التّلبية
لَبَّيْكَ اللّهُمَّ لَبَّيْك..
لَبَّيْكَ لا شريكَ
لكَ، لَبَّيْك
O يُعتَبر في التّلبية مقارَنَتُها للنّيّة كَتكبيرة الإحرام بالنّسبة إلى
نيّة الصّلاة، وترتيبُها على الوجه المذكور، وموالاتُها، وإعرابُها.
O ومعنى لَبّيْكَ: «إجابةً بعدَ إجابةٍ لكَ يا ربّ»، أو «إخلاصاً
بعدَ إخلاصٍ» أو «إقامةً على طاعتِك بعدَ إقامةٍ».
O ومعنى أللّهُمّ: «يا الله».
O ويجوز كسر «إنّ» في قوله: «إنّ الحمدَ» وفتحَها، والأوّلُ أجوَدُ.
وقد ورد في الخبر أنّ هذه التّلبية جواب للنّداء المذكور في قوله تعالى: ﴿وأَذِّنْ
فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ..﴾ الحج:27، حيثُ صَعِدَ
إبراهيمُ عليه السّلام أبا قُبَيْسٍ ونادَى بالحجّ.
O وفي «لا شَريكَ لك» إرغامٌ لأُنوف الجاهليّة الذين كانوا
يُشْرِكونَ الأصنامَ والأوثانَ بالتّلبيَة.
وفي تَكرارها بَعْثٌ للقلب على
الإقبال على خالصِ الأعمال، وتَلَافٍ لِما لعلَّه وقعَ من الإخلال بوظائف عبوديّة
المَلِك المُتعالِ، كتَكرار الرّكعات والتّسبيحاتِ والتّكبيراتِ وغيرِها من
الأفعال.
O ويُسْتَحَبّ الإكثارُ منها ومن باقي التّلبياتِ المستحبّة خصوصاً «لَبّيْكَ
ذا المعارِجِ، لَبّيْك»، فقد كان النّبيّ صلّى اللهُ عليه وآله يُكْثِرُ منها، ومِنَ [التّلبية] المستحبّةِ:
«لَبّيْكَ ذا المَعَارجِ إلى دَار السّلام، لَبّيْكَ لَبّيْكَ غَفَّارَ الذُّنُوبِ،
لَبّيْكَ لَبّيْكَ أَهْلَ التّلبيَةِ، لَبّيْكَ لَبّيْكَ ذا الجَلالِ والإكرامِ،
لَبّيْكَ لَبّيْكَ تُبْدِئُ والمَعادُ إليكَ، لَبّيْكَ لَبّيْكَ تَسْتَغْني
ويُفْتَقَرُ إليك، لَبّيْكَ لَبّيْكَ مَرهوباً ومَرغوباً إليك، لَبّيْكَ لَبّيْكَ
إلهَ الحقّ، لَبّيْكَ لَبّيْكَ ذا النَّعْماءِ وذا الفَضْلِ الحَسَنِ الجَميل،
لَبّيْكَ لَبّيْكَ كَشّافَ الكُرَبِ العِظامِ، لَبّيْكَ لَبّيْكَ عبدُك وابنُ عَبدَيْك،
لَبّيْكَ لَبّيْكَ أتَقَرّبُ إليكَ بمُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ صَلّى اللهُ عليهم،
لَبّيْكَ لَبّيْكَ يا كريمُ لَبّيْك، لَبّيْكَ بالعُمرةِ المُتَمتَّعِ بها إلى
الحجّ لَبّيْك».
(الشّهيد الثّاني، الرّسائل، أقلّ ما يجب معرفتُه عن
الحجّ والعُمرة)