وَأَرسَلَ عائِلاً
مِنكُمْ يَتيمًا
|
دَنا مِن ذِي
الجَلالِ فَكانَ قَابا
|
نَبِيُّ البِرِّ
بَيَّنَهُ سَبيلاً
|
وَسَنَّ خِلالَهُ
وَهَدى الشِّعابا
|
تَفَرَّقَ بَعدَ
عيسى النّاسُ فيهِ
|
فَلَمّا جاءَ
كانَ لَهُمْ مَتابا
|
وَشافي النَّفسِ
مِن نَزَعاتِ شَرٍّ
|
كَشَافٍ مِن
طَبائِعِها الذِّئابا
|
وَكانَ بَيانُهُ
لِلهَدْيِ سُبْلاً
|
وَكانَت خَيلُهُ
لِلْحَقِّ غابا
|
وَعَلَّمَنا
بِناءَ المَجدِ حَتّى
|
أَخَذْنا إِمرَةَ
الأَرضِ اغتِصابا (احتسابا)
|
وَما نَيلُ المَطالِبِ
بِالتَّمَنّي
|
وَلَكِنْ تُؤخَذُ
الدُّنيا غِلابا
|
وَما استَعصى
عَلى قَومٍ مَنالٌ
|
إِذا الإِقدامُ
كانَ لَهُمْ رِكابا
|
تَجَلّى مَولِدُ
الهادي وَعَمَّتْ
|
بَشائِرُهُ البَواديَ
وَالقِصابا
|
وَأَسدَتْ لِلبَرِيَّةِ
بِنتُ وَهْبٍ
|
يَدًا بَيضاءَ
طَوَّقَتِ الرِّقَابا
|
لَقَد وَضَعَتْهُ
وَهّاجًا مُنيرًا
|
كَما تَلِدُ
السَّماواتُ الشِّهابا
|
فَقامَ عَلى
سَماءِ البَيتِ نورًا
|
يُضيءُ جِبالَ
مَكَّةَ وَالنِّقابا
|
وَضاعَت يَثرِبُ
الفَيحاءُ مِسكًا
|
وَفاحَ القاعُ
أَرجاءً وَطابا
|
أَبا الزَّهراءِ
قَد جاوَزتُ قَدْري
|
بِمَدحِكَ بَيدَ
أَنَّ لِيَ انتِسابا
|
فَما عَرَفَ
البَلاغَةَ ذو بَيانٍ
|
إِذا لَم يَتَّخِذْكَ
لَهُ كِتابا
|
مَدَحتُ المالِكينَ
فَزِدتُ قَدْرًا
|
فَحينَ مَدَحتُكَ
اقتَدتُ السَّحَابا
|
سَأَلتُ اللهَ
في أَبناءِ دِيني
|
فَإِنْ تَكُنِ
الوَسيلَةَ لي أَجابا
|
وَما لِلمُسلِمينَ
سِواكَ حِصنٌ
|
إِذا ما الضّرُّ
مَسَّهُمُ وَنابا
|
كَأَنَّ النَّحْسَ
حينَ جَرى عَلَيهِمْ
|
أَطارَ بِكُلِّ
مَملَكَةٍ غُرابا
|
وَلَو حَفَظوا
سَبيلَكَ كانَ نورًا
|
وَكانَ مِنَ
النُّحوسِ لَهُمْ حِجابا
|
بَنَيتَ لَهُمْ
مِنَ الأَخلاقِ رُكنًا
|
فَخانوا الرُّكْنَ
فَانهَدَمَ اضطِرابا
|
وَكانَ جَنابُهُمْ
فيها مَهيبًا
|
وَلَلأَخلاقُ
أَجدَرُ أَن تُهابا
|
فَلَولاها لَساوى
اللَّيثُ ذِئبًا
|
وَساوى الصّارِمُ
الماضي قِرابا
|
فَإِنْ قُرِنَتْ
مَكارِمُها بِعِلمٍ
|
تَذَلَّلَتِ
العُلا بِهِما صِعابا
|
وَفي هَذا الزَّمانِ
مَسيحُ عِلمٍ
|
يَرُدُّ عَلى
بَني الأُمَمِ الشَّبابا
|