مؤسّس
الحوزة العلميّة في النّجف الأشرف
شيخُ الطّائفة، أبو جعفر، محمّد بن الحسن الطّوسيّ قدّس سرّه
___________ إعداد: سليمان بيضون __________
* قال الشّيخ محمّد أبو زهرة المصريّ: «كان [الطّوسيّ] شيخَ الطّائفة في عصره غير منازَعٍ، وكُتُبه موسوعاتٌ فقهيّةٌ وعلميّةٌ،
وكان مع علمِه بفقه الإماميّة وكوْنه أكبر رُواته، على علمٍ بفقه السُّنّة، وله في
هذا دراساتٌ مقارنة، وكان عالماً في الأُصول على المنهاجَين الإماميّ والسُّنّيّ».
* استقينا مادّةَ
هذه المقالة من ترجمةٍ موسّعةٍ للشّيخ الطّوسيّ بقلم العلّامة الشّيخ آغا بزرك
الطّهرانيّ (ت: 1389 للهجرة)، من مقدّمة كتاب (التّبيان في تفسير القرآن)، وهي مُدرَجةٌ
- في الأصل- ضمن موسوعته (طبقات أعلام الشّيعة) ثمّ أدخلَ عليها بعض الإضافات، وكان
الشّيخ الطّهرانيّ قد فصّل في ترجمته تلك التّعريفَ بكُتب الشّيخ الطّوسيّ على
طريقته في «الذّريعة»، وأسهبَ كذلك في الحديث عن أحفاده وبعض أحوال تلاميذه، فقُمنا
بالاختصار غير المخلّ مع المحافظة على عبارة المترجِم رحمَه الله.
|
ارتَسَمت على كلِّ أُفُقٍ
من آفاق العالم الإسلاميّ أسماءُ رجالٍ معدودين، امتازوا بمواهب وعبقريّاتٍ رفعتهم
إلى الأوج الأعلى من آفاق هذا العالم، وسُجّلت أسماؤهم في قائمة عظماء التّاريخ
وجهابذة العلم، وأصبحوا نجوماً لامعة، ومصابيح ساطعة، تتلألأ في كبِدِ السّماء
كتلألؤ الجوزاء، وثمّة رجال ارتَسمت أسماؤهم في كلّ أفقٍ من تلك الآفاق، وهم
قليلون للغاية شذّت بهم طبيعة هذا الكون، فكان لهم من نبوغهم وعظَمتهم ما جعلهم
أفذاذاً في دنيا الإسلام، وشواذاً لا يُمكن أن يُجعَلوا مقياساً لغيرهم، أو ميزاناً
توزَنُ به مقاديرُ الرّجال، إذا لا يُمكنها أن تنالَ مراتبَهم وإن اشْرَأَبّت
إليها أعناقُهم، وحدّثتْهم بها نفوسُهم.
ومن تلك القلّة شيخُنا
وشيخُ الكلّ في الكلّ، علّامة الآفاق شيخ الطّائفة الطّوسيّ، أعلى الله درجاته
وأجزلَ أجرَه، فقد شاءت إرادةُ الله العليا أنْ تباركَ في علمه وقلمه فتُخرج منهما
للنّاس نتاجاً من أفضل النّتاج، فيه كلّ ما يدلّ على غزارة العلم وسعة الاطِّلاع.
نسَبُه
هو الشّيخ أبو جعفر،
محمّد بن الحسن بن عليّ بن الحسن الطّوسيّ، نسبةً إلى «طوس» من مدن خراسان، الّتي
هي من أقدم بلاد فارس وأشهرها، وكانت ولا تزال من مراكز العلم ومعاهد الثّقافة،
لأنّ فيها قبرَ الإمام عليّ بن موسى الرّضا عليه
السّلام.
ولادتُه ونشأتُه
وُلد شيخُ الطّائفة في
طوس، في شهر رمضان سنة 385 هجريّة، بعد أربع سنين من وفاة الشّيخ الصّدوق، وهاجر
إلى العراق فهبط بغداد في سنة 408 هجريّة وهو ابن ثلاثةٍ وعشرين عاماً، وكانت
زعامة المذهب الجعفريّ فيها يومذاك لشيخ الأمّة وعلَم الشّيعة محمّد بن محمّد بن
النّعمان، الشّهير بالشّيخ «المفيد»، عطّر الله مثواه، فلازَمَه ملازمة الظِّلّ،
وعَكَفَ على الاستفادة منه، وبقي على اتّصاله بشيخه حتّى اختار اللهُ للأستاذ دار
لقائه في سنة 413 هجريّة، فانتقلت زعامة الدّين ورئاسة المذهب إلى علّامة تلاميذه
علَمِ الهدى، السيّد المرتضى، طابَ رِمسُه، فانحاز شيخُ الطّائفة إليه، ولازمَ
الحضور تحتَ منبرِه، وعنيَ به المرتضى، وبالغ في توجيهه وتلقينه، واهتمّ به أكثرَ
من سائر تلاميذه، وبقي ملازماً له طيلةَ ثلاث وعشرين سنة، حتّى تُوفّي السيّد
المعظّم لخمسٍ بَقينَ من شهر ربيع الأوّل سنة 436 هجريّة، فاستقلّ شيخُ الطّائفة
بالإمامة، وظهرَ على منصّة الزّعامة، وأصبح علَماً للشّيعة ومناراً للشّريعة،
وكانت دارُه في «الكرخ» مأوى الأمّة، ومقصد الوُفّاد، يأتونها لحلّ المشاكل وإيضاح
المسائل، وقد تقاطرَ إليه العلماء والفضلاء للتّلمذة عليه والحضور تحتَ منبره،
وقصدوه من كلّ بلدٍ ومكانٍ، وبلَغت عدّةُ تلاميذه ثلاثمائة من مجتهدي الشِّيعة،
ومن العامّة ما لا يُحصى كثرةً.
وبلغَ الأمرُ من
الاعتناء به والإكبار له، أن جَعل له خليفةُ الوقت، «القائم بأمر الله»، عبد الله
بن القادر بالله أحمد، كرسيَّ الكلام والإفادة.
هجرته إلى النّجف الأشرف
لمْ يفتأ شيخُ الطّائفة
إمامَ عصره وعزيزَ مِصره، حتّى ثارتِ القلاقل، وحدثتِ الفِتَنُ بين الشّيعة والسّنّة،
ولم تزلْ تنجُم وتخبو بين الفَينة والأخرى، حتّى اتّسع نطاقُها بأمر «طُغرل بك»،
أوّلِ ملوكِ السّلجوقية، فإنّه وردَ بغداد في سنة 447 هجريّة، وشنّ على الشّيعة حملةً
شعواء، وأمرَ بإحراق مكتبة الشّيعة الّتي أنشأها أبو نصر «سابور بن أردشير»، وزير
بهاء الدّولة البويهيّ. وتوسّعت الفتنةُ حتّى اتّجهت إلى شيخ الطّائفة وأصحابه،
فأحرقوا كُتُبَه وكُرسِيَّه الّذي كان يجلسُ عليه للكلام.
ولمّا رأى الشّيخُ
الخطرَ مُحدِقاً به هاجرَ بنفسه إلى النّجف الأشرف، لائذاً بجوار مولانا أمير
المؤمنين عليه السّلام،
وصيّرَها مركزاً للعلم، وجامعةً كبرى للشّيعة الإماميّة، وعاصمةً للدّين الإسلاميّ
والمذهب الجعفريّ، وأخذت تُشدّ إليها الرِّحال، وتُعلّق بها الآمال، وأصبحت مهبطَ
رجال العلم ومهوى أفئدتهم، وقام فيها بناءُ صرح الإسلام، وكان الفضلُ في ذلك لِشيخِ
الطّائفة نفسه، فقد بثّ في أعلام حوزته الرّوحَ العلميّةَ، وغَرَس في قلوبهم بذورَ
المعارفِ الإلهيّة.
مكانتُه العلميّة
ليس في وسع الكاتب - مهما
تكلّف - استكناهُ ما للشّيخ أبي جعفر الطّوسيّ من الأشواط البعيدة في العلم والعمل،
والمكانة الرّأسيّة عند الطّائفة، والمنزلة الكبرى في رئاسة الشّيعة، ودون مقام
الشّيخ المعظّم كلُّ ما ذكره الأعلام في تراجمِهم له من عبارات الثّناء والإكبار،
فمَن سَبر تاريخَ الإماميّة ومعاجمَهم، وأمعنَ النّظر في مؤلّفات الشّيخ العلميّة
المتنوّعة، علِم أنّه أكبرُ علماء الدّين، وشيخُ كافّة مجتهدي المسلمين، والقدوةُ
لجميع المؤسّسين، وفي الطّليعة من فقهاء الاثني عشريّة.
فقد أسَّس طريقةَ «الاجتهاد
المُطلَق» في الفقه وأصوله، وانتهى إليه أمرُ الاستنباط على طريقة الجعفريّة المُثلى،
وقد اشتُهر بـ «الشَّيخ»، فهو المراد به إذا أُطلق في كلمات الأصحاب، من عصره
إلى عصر زعيم الشّيعة بوقتِه الشّيخ مرتضى الأنصاريّ، المتوفّى سنة 1281 هجريّة،
فقد يُطلق الشّيخ في عصرنا هذا وقُبيلَه ويكون المراد به الشّيخ الأنصاريّ، أمّا
في كتُب القدماء والسّلف فالمرادُ هو شيخُ الطّائفة قدّس اللهُ نفسَه.
من الأقوال بِحقِّه
* العلّامة الحلّيّ، الحسن
بن يوسف (ت: سنة 726 للهجرة)،
ذكر شيخَ الطّائفة في كتابه (خلاصة الأقوال في معرفة أحوال الرِّجال)، بقوله: «شيخُ
الإماميّة ووجهُهم، ورئيسُ الطّائفة، جليلُ القدر، عظيمُ المنزلة، ثقةٌ، عينٌ، صَدوقٌ،
عارفٌ بالأخبار، والرّجال، والفقه، والأصول، والكلام، والأدب، وجميعُ الفضائل تُنسَب
إليه، صنّف في كلّ فنون الإسلام، وهو المهذِّب للعقائدِ في الأصول والفروع، الجامعُ
لكمالات النّفس في العلم والعمل..».
* العلّامة المجلسيّ ذكر
شيخَ الطّائفة في كتابه (الوجيزة)، فقال ما بعضه: «فضلُه وجلالتُه أشهر مِن أنْ
يحتاج إلى البيان».
* العلّامة السّيّد
مهدي الطّباطبائيّ الملقّب بـ «بحر العلوم»، (ت:
سنة 1212 للهجرة)، ترجم لشيخ الطّائفة في كتابه (الفوائد
الرّجاليّة)، فقال ما ملخّصه: «شيخُ الطّائفة المحقّة، ورافعُ أعلام الشّريعة الحقّة،
إمامُ الفِرقةِ بعد الأئمّة المعصومين عليهم السّلام،
وعمادُ الشّيعة الإماميّة في كلّ ما يتعلّق بالمذهب والدّين، محقِّق الأصول
والفروع، ومهذِّبُ فنون المعقول والمسموع، شيخُ الطّائفة على الإطلاق، ورئيسُها الّذي
تلوي إليه الأعناق، صنَّف في جميع علوم الإسلام، وكان القدوةَ في ذلك والإمام».
ومن هذه الأقوال
البليغة وغيرها، الّتي صدرت من عظماء الشّيعة وكبرائهم، نعرف مكانة الشّيخ،
ونستغني عن سرد فضائله ومناقبه الكثيرة.
آثارُه ومآثِرُه
لم تزَلْ مؤلّفاتُ شيخ
الطّائفة تحتلّ المكانةَ السّاميةَ بين آلاف الأسفار الجليلة الّتي أنتَجتها عقولُ
علماء الشّيعة، وكيف لا وقد جَمعت معظمَ العلوم الإسلامية، أصليّةً وفرعيّةً، وتضمّنت
حلَّ معضلاتِ المباحث الفلسفيّة والكلاميّة، كما احتضنت كلَّ ما يحتاجُ إليه علماءُ
المسلمين على اختلاف مَشاربِهم ومذاهبِهم.
ولم يكُن خلودُ الشّيخ
في التّاريخ، وحصولُه على هذه المرتبة الجليلة، إلّا نتيجةً لإخلاصه وتبتُّلِه
الواقعيّ، حيث لم يؤلِّف طلباً للشُّهرة أو حبّاً للرّئاسة، أو استمالةً لقلوب النّاس
وجَلباً لهم، أو مباهاةً لعالِمٍ من معاصريه، أو رغبةً في التّفوّق،
وإنّما كان في ذلك كلِّه قاصداً وجهَ الله تعالى شأنُه، راغباً في حُسن جزائه
وطالباً لجزيل ثوابه، حريصاً على حماية الدّين، وإحياءِ شريعةِ سيّد المُرسَلين،
ومحوِ آثار المفسدين، ولذلك كان مؤيَّداً في أعماله، مسدَّداً في أقواله وأفعاله،
وقضيّةٌ واحدةٌ تدلّنا على شدّة إخلاص الشّيخ، نُثبتها بنصّها عِبرةً للمعتبرين.
قال شيخنا ومولانا
الحجّة، خاتمةُ المحدّثين الميرزا حسين النّوريّ، أعلى الله مقامه، في (مستدرك الوسائل)
ما لفظُه: «وعثرتُ على نسخةٍ قديمةٍ من كتاب (النّهاية) [للشّيخ
الطّوسيّ] وفي ظهره بخطّ بعض العلماء: قال الشّيخ
الفقيه نجيب الدّين أبو طالب الأسترآباديّ، رحمه الله: وجدتُ على كتاب (النّهاية)
بخزانة مدرسة الرّيّ: قال: حدثّنا جماعةٌ من أصحابنا الثّقات أنّ المشايخَ الفقهاء:
الحسين بن المظفّر الحمدانيّ القزوينيّ، وعبد الجبّار بن عليّ المُقرئ الرّازيّ،
والحسن بن الحسين بن بابويه، رحمهم الله، كانوا يتحادثون ببغداد، ويتذكّرون كتاب (النّهاية)
وترتيبَ أبوابه وفصوله، فكان كلُّ واحدٍ منهم يُعارِضُ الشّيخَ الفقيه أبا جعفر
محمّد بن الحسن الطّوسيّ، رحمةُ الله عليه، في مسائل، ويَذكر أنّه لا يخلو من خَلل،
ثمَّ اتّفق أنّهم خرجوا لزيارة المشهد المقدّس بالغريّ على صاحبه السَّلام، وكان
ذلك على عهد الشّيخ الفقيه أبي جعفر الطّوسيّ رحمه اللهُ وقدّس روحَه، وكان يتخالجُ
في صدورهم من ذلك ما يتخالجُ قبل ذلك، فأجمعَ رأيُهم على أن يصوموا ثلاثاً
ويغتسلوا ليلةَ الجمعة، ويُصلّوا ويدعوا بحضرة مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام
على جوابه، فلعلّه يتّضح لهم ما اختلفوا فيه، فسنح لهم أميرُ المؤمنين عليه السّلام
في النّوم، وقال: لم يصنِّفْ مُصَنِّفٌ في فقه آل محمّد عليهم السّلام كتاباً أَوْلى
بأن يُعتمدَ عليه، ويُتّخذَ قدوة، ويُرجَع إليه، أَوْلى من كتاب (النّهاية) الّذي تنازعتُم
فيه، وإنّما كان ذلك لأنّ مصنِّفَه اعتَمَد فيه على خُلوص النّية لله، والتّقرّب
والزُّلفى لديه، فلا ترتابوا في صحّة ما ضَمَّنه مصنِّفُه، واعملوا به، وأقيموا
مسائلَه، فقد تعنّى في تهذيبِه، وترتيبِه، والتّحرّي بالمسائل الصّحيحةِ بجميع
أطرافِها.
فلمّا قاموا من
مضاجعهم أقبلَ كلُّ واحدٍ منهم على صاحبِه، فقال: رأيتُ اللّيلةَ رؤيا تدلّ على صحّة
(النّهاية) والاعتماد على مُصنّفها، وقاموا متفرّقين مغتبطين بذلك، فدخلوا على شيخِهم
أبي جعفر الطّوسي قدّس اللهُ روحَه، فحين وقعتْ عينُه عليهم قال لهم: لم تسكنوا
إلى ما كنتُ أوقفتُكم عليه في كتاب (النّهاية) حتّى سمعتُم من لفظ مولانا أمير
المؤمنين عليه السّلام،
فتعجّبوا من قوله، وسألوه عمّا استقبلَهم به من ذلك، فقال: سنحَ لي أميرُ المؤمنين
عليه السّلام
كما سَنَحَ لكم، فأوردَ عليّ ما قالَه لكم. وحكى رؤياه على وجهها».
مؤلّفات الشّيخ
إنّ في مؤلّفات شيخ
الطّائفة ميزةً خاصّةً لا توجَد في ما عداها من مؤلّفات السّلف، وذلك لأنّها
المنبع الأوّل والمصدر الوحيد لمعظم مؤلّفي [العصور
القريبة التّالية]، حيث استقَوا منها مادّتهم، وكوّنوا
كُتُبَهم، ولأنّها حَوَت خلاصةَ الكتب المذهبيّة القديمة وأصولَ الأصحاب، وإليك
الآن فهرس [بعض]
ما وصل إلينا من مؤلّفات شيخ الطّائفة، مرتّباً على حروف الهجاء:
1 – (الأبواب): ويسمّى
بـ (رجال شيخ الطّائفة).
2 – (اختيار الرّجال):
هو كتاب (رجال الكشّيّ) الموسوم بـ (معرفة النّاقلين)، عمدَ شيخُ الطّائفة إلى
تهذيبه.
3 – (الاستبصار في ما
اختلف من الأخبار): أحد الكُتُب الأربعة عند الاثنَي عشريّة.
4 – (الأمالي): في
الحديث، ويقال له (المجالس).
5 – (التّبيان في
تفسير القرآن).
6
– (تمهيد الأصول).
7 – (تهذيب الأحكام):
أحد الكُتب الأربعة المعتمدة. [انظر: باب «قراءة في
كتاب» من هذا العدد]
8 – (الجمل والعقود):
في العبادات.
9 – (الخلاف في
الأحكام): ويُقال له (مسائل الخلاف).
10 – (العدّة): في
الأصول.
11 – (الغَيبة): في
غيبة الإمام المهديّ عليه السّلام.
12 – (الفهرست): في
علم الرّجال.
13 – (ما لا يسع المكلّف
الإخلال به): في علم الكلام.
14 – (ما يعلّل وما لا
يعلّل): في علم الكلام.
15 – (المبسوط): في
الفقه.
16 – (مختصر في عمل
يومٍ وليلة): في العبادات.
17 – (مسألة في العمل
بخبر الواحد وبيان حجّيّته).
18 – (الفرق بين النّبيّ
والإمام): في علم الكلام.
19 – (مصباح المتهجّد):
في أعمال السَّنة.
20 – (مقتل الإمام الحسين
عليه السّلام).
21 – (مقدّمة في المدخل
إلى علم الكلام).
22 – (النّهاية في مجرّد
الفقه والفتوى): من أعظم آثاره وأجلّ كُتب الفقه، ومتون الأخبار.
23 – (هداية المسترشد
وبصيرة المتعبّد): في الأدعية والعبادات.
مشايخه وأساتذته
إنّ مشايخ شيخ الطّائفة
في الرّواية وأساتذته في القراءة كثيرون، إلّا أنّ مشايخه الّذين تدور روايته
عليهم في الغالب خمسة، وإليك أسماءَهم حسب حروف الهجاء، لا تفاوتِ الدّرجات:
1 - الشّيخ أبو عبد
الله أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزّاز (ت:
423 للهجرة).
2 - الشّيخ أحمد بن
محمّد بن موسى، المعروف بابن الصّلت الأهوازيّ (ت:
بعد سنة 408 للهجرة).
3 - الشّيخ أبو عبد
الله الحسين بن عبيد الله بن الغضائري (ت: 411 للهجرة).
4 - الشّيخ أبو الحسين
عليّ بن أحمد بن محمّد بن أبي جيد (ت: بعد سنة 408 للهجرة).
5 - الشّيخ أبو عبد
الله محمّد بن محمّد بن النّعمان، الشّهير بالشّيخ المفيد (ت:
413 للهجرة).
تلامذته
سبقّ وأن ذكرنا في ما
تقدّم من حديثنا عن شيخ الطّائفة، أنّ تلامذته من الخاصّة بلغوا أكثر من ثلاثمائة
مجتهد، ومن العامّة ما لا يُحصى كثرةً، فإنّا نسرد أسماء [البعض
منهم]:
1 - الشّيخ أبو طالب
إسحاق بن محمّد بن الحسن بن الحسين بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ.
2 - الشّيخ أبو الخير
بركة بن محمّد بن بركة الأسديّ.
3 - الشّيخ أبو الصّلاح
تقي بن نجم الدّين الحلبيّ.
4 - الشّيخ شمس
الإسلام الحسن بن الحسين بن بابويه القمّيّ.
5 – وَلَده الشّيخ أبو
عليّ الحسن بن محمّد الطّوسيّ.
6 - الشّيخ عبد الجبّار
بن عبد الله بن عليّ المقرئ الرّازيّ، المعروف بالمفيد.
7 - الشّيخ محمّد بن
الحسن بن عليّ الفتّال النّيسابوريّ، صاحب (روضة الواعظين).
8 - الشّيخ أبو الفتح
محمّد بن عليّ الكراجكيّ، صاحب (كنز الفوائد).
وفاتُه ومدفنُه
لم يبرَحْ شيخُ الطّائفة
في النّجفِ الأشرف مشغولاً بالتّدريس والتّأليف، والهدايةِ والإرشاد، وسائرِ وظائف
الشّرع الشّريف وتكاليفه، مدّة اثنتَي عشرة سنة، حتّى تُوفّي ليلةَ الاثنين الثّاني
والعشرين من المحرّم سنة 460 هجريّة عن خمسٍ وسبعين سنة، ودُفن في داره بوصيّةٍ
منه، وأرّخ وفاتَه بعضُ المتأخّرين بقوله مخاطباً مرقدَه الزّاكي كما هو مسطورٌ
على جدار المسجد:
يا
مرقدَ الطّوسيّ فيكَ قد انطوى
|
مُحيي
العلومِ فكنتَ أطيبَ مرقَدِ
|
وتحولّت دارُ الشّيخ بعدَه
مسجداً حسب وصيّته أيضاً، وهو اليوم من أشهر مساجد النّجف الأشرف، عُقدت فيه منذ
تأسيسه عشراتُ حلقات التّدريس من قِبَل كبار المجتهدين وأعاظم المدرّسين.