تاريخ
لا تُعجبكَ
طَنْطَنة الرَّجل، إنَّه من أهل النّار
(إرشاد القلوب): خرجَ أميرُ المؤمنين عليه السلام ذات
ليلةٍ من مسجد الكوفة متوجِّهاً إلى دارِه وقد مضى ربعٌ من اللّيل، ومعه كُميل بن زياد
وكان مِن خيارِ شيعته ومُحبِّيه. فوَصَل في الطَّريق إلى بابِ رجلٍ يَتلو القرآن في
ذلك الوقت، ويقرأ قوله تعالى: ﴿أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا
وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي
الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو
الْأَلْبَابِ﴾ الزّمر:9، بصوتٍ
شَجِيٍّ حزينٍ، فاستَحسنَ كُمَيل ذلك في باطنِه وأَعجَبَهُ حال الرَّجل، من غير أن
يقول شيئاً.
فالتَفَتَ، صلواتُ
الله عليه وآله إليه، وقال: يا كُميل، لا تُعجبكَ طَنْطَنة الرَّجل، إنَّه من أهل
النّار، وسَأُنبِّئُك فيما بعد! فتَحَيَّر كُمَيل لِمكاشفتِه له على ما في باطنه
ولِشهادته بدخول النّار، مع كَوْنِه في هذا الأمر وتلك الحالة الحَسَنَة. ومضى مدَّة
متطاولة إلى أنْ آلَ حالُ الخوارِج إلى ما آلَ وقاتَلَهُم أميرُ المؤمنين عليه السلام،
وكانوا يَحفظون القرآنَ كما أُنزِل، فالتَفَتَ أميرُ المؤمنين عليه السلام إلى
كُمَيل بن زياد وهو واقفٌ بين يديه، والسَّيفُ في يدِه يَقطرُ دماً، ورؤوس أولئكَ الكَفَرة
الفَجَرة محلّقة على الأرض، فوَضَع رأسَ السَّيف على رأسٍ من تلك الرُّؤوس وقال: يا
كميل، ﴿أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً..﴾، أي هو
ذلك الشَّخص الَّذي كان يقرأ القرآن في تلك اللّيلة فأعجبك حاله، فَقَبَّل كُميل قدَمَيه
واستَغفَر اللهَ وصلَّى على مجهولِ القَدْر.
(بحار الأنوار، المجلسيّ)
أَسْفَرايِين
بالفتح ثمّ السُّكون، وفَتْح الفاء، وراء،
وألف، وياء مكسورة، وياء أخرى ساكنة، ونون: بليدة حصينة من نواحي نيسابور على منتصف
الطّريق من جرجان، واسمُها القديم مهرجان، سمَّاها بذلك بعض الملوك لِخُضرتِها ونضارتِها،
ومهرجان قرية من أعمالها، وقال أبو القاسم البيهقيّ
:
أصلُها من أسبرايين، بالباء الموحَّدة، و(أسبر) بالفارسيّة هو التّرس،
و(ايين) هو العادة، فكأنَّهم عُرِفوا قديماً بِحملِ التِّراس فسُمِّيت مدينتُهم بذلك،
وقيل :بناها اسفنديار فسُمِّيَت به، ثمّ غُيِّر لِتطاوُلِ
الأيّام، وتَشتملُ ناحيتها على أربعمائة وإحدى وخمسين قرية، والله أعلم.
(معجم البلدان، الحمويّ)
وأسفرايين اليوم مدينة إيرانيّة
تقع في محافظة خراسان الشّماليّة. يبلغ عدد
سكّانها 51,321 حسب إحصاء عام 2006م.