﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ﴾ الشرح:7
تسبيحُ الزّهراء عليها السلام، لا يُترَك
ـــــ الشّيخ الطّوسيّ قدّس سرّه ـــــ
رُوي عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله: «مّن عقَّب في صلاةٍ فهو في صلاة».
وعن الإمام الباقر عليه السلام في تفسير قوله تعالى: ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ﴾
الشرح:7
: «إذا
فَرَغْتَ من الصَّلاةِ المكتوبة، فانْصَب إلى ربِّكَ في الدُّعاء، وارغَبْ إليه في
المسألة يُعطِك».
ما يلي، مقتطفٌ من كتاب (النّهاية)
للشّيخ الطُّوسيّ في أقلّ ما يُجزي من التّعقيب، مع تأكيد المحافظة على تسبيح
الزّهراء عليها السلام.
فإذا انصرَفَ
من صلاتِه يُستحبُّ له أن يقول قبل قيامه من مُصلَّاه: «الله أكبر» ثلاث مرّاتٍ يرفع بها يدَيه إلى شحمَتَي أذنيه، ثمّ
يقول: «لا إلهَ إلَّا اللهُ
إلهاً واحداً، ونحنُ له مُسلمون. لا إلهَ إلَّا اللهُ، لا نعبدُ إلَّا إيَّاه مُخلصينَ
له الدِّين ولو كَرِهَ الكافرون. لا إله إلَّا اللهُ وَحدَهُ وَحدَهُ وَحدَهُ، أنجَزَ
وَعْدَهُ، ونَصَرَ عَبْدَهُ، وأَعَزَّ جُنْدَهُ، وغَلَبَ الأحزابَ وَحْدَه. فَلَهُ
المُلكُ ولهُ الحَمْدُ، يُحيِي ويُميتُ، ويُميتُ ويُحيِي، وهو حيٌّ لا يموتُ، بِيَدِهِ
الخيرُ وهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ. أللَّهُمَّ اهدِنِي لِمَا اختُلِفَ فيهِ من الحقِّ
بإذنِكَ، إنَّك تَهدِي مَنْ تَشاءُ إلى صِراطٍ مُستَقيمٍ».
ثمَّ يُسبِّح
تسبيحَ الزَّهراء عليها السلام؛ وهو أربع
وثلاثونَ تَكبيرة، وثلاث وثلاثون تَحميدة، وثَلاث وثلاثون تَسبيحة. يَبدأ بالتّكبير،
ثمّ بالتّحميد، ثمّ بالتّسبيح. ثمَّ يقول: «أللَّهُمَّ أنتّ السَّلامُ ومنك السَّلامُ ولك السَّلامُ وإليكَ السَّلامُ
وإليكَ يَرجِعُ السَّلامُ، تباركْتَ يا ذا الجَلالِ والإكرامِ، السَّلامُ على رسولِ
اللهِ، السَّلامُ على نَبِيِّ الله، السَّلامُ على مُحمَّدِ بنِ عبدِ الله خاتَم
النّبيِّين، السَّلامُ على جبرائيلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ وعزرائيلَ مَلَكِ الموتِ،
وحَمَلَةِ العَرْشِ، السَّلامُ على رضوانَ خازنِ الجِنان. السَّلامُ على مالِكٍ
خازنِ النَّار. السَّلامُ على آدمَ ومُحمَّدٍ ومَنْ بينهُما مِنَ الأنبياء والأوصياء
والشُّهداء والصُّلَحاء. السَّلامُ علينا وعلى عِبادِ اللهِ الصَّالحين».
ثمَّ يُسلِّم
على الأئمَّة عليهم السلام واحداً واحداً،
ثمَّ يقول: «أللَّهُمَّ إنِّي
أسألُكَ مِن كلِّ خَيرٍ أحاطَ بِهِ عِلْمُكَ، وأعوذُ بِكَ مِن كلِّ شرٍّ أحاطَ بِهِ
عِلمُكَ، وأسألُكَ عافِيَتَكَ في أموري كلِّها، وأعوذُ بكَ مِن خِزْيِ الدُّنيا
وعذابِ الآخرةِ».
ثمَّ يقرأ
اثنتَي عشرة مرّة سورة الإخلاص، ويقول بعدها: «أللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ باسمِكَ المَكنُونِ المَخزُونِ
الطَّاهِرِ المُطهَّرِ المُبارَك، وأَسألُكَ باسمِكَ العظيمِ وسُلطانِكَ القديمِ،
أسألُكَ أنْ تُصَلّيَ على مُحمَّدٍ وآلِ مُحمَّدٍ، يا واهِبَ العَطايا، ويا مُطْلِقَ
الأسارَى، ويا فَكَّاكَ الرِّقابِ مِن النَّارِ، أسألُكَ أنْ تُصلِّيَ على مُحمَّدٍ
وآلِ مُحمَّدٍ، وأنْ تَعْتِقَ رَقَبَتِي مِن النَّار، وتُخرِجَنِي من الدُّنيا آمِناً،
وتُدخِلَني الجنَّةَ سالِماً، وأنْ تَجعلَ دُعائي أوَّلهُ فلاحاً وأَوْسَطهُ نجاحاً
وآخِرَهُ صَلاحاً، إنَّكَ أنتَ علَّامُ الغُيوب».
إلّا تسبيح الزّهراء عليها السلام
وهذا القدر الّذي
ذكرناه يُستحبّ أن يدعو به الإنسان عقيب كلِّ صلاةٍ، ولا يَتركهُ مع الاختيار. فإنْ
لمْ يتمكَّن اقتَصَر على تسبيحِ الزَّهراء عليها السلام. ولا يَترك
ذلك إلَّا عند الضّرورة. وإنْ دعا بهذا التَّعقيب في عقيب كلِّ ركعتَين من النّوافل،
حازَ به أجراً.
ثمّ يَسجد
سجدتَي الشُّكر، ويكون ملتصقاً بالأرض، ويقول فيه: «شكراً شكراً» مائة مرّة. وإن قال: «عَفواً عَفواً»، كان أيضاً
جائزاً. فإنْ لم يتمكَّن قال ثلاثَ مرّات: «شكراً لله».