آية الله السيّد حسَن الصدر العاملي الكاظمي
من كبار الفقهاء النّوعيّين عِلماً وعملاً
ــــــــــــــــــــــــــــــــ تنسيق: «شعائر»
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*
من أبرز تلامذة المجدّد الشّيرازي الكبير، وكانت تربطه به علاقة خاصّة.
*
كان متبحّراً في علوم مختلفة، وله فيها تآليف زادت عن المئة، منها: (تأسيس الشيعة الكرام
لعلوم الإسلام).
*
ذو براعة في البيان والوصف، وقدمٍ راسخةٍ في المناظرة دفاعاً عن الدين والمذهب.
*
من شيوخ رواية الحديث والإجازة فيها.
*
شارك في الجهاد ضد المستعمر البريطاني في العراق.
*
قال عنه معاصره السّيّد محسن الأمين: «كان عالماً فاضلاً، بهيّ الطّلعة، متبحّراً،
منقّباً، أصوليّاً، فقيهاً، متكلّماً، مواظباً على الدّرس والتّأليف والتّصنيف طول
حياته..».
*
أُعدّ هذا المقال استناداً إلى ما ورد في مقدّمة كتاب (تكملة أمل الآمل) للمترجَم له،
ومجموعةٍ من المصادر الأخرى.
*
هو السيّد حسن بن السيّد هادي بن السيّد محمّد علي بن السيّد صالح بن السيّد محمّد
بن السيّد إبراهيم، الشهير بشرف الدين العاملي الأصفهاني الكاظمي. ينتهي نسبه إلى
إبراهيم الأصغر الملقّب بالمرتضى ابن الإمام موسى الكاظم عليه السّلام.
*
ولد في مدينة الكاظميّة في 29 من شهر رمضان المبارك لسنة 1272 للهجرة (1852م)، وتحدّر من عائلة عريقة في العلم والفضل، أصلها من جبل عامل
في جنوب لبنان. وكان جدّه الأكبر السيّد صالح قد هاجر إلى العراق، ثمّ إلى أصفهان.
*
بدأ حياته الدراسيّة في مدينة الكاظميّة، فاقتبس علوم اللغة من أساتذة مَهَرة
اختارهم والده الذي لم يدّخر وسعاً - وقد لحظ في ابنه مخَايل الذكاء والنبوغ - في
إرهاف عزمه وحثّه على الإمعان في الدرس والبحث، فما بلغ الثامنة عشرة من عمره حتّى
أتقن علوم الفقه والأصول.
*
هاجر إلى النجف الأشرف سنة 1288 للهجرة، فدرس الحكمة العقليّة، والكلام، والفقه،
والأصول على أفذاذ علمائها، حتّى غدا من كواكبها اللامعة ونجومها الثاقبة.
التحاقه بمدرسة المجدّد الشيرازي
عندما
ارتحل مجدّد الشريعة السيّد محمّد حسن الشيرازي الكبير (صاحب الفتوى الشهيرة بتحريم
التنباك) من النجف الأشرف إلى سامرّاء سنة 1291 للهجرة، التحق به كوكبة لامعة من
أعلام الحوزة العلميّة في النجف، كان فيهم - سوى المترجَم له - ابن عمّه السيّد
إسماعيل، والسيّد كاظم الطباطبائي اليزدي، والآخوند ملاّ كاظم الخراساني، والشيخ
آقا رضا الهمداني، والشيخ الميرزا حسين النوري، والميرزا حسين النائيني، وسواهم من
العلماء.
وقد
أفاد السيّد حسن الصدر من محضر الميرزا، وحضر حلقات درسه التي ارتقت بسببها الحوزة
العلميّة في سامرّاء، ثمّ عاد بعد سنتين إلى جامعة النجف الكبرى، وبقي حنينه إلى
حوزة المجدّد الشيرازي يلاحقه، وسرعان ما عاد أدراجه إلى سامراء سنة 1297 للهجرة فلازم
المجدّد الشيرازي، فتوزعّت أوقاته ما بين حضورٍ على أستاذه الشيرازي الكبير،
ومناظرة أترابه العلماء، ومحاضرة يُلقيها على تلامذته، وتأليف ينفرد فيه بكتابه،
وعبادة ينقطع فيها إلى محرابه، ويخلو خلالها بربّه.
وقد
نقل المحدّث الشيخ عباس القمّي في (الكُنى والألقاب) أنّه كان يشاهد الميرزا
الشيرازي يبكّر في كلّ يوم إلى بيت السيّد حسن الصدر للمباحثة معه، ثمّ ينصرف إلى
درسه العام الذي يُلقيه على تلامذته العلماء.
وبعد
وفاة أستاذه الميرزا الشيرازي لم يلبث السيّد حسن الصدر في سامرّاء إلاّ عامين،
قَفَل بعدهما راجعاً إلى مسقط رأسه الكاظميّة سنة 1314 للهجرة، فحطّ الرحال بفِناء
جدّه باب الحوائج إلى الله تعالى: الإمام موسى بن جعفر عليهما السّلام، واستأنف
نشاطه العلمي.
تبحّره في العلوم
كان
السيد حسن الصدر قدوةً في العلم والعمل، مرجعاً في أحكام الله تعالى، مُتبحِّراً
في الأخبار والتاريخ، رأساً في أصول الفقه وعلم الرجال والدراية، راسخ القدم في
التفسير. وقد أُوتي بلاغةً في البيان، وجزالةً في العبارة، وبسطةً في المنطق
والحكمة، ورسوخاً في الكلام والمحاجّة، أمّا في علم الأخلاق فكان بحراً لا ينزف،
وخِضَمّاً لا يُسبر غَوره.
لم
يَجُد الزمان بمثله في مناظراته دفاعاً عن الدين والمذهب، فقد مَنّ الله تعالى
عليه بنَفَس طويل في البحث، وبُعد غَورٍ في الحُجّة، وكان يقتضب جوامع الكلم
ونوابغ الحِكم.
يعلّق
السيد عبد الحسين شرف الدين على هذا الجانب في شخصية السيد الصدر قائلاً: «لم أفتح
عيني على مثله، ثبتُ الغَدَر [الأرض الرخوة]
في مناظراته دفاعاً عن الدين الإسلاميّ وانتصاراً للمذهب الإماميّ، يقطع المبطل
بالحقّ فيرميه بسُكاتِه [أي بما يُسكتُه]،
ويدفعه بأقحاف رأسه فإذا هو زاهق. ولا سمعتْ أُذني بمثله، يقتضب - في إحقاق الحقّ
- جوامع الكلم، ونوابغ الحكم، فتكون فصل الخطاب، ومفصل الصواب».
وعن
منزلته العلميّة، قال معاصره السيد محسن الأمين في (أعيان الشيعة): «كان عالماً
فاضلاً، بهيّ الطلعة، مُتبحّراً، مُنقّباً، أصوليّاً، فقيهاً، مُتكلّماً، مواظباً
على الدرس والتأليف والتصنيف طول حياته، رأيناه وعاصرناه في العراق».
وفي
مقدّمته على (تكملة أمل الآمل) للمترجَم له، وصفه آية الله المرعشي النجفي، بـ «شيخ
الإجازة ومركز الرواية وقطب رَحاها». بل هو: «أعظم شيخ تدور عليه طبقات الأحاديث
العالية في هذا العصر..»، كما في (نزهة الحرمَين) للسيد النقوي.
أما
تلميذه وابن شقيقته الشيخ مرتضى آل ياسين، فيقول في مقدّمة كتاب (تأسيس الشيعة)
الآتي ذكرُه: «لقد كنت أسمع عن السيّد المؤلّف - زمان كان شابّاً قويّ العضلات -
أنّه كان لا يكاد ينام اللّيل في سبيل تحصيله، كما أنّه لا يعرف القيلولة في
النهار، ولكنّي بدل أن أسمع ذلك عنه في زمن شبيبته، فقد شاهدتُ ذلك منه بأمّ عيني
في زمن شيخوخته. وإنّ مكتبته التي يأوي إليها ليلاً نهاراً، ويجلس هناك: بِيُمناه
القلم وبيسراه القرطاس، لَهي الشاهد الفذّ بأنّ عينَي صاحبها المفتوحتَين في الليل
لا يُطبق أجفانَها الكرى في النهار، وإن جاءَها الكرى فإنّما يجيئها حثاثاً لا
يكاد يلبث حتّى يزول».
هذا،
ولم تقف همّة السيّد حسن الصدر عند حدّ، ولم يكن لها غاية أو أمد، فقد أحال صدرَه
موسوعةً علميّة أحاطت بدقائق المسائل من شتّى العلوم، وإنّ الدهش لَيأخذُك وأنت
تتأمّل مؤلّفاته التي جاوزت المائة، وكان له براعة في التصوير تأخذ بمجامع القلوب،
فإن حدّثك عن النبيّ صلّى الله عليه وآله خِلتَ أنّك شهِدت رسالته وحضرت معجزاته،
وإن حدّثك عن جبرئيل حسبتَ أنّك سمعت صوته.
مَلَكاته وسجاياه
أبى
السيّد حسن الصدر على الناس أن يقلّدوه بعد رحيل المجدّد الشيرازي ثمّ رحيل والده
السيّد هادي الصدر، وأرجعهم إلى ابن عمّه السيّد إسماعيل الصدر، فلمّا توفيّ
السيّد إسماعيل سنة 1338 للهجرة قام بالأمر بعده، فظهرت رسالته العمليّة (رؤوس
المسائل المهمّة)، وكان أيّام تصدّيه للإفتاء وقبلها مِن أقوَم أولياء آل محمّد
عليهم السّلام بمهامّهم، وأحوطهم على أحكامهم، وأحناهم على شيعتهم، ووقفَ حياته
على إحياء أمرهم، حتّى لحقهم في دار كرامتهم عليهم السّلام.
وكان
السيد الصدر، رضوان الله عليه، عزيز النفس، نائياً عن مقام العُجب، سَلِسَ
الطِّباع، ليّن العريكة، دَمث الأخلاق، يَقِظَ الفؤاد، منّ الله تعالى عليه بنفسٍ
سَمَت به إلى معالي الأمور.
زاره
الأديب اللبناني أمين الريحاني في بيته، وسجّل في كتابه (ملوك العرب) انطباعه عن
هذه الشخصيّة الفذّة بقوله: «زرتُ السيّد حسن الصدر في بيته بالكاظميّة، فألفيتُه
رجلاً عظيم الخَلق والخُلق، ذا جبينٍ رفيعٍ وضّاح، ولحية كثّة بيضاء، وكلمة
نبويّة... ما رأيتُ في رحلتي العربيّة كلّها مَن أعاد إليّ ذِكر الأنبياء كما
يصوّرهم التاريخ ويصفهم الشعراء والفنّانون مثل هذا الرجل الشيعيّ الكبير، وما
أجمل ما يعيش فيه من البساطة والتقشّف! ظننتُني - وأنا أدخل إلى بيته - أعبرُ بيتَ
أحد خدّامه إليه... ووددتُ لو أنّ في رؤسائنا الدينيّين الذين يرفلون بالأُرجوان
ولا يندر في أعمالهم غير الإحسان، بضعة رجال أمثاله».
الظروف العصيبة التي عاصرها
عاصر
السيّد حسن الصدر أحداثاً عصيبة ألمّت بالمجتمع الإسلاميّ يومذاك، منها انعقاد
المؤتمر الصهيوني الأوّل في مدينة «بال» السويسريّة سنة 1897 للميلاد، حيث جرت
المطالبة بفلسطين كوطنٍ قوميّ لليهود، ومنها إبرام معاهدة بين بريطانيا وروسيا
لاقتسام إيران إلى منطقتَي نفوذ عام 1907م، ثمّ دخول الدولة العثمانيّة الحرب
العالميّة الأولى عام 1914م، وما تلا ذلك من تداعيات على كافّة الأصعدة، انتهاءً
بتنحية المسلمين عن جميع مناحي الحياة السياسيّة والعسكريّة والاقتصاديّة
والتربويّة.
لكنّ
السيّد الصدر لم يبقَ بمنأى من حركة الجهاد التي خاضها الشعب العراقيّ خلال الحرب
العالميّة الأولى وبعدها ضدّ المستعمر البريطانيّ، وكان رحمه الله في عداد أبرز
المجتهدين في الفترة ما بين 1916 - 1920م، مع أقطاب المرجعيّة من أمثال السيّد
محمّد كاظم اليزدي، وشيخ الشريعة الأصفهاني (في النجف)، والشيخ محمّد تقي
الشيرازيّ (في سامراء ثمّ في كربلاء) والشيخ مهدي الخالصي (في الكاظميّة)، وقد
أوردت التقارير البريطانيّة معلومات حول مواقفهم السياسيّة المناوئة للاستعمار.
مؤلّفاته
كان
السيد حسن الصدر أعلى الله مقامه ممّن لهم الميزة الظاهرة والواضحة في التأليف، جمع
فيه بين الإكثار والتحقيق، كتب في مواضيع مختلفة من علوم شتّى، وما منها إلّا غزير
المادّة، جزيل المباحث، سديد المناهج، مطّرد التنسيق، نذكر منها:
* في أصول الدين:
-
(كتاب الدّرر الموسويّة في شرح العقائد الجعفرية):
شرح فيه بعض مؤلّفات الشيخ الأكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء في العقائد.
-
(إحياء النفوس بآداب ابن طاوس).
* في
الفقه:
-
(سبيل الرشاد في شرح نجاة العباد)، على سبيل الاستدلال، خرج منه مجلّد ضخم في مباحث
المياه إلى أحكام التخلّي.
-
(تبيين مدارك السداد للمتن والحواشي من نجاة العباد)، والمراد من الحواشي حاشيتا الشيخ
مرتضى الأنصاري، وأستاذه الميرزا الشيرازي.
* في الحديث وعلومه:
-
(شرح وسائل الشيعة إلى أحكام الشريعة).
-
(بغية الوعاة في طرق طبقات مشايخ الإجازات): يشتمل على عشر طبقات.
* في التراجم والرجال:
- (مختلف الرجال): دوّن فيه هذا العلم تدوين سائر
العلوم بذكر حدَّه وموضوعه وغايته ومبادئه التصورية والتصديقية ومن اختلف فيه من الرواة
والرجال.
-
(تكملة أمل الآمل): وهو في بابه عديم النظير، ذكر فيه من لم يشتمل (أمل الآمل)
للحرّ العاملي على ذكرهم، من علماء جبل عامل وسائر البلدان.
* علم
الفهارس والتأليف والتصنيف:
-
(تأسيس الشيعة الكرام لعلوم الإسلام): يأتي ذكره.
-
(فصل القضا في الكتاب المشهور بفقه الرضا): كشف فيه حال هذا الكتاب بما لا مزيد عليه.
* الأخلاق:
له
فيه (إحياء النفوس)، و(سبيل الصالحين)، ورسالة وجيزة في المراقبة، ورسالة أخرى في السلوك.
* المناظرة:
-
(عمر وقوله: هجر).
-
(رسالة في الرد على فتاوى الوهابيّين بحرمة البناء على الأضرحة).
* أصول الفقه:
-
(اللّوامع): يتضمن – إلى آرائه - نتائج أفكار الأنصاري والشيرازي وتلامذتهما.
-
(اللّباب في شرح رسالة الاستصحاب).
* النحو:
(خلاصة
النحو): لَخّصَ فيه هذا العلم على ترتيب ألفية ابن مالك.
* التاريخ:
-
(محاربو الله ورسوله يوم الطفوف).
-
(كشف الظنون عن خيانة المأمون).
قصّة تأليف (تأسيس الشيعة الكرام لعلوم الإسلام)
لتأليف
كتاب (تأسيس الشيعة الكرام لعلوم الإسلام) قصّة، فقد كان جرجي زيدان (1861 -
1914م) قد ذكر في كتابه (تاريخ آداب اللغة العربيّة) متحدّثاً عن الشيعة أنّ:
«الشيعة طائفة صغيرة لم تترك أثراً يُذكر، وليس لها وجود في الوقت الحاضر».
فدفع
هذا القولُ الشيخَ آغا بزرك الطهرانيّ (1876 - 1970م) ورفيقَيه في العلم: السيّد
حسن الصدر، والشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء (1877 - 1954م) أن يتعاهدوا للردّ على
هذا الزعم الباطل، فأخذ كلّ واحد منهم على عاتقه بيان جانب من جوانب الثقافة
الشيعيّة الغنيّة، والتعريف بالمذهب الإمامي.
وتقرّر
أن يبحث العلاّمة السيّد حسن الصدر في الآثار العلميّة لمدرسة أهل البيت عليهم
السّلام وبيان فضلهم وسَهمهم الوافر في تأسيس علوم الإسلام، وظهرت ثمرة هذا البحث
في كتابه (تأسيس الشيعة الكرام لعلوم الإسلام) وطُبع بمساعدة الشيخ آغا بزرك سنة
1370 للهجرة في 445 صفحة.
أمّا
الشيخ آغا بزرك فقد ألّف موسوعته الشهيرة (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) في 25
مجلّداً استوعب فيه مصنّفات الشيعة في شتّى أنواع العلوم والفنون.
وأمّا
الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء فقد ألّف كتاب (أصل الشيعة وأصولها) في بيان عقائد
الشيعة في أصولهم وفروعهم.
يقول
الشيخ آغا بزرك صاحب كتاب (الذريعة) وهو يتحدث عن كتاب (تأسيس الشيعة): «لسيّد
مشايخنا آية الله السيّد حسن صدر الدين الموسوي العاملي الكاظميّ [كتاب]... ابتكر
[فيه] موضوعاً خصّصه بالتدوين، وأبدع فيه غاية الإبداع، وقرّر فيه بما صحّ من
التواريخ والسِّيَر فقدّم علماء الشيعة على سائر علماء الإسلام في تأسيس أنواع
العلوم الإسلاميّة، من النحو، والصرف، وعلوم البلاغة، والعروض، واللغة، والكلام،
والمعقول، والفقه، والأصول، والتفسير، والأخلاق، وغير ذلك، وأثبت فيه سبقَهم في
التصنيف والتأليف في تلك الأنواع على مَن عَداهم، وأورد تراجم المؤسّسين وأحوالهم،
فذكر بعض القدماء المصنّفين وتصانيفهم..».
وفاة السيّد حسن الصدر
رحلت
إلى بارئها تلك الروح الكبيرة التي لم تخلد إلى الراحة طيلة سنوات عمرها الطافح
بالدأب والسعي والمثابرة، وذلك ليلة الخميس 11 ربيع الأوّل سنة 1354 للهجرة
(1934م) في بغداد - وكان نُقل إليها للمعالجة - فضجّت لصدى وفاته إيران،
وأفغانستان، والهند، والعراق، وجبل عامل، وسائر البلاد الإسلاميّة، وحُمل نعشه إلى
الكاظميّة على رؤوس الآلاف من مشيّعيه، فدُفن في حجرة من حجرات الصحن الكاظميّ،
فيها مقبرة والده السيّد هادي الصدر، وشارك في تشييعه العلماء، والأشراف،
والمسؤولون، وقد أبّنتْه الصحافة العراقيّة، كما أبّنته الصحافة اللبنانيّة وأذاعت
في تأبينه الكلمة الفذّة التي أبرزتها لجنة من أعلام العلماء انعقدت في مدينة صور،
وأقيمت الفواتح على روحه، أعظمها الفاتحة التي أقامها في النجف الأشرف ثلاثة أيّام
المرجع السيّد أبو الحسن الأصفهانيّ.