دعاء
المعراج، و«سريع الإجابة»
يَا مَنْ هُوَ مَلْجَأُ كُلِّ مَقْصِيٍّ مَطْرُودٍ
_____
إعداد: «شعائر» _____
تزخر
المرويّات عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله، وأهل البيت عليهم السلام بأدعية هي
كنوز حقيقية في المعارف الإلهيّة، وفنون التّضرّع والاستكانة بين يدَي الله عزّ وجلّ، وحُسن
طلب الحوائج منه تبارك وتعالى. ومن تلك الأدعية ما جمعه الشّيخان: الكُليني في
كتابه الحديثي (الكافي)، والكفعمي في كتابه (المصباح).
|
دعاء المعراج
أورد
الشّيخ الكفعميّ «دعاء المعراج» في كتابه (المصباح)، وهو مرويٌّ عن النّبيّ صلّى الله
عليه وآله، وهو ممّا قال فيه صلّى الله عليه وآله: «الحمدُ لله الّذي مَنَّ
عليَّ بهذا الدّعاء»، بعدما ذكرَ عظيمَ ثواب قارئه وحامله، وأثرَه في تفريج
الهمّ والغمّ، وقضاء الدَّين، وغفران الذُّنوب، والحديثُ في عظيم منزلته طويل، لم
نذكرْه اختصاراً، وهو:
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا مَنْ أَقَرَّ لَهُ بِالعُبُودِيَّةِ
كُلُّ مَعْبُوٍد، يَا مَنْ يَحْمَدُهُ كُلُّ مَحْمُودٍ، يَا مَنْ يُطْلَبُ عِنْدَهُ
كُلُّ مَفْقُودٍ، يَا مَنْ يَفْزَعُ إِلَيْهِ كُلُّ مَجْهُودٍ، يَا مَنْ سَائِلُهُ
غَيْرُ مَرْدُودٍ، يَا مَنْ بَابُهُ عَنْ سُؤالِهِ غَيْرُ مَسْدُودٍ، يَا مَنْ هُوَ
غَيْرُ مَوْصُوفٍ وَلَا مَحْدُودٍ، يَا مَنْ عَطَاؤُهُ غَيْرُ مَمْنُوعٍ وَلَا مَنْكُودٍ،
يَا مَنْ لَيْسَ بِبَعِيدٍ وَهُوَ نِعْمَ المَقْصُود، يَا مَنْ رَجَاءُ عِبَادِهِ بِحَبْلِهِ
مَشْدُودٌ، يَا مَنْ لَيْسَ بِوَالِدٍ وَلَا مَوْلُودٍ، يَا مَنْ شِبْهُهُ وَمِثْلُهُ
غَيْرُ مَوْجُودٍ، يَا مَنْ كَرَمُهُ وَفَضْلُهُ لَيْسَ بِمَعْدُودٍ (غَيْرُ مَعْدُودٍ)،
يَا مَنْ حَوْضُ بِرِّهَ لِلأَنامِ مَوْرُودٌ، يَا مَنْ لَا يُوصَفُ بِقِيَامٍ ولَا
قُعُودٍ، يَا مَنْ لَا تَجْرِي عَلَيْهِ حَرَكَةٌ وَلَا جُمُودٌ، يا اللهُ، يا رَحْمنُ،
يَا رَحِيمُ، يَا وَدُودُ، يَا راحِمَ الشَّيْخِ الكَبِيرِ يَعْقُوبَ، يَا غَافِرَ
ذَنْبِ دَاوُدَ، يَا مَنْ لا يُخْلِفُ الوَعْدَ وَيَعْفُو عَنِ المَوْعُودِ، يَا مَنْ
رِزْقُهُ وَسِتْرُهُ لِلعاصِينَ مَمْدُودٌ، يَا مَنْ هُوَ مَلْجَأُ كُلِّ مَقْصِيٍّ
مَطْرُودٍ، يَا مَنْ دَانَ لَهُ جَمِيعُ خَلْقِهِ بِالسُّجُودِ، يَا مَنْ لَيْسَ عَنْ
نَيْلِ وُجُودِهِ أَحَدٌ مَصْدُود، يَا مَنْ لَا يَحِيفُ فِي حُكْمِهِ وَيَحْلُمُ عَنِ
الظَّالِمِ العَنُودِ، اِرْحَم عُبَيْداً خاطِئاً لَمْ يُوفِ بالعُهُودِ، إنَّكَ فَعَّالٌ
لِمَا تُرِيدُ، يا بَارُّ يَا وَدُودُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ خَيْرِ مَبْعُوثٍ دَعَا
إلى خَيْرِ مَعْبُودٍ، وعلى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ أَهْلِ الكَرَمِ والجُودِ،
وافْعَلْ بِنَا مَا أَنْتَ أَهْلُهُ يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ»،
وسلْ حاجتك تُقضى إن شاء الله تعالى.
الدّعاء السّريع الإجابة
وجاء
في كتاب (الكافي) للشّيخ الكُلينيّ قدّس سرّه، تحت عنوان «دعواتٌ موجَزات لجميع
الحوائج»، الرّوايةُ التّالية:
«..
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ الله عليه السّلام
ابْتِدَاءً مِنْه: يَا مُعَاوِيَةُ! أمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَجُلاً أَتَى أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ عليه السّلام فَشَكَا الإِبْطَاءَ عَلَيْه فِي الْجَوَابِ فِي دُعَائِه،
فَقَالَ لَه: أَيْنَ أَنْتَ عَنِ الدُّعَاءِ السَّرِيعِ الإِجَابَةِ؟ فَقَالَ لَه الرَّجُلُ:
مَا هُوَ؟ قَالَ: قُل:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الأَعْظَمِ الأَجَلِّ
الأَكْرَمِ الْمَخْزُونِ الْمَكْنُونِ النُّورِ الْحَقِّ الْبُرْهَانِ الْمُبِينِ،
الَّذِي هُوَ نُورٌ مَعَ نُورٍ ونُورٌ مِنْ نُورٍ ونُورٌ فِي نُورٍ ونُورٌ عَلَى نُورٍ
ونُورٌ فَوْقَ كُلِّ نُورٍ، ونُورٌ يُضِيءُ بِه كُلُّ ظُلْمَةٍ ويُكْسَرُ بِه كُلُّ
شِدَّةٍ وكُلُّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ وكُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، لَا تَقِرُّ بِه أَرْضٌ
ولَا تَقُومُ بِه سَمَاءٌ ويَأْمَنُ بِه كُلُّ خَائِفٍ ويَبْطُلُ بِه سِحْرُ كُلِّ
سَاحِرٍ وبَغْيُ كُلِّ بَاغٍ وحَسَدُ كُلِّ حَاسِدٍ، ويَتَصَدَّعُ لِعَظَمَتِه الْبَرُّ
والْبَحْرُ ويَسْتَقِلُّ بِه الْفُلْكُ حِينَ يَتَكَلَّمُ بِه الْمَلَكُ فَلَا يَكُونُ
لِلْمَوْجِ عَلَيْه سَبِيلٌ، وهُوَ اسْمُكَ الأَعْظَمُ الأَعْظَمُ، الأَجَلُّ الأَجَلُّ،
النُّورُ الأَكْبَرُ، الَّذِي سَمَّيْتَ بِه نَفْسَكَ واسْتَوَيْتَ بِه عَلَى عَرْشِكَ،
وأَتَوَجَّه إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وأَهْلِ بَيْتِه، أَسْأَلُكَ بِكَ وبِهِمْ أَنْ تُصَلِّيَ
عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأَنْ تَفْعَلَ بِي كَذَا وكَذَا».