تاريخ
صلاةُ رسول الله صلّى الله عليه وآله في السَّفر
«..لا خلاف أنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام أقام بقيّة شهر رمضان [عند فتح مكّة سنة 8 للهجرة] يقصِّر الصّلاة ويُفطر، وهذا دليلُ مَن قال مِن العلماء: إنَّ المسافر إذا لم يجمع الإقامة، فلَه أن يقصِّر ويفطر إلى ثماني عشر يوماً في أحد القولَين. ".."
قال البخاري ".." عن يحيى بن أبي إسحاق، عن أنَس بن مالك، قال: أقَمنا مع رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلَّم عشراً يقصِّر الصَّلاة. ".."
[و] قال البخاري ".." عن ابن عبّاس، قال: أقام رسول الله صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم تسعةَ عشر يوماً يصلِّي ركعتَين. ".."
وحدّثنا أحمد بن يونس ".." عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: أقمنا مع رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلَّم في سفرٍ تسعَ عشرة، نقصِّر الصَّلاة. قال ابن عباس: فنحن نقصِّر ما بقينا بين تسع عشرة، فإذا زدْنا أَتمَمنا.
وقال أبو داود: ".." عن عمران بن حصين، قال: غزوتُ مع رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلَّم، وشهدْتُ معه الفَتح، فأقام ثماني عشرة ليلةً لا يصلِّي إلَّا ركعتَين يقول: يا أهلَ البلد صلُّوا أربعاً فإنّا قومٌ سفر، وهكذا رواه التّرمذي من حديث عليّ بن زيد بن جدعان، وقال: هذا حديثٌ حسَن. ثمَّ رواه: من حديث محمَّد بن إسحاق ".." عن ابن عباس، قال: أقام رسول الله صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم عام الفتح خمس عشرة ليلة يقصِّر الصّلاة ".."».
(ابن كثير، البداية والنهاية)
بلدان
الطَّفّ
O الطَّفّ: بالفتح، والفاء مشدَّدة، وهو في اللّغة ما أشرفَ من أرض العرب على ريف العراق. وإنّما سُمِّي طفّاً لأنّه دانٍ من الرّيف، من قولهم: خذ ما طفّ لك واستَطفّ؛ أي ما دنا وأمكن.
وقِيل: سُمِّي الطَّفّ لأنه مشرف على العراق، من أَطَفّ بمعنى أطلَّ.
والطَّفّ: طفّ الفرات أي الشاطئ، والطّفّ أيضاً: أرضٌ من ضاحية الكوفة في طريق البرِّية، فيها كان مقتلُ الحسين بن عليّ عليه السلام، وهي أرض بادية قريبة من الرِّيف فيها عدَّة عيون ماء جارية، منها: «الصّيد» و«القطقطانة» و«الرّهيمة» و«عين جمل»، وهي عيون كانت للموكَّلين بالمسالح التي كانت وراء خندق سابور الفارسي؛ الذي حفره بينه وبين العرب وغيرهم، قال بعضُهم يرثي الحسين بن عليّ عليه السلام، ومَن قُتِل معه بالطَّفّ:
ألا إنَّ قتلى الطَّفِّ من آلِ هاشمٍ أذلَّت رقابَ المسلمينَ فذلَّتْ
وكانوا غياثاً ثمّ أضحوا رزيّةً ألَا عَظُمَت تلكَ الرَّزايا وجَلَّتْ
***
O الغاضريّة: بعد الألف ضادٌ معجمة، منسوبة إلى غاضرة من بني أسد: وهي قريةٌ من نواحي الكوفة قريبة من كربلاء.
***
O نِيْنَوَى: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وفتح النون والواو، بوزن طِيطوى: وهي قرية يونس بن متّى عليه السلام بالموصل. وبسواد الكوفة ناحيةٌ يقال لها نينوى، منها كربلاء التي قُتِل بها الحُسين عليه السلام.
(الحموي، معجم البلدان - بتصرّف)