نورُ اللهِ تعالى في أرضه
في (كمال الدِّين) عن الصّادق عليه السلام قال في حديثٍ طويل، في بيان شباهة الإمام
المهديّ عجّل الله فرجه بموسى عليه السلام: «..إنّ فرعون لمّا وَقف على أنَّ زوالَ
مُلكِه على يده [النّبيّ موسى]، أمرَ بإحضار الكَهَنة فدلُّوه على نَسَبِه،
وأنّه يكون من بني إسرائيل، فلم يَزَل يأمر أصحابه بشقِّ بطون الحوامل من نساءِ بني
إسرائيل، حتّى قَتل في طَلَبِه نيّفاً وعشرين ألف مولودٍ، وتعذَّر عليه الوصول إلى
قتلِ موسى، لِحِفْظِ الله تبارك وتعالى إيّاه. وكذلك بنو أميّة وبنو العبّاس، لمّا
وقفوا على أنَّ زوالَ مُلكِ الأمراء والجبابرة منهم على يَدِ القائم منّا، ناصَبونا
العداوة، ووضعوا سيوفَهم في قتلِ آل الرّسول صلى الله عليه وآله وإبادة نَسلِه، طمعاً منهم في الوصول إلى
قتل القائم، ويأبى اللهُ عزَّ وجلَّ أن يكشفَ أمرَه لواحدٍ من الظَّلمة، إلَّا أن يتمّ
نورَه ولو كَره المشركون..».
(مكيال المكارم، الميرزا الأصفهانيّ)
دعوتان للحوائج والشّدائد
قال الإمام الصّادق عليه السلام: ما من نبيٍّ إلا وخلَّف في أهل بيته
دعوة مجابة، وقد خلَّف فينا رسول الله صلّى الله عليه وآله دعوتَين مجابتَين: أمّا الواحدة فلشدائدنا،
وأمّا الأخرى فلحوائجنا.
أمّا الّتي لشدائدنا: يا كائن دائماً لم يزل، يا إلهي، يا إله آبائي،
يا حيُّ يا قيُّوم، اِجعلني لك مخلصاً.
وأمّا الّتي لحوائجنا: يا مَن يَكفي من كلِّ شيءٍ، ولا يكفي منه شيءٌ،
يا الله يا ربَّ محمَّدٍ صلّى الله عليه وآله.
(الصّحيفة الصّادقيّة، القرشيّ)
الغضب، شقاء الدّنيا والآخرة
إنَّ أطبّاء النُّفوس والقلوب، الَّذين وَجدوا بالعلم الإلهيّ المحيط
وعين البصيرة النّافذة في بواطن المُلك والملكوت، أمراضَ القلوب وأدويتها،
ومُصلحاتها ومُفسداتها، وبُعِثوا من جانب الذّات الإلهيّة المقدّسة لكشف الحقائق،
وإظهار البواطن، وإيقاظنا نحن النّائمين، يخبروننا أنّه كما يُفسد الخلُّ العسلَ
بسرعة، ويبدّل تلك الحلاوة اللّطيفة إلى المرارة والحموضة غير المحبَّبة للنّفس،
فكذلك نار الغضب ونائرته تفسدان نور الإيمان وتطفئانه. إذاً لو لم يكن للغضب أثرٌ
غير إفساد رأسمال حياة الإنسان الملكوتيّة، وهو الإيمان، وإبطاله، وأخذه موجبات
سعادة الإنسان من يديه، فيدخل خالي اليد إلى عالم الآخرة، لكان هذا كافياً. كما
أنّه قد يُدخل الإنسان في هذا العالم في المخاطر والمهالك، فيوجب شقاءه في
العالمَين.
(جنود العقل والجهل، الإمام الخمينيّ)
من الثّمار الممدوحة
التّمر: الّذي ورد فيه أنّ الموالين يحبّونه، وأنّ مع
كلّ تمرة حسنة، وخيره البرنيّ، فإنّه يُذهبُ الدّاء ولا داءَ فيه، ويذهب بالإعياء،
والبلغم، ويُشبع.
العنب: فإنّه يستحبّ أكله لا سيّما للمغموم، فإنّه
يذهب بالغمّ، لا سيّما الأسود منه. ويستحبّ أكل الزّبيب فإنّه يشدّ العصب، ويذهب
بالنّصب، ويطيِّب النّفس، ويحسِّن الخُلُق.
التّفّاح: فإنّه نصوح المعدة، وينفع الوباء والرّعاف
المهلك، ولا شيء أنفع منه، والأخضر منه يقلع الحمّى، ويستحبّ النّظر إلى التّفّاح
الأحمر.
الإجاص: فإنّه يطفي الحرارة، ويسكِّن الصّفراء.
(مرآة الكمال، المامقانيّ)