تاريخ و بلدان

تاريخ و بلدان

01/03/2014

تاريخ و بلدان

تاريخ

﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ..﴾ النمل:14

قال الأصمعيّ: دخلتُ على الرَّشيد، وكنت غِبْتُ عنه حولَين بالبصرة، فأومأَ إليّ بالجلوس قريباً منه، فجلستُ قليلاً، ثمّ نهضتُ، فأوْمَأ إليَّ أن اجلس، فجلستُ، حتّى خفَّ النّاس.

ثمّ قال لي: يا أصمعيّ، ألا تحبُّ أن ترى محمّداً وعبد الله؟ [يقصد ابنَيه الأمين والمأمون]

قلت: بلى ".." إنِّي لَأُحِبُّ ذلك، وما أردتُ القيامَ إلَّا إليهما، لأُسلِّم عليهما.

قال: تُكفى. ثمّ قال: عليَّ بمحمدٍ وعبد الله. ".." فأقبلا ".." فسلَّما عليه بالخلافة، وأومأَ إليهما، فدنيَا منه، فأَجلسَ محمّداً عن يمينه، وعبدَ الله عن شماله. ثمّ أمرَني بمطارحتِهما، فكنتُ لا أُلقي عليهما شيئاً من فنون الأدب إلَّا أجابا فيه وأصابا. فقال: كيف ترى أدبَهُما؟

قلت: ".." ما رأيتُ مثلَهما في ذكائهما وجودة ذهنهما ".." فضمَّهما إلى صدره، وسبقته عبرتُه حتّى تحدَّرت دموعُه. ثمّ أَذِنَ لهما، حتّى إذا نهضَا وخرجَا، قال: كيف بك إذا ظهرَ تعاديهما وبَدا تباغضُهما، ووقع بأسُهما بينهما حتّى تُسفكَ الدِّماء، ويودّ كثيرٌ من الأحياء أنّهم كانوا موتى؟

فقلت: ".." هذا شيءٌ قضى به المنجِّمون عندَ مولدِهما، أو شيءٌ أثرته العلماءُ في أمرهما؟

قال: بل شيءٌ أثرته العلماءُ عن الأوصياءِ عن الأنبياءِ في أمرهما.

قالوا: فكان المأمونُ يقول في خلافته: «قد كان الرّشيد سمعَ جميعَ ما جرى بيننا من موسى بن جعفر بن محمّد، فلذلك قالَ ما قال».

(الدّينوريّ، الأخبار الطّوال - مختصَر)

 

 

بلدان

بنت جبيل

تقع مدينةُ بنت جبيل جنوب لبنان على حدود فلسطين، وترتفع عن سطح البحر 770 متراً. هي مركز قضاء بنت جبيل لمحافظة النّبطيّة. تبعد عن صيدا 83 كلم، وعن بيروت 122 كلم، وتبعد عن النّبطيّة حوالي 90 كلم. مساحة أراضيها 320 هكتاراً.

بنت جبيل تعني بيت شمس، أو بيت صناعة الخزف، كما وردت في كتاب (خُطط جبل عامل) للسّيّد محسن الأمين، ويقال بأنّ إحدى الأميرات نزحت إليها نتيجة ظرفٍ ما، فعُرفت بـ «بنت جبيل».

كانت مركز النّاحية أيّام أمراء آل عليّ الصّغير. بنى بها الشّيخ حسين السّلمان سرايا (دار إمارة) سكنها هو وابناه سلمان وتامر. ثمّ أُلحقت بنت جبيل بمرجعيون، ثمّ بصور بعد الاحتلال الفرنسيّ.

في عام 1300 للهجرة، بنى الحاجّ سليمان البزّيّ جامعاً كبيراً، وفي سنة 1350 للهجرة عُبّدت طريقها الرّئيس.

من علمائها: الشّيخ موسى بن أمين شرارة، أنشأ فيها مدرسةً دينيّةً بعدما حضر إليها من العراق سنة 1298 للهجرة. ربّى في مدرسته جماعةً من العلماء، ووعظَ وأفاد، ونشرَ إقامةَ عزاء سيّد الشّهداء عليه السّلام على طرازٍ أحسن من السّابق، مقتبَسٍ من طريقة أهل العراق، وهذّب الأدب العامليّ.

ومنهم: ولدُه الشّيخ عبد الكريم، وولداه الشّيخ محسن والشّيخ موسى (الّذي قطنَ في الهرمل).

ومنهم: السّيّد مهديّ الحكيم النّجفيّ، والشّيخ عبد الله البزّيّ، والشّيخ حسين البزّي، والشّيخ عليّ شرارة.

وكان لها بعثاتُها العلميّة إلى النّجف الأشرف، وقد افتتحَ بعضُ شبابها النّاهض مكتبةً للقرّاء مجّاناً.

 

(السّيّد محسن الأمين، خُطط جبل عامل – بتصرّف)

 

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

01/03/2014

دوريّات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات