مهالكُ سوء الظّنّ بالآخرين
«إنّ جميع الأحلام التي نراها في
النّوم هي تمثّلات الملَكات والخيالات التي استقرّت في النّفس، وإنّ أكثر ما نراه
في منامنا من الحيوانات الوحشيّة هو بسبب سوء ظنّنا بالآخرين، فإذا أزال الشّخص سوء
الظّنّ من ذهنه، فسوف تقلّ كوابيسُه، ولن يرى ما يُقلقه بعد ذلك، وحينها سيكون
كثيراً ما يرى الحقائق على صورة منامات جميلة، فيصير نومه عبارة عن مصيدة للاصطياد،
ويذهب بنومه إلى اقتناص الحقائق والمعارف، ويرى الإمام المعصوم عليه السلام، ويأخذ
الشّفاء لعشَرات المرضى، ويحلّ مشاكل مئات الأشخاص. ولكنْ – للأسف – فإنّ من كثرة
ما مُلئت أذهاننا من سوء الظّنّ، فإذا مرض شخصٌ، لا يستطيع الأشخاص الّذين اجتمعوا
من حوله أن يجدوا له العلاج».
(شرح مراتب الطّهارة، الشيخ
داود صمدي الآملي)
معنى «جنّة النّعيم»
قال العلّامة السيد محمد حسين الطباطبائي رحمه الله في معنى «جنّة النّعيم»:
«المُراد من جنَّة النَّعِيم الّتي ورد ذكرها فيالقرآن
".." جنّة الولاية التي هي مقامُ المُخلَصين والمُقرّبين من أولياء الله،
والواصلين إلى مقام التّوحيد الذّاتيّ، والفانين في العوالم الرّبوبيّة وصفات
الجمال والجلال الإلهيّة؛ هي جنّة أولئك الّذين أودعوا كلّ شوائب وجودهم في وادي
النّسيان، وأسلموا كلّ وجودهم للحقّ».
(الشّمس السّاطعة، الطّهرانيّ)
لأنوارِهَا
الأملاكُ كان سجودُها
«.. ولله درّ الشّيخ محمّد عليّ اليعقوبيّ عليه الرّحمة، إذ يقول:
فَفي
مَهْدِهِ الأملاكُ لاذَتْ وَقَبْرُهُ
|
مُلُوكُ
الورى تَعنو لَدَيْهِ وَصِيدُها
|
تُعَفِّرُ
في أبْوَابِهِ جَبَهَاتِها
|
وَتَلْثمُهُ
أفواهُها وخدودُها
|
مِنَ
الْخَمْسَةِ اللاَّئي لِجَبْهَةِ آدَمَ
|
لأنْوارِهَا
الأمْلاكُ كانَ سُجودُها
|
أبو
التِّسْعَةِ الغُرِّ الّذينَ وُجُودُهُمْ
|
أَضاءَتْ
بِهِ الدّنيا وَقامَ وُجودُها»
|
(المجالس العاشورائيّة، الشّيخ عبد الله آل
درويش)
على
كلّ مسلمٍ أن يُحاسب نفسَه
قال الإمام الصّادق
عليه السّلام: «يا ابْنَ
جُنْدَبٍ، حَقٌّ عَلى كُلِّ مُسْلِمٍ يَعْرِفُنا، أَنْ يَعْرِضَ عَمَلَهُ في كُلِّ
يَوْمٍ وليلةٍ عَلى نَفْسِهِ فَيَكونَ مُحاسِبَ
نَفْسِهِ، فَإِنْ رَأَى حَسَنَةً اسْتَزادَ مِنْها، وَإِنْ رَأى سَيِّئَةً اسْتَغْفَرَ
مِنْها لِئَلَّا يُخْزَى يَوْمَ القِيامَةِ. طوبى لِعَبْدٍ لَمْ يَغْبِطِ الخاطِئينَ
على ما أُوتوا مِنْ نَعيمِ الدُّنْيا وَزَهْرَتِها. طُوبى لِعَبْدٍ طَلَبَ الآخِرَةَ
وَسَعى لَها. طوبى لِمَنْ لَمْ تُلْهِهِ الأَماني الكاذِبَةُ».
ثمّ قال عليه السّلام: رَحِمَ اللهُ قَوْماً كانوا سِراجاً وَمَناراً،
كانوا دُعاةً إِلَيْنا بِأَعْمالِهِمْ وَمَجْهودِ طاقَتِهِمْ، لَيْسَ كَمَنْ يُذِيعُ
أَسْرارَنا».
(تحَف العقول، ابن شعبة الحَرّانيّ)