شعر

شعر

09/01/2013

.. لكلِّ ممكنٍ حياةُ



.. لكلِّ ممكنٍ حياةُ

شعر: المرجع الدّيني، الفيلسوف الشّيخ محمّد حسين الأصفهاني الغَروي رحمه الله
أوردَ المرجعُ الدّينيُّ الرّاحل، الشّيخ محمّد حسين الأصفهاني في ديوانه (الأنوار القدسيّة) قصيدةً عصماء، في مدح سيّد النّبيّين صلّى الله عليه وآله، اختارت «شعائر» بعضَ أبياتها بمناسبة ذكرى المولد النّبويّ الشّريف.
_____________


فاتحةُ الوجودِ خاتمُ الرُّسُلْ  جلَّ عن الثّناء. ما شئتَ فَقُلْ 
وأينَ منه عالياتُ الأحرُفِ  إنْ هي إلّا نقطةٌ في المُصحَفِ 
في كفِّه تُسبِّحُ الحصاةُ   فهْي لكلِّ ممكنٍ حياةُ 
وما الكليمُ؟ ما العصا؟ وما الحجرْ؟  فهُو بسُبّابتِه شقَّ القمرْ 
وأين بيضاءُ يدِ الكليمِ  من يدِه البيضا على العمومِ 
وكلُّه للهِ سمعٌ وبصَرْ لا مَلَكٌ يشبُهه ولا بشَرْ
كلامُه القرآنُ والفرقانُ  وهْو لسرِّ ذاتِه عنوانُ 
فهْو لسانُ الله جلَّ شانُهْ  في وحيه، لا، هو تُرجمانهْ
ودينُه في رتبةِ الكمالِ  شريعةُ الجلالِ والجمالِ 
شريعةُ الإخلاصِ والمكارمِ  شريعةُ الآدابِ والعزائمِ 
شريعةٌ لا عُسْرَ فيها وحَرَجْ  سمحاءُ سهلةٌ لكلِّ مَن وَلَجْ 
بيضاءُ لا تمحقُها الطِّباعُ  تلتذُّ من بيانِها الأسماعُ 
له لواءُ الحمدِ والنّصرُ معهْ  فاز بظلِّه غداً مَن تَبِعَهْ 
ولايةُ اللهِ له على الوَرى  من غيرِ حدٍّ أوّلاً وآخِرا
كلُّ نبيٍّ هو تحتَ رايتِهْ  كلُّ وليٍّ هو في ولايتِهْ 
وكلُّ شيءٍ خاضعٌ لأَمرهِ  وكلُّ وصفٍ هو دونَ قدْرهِ 
وصفوةُ الصّفيِّ من صفائهْ  وخِلَّةُ الخليلِ من وفائهْ 
ساحلُ فضلِه أمانُ المُلتَجي  به التجى نوحٌ فَسُمِّي النَّجي 
مُقتبِسٌ من نورِه الكليمُ  وفي فِناء طُورِه مُقيمُ 
نادى المسيحُ في الصِّبا بعهدهِ  كأنّه كانَ رضيعَ مهدهِ 
وما المسيحُ والعروجُ للسَّما   فهو إلى فوقِ السَّماوات سَما 
وجازَ من سُرادقاتِ العَظَمهْ   وحازَ ما يجلُّ عن كلِّ سِمهْ  




 








اخبار مرتبطة

  الملف

الملف

منذ 3 أيام

إستهلال

نفحات