَمْ تَشَأْ مِنْهُ لَمْ يَكُن. اللّـهُمَّ اغْفرْ لي وَتَجاوَزْ عَنّي. اللّـهُمَّ مَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ فَصَلاتي عَلَيْهِ، وَمَنْ لَعَنْتَ فَلَعْنَتي عَلَيْهِ)... كان كفّارةً من جمعة إلى جمعة».

* ويُستحبّ أن يدعو أيضا بهذا الدعاء: «اللَّهُمَّ إِنِّي تَعَمَّدْتُ إِلَيْكَ بِحَاجَتِي، وأَنْزَلْتُ بِكَ الْيَوْمَ فَقْرِي ومَسْكَنَتِي، فَأَنَا اليَومَ لِمَغفِرَتِكَ أَرْجَى مِنِّي لِعَمَلِي، ولَمَغْفِرَتُكَ ورَحْمَتُكَ أَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبِي، فَتَوَلَّ قَضَاءَ كُلِّ حَاجَةٍ هِيَ لِي، بِقُدرَتِكَ عَلَيْهَا، وتَيْسِيرِ ذَلِكَ عَلَيْكَ، ولِفَقْرِي إِلَيْكَ؛ فَإِنِّي لَمْ أُصِبْ خَيْراً قَطُّ إِلَّا مِنْكَ، ولَمْ يَصْرِفْ عَنِّي أَحَدٌ شَرَّاً قطُّ غَيرُكَ، ولَيْسَ أَرْجُو لآِخِرَتِي ودُنْيَايَ سِواكَ، ولَا لِيَوْمِ فَقْرِي وَيَوْمِ يُفْرِدُنِي النَّاسُ فِي حُفْرَتِي وأُفْضِي إِلَيْكَ يَا ربِّ بفقري».

*  ويتأكّد فيه استحباب زيارة الإمام الحسين عليه السلام، والمعصومين عموماً. فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام، أنّه قال:

«مَن أرادَ أنْ يزورَ قبرَ رسولِ الله صلّى الله عليه وآلِه وسلَّم، وقبرَ أميرِ المؤمنينَ وفاطمةَ والحسنِ والحسين وقبورَ الحُجَج عليهم السّلام، وهو في بَلدِه، فليَغتسِل في يومِ الجمعة، وليَلبس ثوبَين نظيفَين، وليَخرج إلى فلاةٍ من الأرضِ، ثمّ يصلّي أربع ركعات يقرأ فيهن ما تيسَّر من القرآنِ. فإذا تَشهَّدَ، وسَلَّم، فليقُم مستقبل القبلة، وليقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها النّبِيُّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها النّبِيُّ المُرْسَلُ، وَالوَصِيُّ المُرْتَضَى، وَالسَّيِّدَةُ الكُبْرى، وَالسَّيِّدَةُ الزَّهْراءُ، وَالسِبْطانِ المُنْتَجَبانِ، وَالأوْلادُ الأعْلامُ، وَالاُمَناءُ المُنْتَجَبُونَ، جِئْتُ انْقِطاعاً إِلَيْكُمْ وَإِلى آبائِكُمْ وَوَلدِكُمْ الخَلَفِ عَلى بَرَكَةِ الحَقِّ، فَقلْبِي لَكُمْ مُسَلِّمٌ وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتّى يَحْكُمَ اللهُ لدِينِهِ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ، إِنِّي لَمِنَ القائِلِينَ بِفَضْلِكُمْ، مُقِرٌّ بِرَجْعَتِكُمْ لا أُنْكِرُ للهِ قُدْرَةً وَلا أَزْعُمُ إِلاّ ما شاءَ اللهُ، سُبْحانَ اللهِ ذِي المُلْكِ وَالمَلَكُوتِ، يُسَبِّحُ اللهَ بِأَسْمائِهِ جَمِيعُ خَلْقِهِ، وَالسَّلامُ عَلى أَرْواحِكُمْ وَأَجْسادِكُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ».

* وقدر ورد استحباب زيارة قبور الموتى لا سيّما الأبوين، وسُئل الباقر عليه السلام عن زيارة القبور، فقال: «إذا كانَ يومُ الجمعة فزُرْهم، فإنّه مَن كان منهم في ضيقٍ وُسِّع عليه ما بين طلوعِ الفجرِ إلى طلوعِ الشّمسِ، يَعلمون بمَن أتاهم في كلّ يومٍ، فإذا طلعتِ الشّمسُ كانوا سُدى.

قيل: فيعلمون بمَن أتاهُم فيَفرحُون به؟

قال: نعم، ويَستوحِشون له إذا انصَرَف عنهُم».

لا يتركه إلّا فاسق!

عن الإمام الصادق عليه السلام: «لِيتزيّنْ أحدُكم يومَ الجمعة: يغتسلْ، ويتَطيّبْ، ويُسَرّحْ لِحْيَتَه، ويَلْبِسْ أنظفَ، ثيابه ويَتَهيّأ للجمعةِ، ولْيكُنْ عليه في ذلك اليوم السكينةُ والوَقارُ، وليُحسِنْ عبادَةَ ربّه، وَلْيَفعلِ الخيرَ ما استطاعَ، فإنّ الله تعالى يطَّلعُ إلى الأرض ليُضاعِف الحسناتِ».

* من وكيد السنن في يوم الجمعة الغُسل، ووقته من بعد طلوع الفجر إلى الزوال وكلما قارب الزوال، كان أفضل. فإذا أردتَ الغُسل، فقل: «أشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وَحدَه لا شريكَ لهُ، وأنّ محمّداً عبدُه ورسولُه صلّى الله عليهِ وآلِه وَسلّم، اللّهمّ صَلِّ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ واجْعَلني مِن التّوّابينَ، واجعلني من المتطهِّرين، والحمدُ لله ربِّ العالمين».

* ويستحب أن يأخذ من شاربه، ويقول: «بسمِ اللهِ وعلى مِلّةِ رسولِ الله صلّى الله عليه وآلِه وسلّم ومِلّةِ أمير المؤمنين والأوصياءِ عليهم السّلام».

* ويستحبّ أن يقصّ أظفاره ويقول عند ذلك: «بِسمِ الله وباللهِ وعلى سُنّةِ رسولِ الله صلّى الله عليهِ وآلِهِ وَسلّم والأئمّةِ من بعدِهِ عليهم السّلام». وابدأ بخنصرك من يدك اليسرى، واختم بخنصرك من يدك اليمنى. فإنّه من قال وفعل ذلك، كتب الله له بكل قلامة وجزازة عتقُ نسَمة، ولم يمرض إلّا مرضه الذي يموت فيه.

وينبغي أن يتطيّب، ويلبس أطهر ثيابه.

* وروي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله، أنّه قال لأمير المؤمنين عليه السلام في وصيّته له: «يا عليّ، على الناسِ في كلّ يومٍ من سبعة أيامٍ الغُسل، فاغتسِل في كُلِّ جُمعة وَلو أنّك تشتري الماءَ بِقُوتِ يَومِكَ وَتطويهِ، فإنّه لَيسَ شيءٌ مَنَ التطوّع أعظم مِنهُ».

* وعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: «لا يَترك غُسلَ يوم الجمعة إلا فاسقٌ..».

* وعنه عليه السلام: «غُسلُ يوم الجمعة سُنّةٌ واجِبةٌ على الرّجالِ والنّساءِ، في السّفر والحَضر». وروي أنّه رخّص في تركه للنساء في السفر لقلّة الماء. والوضوء فيه قبل الغسل.

* وقال الصادق عليه السلام: «إنْ نَسيتَ الغُسلَ أو فاتك لِعلّة، فاغتَسِل بعد العصرِ أو يوم السبت».

* وقال عليه السلام: «إذا اغتَسل أحدُكُم يومَ الجمعة، فليقل: اللّهمّ اجْعَلني مِن التّوّابينَ، واجعلْنِي من المتطهِّرين».

* وعنه عليه السلام: «غُسلُ يوم الجمعة طهورٌ وكفّارةٌ لِما بينهما من الذّنوب، مِن الجمعةِ إلى الجمعةِ».

* وأيضاً عنه عليه السلام: «مَن اغتَسلَ يوم الجمعة، فقال: أشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وَحدَه لا شريكَ لهُ، وأنّ محمّداً عبدُه ورسولُه، اللّهمّ صَلِّ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ واجْعَلني مِن التّوّابينَ، واجعلني من المتطهِّرين، كان طُهراً له من الجمعةِ إلى الجمعة».

* وروي عن الإمام الرضا عليه السلام: «وعليكم بالسُّنَنِ يوم الجمعة، وهي سبعة: إتيانُ النّساء، وغَسلُ الرّأسِ واللّحيَةِ بالخِطْمِيّ [صنف من النبات]، وأَخْذُ الشّارب، وتقليمُ الأظافير، وتَغييرُ الثّياب، ومسُّ الطِّيب. فمَن أتى بواحدةٍ من هذه السُّنن نابت عنهنّ؛ وهي الغسل... وإنّما سُنّ الغُسل يوم الجمعة، تتميماً لِما يلحقُ الطّهورَ في سائر الأيّام من النّقصان».

فرائد

* قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «أَطْرِفُوا أَهَالِيَكُم في كُلِّ جُمُعَةٍ بِشَيءٍ مِنَ الفاكهةِ أَوِ اللَّحمِ حَتّى يَفرَحُوا بِالجُمُعَةِ».

* وعن الإمام الصادق عليه السلام: «أُفٍّ للرّجلِ المُسلِم أنْ لا يُفرِّغَ نفسَه في الأسبوعِ يومَ الجُمُعة لِأمرِ دِينِه فيَسألَ عنه».

* ورُوي الترغيب في صوم يوم الجمعة، إلاّ أنّ الأفضل أن لا يتفرّد بصومه إلاّ بصوم يومٍ قبله، ويُكره السفر فيه ابتداءً. وكذلك تكرَه الحجامة وإنشاد الشعر وفضول الكلام. عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «إِذا رأيتم يَوم الجُمعة شَيخاً يقصّ على النّاس تاريخ الكُفر والجاهليّة فارمُوا رأسَهُ بِالحصى».

* ورُوي في أكل الرّمان فيه وفي ليلته فضلٌ كثير. عن الإمام الكاظم عليه السلام: «مَن أكلَ رمّانةً يومَ الجمعةِ على الرِّيقِ نوَّرتْ قلبَه أربعينَ صباحاً، فإنْ أكلَ رمّانتَين فثمانين يوماً، فإنْ أكلَ ثلاثاً فمائة وعشرين يوماً، وطَردَت عنه وسوسةَ الشّيطان، ومَن طُردت عنه وسوسةُ الشيطان لم يعصِ اللهَ، ومَن لم يعصِ اللهَ أدخلَه اللهُ الجنّة».

* وقد ورد في بعض الروايات: أنّ الدعاء، بعد قراءة سورة (الكافرون) عشر مرات عند طلوع الشمس من يوم الجمعة، مُستجاب.

* وعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: «مَن تنفّلَ ما بينَ الجُمعةِ إلى الجمُعة بخَمسمائة رَكعة، فلهُ عندَ اللهِ ما شاء، إلّا أنْ يتمنّى محرّماً».

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ 3 أيام

دوريات

  إصدارات اجنبية

إصدارات اجنبية

نفحات