مَعْدِنَ العُلُومِ
النَّبَوِيَّةِ
باب الله الَّذِي لا يُؤْتى
إلَّا مِنْهُ
ـــــ برواية الشّهيد الأوّل
رضوان الله عليه ـــــ
قال الشّهيد الأوّل، الشّيخ شمس الدّين
الجزّيني العاملي (ت: 786 للهجرة) في
كتاب (المزار، ص 203 - 210): «تتمّة في زيارة سيِّدنا
ومولانا حجَّة الله الخَلَف الصَّالح أبي القاسم محمّد المهديّ صاحب الزّمان صلوات
الله عليه وعلى آبائه بسُرَّ مَن رأى، فإذا وصلْتَ إلى حَرَمِه بِسُرَّ مَن رأى
فاغتسِل والبسْ أطهر ثيابك، وقِفْ على بابِ حَرَمِه عليه السَّلام، قبل أن تنزل
السِّرداب، وزرْ بهذه الزّيارة، فقل:
السَّلامُ عَلَيْكَ
يا خَلِيفَةَ الله وَخَلِيفَةَ آبائِهِ المَهْدِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَصِيَّ
الأَوْصِياء الماضِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حافِظَ أَسْرارِ رَبِّ العالَمِينَ،
السَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ الله مِنَ الصَّفْوَةِ المُنْتَجَبِينَ.
السَّلامُ عَلَيْكَ
يا ابْنَ الأنْوارِ الزَّاهِرَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ الأعْلامِ
الباهِرَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ العِتْرَةِ الطَّاهِرَةِ، السَّلامُ
عَلَيْكَ يا مَعْدِنَ العُلُومِ النَّبَوِيَّةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ الله
الَّذِي لا يُؤْتى إلَّا مِنْهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَبِيلَ الله الَّذِي مِنْ
سَلَكَ غَيْرَهُ هَلَكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ناظِرَ شَجَرَةِ طُوبى وَسِدْرَةِ
المُنْتَهى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الله الَّذِي لا يُطْفى، السَّلامُ
عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله الَّتِي لا تَخْفى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله
عَلى مَنْ فِي الأرْضِ وَالسَّماء، السَّلامُ عَلَيْكَ سلامَ مَنْ عَرَفَكَ بِما
عَرَّفَكَ بِهِ الله، وَنَعَتَكَ بِبَعْضِ نُعُوتِكَ الَّتِي أَنْتَ أَهْلُها
وَفَوْقَها.
أَشْهَدُ أَنَّكَ
الحُجَّةُ عَلى مَنْ مَضى وَمَنْ بَقِيَ، وَأَنَّ حِزْبَكَ هُمُ الغالِبُونَ،
وَأَوْلِياءَكَ هُمُ الفائِزُونَ، وَأَعْداءَكَ هُمُ الخاسِرُونَ، وَأَنَّكَ
خازِنُ كُلِّ عِلْمٍ، وَفاتِقُ كُلِّ رَتْقٍ، وَمُحَقِّقُ كُلِّ حَقٍّ، وَمُبْطِلُ
كُلِّ باطِلٍ. رَضِيْتُكَ يا مَوْلايَ إِماماً وَهادِياً وَوَلِيَّاً وَمُرْشِداً،
لا أَبْتَغِي بِكَ بَدَلاً وَلا أَتَّخِذُ مِنْ دُونِكَ وَلِيّاً، أَشْهَدُ
أَنَّكَ الحَقُّ الثَّابِتُ الَّذِي لا عَيْبَ فِيهِ، وَأَنَّ وَعْدَ الله فِيكَ
حَقٌّ لا أرْتابُ لِطُولِ الغَيْبَةِ وَبُعْدِ الأمَدِ، وَلا أَتَحَيَّرُ مَعَ
مَنْ جَهِلَكَ وَجَهِلَ بِكَ، مُنْتَظِرٌ مُتَوَقِّعٌ لأيّامِكَ، وَأَنْتَ
الشَّافِعُ الَّذِي لا تُنازَعُ وَالوَلِيُّ الَّذِي لا تُدافَعُ، ذَخَرَكَ اللهُ
لِنُصْرَةِ الدِّينِ وَإِعْزازِ المُؤْمِنِينَ وَالاِنْتِقامِ مِنْ الجاحِدِينَ
المارِقِينَ. أَشْهَدُ أَنَّ بِوِلايَتِكَ تُقْبَلُ الأعْمالُ وَتُزَكّى الأفْعالُ
وَتُضاعَفُ الحَسَناتُ وَتُمْحى السَيِّئاتُ، فَمَنْ جاءَ بِوِلايَتِكَ
وَاعْتَرَفَ بِإِمامَتِكَ قُبِلَتْ أَعْمالُهُ، وَصُدِّقَتْ أَقْوالُهُ،
وَتَضاعَفَتْ حَسَناتُهُ، وَمُحِيَتْ سَيِّئاتُهُ؛ وَمَنْ عَدَلَ عَنْ وِلايَتِكَ،
وَجَهِلَ مَعْرِفَتَكَ، وَاسْتَبْدَلَ بِكَ غَيْرَكَ، أَكَبَّهُ اللهُ عَلى
مَنْخَرِهِ فِي النَّارِ، وَلَمْ يَقْبَلِ الله لَهُ عَمَلاً، وَلَمْ يُقِمْ لَهُ
يَوْمَ القِيامَةِ وَزْناً.
أُشْهِدُ اللهَ
وَأُشْهِدُ مَلائِكَتَهُ وَأُشْهِدُكَ يا مَوْلايَ بِهذا، ظاهِرُهُ كَباطِنِهِ
وَسِرُّهِ كَعَلانِيَّتِهِ، وَأَنْتَ الشَّاهِدُ عَلى ذلِكَ وَهُوَ عَهْدِي
إِلَيْكَ وَمِيثاقِي لَدَيْكَ إِذْ أَنْتَ نِظامُ الدِّينِ وَيَعْسُوبُ
المُتَّقِينَ وَعِزُّ المُوَحِّدِينَ وَبِذلِكَ أَمَرَنِي رَبُّ العالَمِينَ،
فَلَوْ تَطاوَلَتِ الدُّهُورُ وَتَمادَتِ الأعْمارُ لَمْ أَزْدَدْ فِيكَ إلَّا
يَقِيناً وَلَكَ إلَّا حُبّاً وَعَلَيْكَ إلَّا مُتَّكَلاً وَمُعْتَمَداً
وَلِظُهُورِكَ إلَّا مُتَوَقِّعاً وَمُنْتَظِراً وَلِجِهادِي بَيْنَ يَدَيْكَ
مُتَرَقِّباً؛ فَأَبْذُلُ نَفْسِي وَمالِي وَوَلَدِي وَأَهْلِي وَجَمِيعَ ما خَوَّلَنِي
رَبِّي بَيْنَ يَدَيْكَ وَالتَّصَرُّفَ بَيْنَ أَمْرِكَ وَنَهْيِكَ.
يا مَوْلايَ فَإِنْ
أَدْرَكْتُ أَيَّامَكَ الزَّاهِرَةَ وَأَعْلامَكَ الباهِرَةَ، فَها أَنا ذا
عَبْدُكَ المُتَصَرِّفُ بَيْنَ أَمْرِكَ وَنَهْيِكَ أَرْجُو بِهِ الشَّهادَةَ
بَيْنَ يَدَيْكَ وَالفَوْزَ لَدَيْكَ، مَوْلايَ فَإِنْ أَدْرَكَنِي المَوْتُ
قَبْلَ ظُهُورِكَ فَإِنِّي أَتَوَسَّلُ بِكَ وَبِآبائِكَ الطَّاهِرِينَ إِلى الله
تَعالى وَأَسْأَلُهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ
يَجْعَلَ لِي كَرَّةً فِي ظُهُورِكَ وَرَجْعَةً فِي أَيّامِكَ لِأَبْلُغَ مِنْ
طاعَتِكَ مُرادِي وَأشْفِي مِنْ أَعْدائِكَ فُؤادِي.
مَوْلايَ وَقَفْتُ
فِي زِيارَتِكَ مَوْقِفَ الخاطِئِينَ النَّادِمِينَ الخائِفِينَ مِنْ عِقابِ رَبِّ
العالَمِينَ، وَقَدْ اتَّكَلْتُ عَلى شَفاعَتِكَ وَرَجَوْتُ بِمُوالاتِكَ
وَشَفاعَتِكَ مَحْوَ ذُنُوبِي وَسَتْرَ عُيُوبِي وَمَغْفِرَةَ زَلَلِي، فَكُنْ
لِوَلِيِّكَ يا مَوْلايَ عِنْدَ تَحْقِيقِ أَمَلِهِ وَاسْأَلِ الله غُفْرانَ
زَلَلِهِ، فَقَدْ تَعَلَّقَ بِحَبْلِكَ وَتَمَسَّكَ بِوِلايَتِكَ وَتَبَرَّأَ مِنْ
أَعْدائِكَ.
أللَّهُمَّ صَلِّ
عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْجِزْ لِوَلِيِّكَ ما وَعَدْتَهُ، أللَّهُمَّ أظْهِرْ
كَلِمَتَهُ وَأعْلِ دَعْوَتَهُ وَانْصُرْهُ عَلى عَدُوِّهِ وَعَدُوِّكَ يا رَبَّ
العالَمِينَ، أللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأظْهِرْ
كَلِمَتَكَ التَّامَّةَ وَمُغَيَّبَكَ فِي أَرْضِكَ الخائِفَ المُتَرَقِّبَ،
أللَّهُمَّ انْصُرْهُ نَصْراً عَزِيزاً وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسِيراً،
أللَّهُمَّ وَأَعِزَّ بِهِ الدِّينَ بَعْدَ الخُمُولِ، وَأَطْلِعْ بِهِ الحَقَّ
بَعْدَ الأُفُولِ، وَأَجْلِ بِهِ الظُّلْمَةَ وَاكْشِفْ بِهِ الغُمَّةَ،
أللَّهُمَّ وَآمِنْ بِهِ البِلادَ وَاهْدِ بِهِ العِبادَ، أللَّهُمَّ امْلأْ بِهِ
الأرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً إِنَّكَ سَمِيعٌ
مُجِيبٌ.
السَّلامُ عَلَيْكَ
يا وَلِيَّ الله، إِئْذَنْ لِوَلِيِّكَ فِي الدُّخُولِ إِلى حَرَمِكَ صَلَواتُ
الله عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ الطَّاهِرِينَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
فإذا
نزلت السِّرداب، فقُل:
السَّلامُ عَلى
الحَقِّ الجَدِيدِ وَالعالِمِ الَّذِي عِلْمُهُ لا يَبِيدُ، السَّلامُ عَلى مُحْيي
المُؤْمِنِينَ وَمُبِيرِ الكافِرِينَ، السَّلامُ عَلى مَهْدِيِّ الأُمَمِ وَجامِعِ
الكَلِمِ، السَّلامُ عَلى خَلَفِ السَّلَفِ وَصاحِبِ الشَّرَفِ، السَّلامُ عَلى
حُجَّةِ المَعْبُودِ وَكَلِمَةِ المَحْمُودِ، السَّلامُ عَلى مُعِزِّ الأوْلِياء
وَمُذِلَّ الأعداء، السَّلامُ عَلى وَارِثِ الأنْبِياءِ وَخاتَمِ الأوْصِياءِ،
السَّلامُ عَلى الإمام المُنْتَظَرِ وَالعَدْلِ المُشْتَهَرِ، السَّلامُ عَلى
السَّيْفِ الشَّاهِرِ وَالقَمَرِ الزَّاهِرِ وَالنُّورِ الباهِرِ، السَّلامُ عَلى
شَمْسِ الظَّلامِ وَبَدْرِ التَّمامِ، السَّلامُ عَلى رَبِيعِ الأيتام وفطرةِ
الأنام، السَّلامُ عَلى صاحِبِ الصَّمْصامِ وَفَلَّاقِ الهامّ، السَّلامُ عَلى
الدِّينِ المَأْثُورِ وَالكِتابِ المَسْطُورِ والسَّلامُ عَلى بَقِيَّةِ الله فِي
بِلادِهِ وَحُجَّتِهِ عَلى عِبادِهِ المُنْتَهي إِلَيْهِ مَوارِيثُ الأَنْبِياءِ
وَلَدَيْهِ مَوْجُودٌ آثارُ الأصْفِياء، السَّلام على المُؤْتَمَنِ عَلى السِّرِّ
وَالوَلِيِّ لِلأمْرِ والسَّلامُ عَلى المَهْدِيِّ الَّذِي وَعَدَ الله تعالى بِهِ
الأُمَمَ أَنْ يَجْمَعَ بِهِ الكَلِمَ وَيَلُمَّ بِهِ الشَّعَثَ وَيَمْلأَ بِهِ الأرْضَ
قِسْطاً وَعَدْلاً، وَيُمَكِّنَ لَهُ وَيُنْجِزَ بِهِ وَعْدَ المُؤْمِنِينَ.
أَشْهَدُ أَنَّكَ وَالأَئِمَّةَ مِنْ آبائِكَ أَئِمَّتِي وَمَوالِيَّ فِي الحَياةِ
الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهادُ، أَسْأَلُكَ يا مَوْلايَ أَنْ تَسْأَلَ الله
تَبارَكَ وَتَعالى فِي صَلاحِ شَأْنِي وَقَضاء حَوائِجِي وَغُفرانِ ذُنُوبِي وَالأخْذِ
بِيَدِي فِي دِينِي وَدُنْيايَ وَآخِرَتِي لِي وَلكافّة إخْوانِي المُؤْمِنِينَ
وَالمُؤمِناتِ، إِنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ وصلَّى اللهُ على سيِّدِنا محمَّدٍ رسولِ
الله وآلِه الطَّاهرين.
ثمَّ
تصلّي صلاة الزّيارة اثنتَي عشرة ركعة كلّ ركعتَين بتسليمة، ويستحبّ أن تدعو بهذا
الدُّعاء بعد صلاة الزّيارة فهو مرويٌّ عنه عليه السَّلام:
أللّهُمَّ عَظُمَ
البَلاُء وَبَرِحَ الخَفاءُ وَانْكَشَفَ الغِطاءُ وَضاقَتِ الأرْضُ وَمُنِعَتِ (مَنَعَتِ)
السَّماءُ، وَإِلَيْكَ يا رَبِّ المُشْتَكى وَعَلَيْكَ المُعَوَّلُ فِي الشِّدَّةِ
وَالرَّخاءِ، أللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الَّذِينَ فَرَضْتَ عَلَيْنا
طاعَتَهُمْ فَعَرَّفْتَنا بِذلِكَ مَنْزِلَتَهُمْ، فَرِّجْ عَنَّا بِحَقِّهِمْ
فَرَجاً عاجِلاً كَلَمْحِ البَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ مِنْ ذلِكَ، يا مُحَمَّدُ
يا عَلِيُّ، يا عَلِيُّ يا مُحَمَّدُ، اُنْصُرانِي فَإِنَّكُما ناصِراي
وَاكْفِيانِي فَإِنَّكُما كافِياي، يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ الغَوْثَ
الغَوْثَ الغَوْثَ أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي».