من تَوجيهات شيخ الفقهاء العارفين
لا تَنازعوا على بيوت العنكبوت
هذه المقتطفات هي من ترجمة خاصّة بـ
«شعائر» اخترناها من كتاب (جرعة وصال) المطبوع بإجازةِ مكتب شيخ الفقهاء العارفين،
المرجع الرّاحل الشّيخ محمد تقي بهجت قدّس سرّه.
نشير إلى أنّ
الكتاب يتضمّن توجيهات معنويّة مختصرَة جرى اقتباسها، بعناية، من كلماته رضوان
الله تعالى عليه.
اِعملوا بما
تعلمون، واحتاطوا في ما
لا تعلمون حتّى تتّضح لكم الأمور؛ فإن لم تتّضح، فاعلموا أنّكم قد جعلتم
شيئاً ممّا تعلمون وراء ظهوركم.
نحن، أنفسنا، مَن
نُساهم في توفير أسباب حديث النّفس والغَفلة ونسيان ذِكر الله.. وعند المراقبة
والمحاسبة يتّضح للمرء أين يكمنُ العَيب.
طالبُ المعرفة
والهداية، قريبٌ جدّا
ًمن الوصول إلى غايته والعثور عليها، وقريبٌ جدّاً من التّشرّف بالقرب ومعرفة الحقّ؛
لدرجة أنّه يكاد يُقال له: وَصَلْتَ، فتَشَرَّف بالدُّخول!
كلّ المصائب رحمة
أَمِنَ الممكن
أن يكون للمرء علاقة دينيّة ومعنويّة مع الله عزَّ وجلَّ وأوليائه، ثمّ يُخذل
في الظّروف الصّعبة، دون أن يُؤخذ بيده أو يُرشَد؟!
إنّ الله
يقوِّي إيمان الّذين تبقى أقدامُهم ثابتةً عند الشّدائد، يقوّيه إلى الحدّ
الذي لا تتمكّن فيه المصائب من أن تنالَ منهم، فيرحلون عن الدّنيا مُؤمنين ذاكرين،
وبذكر الله مُستَأنسين.
انظروا إلى عبيد
الدّنيا وإلى ما تعلّقت به قلوبهم، وإلى ما يتنازعون عليه فيما بينهم ، فما هو
إلّا عالمٌ من قرطاس وورقٍ مقوّى وبيتِ عنكبوت!..
الرّزق كلّه، في التّوكّل على الله
ينبغي على
الإنسان أن يحدِّد موقفه يوميّاً؛ أَهو من أهل الحقّ وأتباعه، أم هو من أهل
الباطل وأشياعه؟!
لنعلم أنّ
الأمر كلّه يتلخّص في مسألة واحدة: العبوديّة لله. وعبوديّته في إطاعته،
وطاعته في ترك مَعصيته في ما نعتقدُ ونعمل.
البعض يرى أنّ التّوكّل
على الله هو رزقُهم، وهؤلاء هم الأغنياء حقّاً. فقد أيقنوا بأنّهم ما إن
توكّلوا على الله فإنّ رزقهم سيَصلهم؛ وعندما لا يصلهم يعلمون أنّه لم يكن ضروريّاً
لهم.
الثّروة والغنى
المادّيّان ما هما إلّا مقدّمة للإنسان ليعيش مرتاحاً؛ والمُتوكِّل على الله
يعيش مرتاحاً من دون هاتَين المُقدّمتَين.