تاريخ
وفدُ العراقيّين
عند معاوية
«..قدم وفدُ العراقيّين
على معاوية، فَقَدِمَ في وفد أهل الكوفة عَديّ بن حاتم الطّائيّ، وفي وفد أهل
البصرة الأحنفُ بن قيس، وصعصعة بن صوحان.
فقال عمرو بن العاص
لمعاوية: هؤلاء رجال الدّنيا وهم شيعة عليٍّ [عليه السّلام] الّذين قاتلوا معه يوم
الجمل، ويوم صفّين، فكنْ منهم على حَذَر، فأمر لكلّ رجلٍ منهم بمجلس سَرِيّ،
واستقبل القومَ بالكرامة.
فلما دخلوا عليه قال
لهم: أهلاً وسهلاً قدمتُم الأرضَ المقدّسة والأنبياء والرّسُلَ والحشرَ والنّشر.
فتكلّم صعصعة وكان من
أحضر النّاس جواباً، فقال:
يا معاوية، أمّا قولك:
(الأرض المقدّسة)، فإنّ الأرض لا تقدِّسُ أهلَها، وإنّما تقدّسهم الأعمالُ الصّالحة.
وأمّا قولك: (أرض
الأنبياء والرّسل)، فمَن بها من أهل النّفاق والشّرك والفراعنة والجبابرة أكثرُ من
الأنبياء والرّسل.
وأمّا قولك: (أرض
الحشر والنّشر)، فإنّ المؤمن لا يضرّه بُعدُ المحشر، والمنافق لا ينفعُه قربُه.
فقال معاوية: لو كان
النّاس كلّهم أولدَهم أبو سفيان لما كان فيهم إلّا كيِّساً رشيداً.
فقال صعصعة: قد أولد
النّاسَ مَن كان خيراً من أبي سفيان فأولدَ الأحمقَ والمنافق، والفاجر، والفاسق،
والمعتوه، والمجنون؛ آدم أبو البشر. فخجلَ معاوية».
(المجلسي،
بحار الأنوار: 44/123، نقلاً عن الاختصاص)
بلدان
طَيْبة، وفطرُس
طَيْبَةُ:
عَلَمٌ على المَدِينَة النَّبَويّةِ على سَاكِنِها (وآله) أَفْضَلُ الصَّلاَة
وأَتَمُّ السَّلاَم، وعَلَيْهِ اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ.
قال
ابن بَرِّيّ: وقد سَمَّاهَا النَّبِيّ صَلّى اللهُ عَلَيْه [وآله] وسَلَّم
بِعِدَّة أَسْمَاء كَطَابَةَ، والطَّيِّبَةِ، والمُطَيَّبَة، والجَابِرَة،
والمَجْبُورَة، والحَبِيبَة، والمَحْبُوبَة، والمُوفِيَة، والمِسْكِينَة،
وغَيْرِهَا..
وفي
الحَدِيث أَنَّه أَمَرَ أَنْ تُسَمَّى المَدِينة: طَيْبَةَ وطَابَة، وهما تأنِيثُ
طَيْبٍ وطَاب بمَعْنَى الطِّيبِ، لأَنّ المَدِينَةَ كانَ اسمُهَا يَثْرِبَ،
والثَّرْبُ: الفَسَادُ، فنَهَى أَن يُسَمَّى بِهَا، وسَمَّاها طَابَةَ وطَيْبَةَ،
وقِيلَ: هُوَ مِنَ الطَّيِّب الطَّاهِرِ لخُلُوصِهَا من الشِّرْكِ وتَطْهِيرِها
مِنْهُ. والمُطَيَّبَةُ في قَول المُصَنّفِ مَضْبُوطٌ بصِيغَةِ المَفْعُولِ، وَهُو
ظَاهِرٌ، ويُحْتَمَلُ بِصِيغَة الفَاعِل، أَي المُطَهِّرَةُ المُمَحِّصَةُ
لذُنُوبِ نَازِليهَا.
**
فطرس: «فُطْرُسٌ،
بالضَّمِّ، أَهْمله الجَوْهَرِيُّ وصاحب اللِّسَان، وهو اسْمُ رَجُل، ومنه نَهْرُ
فُطْرُسٍ، هكذا أَوْرَدَه أَبو تَمّامٍ في أشْعاره، وكذا أَبو نُوَاسٍ.
ويقال:
نَهرُ أَبي فُطْرُسٍ، وهذا هو المشهور، وهذا النَّهْرُ قُرْبَ الرَّمْلَة من
أَرْضِ فلَسْطينَ، مَخْرَجُه من جَبَلٍ قُرْبَ نابُلُسَ، ويَصُبُّ في البَحْر
المِلْح [أي البحر الميّت]
بَيْنَ مَدِينَتَيْ أَرْسُوفَ ويَافَا، به كانَتْ وَقْعَةُ عبد الله بن عليِّ بن
عبد الله بنِ عَبّاسٍ ببَنِي أُمَيَّةَ، فقَتَلَهُم في سنة 132..».
(الزّبيديّ، تاج
العروس)
[ملاحظة:
الأرجح أنّ «فطرس» من صيغ «بطرس»، قال الهمذانيّ في (البلدان، ص 195، عالم الكتب)
عند حديثه عن بعض مدن الرّوم: «وفي داخل المدينة كنيسة مبنيّة على اسم مار فطرس ومار
فولس الحواريّين وهما مدفونان فيها..». وتقدّم قول الزّبيدي إنّه اسم رجل، وهذا
الاسم غير معروفٍ عند العرب. وفي المصادر أنّ «فطرس» كان من تلامذة بختيشوع، وهو
الذي أوفده الأخير إلى الإمام الحسن العسكريّ بناءً لطلبه عليه السّلام]