«كَتَبَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبي طالِبٍ»
نُسْخَةٌ مِنَ
المُصْحَفِ الشَّريفِ، بِخَطِّ أَميرِ المُؤْمِنينَ عليه
السّلام
ـــــ من ذخائر «العتبة
الرّضويّة المقدّسة» ـــــ
الصّورة المُرفقة هي لأحدى صفحات أجزاء
من المُصْحَف الشّريف (من سورة هود إلى سورة الكهف) مكتوبة بخطّ أمير المؤمنين
عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، ومحفوظة في «مكتبة العتبة الرّضوية المُقدّسة» في
مدينة مشهد الإيرانيّة.
وقد كتب الشّيخ بهاء الدّين العامليّ
على ظهر هذا المُصْحَف بخطّ يده، ما يلي:
«هذا الجزء من القرآن المجيد - الذي هو
بشريف خطّ سيّد الأوصياء، وحُجَّة الله على أهل الأرض والسّماء، نفسِ الرّسول،
وزوج البتول، وأبي السّبطَيْن، وإمام الثّقلَيْن، والمخصوص باختصاص ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ..﴾ المائدة:55، المُعزّز بإعزاز: «مَن كنتُ مَولاه
فعَلِيٌّ مَولاه»، سلامٌ من الرّحمن نحو جنابه، فإنَّ سلامي لا يليقُ ببابِه -
وقفٌ على الحضرة المُنَوّرة، المُقَدّسة المُطَهّرة، الرّضيّة الرّضويّة، على ساكِنِها
ألفُ صلاة وسلام وتحيّة ".." وكان ذلك في شهر جمادى الأولى سنة
1008 من الهجرة.
حرّره تراب أقدام خدّام العتبة المقدّسة
الرّضويّة
بهاء الدّين محمّد العامليّ عُفي عنه».
***
وقد ذكر هذا المُصْحَف، السّيّد محسن الأمين،
رحمه الله، في (أعيان الشّيعة) عند تعداده المصاحف المنسوبة إلى خطوط الأئمّة من
أهل البيت عليهم السّلام، فقال:
«جزءٌ من القرآن المجيد مَنسوبٌ إلى خطّه الشّريف
[أمير
المؤمنين عليه السّلام] من أوّل سورة (هود) إلى آخر سورة (الكهف) ".." رأيناه في خزانة الكُتب الشّريفة الرّضويّة
في 12 ربيع الثّاني 1353، عند تشرُّفِنا بزيارة مشهد الرّضا عليه السّلام؛ مكتوبٌ
على الجلد الرّقيق الّذي لا يفترق كثيراً عن الكاغد، بخطٍّ كوفيٍّ غير مُنقّط،
وعليه نقَط بالحُمرة مُدوّرة، هي علاماتٌ على الشّكل ".." فَلِلكَسرة نقطةٌ تحت الحرف، وللفتحة
نقطةٌ فوقَه، وللضّمّة نقطةٌ أمامه، وإذا كان في وسط الكلمة توضَع النّقطة بجانبه،
وللتّنوين نقطتان فوقَه للمنصوب، وتحتَه للمخفوض، وأمامَه للمرفوع، أمّا الحرف السّاكن
فليس عليه علامة ".." وهذا بعينه تنقيطُ المَصاحِف الّتي رأيناها،
وهو يُؤيِّد أنّها بخطوطهم عليهم السّلام. وفي آخره في سطرَين هكذا: (كتبَه عليُّ
بن أبي طالب).
وجِلدُه مُذَهَّب، موضوعٌ في صندوقٍ مُذهَّب، كِلاهما
في غاية الإتقان ".." عدد أوراقه 68، سطور كلّ صفحة 15، طوله 34
سانتيماً، عرضه 23 سانتيماً، قُطره 3 سانتيمات».
ثمّ أَوْرَدَ السّيّد الأمين، ما كتبه الشّيخ
بهاء الدّين العامليّ على ظهر المُصْحَف.
***
يُشار إلى أنّ الآيات التي تظهر في هذه الصّفحة
المعروضة، هي من سورة النّحل، الآية 78، من قوله تعالى: ﴿وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ
بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا..﴾ إلى الآية 81 (باستثناء الكلمة
الأخيرة منها): ﴿وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ
الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ
تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ..﴾.