إنَّ
كبيراً يسمعني، واستماعه قد أَوْقَفَنِي
«كان
الحسن بن عليٍّ عليهما السّلام يحضرُ مجلسَ رسول الله، صلّى الله عليه وآله، وهو ابن
سبع سنين، فيسمع الوحي فيحفظُه فيأتي أُمَّه فيلقي إليها ما حفظَه، فلمّا دخل عليٌّ،
عليه السّلام، وجد عندها علماً فيسألها عن ذلك، فقالت: من ولدِك الحَسن، فتخفَّى
يوماً في الدّار وقد دخل الحسن وقد سمع الوحي، فأراد أن يلقيه إليها فأُرتجَ عليه،
فعجبت أمُّه من ذلك، فقال: لا تَعْجَبي يا أمّاه، فَإِنَّ كَبيراً يَسْمَعُني، وَاسْتِماعُهُ
قدْ أَوْقَفَني، فخرج عليٌّ فقبَّله. وفي رواية: يا أمّاه، قَلَّ بَياني، وَكَلَّ
لِساني، لَعَلَّ سَيِّداً يَرْعاني».
(مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب)
أحبُّه
لحبِّه لولدي الحسين
«روي
أنّ رسول الله، صلّى الله عليه وآله، كان يوماً مع جماعة من أصحابه مارّاً في بعض الطّريق،
وإذا هم بصبيان يلعبون في ذلك الطّريق، فجلس النّبيّ، صلّى الله عليه وآله، عند صبيٍّ
منهم وجعل يُقبِّل ما بين عينيه ويلاطفه، ثمّ أقعده على حِجره وكان يكثر تقبيله، فسُئل
عن علّة ذلك، فقال صلّى الله عليه وآله: إِنِّي رَأَيْتُ هَذا الصَّبِيَّ يَوْماً
يَلْعَبُ مَعَ الحُسَيْنِ، وَرَأَيْتُهُ يَرْفَعُ التُّرابَ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْهِ
وَيَمْسَحُ بِهِ وَجْهَهُ وَعَيْنَيْهِ، فَأَنا أُحِبُّهُ لِحُبِّهِ لِوَلَدي الحُسَيْنِ،
وَلَقَدْ أَخْبَرَني جَبْرئيلُ أَنَّهُ يَكونُ مِنْ أَنْصارِهِ في وَقْعَةِ كَرْبَلاء».
(بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ)
تخريقُ
صحيفة السيّئات
«من
المهمّات بعد صلاة العصر، لمَن أراد تخريق صحيفته المُتضمّنة للسّيّئات، ما رواه
أبو محمّد هارون بن موسى رضي الله عنه، قال: ..قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:
مَنْ قالَ بَعْدَ صَلاةِ العَصْرِ في كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً واحِدَةً: (أَسْتَغْفِرُ اللهَ الّذي لا إِلَهَ
إِلّا هُوَ الحَيُّ القَيّومُ ذو الجَلالِ وَالإِكْرامِ، وَأَسْأَلُهُ أَنْ يَتوبَ
عَلَيَّ تَوْبَةَ عَبْدٍ ذَليلٍ خاضِعٍ فَقيرٍ بائِسٍ مِسْكينٍ مُسْتَكينٍ مُسْتَجيرٍ
لا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ نَفْعاً وَلا ضَرّاً وَلا مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نشوراً)،
أَمَرَ اللهُ تَعالى بِتَخْريقِ صَحيفَتِهِ كاينةً ما كانت».
(فلاح السّائل، السّيّد ابن طاوس)
إمّا
إنسان، وإمّا جهنّميٌّ على هيئة إنسان
«علامةُ
كَون الإنسان جهنّميّاً، أن لا يصرفَ القلبَ لِما خُلق من أجله؛ حيث خُلِقَ
للتّفقّه والتّدبّر في آيات صُحف التّكوين والتّدوين الكريمة، وأن لا يصرف العينَ
والأذنَ لِما مَنَّ بهما الله تعالى من أجله، وهو رؤية الحقائق الإلهيّة وسماعها،
وأن لا يتجاوزَ أُفقَ الحيوانيّة، ولا يصل على الأقلّ إلى مقام الإنسانيّة، وهو
مقام التّدبيرات العقليّة. فإنسانٌ كهذا حيوانٌ في الحقيقة، وإن كان بحسب الصّورة
المُلكيّة الدّنيويّة يتراءى إنساناً، بل هو أضلّ من سائر الحيوانات».
(جنود العقل والجهل، الإمام الخمينيّ)