موقف

موقف

منذ يوم

تلاوةُ الرأس الشريف آياتٍ من القرآن الكريم


تلاوةُ الرأس الشريف آياتٍ من القرآن الكريم

مُنكِرُ كراماتِ المعصوم، سيُنكر أحكام الدّين

_____ الشّيخ الصّدوق قدّس سرّه _____

 

هذا الموقف مقتطف من مقدّمة كتاب (الهداية) للشّيخ الصّدوق قدّس سرّه، وقد جاء في سياق عرض نماذج من منهجه وقوّة استدلاله في المناظرة. وفيه يستدلّ الصدوق قدّس سرّه على صحّة رواية تلاوة الرّأس الشّريف للإمام الحسين عليه السّلام آياتٍ من سورة الكهف، بل يُقرّر أنّ منكرَها ونظائرها «قادرٌ على إنكار الشّرائع، ومعاجز الرّسول صلّى الله عليه وآله، وجميع أمور الدِّين والدّنيا، لأنّ هذه قد وصلت إلينا بمثل هذه الأسانيد والطّرق، وثبت صحّة ما فيها».

 

ورد في كتاب (مجالس المؤمنين) للسيد نور الله التستري (الشهيد سنة 1019 للهجرة) ما أجاب به الشّيخ الصّدوق، رحمه الله، بشأن قراءة رأس الإمام الحسين عليه السّلام سورة الكهف وهو على الرّمح. قال:

«وفي غد ذلك اليوم [اليوم الذّي جرت فيه مناظرة في مجلس ركن الدولة ابن بويه الديلمي، وهي مناظرة طويلة فيها مسائل اعتقاديّة دقيقة، تكشف عن عمق إحاطة الشّيخ الصّدوق رحمه الله بآيات الكتاب والأحاديث والتّاريخ وسائر العلوم الإسلاميّة، وحسن أسلوبه في الاحتجاج] جلس ركن الدّولة على كرسيّ السّلطنة، وذكرَ الشّيخ وبالغ في الثّناء عليه.

فقال أحد الحاضرين: «إنّ الشّيخ يقول إنّ رأس الإمام الحسين عليه السّلام لمّا رُفع على الرّمح، كان يتلو سورة الكهف».

فقال الملك: «ما سمعتُ هذا منه، وسأبعث إليه وأسأله»، فكتب إلى الشّيخ في ذلك.

ولمّا قرأ الشّيخ السّؤال، أجاب:

«رووا هذا الخبر عمّن سمع رأس الحسين عليه السّلام يتلو آياتٍ من سورة الكهف، ولم يصِلنا ذلك عن أحدٍ من الأئمّة عليهم السّلام، لكنّي لا أُنكرُه بل أراه حقّاً، فإذا جاز في يوم القيامة لأيدي المجرمين وأَرْجُلِهم أن تتكلّم، وهو ما ورد في القرآن: ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ يس:65، فيصحّ أن ينطق رأسُ الحسين ويلهج لسانه بالقرآن، وهو خليفةُ الله، وإمام المسلمين، وسيِّد شباب أهل الجنّة، وجدُّه محمّدٌ المصطفى، وأبوه عليٌّ المرتضى، وأمّه فاطمةُ الزّهراء، بل إنكارُه إنكارٌ لقدرةِ الله وفضلِ صاحب الرّسالة.

والعجَب لِمَن يُنكر صدور مثل هذا عمَّن بكَته الملائكة ومطرت السّماءُ دماً لأجله، وناحَ عليه أهلُ الجِنان.

فمّن أنكرَ أمثالَ هذه الأخبار على صحّتها وقوّة سندِها، فهو قادرٌ على إنكار الشّرائع، ومعاجز الرّسول صلّى الله عليه وآله، وجميعِ أمور الدِّين والدّنيا، لأنّ هذه قد وصلت إلينا بمثل هذه الأسانيد والطُّرُق، وثبت صحّةُ ما فيها».

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ يوم

دوريات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات