| فاتحةُ الوجودِ خاتمُ الرُّسُلْ |
جلَّ عن الثّناء. ما شئتَ فَقُلْ |
| وأينَ منه عالياتُ الأحرُفِ |
إنْ هي إلّا نقطةٌ في المُصحَفِ |
| في كفِّه تُسبِّحُ الحصاةُ |
فهْي لكلِّ ممكنٍ حياةُ |
| وما الكليمُ؟ ما العصا؟ وما الحجرْ؟ |
فهُو بسُبّابتِه شقَّ القمرْ |
| وأين بيضاءُ يدِ الكليمِ |
من يدِه البيضا على العمومِ |
| وكلُّه للهِ سمعٌ وبصَرْ |
لا مَلَكٌ يشبُهه ولا بشَرْ |
| كلامُه القرآنُ والفرقانُ |
وهْو لسرِّ ذاتِه عنوانُ |
| فهْو لسانُ الله جلَّ شانُهْ |
في وحيه، لا، هو تُرجمانهْ |
| ودينُه في رتبةِ الكمالِ |
شريعةُ الجلالِ والجمالِ |
| شريعةُ الإخلاصِ والمكارمِ |
شريعةُ الآدابِ والعزائمِ |
| شريعةٌ لا عُسْرَ فيها وحَرَجْ |
سمحاءُ سهلةٌ لكلِّ مَن وَلَجْ |
| بيضاءُ لا تمحقُها الطِّباعُ |
تلتذُّ من بيانِها الأسماعُ |
| له لواءُ الحمدِ والنّصرُ معهْ |
فاز بظلِّه غداً مَن تَبِعَهْ |
| ولايةُ اللهِ له على الوَرى |
من غيرِ حدٍّ أوّلاً وآخِرا |
| كلُّ نبيٍّ هو تحتَ رايتِهْ |
كلُّ وليٍّ هو في ولايتِهْ |
| وكلُّ شيءٍ خاضعٌ لأَمرهِ |
وكلُّ وصفٍ هو دونَ قدْرهِ |
| وصفوةُ الصّفيِّ من صفائهْ |
وخِلَّةُ الخليلِ من وفائهْ |
| ساحلُ فضلِه أمانُ المُلتَجي |
به التجى نوحٌ فَسُمِّي النَّجي |
| مُقتبِسٌ من نورِه الكليمُ |
وفي فِناء طُورِه مُقيمُ |
| نادى المسيحُ في الصِّبا بعهدهِ |
كأنّه كانَ رضيعَ مهدهِ |
| وما المسيحُ والعروجُ للسَّما |
فهو إلى فوقِ السَّماوات سَما |
| وجازَ من سُرادقاتِ العَظَمهْ |
وحازَ ما يجلُّ عن كلِّ سِمهْ |