هدفُ الأنبياء: تحريرُ الإنسان من قيودِ شَهَواته
الدُّنيا هي نفسُ
الإنسان وشَهَواتُه ورغباتُه والّتي تُقيِّدُ كلَّ مَن يَلهثُ وراءَها، كلَّ ما في
الدُّنيا من ظُلماتٍ هو نتيجةُ تعلُّقِنا بهذه الدُّنيا، وبأوهامِها، وخُرافاتِها،
وزخارفِها.
لقد بُعِث الأنبياءُ لِتخليصِ الإنسان من الزَّخارفِ
الدّنيويّةِ والشَّهواتِ النّفسيّة، والّتي تُخالفُ طبيعةَ الإنسان وفطرتَه، ولإدخالِه إلى عالم النُّور.
الإسلامُ هو خيرُ دِينٍ
للوصول إلى هذه الأهداف.
تتلخَّصُ وظيفةُ الدُّعاءِ
في تهيئة النُّفوس للتَّخلُّص من الشَّهوات الّتي تدمِّرُ الإنسانَ، وللتّحرُّر من
الزّخارف الدّنيويّة الّتي قادت الإنسانَ إلى الضَّياع والحَيرةِ عن الوصول إلى
الإنسانيّةِ الحقيقيّةِ. ".."
لم يكُن هدفُ
الأنبياء السَّيطرةَ والاستيلاءَ، بل كان هدفُهم هدايةَ النّاس وهدايةَ الظَّالمين
والجَهَلةِ إلى الطَّريقِ القويمِ، لِيَصلوا من خلالِ ذلك إلى اللهِ سبحانه وتعالى:
﴿..إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾
هود:56، وليَتركوا هذه الدُّنيا الفانية ويسيروا
نحو النَّور المُطلَق.
وظيفةُ الأنبياء هي
إيصالُنا إلى هذا النُّور: ﴿اللهُ وَلِيُّ
الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ
كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى
الظُّلُمَاتِ..﴾ البقرة:257.
الطَّاغوتُ هو عدوُّ
الإنسانِ وعدوُّ الله عزّ وجلّ.
لِيَكُنِ اللهُ هو نصْبَ
أعيُنِكُم لا ما يقولُه النَّاس. لو قامَ مائة مليون إنسان، أو قامت جميعُ شعوبِ
العالم بالتّصرُّف بشكلٍ يخالفُ حُكمَ القرآن، فَواجِهوهم وطبِّقوا ما أمَرَ اللهُ
سبحانه وتعالى به، لقد واجهَ الأنبياءُ معارضةً كبيرةً، ولكنّهم صَمَدوا على الحقّ.
ألَمْ يفعل موسى عليه السّلام ذلك في مواجهةِ
فرعون؟
تَمهّلوا قليلاً
وانتبهوا لِما يَدورُ حولكم.
لا تتكلَّموا عن بعضِكم
البعض بسُوءٍ، فهو مخالفٌ للآدابِ الإسلاميّةِ والإنسانيّةِ كَكُلّ، ويُناقضُ سلوكَ
الأنبياءِ والأولياء. امتَنعوا عن ذلك.
دَعُوا هوَى النَّفس
جانباً، فكلُّ مشاكلِنا تنبثقُ عن أهواء النّفس وشَهواتها.
تيقَّظوا أيُّها
الإخوة، وَلْتَكُن ثورتُكم ونهضتُكم هذه خالصةً لله عزَّ وجلَّ، بعيدةً عن كلِّ
اختلافٍ وصراعٍ.
لا يَقُلْ أحدُكم إنَّ
مؤامرةً ما تُحاكُ ضدَّه، فمؤامراتُ الأجانب ليست موجَّهةً للأفرادِ بل تستهدفُ
الإسلامَ بأَسْرِه؛ إنَّ هدفَ أميركا هو أكبرُ من أنْ تدبِّرَ المؤامراتِ للأفراد،
بل تَسعى للقضاءِ على الإسلامِ بعينِه.
الضَّربةُ الّتي تلقَّتها
أميركا كانت من الإسلام، ومن الشَّعب الّذي رَفعَ رايةَ الإسلام، وليس منّي، أو من
رئيس الجمهوريّة، أو من نوّاب المجلس، أو أعضاءِ الحكومة، ".." ولذلك
فأميركا تُواجِهُ شعباً بأَكملِه، فالقضيّةُ ليست قضيّةَ أفراد.
تخلَّصوا من براثن
الغرور والأنانيّة، والتفِتُوا إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، وانذُروا أنفسَكُم في سبيلِ
دِينِكُم.
لا تَقُلْ: «أنا»، بل
قُلْ: «دِيني». تعلَّموا ذلكَ من الأنبياء وأولياءِ الله الّذين سَخَّروا أنفسَهُم
لخدمةِ الدِّين، ولم تمنَعهُم زخارفُ الدُّنيا وشهواتُ النّفس من فعلِ ذلك.
لِنَتعلَّم من هؤلاء
كيف يُمكنُ أن نُصبحَ أفراداً صالحين. ".."
علينا أن نعملَ على
طردِ «إسرائيل» من فلسطين، وأنْ لا نكتفيَ بمطالبتِها بعدمِ جعلِ بيت المقدس عاصمةً
لها، ولا تصدِّقوا كلامَ أميركا والمنظَّمات الدّوليّة في إدانة خطوةِ «إسرائيل»
هذه، إنَّه واجبُ المسلمين أنفسِهم أنْ يُواجهوا المحتلَّ «الإسرائيليّ».