قديماً قيل: ناقل الكفر ليس بكافر. ومنه يعلم حال ناقل الإيمان. هذه أيها العزيز، بعض النقاط السريعة، في ما ينبغي. انطلق في ما تستأنفه من رحلة عمرك الغالي من أن أول يوم من شوال، أول يوم في تكليفك، كأنك الآن بلغت وكُلِّفت.

قديماً قيل: ناقل الكفر ليس بكافر.

ومنه يعلم حال ناقل الإيمان.

هذه أيها العزيز، بعض النقاط السريعة، في ما ينبغي.

انطلق في ما تستأنفه من رحلة عمرك الغالي من أن أول يوم من شوال، أول يوم في تكليفك، كأنك الآن بلغت وكُلِّفت.

اعتبر أن صحف السيئات مُحيَت، بل طُمست وعادت نقية فإياك أن تملأها، واعتمد على ما يلي:

1- شدد على نفسك في محاسبتها، حاسبها كما يحاسب الشريك شريكه بل وأشد، اجعل لنفسك وقتاً في اليوم والليلة تستعرض فيه كليات عملها في هذا اليوم، فإذا وجدت زلّة فلا تنم قبل أن يبلغ منك الندم مبلغه، بالتفجُّع والتحرُّق والأنين، لتحرق نار الندم أدران الذنب وترجع الصحيفة نقية.

2- أوصِد جيداً بابي لسانك، لا تحرك لسانك قبل أن تفكر جيداً، فجراحات اللسان أشد من جراحات السنان:

جراحات السنان لها التئام، ولا يلتام ما جرح اللسان

3- لا تؤذ أحداً، كائناً من كان.

4- لا تتدخل فيما لا يعنيك، وقل خيراً أو اسكت، كما أمر المولى أبو الحسن عندما سمع رجلاً يتكلم فيما لا يعنيه فقال له: يا هذا إنك تملي على كاتبيك فقل خيراً أو اصمت.

5- ضع خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله حول شهر رمضان أمامك وتأمل في فقراتها، فهي برنامج دورةٍ مدتها شهر رمضان ليتواصل الإلتزام بها بعد شهر رمضان على مدار السنة.

من مضامينها تتكون روح شهر رمضان، وقوام هذه الروح قراءة القرآن، ومودّة سيد الأولياء وبنيه، والبكاء على ما استحل منه ومنهم.

وثمار ذلك:

أولاً: صلة الرحم، فمن يصل رحمه يوفّق لصلة رحم المصطفى، من يودّ قرباه يوفق لمودة قربى رسول الله.

ثانياً: وكظم الغيظ وتحسين الخلق، ليطهر الإنسان نفسه بعض الشيء، فيصبح أهلاً لمسّ فرائد القرآن الكريم. لا يمسّه إلا المطهرون.

وثالثاً: والصدقة، إنفاقاً من كل ما تحب، لتنال البر، وفوق كل برٍّ بر، حتى يُقتل المرء في سبيل الله، فتصدق بهدف نيل الشهادة، وما فوقها. ورضوان من الله أكبر.

فكّر أيها العزيز بمفردات خطبة المصطفى صلى الله عليه وآله واحرص أن تكون منهاجك حتى شهر رمضان القادم إذا قُدّر لك ذلك.

ولا تنس الصلاة أول وقتها، ملتمساً منك الدعاء بالتوفيق لذلك.

ودمت في حفظ من لا تضيع لديه الودائع، والسلام.