أَهاشِمُ لا يَوْمَ لكِ
ابْيَضَّ أو تُرى
|
جيادُكِ تُزْجي عارِضَ
النَّقْعِ أَغْبَرا
|
ولا كَدَمٍ في كَرْبَلا
طاحَ مِنْكُمُ
|
فَذاكَ لِأَجْفانِ الحَمِيَّةِ
أَسْهَرا
|
غَداةَ أبو السَّجّادِ
جاءَ يَقودُها
|
أَجادِلَ لِلْهَيْجاءِ يَحْمِلْنَ
أَنْسُرا
|
قضى بَعْدَما رَدَّ السُّيوفَ
على القَنا
|
ومُرْهَفُهُ فيها وفي المَوْتِ
أَثَّرا
|
وماتَ كَريمَ العَهْدِ عِنْدَ
شَبا القَنا
|
يُواريهِ مِنْها ما عَلَيْهِ
تَكَسَّرا
|
فإنْ يُمْسِ مُغْبَرَّ
الجَبينِ فَطالَما
|
ضُحَى الحَرْبِ في وَجْهِ
الكَتيبَةِ غَبَّرا
|
وَإِنْ يَقْضِ ظمآناً تَفَطَّرَ
قَلْبُهُ
|
فَقَدْ راعَ قَلْبَ المَوْتِ
حَتّى تَفَطَّرا
|
وَأَلْقَحَها شَعْواءَ تَشْقَى
بِها العِدَى
|
وَلودُ المَنايا ترضعُ
الحَتْفَ مُمْقِرا
|
فَظاهَرَ فيها بَيْنَ دِرْعَيْنِ
نَثْرَةٍ
|
وَصَبْرٍ، وَدِرْعُ الصَّبْرِ
أَقْواهُما عُرا
|
سَطا وهو أَحْمَى مَنْ يَصونُ
كَريمَةً
|
وَأَشْجَعُ مَنْ يَقْتادُ
للحَرْبِ عَسْكَرا
|
فرائدهُ في حَوْمَةِ الضَّرْبِ
مُرْهَفٌ
|
عَلَى قِلَّةِ الأَنْصارِ
فيهِ تَكَثَّرا
|
تَعَثَّرَ حَتّى ماتَ في
الهامِ حَدُّهُ
|
وَقائِمُهُ في كَفِّهِ ما
تَعَثَّرا
|
كَأَنَّ أَخاهُ السَّيْفَ
أُعْطِيَ صَبْرَهُ
|
فَلَمْ يَبْرَحِ الهَيْجاءَ
حتّى تكسَّرا
|
له اللهُ مَفْطوراً مِنَ
الصَّبْرِ قَلْبُهُ
|
وَلَوْ كانَ مِنْ صُمِّ
الصَّفا لَتَفَطَّرا
|
وَمُنْعَطِفٍ أَهْوَى لِتَقْبيلِ
طِفْلِهِ
|
فَقَبَّلَ مِنْهُ قَبْلَهُ
السَّهْمُ مَنْحَرا
|
لَقَدْ وُلِدَا في سَاعَةٍ
هُوَ والرَّدَى
|
وَمِنْ قَبْلِهِ في
نَحْرِه السَّهْمُ كَبَّرا
|
وفي السَّبْيِ مِمّا يَصْطَفي
الخِدْرُ نِسْوَةٌ
|
يَعزُّ على فِتْيانِها أَنْ
تُسَيَّرا
|
حَمَتْ خِدْرَها يَقْظَى
وودَّت بِنَوْمِهَا
|
تَرُدُّ عَلَيْها
جَفْنَها لا عَلى الكَرَى
|
فَأَضْحَتْ ولا من
قَوْمِها ذو حَفيظَةٍ
|
يَقومُ وَرَاءَ الخِدْرِ
عَنْها مُشَمِّرا
|
مَشَى الدَّهْرُ يومَ الطَّفِّ
أَعْمى فَلَمْ يَدَعْ
|
عِمَاداً لها إلّا وفيهِ
تَعَثَّرا
|
وَجَشَّمَها الْمَسْرَى
بِبَيْدَاءَ قَفْرَةٍ
|
وَلَمْ تَدْرِ قَبْلَ الطَّفِّ
ما البيدُ وَالسُّرَى
|
وَلَمْ تَرَ حتَّى عَيْنُها
ظِلَّ شَخْصِها
|
إِلَى أَنْ بَدَتْ في
الغاضِرِيَّةِ حُسَّرا
|