من أذكار الصّباح والمساء
«هذا من الدّعاء المَخزون»
____ الفيض الكاشاني رحمه
الله ____
يقول
الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ الأحزاب:41،
فكَثرة الذِّكر من صفات المؤمن، وهو محمودٌ ومطلوبٌ في كلّ وقت، ومن محطّاته التي
ورد الحثّ عليها، إذا أصبح المؤمن وأمسى.
ما
يلي، وقفةٌ مع بعض أذكار الأنبياء والأئمّة عليهم السلام من كتاب (الوافي) للفيض
الكاشاني رحمه الله.
* عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ،
قَالَ: «كَتَبْتُ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي (الإمام الجواد) عليه السلام،
أَسْأَلُه أَنْ يُعَلِّمَنِي دُعَاءً.
فَكَتَبَ إِلَيَّ: تَقُولُ إِذَا
أَصْبَحْتَ وأَمْسَيْتَ: (اللهُ اللهُ اللهُ رَبِّيَ
الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ لَا أُشْرِكُ بِه شَيْئاً)، وإِنْ زِدْتَ عَلَى
ذَلِكَ فَهُوَ خَيْرٌ، ثُمَّ تَدْعُو بِمَا بَدَا لَكَ فِي حَاجَتِكَ، فَهُوَ
لِكُلِّ شَيْءٍ بِإِذْنِ الله تَعَالَى، يَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ».
بيان:
«فَهُوَ لِكُلِّ شَيْءٍ» يعني هذا القول صالحٌ لكلِّ شيء تطلبه من الله
بعده، فإذا قدّمته ثمّ تسأل حاجتك تُستجاب لك بإذن الله...
* عن أبي عبد الله الصادق عليه السّلام،
قال: «لَا تَدَعْ أَنْ تَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِذَا
أَصْبَحْتَ، وثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِذَا أَمْسَيْتَ: (اللَّهُمَّ
اجْعَلْنِي فِي دِرْعِكَ الْحَصِينَةِ الَّتِي تَجْعَلُ فِيهَا مَنْ تُرِيدُ)،
فَإِنَّ أَبِي عليهِ السّلام كَانَ يَقُولُ: هَذَا مِنَ الدُّعَاءِ الْمَخْزُونِ».
* عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (الباقر) عليه
السّلام، قَالَ: مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ: (اللَّهُمَّ
إِنِّي أَصْبَحْتُ فِي ذِمَّتِكَ وجِوَارِكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ
دِينِي ونَفْسِي ودُنْيَايَ وآخِرَتِي وأَهْلِي ومَالِي، وأَعُوذُ بِكَ يَا
عَظِيمُ مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ جَمِيعاً، وأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا يُبْلِسُ بِه
إِبْلِيسُ وجُنُودُه)، إِذَا قَالَ هَذَا الْكَلَامَ لَمْ يَضُرَّهُ
يَوْمَهُ ذَلِكَ شَيْءٌ، وإِذَا أَمْسَى فَقَالَه لَمْ يَضُرَّه تِلْكَ
اللَّيْلَةَ شَيْءٌ، إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى».
* عَنْ صَفْوَانَ، عَمَّنْ ذَكَرَه،
عَنْ أَبِي عَبْدِ الله الصادق عليه السلام، قَالَ: قُلْتُ لَه عَلِّمْنِي شَيْئاً
أَقُولُه إِذَا أَصْبَحْتُ وإِذَا أَمْسَيْتُ.
فَقَالَ: قُل: (الْحَمْدُ لله الَّذِي يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ولَا يَفْعَلُ
مَا يَشَاءُ غَيْرُه، الْحَمْدُ لله كَمَا يُحِبُّ اللهُ أَنْ يُحْمَدَ، الْحَمْدُ
لله كَمَا هُوَ أَهْلُه، اللَّهُمَّ أَدْخِلْنِي فِي كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فِيه
مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ، وأَخْرِجْنِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ أَخْرَجْتَ مِنْه
مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ، وصَلَّى الله عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ)».
أذكار الأنبياء على
نبيّنا وآله وعليهم السلام
* عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ (الإمام الباقر) عليه السلام، قَالَ: «قُلْتُ لَه مَا عَنَى بِقَوْلِه
تَعَالَى: ﴿وإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى﴾؟ (النجم:37)
قَالَ: كَلِمَاتٍ بَالَغَ فِيهِنَّ.
(أي إبراهيم عليه السلام)
قُلْتُ: ومَا هُنَّ؟
قَالَ: كَانَ إِذَا أَصْبَحَ قَالَ: (أَصْبَحْتُ ورَبِّي مَحْمُودٌ، أَصْبَحْتُ لَا أُشْرِكُ
بِالله شَيْئاً، ولَا أَدْعُو مَعَه إِلَهاً، ولَا أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ
وَلِيّاً)، ثَلَاثاً، وإِذَا أَمْسَى قَالَهَا ثَلَاثاً، قَالَ: فَأَنْزَلَ
الله عَزَّ وجَلَّ فِي كِتَابِه: ﴿وإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى﴾.
قُلْتُ: فَمَا عَنَى بِقَوْلِه فِي
نُوحٍ: ﴿.. إِنَّه كانَ عَبْداً شَكُوراً﴾؟ (الإسراء:3)
قَالَ: كَلِمَاتٍ بَالَغَ فِيهِنَّ.
قُلْتُ: ومَا هُنَّ؟
قَالَ: كَانَ إِذَا أَصْبَحَ قَالَ: (أَصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ مَا أَصْبَحَتْ بِي مِنْ نِعْمَةٍ
أَوْ عَافِيَةٍ، فِي دِينٍ أَوْ دُنْيَا، فَإِنَّهَا مِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ،
فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى ذَلِك،َ ولَكَ الشُّكْرُ كَثِيراً)، كَانَ
يَقُولُهَا إِذَا أَصْبَحَ ثَلَاثاً، وإِذَا أَمْسَى ثَلَاثاً...».