قراءة في كتاب

قراءة في كتاب

02/10/2013

دائرةُ معارف ولائيّة


«الغدير في الكتاب والسُّنّة والأدب»

دائرةُ معارف ولائيّة

ـــــ قراءة: سلام ياسين ـــــ

الكتاب: الغدير في الكتاب والسّنّة والأدب.

المؤلّف: العلّامة الشّيخ عبد الحسين الأمينيّ النّجفيّ (1320-1390 للهجرة).

النّاشر: دار الكتاب العربيّ-بيروت 1397 للهجرة-1977م. الطّبعة الرّابعة.

المجلّدات: 11

كتاب (الغدير) عملٌ موسوعيّ فريد، أراد مؤلِّفُه أن يَستقصيَ فيه كلّ ما يرتبط بالحَدَث المصيريّ بالنّسبة إلى الأمّة الإسلاميّة، بل البشريّة جمعاء، بتنصيب رسول الله صلّى الله عليه وآله، بأمرٍ من الله تعالى، عليّاً عليه السلام وليّاً من بعده. وكان العلّامة الأمينيّ قد ألَّف أوَّلا كتاباً في ستّة أجزاءٍ باسم (شعراء الغدير)، وأخَذَه معه إلى آية الله السّيّد أبي الحسن الأصفهانيّ ليَكتب له تقريظاً، فشطب السّيّد كلمة «شعراء» وقال: اسم «الغدير» كافٍ. وبهذه الالتفاتة من المرجع الكبير أصبح اسم «الغدير» هو العنوان والمحوَر الّذي يدور عليه الكتاب.

دوافع تأليف الكتاب

يقول النّجل الأكبر للعلّامة الأمينيّ الشّيخ محمّد هادي نقلاً عن والده: «عندما أنهيتُ دراستي العالية، أخذتُ على نفسي أن لا أعيش على الحقوق الشّرعيّة، وأن لا أستلم الرّواتب الشّهريّة الّتي يَستلمُها طلّاب الحوزة العلميّة وأساتذتها، وأنْ أعملَ وأعيشَ من مجال دراستي واختصاصي في حقول البحث والتّأليف والتّحقيق، لذا توجَّهتُ إلى لَثْمِ أعتاب مرقد الإمام الطّاهر أمير المؤمنين عليه السلام، وبعد أداء مراسيم الزّيارة، وقفتُ جانباً من الحَرَم المطهَّر، وصرتُ أعرضُ فكرتي على الإمام عليه السلام، وأستلهمُ من مثاليَّته وحيويَّته الزّخّارة وهُداه المستقيم. ورغبتُ في القيام ببحثٍ ومشروعٍ يُخلِّدُه التّاريخ، وتَتَشدَّق به الأجيال، وتستفيد منه القرون».

خصائص كتاب (الغدير)

* العمل الموسوعيّ: يحتوي كتاب (الغدير) على مطالب كثيرة في العقيدة، والأدب، والأخلاق، والتّاريخ، وغير ذلك ممّا يصلح معه أن يكون دائرة معارف كبرى.

 يقول المرجع السّيّد عبد الهادي الشيّرازيّ قدّس سرّه في تقريظ الكتاب: «وقد يَفتقرُ مثل هذا التّأليف الحافل المتنوِّع إلى لجنة تجمع رجالاً من أساتذة العلوم الدّينيّة، ولو لم يكن مؤلِّفه العلّامة الأمينيّ بين ظهرانينا، ولمْ نرَ أنّه بمفرده قام بهذا العبء الفادح، لكان مجالاً لحسبان أنَّ الكتاب أثرُ جمعيّة تصدّى كلّ من رجالها لناحية من نواحيه».

وقد تتّبع العلّامة الأمينيّ مئات المصادر وفي مختلف البلدان والمكتبات لتحصيل مصادر هذه الموسوعة، ثمّ قام بقراءتها قراءة متأنِّية لاستخلاص ما ينفع في إثبات الأفكار الّتي يروم الاستدلال عليها. يقول السّيّد جعفر الشّهيديّ، وهو من أصدقاء المؤلِّف: «قال لي العلّامة الأمينيّ ذات يوم: لقد قرأتُ عشرة آلاف كتاب لأجل تأليف كتاب (الغدير)».

* الرُّجوع إلى المصادر الأصليّة: لم يَكتفِ العلّامة الأمينيّ بالنّقل عن كتابٍ ينقل عن مصدر سابق، بل كان يرجع إلى المصدر الأصليّ بشكلٍ مباشر.

* الأمانة والدّقّة في النّقل: يقول الشّيخ محمّد هادي نجل العلّامة الأمينيّ: «ولقد أوصاني والدي رحمه الله بأمرَين في مجال التّحقيق والتّأليف، حيث قال: أوصيك بأمرَين: الأمر الأوّل: يجب أن تترك كثيراً من الرّوابط الاجتماعيّة، وإلَّا فإنّك لا تَجِد الوقت الكافي للكتابة والتّأليف.

والثّاني: أن ترعى الأمانة في التّأليف. ".." وإيّاك والتّصرُّف والتّصحيف في التّاريخ والمصادر، ويجب أن تعدّ نفسك -من أجل أن تبلغ هدفك بالتّأليف- للمشاكل الحياتيّة من جوعٍ، وحرمانٍ، وتحمُّلٍ، وصبر، وإلّا فبعكسها لا تبلغ هدفك».

* الجرأة والصَّراحة في نقل القضايا التّاريخيّة: وقد كَلَّفت هذه الجرأة العلّامة الأمينيّ كثيراً، إلى حدٍّ جَعَلتْهُ يضطرّ، بعد تأليف الأجزاء المتوسِّطة والمتأخِّرة من (الغدير)، إلى التّنقّل مع حماية معه، وكان يُضطرُّ إلى تغيير زيِّه المعهود (لباس العلماء) أحياناً.

* جودة الأسلوب، وجمال العبارة: وقد أثنى على هذه الصّفة كبار العلماء مِمَّن قرّظ كتاب (الغدير)، منهم المرجع السّيّد محسن الحكيم، حيث يقول قدّس سرّه: «وقد سرحتُ النّظر في أجزائه المتتابعة فوجدتُه كما ينبغي أن يصدر من مؤلّفه المعظَّم، وألفيتُه كتاباً لا يأتيه الباطل مِن بين يدَيه ولا مِن خلفه بتوفيقٍ من عزيزٍ عليمٍ، ولقد توفَّق كلّ التّوفيق في قوّة حجَّته، وشدّة عارضته، وروعة أسلوبه، وجمال محاوَرَته. وقد ضمَّ إلى حصافة الرّأي جودة السَّرد، وإلى بداعة المعاني قوّة المباني، وتفنُّن في المواضيع المختلفة فوَرَدَها سديداً، وصَدَرَ عنها قويماً».

موجز محتويات الكتاب

* الجزء الأوّل: فيه تعريفٌ مختصَر بواقعة الغدير، وذِكْرُ عدد الّذين رَووا حديث الغدير من الصّحابة وهم 120 صحابيّاً، وذِكْر رُواة حديث الغدير ونَقَلَته من علماء أهل السّنّة من القرن الثّاني وحتّى الرّابع عشر الهجريّ، وعددهم 360 عالماً، والكُتُب المؤلّفة في الغدير بالخصوص.

ويحتوي هذا الجزء أيضاً مناشدات واحتجاجات أمير المؤمنين وفاطمة الزّهراء والحسن والحسين عليهم السلام بحديث الغدير، وفيه إشارة إلى الآيات الثّلاث النّازلة في حادثة الغدير، ومصادر نزول هذه الآيات في الغدير. 

* الجزء الثّاني: تطرَّق فيه المؤلِّف لقيمة الشّعر والشّعراء في الكتاب والسُّنّة، ثمّ تعرَّض لشعراء الغدير في القرن الأوّل الهجريّ (خمسة شعراء)، والقرن الثّاني (ثلاثة شعراء)، والقرن الثّالث (شاعران).

* الجزء الثّالث: ذَكَرَ فيه المؤلِّف بقيّة شعراء القرن الثّالث الهجريّ (شاعران)، وشطراً من شعراء القرن الرّابع الهجريّ (سبعة شعراء). وأهمّ ما تضمَّنَه هذا الجزء مناقشاته الافتراءات والمغالطات والشُّبُهات المطروحة في كُتُب علماء البلاط.

* الجزء الرّابع: ذكر فيه بقيّة شعراء القرن الرّابع (22 شاعراً)، وشعراء القرن الخامس (9 شعراء)، وبقيّة شعراء القرن السّادس (9 شعراء).

* الجزء الخامس: ذَكر فيه بقيّة شعراء القرن السّادس (3 شعراء)، وشعراء القرن السّابع (9 شعراء). وقد تضمَّن هذا الجزء مسائل مهمَّة:

منها: ما ورد من رواياتٍ في كُتُب العامّة تُثبتُ الكثير من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام وبقيّة الأئمّة عليهم السلام لشخصيّاتٍ أخرى، ومن تلك الفضائل: طيّ الأرض، وردّ الشّمس، وصلاة ألف ركعة، وختم القرآن، وتحدُّث الملائكة إليهم، وعِلمهم بالغَيب.

ومنها: أجوبة الاعتراضات على بعض ما يفعله الشّيعة من نقل الجنائز إلى المشاهد، وزيارتها والتّوسّل والاستشفاع والتّبرُّك بالمدفونين فيها، وكذلك النّذر لها.

* الجزء السّادس: ذَكَر فيه المؤلف شعراء القرن الثّامن (7 شعراء)، وبَحَث فيه، ضمن عرض محتويات أشعار شعراء هذا القرن، مطالب مهمّة، مثل: مصادر ولادة أمير المؤمنين عليه السلام في الكعبة، ومصادر حديث: «أنا مدينةُ العلم..».

* الجزء السّابع: ذكر فيه المؤلِّف بعض شعراء القرن التّاسع (3 شعراء)، خاتماً إيّاه بذكر الأدلّة على إيمان أبي طالب رضوان الله تعالى عليه.

* الجزء الثّامن: واصَل في بدايته ما خَتَم به الجزء السّابق في الدّفاع عن أبي طالب، ومناقشة الغلوّ في بعض الفضائل الموضوعة لبعض الصّحابة.

* الجزء التّاسع: ناقش في هذا الجزء مرحلة خلافة عثمان بن عفّان، وممارسات السُّلطة في حقّ مجموعةٍ من الصّحابة كابن مسعود، وقصّة حصار عثمان ومقتله.

* الجزء العاشر: واصل العلّامة الأمينيّ في هذا الجزء ما خَتَم به الجزء السّابق في تفنيد ما ورد في فضائل الخلفاء الثّلاثة، واستعرض سيرة عبد الله بن عمر، ثمّ ردّ ما ورد من غلوّ في فضائل معاوية ابن سفيان، واستَعرَض سِيرتَه وجناياته.

* الجزء الحادي عشر: واصلَ عرض سيرة معاوية، وخاصّة دوره في قتل الإمام الحسن عليه السلام، وعدد من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام، ثمّ ردّ المناقب المفتعلة في معاوية (40 منقبة)، ثمّ استَعرَض الغلوّ في مناقب جَمْعٍ من الصّحابة والكرامات والقصص المكذوبة لهم ولغيرهم (100 قصّة)، ثمَّ واصل ما تبقّى من شعراء من القرن التّاسع إلى الثّاني عشر.

 

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

03/10/2013

دوريّات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات