الغَفْلَة لماذا؟!
والشّيطان هو العدوّ
الغفلةُ
تركُكَ المسجد، وطاعتُكَ المُفسد
-----إعداد:
محمّد ناصر-----
مَجْموعَةٌ مِنَ
الأحاديثِ الشَّريفَةِ الّتي وَرَدَتْ في تَعْريفِ الغَفْلَةِ وَصِفَةِ الغافِلينَ،
وَفي التَّحْذيرِ مِمّا تُوَرِّثُهُ مِنَ الحَسْرَةِ وَالنَّدامَةِ؛ تَليها كَلِماتٌ
لِصاحِبِ (تفسير الميزان) السَّيِّدِ الطَّباطَبائِيِّ، رَحِمَهُ اللهُ، مِنْ شَرْحِ
الآيَةِ الكَريمَةِ: ﴿ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا..﴾ ق:22.
يستأثر مفهومُ الغَفْلَة بالغافل عن
الآخرة، وبمَن يحصر علمَه واهتمامَه بدنياه، وهو ليس بمغفولٍ عنه: ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا
مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾ الرّوم:7.
مَنْ هُوَ الغافِلُ؟
1- رسول الله صلّى الله عليه
وآله: «أَغْفَلُ النّاسِ مَنْ لَمْ يَتَّعِظْ
بِتَغَيُّرِ الدُّنْيا مِنْ حالٍ إِلى حالٍ».
2- الإمام عليّ عليه السّلام: «وَيْلٌ لِمَنْ غَلَبَتْ عَلَيْهِ الغَفْلَةُ
فَنَسِيَ الرِّحْلَةَ وَلَمْ يَسْتَعِدَّ».
3- وعنه عليه السّلام: «كَفى بِالرَّجُلِ
غَفْلَةً أَنْ يُضَيِّعَ عُمُرَهُ في ما لا يُنْجيهِ».
صِفَةُ
الغَفْلَةِ
1- أمير المؤمنين عليه السّلام: «الغَفْلَةُ ضَلالُ النُّفوسِ وَعُنْوانُ
النُّحوسِ».
2- الإمام الحسن عليه السّلام: «الغَفْلَةُ تَرْكُكَ المَسْجِدَ،
وَطاعَتُكَ المُفْسِدَ».
3- الإمام الصّادق عليه السّلام: «إنْ كانَ الشَّيْطانُ عَدُوّاً، فَالغَفْلَةُ
لِماذا؟!».
الوِقايَةُ
مِنَ الغَفْلَةِ
1- أمير المؤمنين عليه السّلام: «أُوصيكُمْ بِذِكْرِ المَوْتِ، وَإِقْلالِ
الغَفْلَةِ عَنْهُ، وَكَيْفَ غَفْلَتُكُمْ عَمَّا لَيْسَ يَغْفُلُكُمْ؟!».
2- الإمام الباقر عليه السّلام: «ادْفَعْ عَنْ نَفْسِكَ حاضِرَ الشَّرِّ
بِحاضِرِ العِلْمِ، وَاسْتَعْمِلْ حاضِرَ العِلْمِ بِخالِصِ العَمَلِ، وَتَحَرَّزْ
في خالِصِ العَمَلِ مِنْ عَظيمِ الغَفْلَةِ بِشِدَّةِ التَّيَقُّظِ، وَاسْتَجْلِبْ
شِدَّةَ التَّيَقُّظِ بِصِدْقِ الخَوْفِ».
3- وعنه عليه السّلام: «أَيُّما مُؤْمِنٍ
حافَظَ عَلى الصَّلَواتِ المَفْروضَةِ فَصَلّاها لِوَقْتِها، فَلَيْسَ هذا مِنَ الغافِلينَ».
إيقاظٌ
وَتَنْبيهٌ
عن أمير
المؤمنين عليه السّلام:
1- «اتَّقِ أَيُّها السّامِعُ مِنْ
سَكْرَتِكَ، وَاسْتَيْقِظْ مِنْ غَفْلَتِكَ، وَاخْتَصِرْ مِنْ عَجَلَتِكَ».
2- «إِيّاكَ وَالغَفْلَةَ وَالاغْتِرارَ بِالمُهْلَةِ،
فَإِنَّ الغَفْلَةَ تُفْسِدُ الأَعْمالَ، وَالآجالَ تَقْطَعُ الآمالَ».
3- «الحَذَرَ، الحَذَرَ، أَيُّها المُسْتَمِعُ!
وَالجِدَّ الجِدَّ أَيُّها الغافِلُ! ﴿وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبيرٍ﴾».
وقال العلماء
ولَعَمْري لو لم يكنْ في كتابِ الله
تعالى إلّا قوله: ﴿لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا
عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾ ق:22، لكانَ فيه كفاية، إذ الغَفْلَةُ لا
تكونُ إلَّا عن معلومٍ حاضرٍ، وكشفُ الغطاءِ لا يستقيمُ إلّا عن مُغطّى موجود، فلو
لم يكن ما يشاهده الإنسانُ يومَ القيامة موجوداً حاضراً من قبل، لَما كان يصحّ أنْ
يُقال للإنسان: إنّ هذه أمورٌ كانت مغفولةً لك مَسْتورةً عنك، فهي اليوم مكشوفٌ
عنها الغطاء، مُزالةٌ منها الغَفْلَة. ولَعَمْري إنّك لو سألتَ نفسَك أن تَهْدِيَكَ
إلى بيانٍ يفي بهذه المعاني حقيقةً من غير مجاز، لما أجابَتك إلّا بنفسِ هذه
البياناتِ والأوصافِ الّتي نزلَ بها القرآنُ الكريمُ.