أيُّها العزيز

أيُّها العزيز

منذ 5 أيام

يستشهدون بأقوال الغربيّين، كما نستشهد بالقرآن وكلام المعصوم


يستشهدون بأقوال الغربيّين، كما نستشهد بالقرآن وكلام المعصوم

 

في لقاءٍ مع أعضاء الجمعيّة الإسلاميّة للقوّات الجويّة عام 1979، يقول الإمام الخمينيّ رضوان الله تعالى عليه:

يَصفون الإسلام بالرّجعيّة، وأنَّه يعود إلى ما قبل ألف وأربعمائة سنة، وما نحتاج إليه الآن هو فكرٌ جديد.

لقد قالوا في الإسلام كلّ ما يستطيعون، وما زالوا، والسّبب الرّئيس أنَّهم يخافون من الإسلام.

هؤلاء الّذين وجَّهوا أقلامهم المسمومة ومحاولاتهم القذرة إلى الإسلام والجمهوريّة الإسلاميّة. بعضُهم أو الكثير منهم لا يعرفون أصلاً ما هو الإسلام، إنَّهم غافلون عن ذلك ولا يفهمونه.

قرأوا شيئاً من مقالة نشرت في أوروبّا، فجعلوا ذلك ميزان فهمهم، إنَّهم في النّتيجة منبهرون بالغرب.

يقبلون ما يقوله الغربيّون ومن دون دليل، كلّ ما يكتبه أولئك في مقالاتهم فدليله أنَّ هؤلاء كتبوه، تأمَّلوا ما كُتب في هذا القرن لِكُتَّابنا (ما عدا البعض)، فإنَّهم يستدلّون على كلِّ موضوعٍ يطرحونه بأنَّ البروفسور الفلانيّ قال ذلك في المكان الفلانيّ، ترجع استدلالاتهم جميعاً إلى أقوال هؤلاء، نظير استشهادنا بقول الله تعالى.

نحن نستشهد في كلامنا بقول الله والنّبيّ صلّى الله عليه وآله، وهم يستشهدون بهذا الشّكل، أنَّ كلّ ما قاله البروفسور الفلانيّ فهو صحيح، ما قاله ماركس صحيح ".." ليس اعتباطاً أنّهم يلجأون في كلّ قضيةٍ تواجههم، سواءً الأطبّاء أم سائر الشّرائح، إلى الغرب، الغربُ قِبْلَتُهم.

هناك تمثال لأتاتورك لعلِّي رأيتُه، وقيل لي إنَّ يده بهذا الشّكل، والتّمثال لجهة الغرب إشارة إلى أنّ في الغرب كلّ شيء.

وكان هنا أحد الكُتَّاب، توفّي الآن، كان يقول: كلُّ شيءٍ عندنا يجب أن يكون، من بريطانيا.

السّبب أنّ دعايات أولئك أفرغت أدمغة هؤلاء، فأصبحوا غرباء عن ذواتهم. لقد أخذت أوروبّا من شرقيِّينا مآثر الشّرق. كتاب ابن سينا يَستفيدون منه الآن في أوروبّا، أخذوا منّا مآثر الشّرق وأفرغونا، بحيث أنّ كلّ ما نتكلّم به مشدودٌ إليهم، إنْ أُصيب شخص بزكامٍ فينبغي أن يذهب إلى أوروبّا.

إذا احتاج إلى إجراء عملية للَّوزتين فيجب أن يذهب إلى أوروبّا، أو يحضر طبيباً من أميركا إذا كان قادراً على ذلك "..".

أفْرَغَنا الإعلامُ من محتوانا الّذي كان فينا، أيْ أفرغ الشّرقيّ من محتواه الشّرقيّ، وحلّ بدله الدّماغ الغربيّ، ".." وهذا سارٍ في جميع الشَّرائح، حيث ابتُلِيَت جميعها بنوعٍ من الانبهار بالغرب، إلَّا أنَّه يتفاوت قلّةً وكثرةً من بعضٍ لآخر.

وما نريد واقعاً أنْ ننقذَ بلدنا منه، وله الأولويّة على كلِّ ما عداه، هو إنقاذه من هذا الانبهار بالغرب.

لاحظوا حتّى أسماء شوارعنا، روزفلت، تشرشل، وغير ذلك، لماذا؟ لأنّنا لا نعتبر أنَّ لنا شخصيّة إلّا الشّخصيّة الأوروبّيّة، لا بدَّ من تزيين البلد بأسماء هؤلاء.

هذه هي المسألة.

لقد بذل أولئك (الغربيّون) جهدهم لينشئونا على هذا النّحو، أي إذا أردنا أن نصبح شيئاً، نكتب كتاباً، فإنَّ أوَّله يجب أن يتضمّن اسم واحدٍ منهم حتّى يُشترى كتابنا.

إذا أرادَ شبابُنا أنْ يشتروا كتاباً، فينبغي أن يكون في أوَّله اسم ماركس ولينين، عندها يكثر مشتروه، أمّا إذا كان باسم ابن سينا فلا، مع أنَّ جميع هؤلاء (الأجانب) لا يستطيعون أنْ يفهموا صفحةً واحدةً من كُتُب ابن سينا، ومع ذلك فلأنّه شرقيٌّ وليس غربيّاً (فإنّهم لا يهتمُّون به)، ولذلك لم يسمعوا باسم ملّا صدرا، كما لم يسمعوا باسم ملّا هادي، أمّا شخصيّاتهم فإنّهم يعرفونهم جميعاً.

لا يعرفون كُتُبنا، ويقولون إنَّهم يعرفون الإسلام، نحن نعرف الإسلام.

هم لا يعرفون الإسلام ما هو حتّى يمكنهم أن يقولوا إنّهم متخصِّصون بالإسلام.

يَرَوْن أنَّ الإسلام عبارة عن معركتّين أو ثلاث معارك، وهل الإسلام حرب، هل علوم الإسلام حرب؟ إنّهم يجهلون علوم الإسلام!.

 

 

 

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

منذ 5 أيام

دوريّات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

  إصدارات عربيّة

إصدارات عربيّة

نفحات