لا تُسقِطوا الشَّام يا أعراب واعتبِروا        

هذي جهنَّم فـي بغداد تَستعِرُ

اللُّعبةُ ابتدأتْ.. واللَّاعبونَ أتَوا 

وكاتبُ النَّصِّ خلفَ البابِ مُستتِرُ

والحربُ توشِكُ أنْ تُلقي مَعاطِفَها         

وَقودُها النَّفطُ والـدّولارُ والبشرُ

ماذا أقولُ؟ وهل تُجْدي مُعاتبَتي             

وعُصْبةُ الشَّرِّ مــنْ صُهيونَ تأتَمِرُ

ماذا أقولُ لأعرابٍ تُحَرِّكُهم                  

كفُّ العمالةِ والأحقادُ والبَطَرُ

فأيُّ جامعةٍ تلكَ الّتي خَنَعَتْ                

فيها التَّآمُرُ بالأخلاقِ يَعْتَمِرُ

قرنٌ وجامعةُ الأشرارِ في صَمَمٍ           

فالأرضُ تُنْهبُ، والأعرابُ مـا نَفَروا

والقدسُ تُذبحُ مِثلُ الطَّيْرِ راعِـفةً        

وأطْرَقَ القـومُ، لا حِسٌّ ولا خَبَرُ

كمْ قبَّلوا كَفَّ جَزّارٍ يُقَتِّلنا              

وفوقَ أشلائنا يا ويْحَهم سَكِروا

هل تلكَ جامعةٌ أم تِلكَ (مهزلةٌ)   

يَسوسُها في زمانِ (العِزّ) مَنْ صَغُروا

اليومَ أنعـي لأهـلِ (الأرض) جامعةً      

(عرَّابها النّفط والتّلمود والخَوَرُ)

لو ذرّةٌ مِنْ حياءٍ في وُجُوهِهِمُ            

لَأشعلوا النَّارَ فـي الإسْطبلَ وانتَحروا

لا تقتلوا الشَّامَ فالَّتاريخُ عَلَّمنا           

(أنَّ المُرابِطَ حولَ القُدس يَنْتَصِرُ)

وأمَّةُ العُرْبِ لا تَفْنى بلا قَطـَرٍ              

لكنَّها دونَ رُمـْـحِ الشَّامِ تنكسِرُ

ولنْ نعيشَ كأيتامٍ بلا حَمَدٍ             

ولن نموتَ إذا ما أُلغِيَتْ قَطَرُ

لكنَّنا دونَ (شام القدس) جاريةٌ         

(يدوسها) التُّرْكُ .. والرُّومانُ .. والتَّتَرُ

قبائلُ النّفطِ باسمِ الحُبِّ تقتُلُنا               

فالحُبُّ فاضَ بهمْ، والعِشقُ ينفجِرُ

عواصِمَ المِلحِ عودوا عن مَحَبَّتِكُم            

فلدغةُ الحُبِّ منْ أنيابكم سَقَرُ

يا مرحباً بِدِمُقراطيةٍ هَبَطَتْ                 

مِنَ (اليهود) وقد كانوا بها كفروا

هـذا الزَّواجُ من الموسادِ نعرِفُهُ               

وليسَ يُخْطِئهُ سَمْعٌ ولا بَصَرُ

هذي دموعُ تماسيحٍ، فمَا ذرفتْ                     

لشعْبِ غزَّةَ والآلافُ تُحْتَضَرُ

(و) ما رأيْنَا عيوناً أدْمَعَتْ دُرَرَاً                   

ولا قُلوباً على الأرواحِ تَنْفَطِرُ

هـذا العويلُ على الأرواحِ لم نَرَهُ 

والنَّاسُ تُطْبَخُ في قانا وتنْصَهِرُ

وفـي العراقِ صَمَتُّمْ صَمْتَ مَقْبَرَةٍ                            

وآلةُ الموتِ لا تُبقي ولا تَذَرُ

أمَّا القَطيفُ، فَهُمْ أبناءُ جاريَةٍ  

وقَتْلُهم طاعةٌ للهِ يُعْتَبَرُ

(وإذ تنَفَّس في البحرين فجرُ سناً   

بسلمه والعزّ للأحرار مُفتخَرُ

ثارَت حَفيظَتُكُم بَغْياً وحَشْرَجَةً 

كَالذِّئبِ  يَهجمُ  مَعقوراً ويحتضرُ)

لا تَقتُلوا الشَّامَ إنَّ الشَّامَ روضتُنا        

دونَ الشَّآمِ يموتُ الضَّوءُ والقَمَرُ

يا شامُ صبراً، فإنَّ الغْدرَ دَيْدَنُهم

كم مرّةٍ لِتُراب القُدسِ قد غدَروا !!

حَسِبْتُهمْ مِنْ خطايا الأمسِ قد فَهِموا    

ظَننتُهم فَهِموا، لكنَّهم بَقَرُ

يا ربُّ عفوَكَ، أنْقِذنا بمعجزةٍ      

تُزلزلُ الأرضَ فيهم، إنَّهم فجَروا